“نهرا”: لا وجود لخلل تقني بالجهاز المستعمل في العملية

جراحون: ليست مضاعفات بل تسرب للهواء نتيجة خطأ

| عباس إبراهيم

جاء‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬والخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬“نهرا”‭ ‬الصادر‭ ‬بتاريخ‭ ‬2‭ ‬يونيو‭ ‬2019،‭ ‬وأودع‭ ‬بملف‭ ‬القضية،‭ ‬أن‭ ‬طبيب‭ ‬التخدير‭ ‬ضمن‭ ‬الطاقم‭ ‬قرر‭ ‬بأن‭ ‬نسبة‭ ‬الخطأ‭ ‬الحاصل‭ ‬نادرة‭ ‬وتقدر‭ ‬بـ‭ ‬0‭.‬2‭ - ‬0‭.‬3‭ % ‬فقط،‭ ‬أما‭ ‬الجراح‭ ‬المعروف‭ ‬فقال‭ ‬إنه‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬الجهاز‭ ‬ذاته‭ ‬قبل‭ ‬وأثناء‭ ‬وبعد‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬بعدما‭ ‬استبدل‭ ‬الجزء‭ ‬الخاص‭ ‬بالأكسجة،‭ ‬مقررا‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬هو‭ ‬مضاعفة‭ ‬نادرة‭ ‬الحدوث،‭ ‬ولم‭ ‬يسبق‭ ‬أن‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬أفاد‭ ‬3‭ ‬جراحي‭ ‬قلب،‭ ‬اثنان‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬ليس‭ ‬مضاعفة‭ ‬اعتيادية،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬تسرب‭ ‬كمية‭ ‬كبيرة‭ ‬غير‭ ‬طبيعية‭ ‬من‭ ‬الهواء‭ ‬نتيجة‭ ‬خطأ‭ ‬حدث‭ ‬أثناء‭ ‬بداية‭ ‬وضع‭ ‬المريضة‭ ‬على‭ ‬جهاز‭ ‬القلب‭ ‬والرئة‭ ‬الصناعية،‭ ‬ما‭ ‬ترتب‭ ‬عليه‭ ‬تسرب‭ ‬الهواء‭ ‬للجهة‭ ‬اليسرى‭ ‬للقلب‭ ‬والأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬والتسبب‭ ‬بأضرار‭ ‬في‭ ‬الدماغ‭.‬

أما‭ ‬والدا‭ ‬الطفلة‭ ‬بشأن‭ ‬المضاعفات‭ ‬فقررا‭ ‬ما‭ ‬شرحه‭ ‬لهما‭ ‬3‭ ‬أطباء‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬بسيطة‭ ‬ولا‭ ‬تستغرق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬سيتخلف‭ ‬عنها‭ ‬مجرد‭ ‬ندبة‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬بدن‭ ‬الطفلة‭.‬

وانتهت‭ ‬اللجنة‭ ‬بعد‭ ‬التحقيق‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتبين‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬يثبت‭ ‬وجود‭ ‬خلل‭ ‬بالجهاز‭ ‬المستخدم‭ ‬أثناء‭ ‬العملية،‭ ‬ولم‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬الجهاز‭ ‬قام‭ ‬بإصدار‭ ‬أي‭ ‬إنذار‭ ‬بوجود‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬عمله،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يقم‭ ‬مركز‭ ‬القلب‭ ‬بتقديم‭ ‬أي‭ ‬تقرير‭ ‬فني‭ ‬من‭ ‬الشركة‭ ‬المصنعة‭ ‬للجنة‭ ‬يثبت‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬خلل‭ ‬الجهاز؛‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استعداد‭ ‬الشركة‭ ‬لفحص‭ ‬الجهاز‭ ‬وتقييمه‭.‬

كما‭ ‬لاحظت‭ ‬استمرار‭ ‬العمل‭ ‬بالجهاز‭ ‬لتكملة‭ ‬العملية‭ ‬ذاتها‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬استخدامه‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬الحادثة،‭ ‬ولم‭ ‬يقم‭ ‬مركز‭ ‬القلب‭ ‬لدى‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬الأول‭ ‬بتقديم‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬إقرار‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬الخضوع‭ ‬للعملية‭ ‬الجراحية،‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بتوقيعه‭ ‬أهل‭ ‬المريضة؛‭ ‬للتأكد‭ ‬مما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬تم‭ ‬ذكر‭ ‬التعرض‭ ‬لجلطة‭ ‬هوائية‭ ‬جسيمة‭ ‬ضمن‭ ‬المضاعفات‭ ‬المتوقعة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬العملية‭ ‬الجراحية‭ ‬أو‭ ‬تم‭ ‬تبصير‭ ‬أهل‭ ‬المريضة‭ ‬باحتمالية‭ ‬حدوثها‭.‬

وتابعت‭: ‬وعليه‭ ‬فقد‭ ‬خلصت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التعرض‭ ‬للإصابات‭ ‬العصبية‭ ‬والدماغية‭ ‬أثناء‭ ‬العمليات‭ ‬القلبية‭ ‬للأطفال‭ ‬قد‭ ‬تحدث‭ ‬بنسبة‭ ‬ضئيلة‭ ‬جدا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬المريضة‭ ‬كان‭ ‬بسبب‭ ‬كمية‭ ‬ضخمة‭ ‬وغير‭ ‬اعتيادية‭ ‬من‭ ‬الهواء‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬جلطة‭ ‬هوائية‭ ‬سببت‭ ‬تلفا‭ ‬دماغيا،‭ ‬ترتب‭ ‬عليه‭ ‬احتياج‭ ‬المريضة‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬تأهيل‭ ‬طويلة‭ ‬المدى؛‭ ‬وذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬المضاعفات‭ ‬الاعتيادية‭ ‬المتوقعة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬العمليات،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬نتيجة‭ ‬خطأ‭ ‬طبي،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬كمية‭ ‬الهواء‭ ‬التي‭ ‬تسربت‭ ‬للجهة‭ ‬اليسرى‭ ‬للقلب‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬للدورة‭ ‬الدموية‭ ‬كانت‭ ‬كبيرة‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الانتباه‭ ‬لها‭ ‬مبكرا‭ ‬ونتج‭ ‬عنها‭ ‬ضرر‭ ‬بالغ‭ ‬في‭ ‬المخ،‭ ‬وكان‭ ‬للتأخر‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬تلك‭ ‬الكمية‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬الهواء‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬أثر‭ ‬ضار‭ ‬على‭ ‬المخ‭.‬

ونظرا‭ ‬لعدم‭ ‬تزويد‭ ‬اللجنة‭ ‬بالملف‭ ‬الطبي‭ ‬الكامل‭ ‬الموثق‭ ‬لتفاصيل‭ ‬الإجراءات‭ ‬الطبية‭ ‬وتسلسلها‭ ‬الزمني‭ ‬والتي‭ ‬تمت‭ ‬قبل‭ ‬العملية‭ ‬وبعدها،‭ ‬فإن‭ ‬اللجنة‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬المسؤولية‭ ‬تضامنية‭ ‬بين‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬المشرفة‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬المريضة‭ ‬أثناء‭ ‬العملية‭ ‬الجراحية‭ ‬للطفلة،‭ ‬وقدرت‭ ‬نسبة‭ ‬العجز‭ ‬المتخلف‭ ‬بنسبة‭ ‬95‭ %.‬