“الصحة” للممتنع عن تحديث الرخصة من جيبه: “اقعد بالبيت”

280 ألف دينار يدفعها الموظفون لتجديد “ليسن” المهنة الطبية

| علوي الموسوي

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية ، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

آلاف‭ ‬الدنانير‭ ‬متأخرات‭ ‬عدم‭ ‬التجديد‭ ‬والموظفون‭ ‬يحمّلون‭ ‬الوزارة‭ ‬المسؤولية القطاعات‭ ‬الطبية‭ ‬بـ”الصحة”‭ ‬تستنزف‭ ‬ماليًّا‭ ‬لتجديد‭ ‬رخصة‭ ‬المهنة الوزارة‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬تجديد‭ ‬“ليسن”‭ ‬مزاولة‭ ‬المهنة‭ ‬بـ”نهرا”

 

حملت‭ ‬القطاعات‭ ‬الطبية‭ ‬والتمريضية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المهن‭ ‬المساندة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬مسؤولية‭ ‬ما‭ ‬يتعرّضون‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬استنزاف‭ ‬مادي‭ ‬جراء‭ ‬بعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬التنفيذية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بدفع‭ ‬رسوم‭ ‬تجديد‭ ‬رخص‭ ‬مزاولة‭ ‬المهنة‭ ‬سنويًّا‭ ‬التي‭ ‬تطبقها‭ ‬هيئة‭ ‬المهن‭ ‬الصحية‭ (‬نهرا‭) ‬إلى‭ ‬الوزارة‭.‬

‭ ‬وذلك‭ ‬عقب‭ ‬مطالبة‭ (‬نهرا‭) ‬هذه‭ ‬القطاعات‭ ‬بدفع‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬طائلة‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬تأخير‭ ‬الرسوم،‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬400‭ ‬دينار‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬بالقطاعات‭ ‬الطبية‭ ‬والتمريضية‭ ‬في‭ ‬الوزارة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬العاملين‭ ‬بهذه‭ ‬القطاعات‭ ‬الطبية‭ ‬يجأرون‭ ‬بالشكوى‭.‬

‭ ‬وأكد‭ ‬قطاع‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬الممرضين‭ ‬والممرضات‭ ‬والاختصاصيين‭ ‬لـ”البلاد”‭ ‬بأنهم‭ ‬يتعرّضون‭ ‬لضغوط‭ ‬إجرائية‭ ‬شديدة‭ ‬جراء‭ ‬تنفيذ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ثمن‭ ‬تجديد‭ ‬الرخصة‭ ‬سنويًّا‭ ‬40‭ ‬دينارًا‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬فوجئوا‭ ‬بأن‭ ‬الأسعار‭ ‬قفزت‭ ‬بشكل‭ ‬هستيري‭ ‬تحت‭ ‬ذريعة‭ ‬المتأخرات‭.‬

‭ ‬وبيّنوا‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬تجديد‭ ‬رخصة‭ ‬مزاولة‭ ‬المهن‭ ‬الصحية‭ ‬للعاملين‭ ‬لديها‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي،‭ ‬وتلزم‭ ‬موظفي‭ ‬القطاعات‭ ‬الطبية‭ ‬والتمريضية‭ ‬بدفع‭ ‬ثمن‭ ‬تجديد‭ ‬الرخص‭ ‬سنويًّا‭.‬

‭ ‬ولفتوا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬ترفع‭ ‬العصا‭ ‬والصوت‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي‭ ‬لا‭ ‬يقوم‭ ‬بتجديد‭ ‬الرخصة،‭ ‬وتتملص‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬هذه‭ ‬الأثمان‭ ‬للموظفين‭ ‬العاملين‭ ‬بالقطاع‭ ‬الطبي‭.‬

‭ ‬وبينوا‭ ‬أن‭ (‬نهرا‭) ‬تقوم‭ ‬بفرض‭ ‬إجراءات‭ ‬صارمة‭ ‬صادمة‭ ‬لكل‭ ‬فرد‭ ‬يتخلف‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬رخصة‭ ‬التجديد‭ ‬حتى‭ ‬ليوم‭ ‬واحد،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬هي‭ ‬بإرجاع‭ ‬المبالغ‭ ‬التي‭ ‬تأخذها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭.‬

‭ ‬وضربوا‭ ‬مثلاً‭ ‬أن‭ ‬“ثمة‭ ‬موظفين‭ ‬بالقطاع‭ ‬الطبي‭ ‬يقومون‭ ‬بتجديد‭ ‬رخصهم‭ ‬بالنقر‭ ‬على‭ ‬خانة‭ ‬جديد،‭ ‬ويدفعون‭ ‬30‭ ‬دينارًا،‭ ‬وتخاطبهم‭ (‬نهرا‭) ‬بضرورة‭ ‬التجديد‭ ‬وعند‭ ‬الشرح‭ ‬يتبين‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬خطأً‭ ‬وقعوا‭ ‬فيه‭ ‬وهو‭ ‬نقرهم‭ ‬على‭ ‬خانة‭ ‬الجديد‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التجديد،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬نهرا‭ ‬بإرجاع‭ ‬مبالغهم‭ ‬رغم‭ ‬تكرار‭ ‬المطالبات‭ ‬لها‭ ‬وهنالك‭ ‬حالات‭ ‬وصلت‭ ‬لسنة،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬ترحم‭ ‬نهرا‭ ‬المتخلف‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬رسوم‭ ‬التجديد‭ ‬وتقوم‭ ‬بفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬صارمة‭ ‬عليه‭ ‬تحت‭ ‬بند‭ ‬المتأخرات”‭.‬

‭ ‬وذكروا‭ ‬“هناك‭ ‬صدمة‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬القطاعات‭ ‬الطبية‭ ‬إزاء‭ ‬الأرقام‭ ‬المخيفة‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬عليهم‭ ‬كرسوم‭ ‬لتجديد‭ ‬رخصة‭ ‬المهنة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المتأخرات،‭ ‬وهناك‭ ‬مطالبات‭ ‬حقيقية‭ ‬بأن‭ ‬تأخذ‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬دورها‭ ‬بدفع‭ ‬هذه‭ ‬المبالغ‭ ‬عن‭ ‬الموظفين‭ ‬لديها‭ ‬بالقطاعات‭ ‬الطبية”‭.‬

‭ ‬وقالوا‭: ‬“لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الطبية‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بتجديد‭ ‬الرخص‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أخذ‭ ‬دورات‭ ‬متخصصة‭ ‬واجتياز‭ ‬20‭ ‬ساعة‭ ‬تدريب‭ ‬سنويًّا‭ ‬قبل‭ ‬موعد‭ ‬التجديد،‭ ‬وهنا‭ ‬نلاقي‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬الامتثال‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الدورات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬في‭ ‬غالبها‭ ‬مع‭ ‬أوقات‭ ‬العمل‭ (‬الشفتات‭)‬”‭.‬

‭ ‬وأوضحوا‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬لا‭ ‬توفر‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬وأفضل‭ ‬الدورات‭ ‬لا‭ ‬تتضمن‭ ‬سوى‭ ‬6‭ ‬إلى‭ ‬8‭ ‬ساعات‭ ‬تدريب،‭ ‬فيما‭ ‬يتطلب‭ ‬تجديد‭ ‬الرخصة‭ ‬20‭ ‬ساعة‭ ‬مما‭ ‬يضطرنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نأخذ‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬من‭ ‬جيبنا‭ ‬الخاص‭ ‬لنتمكن‭ ‬من‭ ‬تجديد‭ ‬رخصة‭ ‬مزاولة‭ ‬المهنة‭.‬

‭ ‬وأبلغ‭ ‬المتحدثون‭ ‬“البلاد”‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬أصبح‭ ‬يسبّب‭ ‬مشكلة‭ ‬واقعية‭ ‬وهناك‭ ‬تدارس‭ ‬بتشكيل‭ ‬تكتلات‭ ‬بمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬ومجلس‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬الأطر‭ ‬المسموحة،‭ ‬مطالبين‭ ‬الوزارة‭ ‬و‭(‬نهرا‭) ‬بإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬اللازمة‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكبر‭ ‬كرة‭ ‬المشكلة‭ ‬وتتدحرج‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬ومتصاعد‭.‬

‭ ‬ويبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬المطالبين‭ ‬بتجديد‭ ‬الرخص‭ ‬نحو‭ ‬7000‭ ‬موظف،‭ ‬ويدفعون‭ ‬نحو‭ ‬280‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬متوسط‭ ‬لتجديد‭ ‬الرخص‭.‬