زعمت أنه تعهد بإعادتها لعصمته

سيدة تطالب طليقها مرتين بـ 6500 دينار مؤخر المهر

| عباس إبراهيم

اتفق‭ ‬زوجان‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬زواجهما‭ ‬على‭ ‬إيقاع‭ ‬الطلاق‭ ‬فيما‭ ‬بينهما،‭ ‬وتوجها‭ ‬إلى‭ ‬مكتب‭ ‬التوفيق‭ ‬الأسري‭ ‬بمبنى‭ ‬وزارة‭ ‬العدل،‭ ‬وتم‭ ‬الطلاق‭ ‬بينهما‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬الشروط‭ ‬المتفق‭ ‬عليها‭ ‬برضا‭ ‬الطرفين‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬يأمر‭ ‬به‭ ‬الشرع‭ ‬من‭ ‬إمساك‭ ‬بمعروف‭ ‬أو‭ ‬تسريح‭ ‬بإحسان،‭ ‬وسلمها‭ ‬زوجها‭ ‬جميع‭ ‬المتعلقات‭ ‬الخاصة‭ ‬بها،‭ ‬التي‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬خاتم‭ ‬وسلسلة‭ ‬وحلق‭ ‬أذن‭ ‬“تراكي”‭ ‬جميعها‭ ‬من‭ ‬الذهب‭ ‬وكذلك‭ ‬بطانيتين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مؤخر‭ ‬المهر‭ ‬ونفقة‭ ‬العدة‭ ‬والمتعة،‭ ‬وبلغ‭ ‬مجموع‭ ‬تلك‭ ‬الأموال‭ ‬6500‭ ‬دينار‭ ‬تستلمها‭ ‬على‭ ‬دفعات،‭ ‬وتم‭ ‬تثبيت‭ ‬الاتفاق‭ ‬كتابة‭ ‬أمام‭ ‬المكتب‭.‬

لكن‭ ‬الرجل‭ ‬حسن‭ ‬النية‭ ‬تفاجأ‭ ‬بعد‭ ‬أشهر‭ ‬عدة‭ ‬بقيام‭ ‬طليقته‭ ‬برفع‭ ‬دعوى‭ ‬شرعية‭ ‬تطالبه‭ ‬فيها‭ ‬مجددا‭ ‬بدفع‭ ‬مؤخر‭ ‬الصداق‭ ‬ونفقة‭ ‬العدة‭ ‬والمتعة‭ ‬وكذلك‭ ‬أغراضها‭ ‬الشخصية،‭ ‬رغم‭ ‬توقيعها‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬المكتوب‭ ‬والمسجل‭ ‬رسميا‭ ‬وله‭ ‬قوة‭ ‬السند‭ ‬التنفيذي‭.‬

وقال‭ ‬وكيل‭ ‬الزوج‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬المحامي‭ ‬عبدالله‭ ‬السليمان‭ ‬إن‭ ‬الغريب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الواقعة‭ ‬أن‭ ‬المدعية‭ ‬طلبت‭ ‬توجيه‭ ‬اليمين‭ ‬الحاسمة‭ ‬لموكله‭ ‬ليحلف‭ ‬أنه‭ ‬طلب‭ ‬منها‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬الصلح‭ ‬وأنه‭ ‬سيعيدها‭ ‬إلى‭ ‬عصمته،‭ ‬ولم‭ ‬يفِ‭ ‬بذلك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬غير‭ ‬منطقي‭ ‬ولا‭ ‬معقول‭ ‬بالنسبة‭ ‬للوقائع،‭ ‬إذ‭ ‬كيف‭ ‬تطالبه‭ ‬بمؤخر‭ ‬المهر‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬تطالبه‭ ‬بالإقرار‭ ‬أنه‭ ‬وعدها‭ ‬بإعادتها‭ ‬لعصمته؟‭!‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬التفتت‭ ‬عن‭ ‬طلبها‭ ‬بتحليفه؛‭ ‬لأنه‭ ‬طلب‭ ‬تعسفي‭ ‬ولا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بالنزاع،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬المدعية‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬الاتفاقية‭ ‬وهي‭ ‬بكامل‭ ‬إرادتها،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬نصت‭ ‬عليه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الموقعة‭ ‬بين‭ ‬طرفين‭ ‬النزاع،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬صحيحة‭ ‬وشاملة‭ ‬لحقوقها‭ ‬وليس‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يخالف‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬أو‭ ‬النظام‭ ‬العام،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬مجحودة‭ ‬من‭ ‬قبلهما‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬نفاذها‭ ‬بقوة‭ ‬القانون؛‭ ‬لكونها‭ ‬صادرة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ذات‭ ‬علاقة‭ ‬واختصاص‭ ‬هي‭ ‬مكتب‭ ‬التوفيق‭ ‬الأسري‭.‬

وقضت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬برفض‭ ‬دعوى‭ ‬السيدة،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تقبل‭ ‬بهذا‭ ‬الحكم‭ ‬وطعنت‭ ‬عليه‭ ‬بالاستئناف،‭ ‬والتي‭ ‬قضت‭ ‬مجددا‭ ‬بتأييد‭ ‬رفض‭ ‬الدعوى‭.‬