عبقرية الارتقاء دفعته من عامل إلى مستشار

إبراهيم الكوهجي .. 40 عامـًا من الفندقة

| أمل الحامد من المنطقة الدبلوماسية | تصوير: خليل إبراهيم

دينار‭ ‬ونصف‭ ‬أول‭ ‬يومية‭ ‬عمل‭ ‬حصلت‭ ‬عليها تركت‭ ‬المدرسة‭ ‬لوفاة‭ ‬والدي‭ ‬وإعالة‭ ‬العائلة التحاقي‭ ‬بالرحلات‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬“البانوش”‭ ‬مدخلي‭ ‬للقطاع سكنت‭ ‬لفترة‭ ‬مع‭ ‬عائلة‭ ‬إنجليزية‭ ‬وأتقنت‭ ‬منها‭ ‬اللغة يهوى‭ ‬الطبخ‭ ‬وأكسب‭ ‬ابنيه‭ ‬هذا‭ ‬الحب دور‭ ‬متعاظم‭ ‬لزوجته‭ ‬أم‭ ‬عبدالله‭ ‬في‭ ‬النجاح‭ ‬بحياته مدرسة‭ ‬الفندقة‭ ‬رفعت‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬إلى‭ ‬52‭ %‬ حاصل‭ ‬على‭ ‬شهادات‭ ‬مهنية‭ ‬بالضيافة‭ ‬من‭ ‬أميركا عمل‭ ‬بالمجلس‭ ‬النوعي‭ ‬للضيافة‭ ‬على‭ ‬مضاعفة‭ ‬الرواتب الضيافة‭ ‬كانت‭ ‬أحد‭ ‬تخصصات‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية ‭ ‬البحرنة‭ ‬حاليا‭ ‬16‭ % ‬فقط‭ ‬بالقطاع‭ ‬ربما‭ ‬لكثرة‭ ‬الفنادق

 

خبير‭ ‬فندقي‭ ‬يتمتع‭ ‬بتجارب‭ ‬تجاوزت‭ ‬40‭ ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الضيافة،‭ ‬إذ‭ ‬بدأ‭ ‬حياته‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1979‭ ‬واستمر‭ ‬فيه‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬تقاعده،‭ ‬حيث‭ ‬عمل‭ ‬أخيرًا‭ ‬مستشارًا‭ ‬بذات‭ ‬الفندق‭ ‬الذي‭ ‬أطلق‭ ‬منه‭ ‬مشواره‭.  ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬عمله‭ ‬الذي‭ ‬بدأها‭ ‬عاملًا،‭ ‬تدرّج‭ ‬وطوّر‭ ‬نفسه‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬مدير‭ ‬فندق‭ ‬كراون‭ ‬بلازا‭ ‬البحرين‭. ‬وظّف‭ ‬هذه‭ ‬الخبرة‭ ‬الطويلة‭ ‬التي‭ ‬اكتسبها‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بجودة‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬بالفندق‭ ‬وتطوير‭ ‬الأعمال‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬العمل،‭ ‬وكذلك‭ ‬وظّف‭ ‬هذه‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬الاستشارية‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬بها،‭ ‬كما‭ ‬شغل‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬النوعي‭ ‬لقطاع‭ ‬الضيافة‭ ‬حتى‭ ‬تم‭ ‬إدراجه‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬“تمكين”‭.‬

“البلاد”‭ ‬التقت‭ ‬إبراهيم‭ ‬مصطفى‭ ‬الكوهجي،‭ ‬مستشار‭ ‬تطوير‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬كراون‭ ‬بلازا،‭ ‬المدير‭ ‬السابق‭ ‬للفندق،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬النوعي‭ ‬لقطاع‭ ‬الضيافة‭ ‬السابق،‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الاستشاري‭ ‬لقطاع‭ ‬الضيافة‭ ‬في‭ ‬“تمكين”،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الضيافة‭ ‬والسياحة‭ ‬بغرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين،‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الضيافة‭ ‬والسياحة‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ - ‬البوسنة‭ ‬والهرسك‭ ‬للصداقة‭ ‬والأعمال،‭ ‬السكرتير‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬“سكال”‭ ‬الدولية‭ ‬بالبحرين،‭ ‬حيث‭ ‬شارك‭ ‬“البلاد”‭ ‬ذكريات‭ ‬حياته‭ ‬العائلية‭ ‬والمهنية،‭ ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬نص‭ ‬اللقاء‭:‬

‭ ‬النشأة‭ ‬والدراسة

‭- ‬ولدت‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬بوماهر‭ ‬بالمحرق‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1959،‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬البحر،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬يسكن‭ ‬بالفريج‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬يحب‭ ‬البحر،‭ ‬فقضيت‭ ‬وقتي‭ ‬أيام‭ ‬الطفولة‭ ‬بعد‭ ‬الدراسة‭ ‬بالبحر،‭ ‬كنت‭ ‬أركب‭ ‬“اللنجات”‭ ‬و”أم‭ ‬دعون”‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأخشاب‭ ‬توضع‭ ‬بجانب‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬ويتم‭ ‬التجديف‭ ‬بها‭ ‬بقطعة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الخشب‭.‬

‭ ‬ترعرعت‭ ‬بين‭ ‬عائلة‭ ‬متوسطة،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬الوالد‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬ألمنيوم‭ ‬البحرين‭ ‬“ألبا”‭ ‬حتى‭ ‬توفي‭ ‬نتيجة‭ ‬حادث‭ ‬بالشركة،‭ ‬حينها‭ ‬كنت‭ ‬بالصف‭ ‬الأول‭ ‬ثانوي،‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬إعالة‭ ‬العائلة،‭ ‬تركت‭ ‬المدرسة‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬أستطع‭ ‬تقديم‭ ‬آخر‭ ‬ورقة‭ ‬بالامتحان‭. ‬لدي‭ ‬أخوان‭ ‬أكبر‭ ‬مني‭ ‬أحدهما‭ ‬مدرس‭ ‬والآخر‭ ‬خياط‭. ‬

‭ ‬ظللت‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وظيفة،‭ ‬فطلب‭ ‬مني‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬العزيزين‭ ‬على‭ ‬قلبي‭ ‬وهو‭ ‬الأخ‭ ‬جابر‭ ‬بالعمل‭ ‬معه‭ ‬ووالده‭ ‬الذي‭ ‬يمتلك‭ ‬بواخر‭ ‬حتى‭ ‬أحصل‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬ثابت‭. ‬وبالفعل‭ ‬عملت‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬الجمعة‭ ‬حيث‭ ‬كنا‭ ‬نأخذ‭ ‬الإنجليز‭ ‬إلى‭ ‬جزر‭ ‬الدار‭ ‬أو‭ ‬“المركب‭ ‬المقصوص”‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الجلوس‭ ‬تحت‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬وممارسة‭ ‬رياضة‭ ‬الغوص‭. ‬كنت‭ ‬أتلقى‭ ‬دينارًا‭ ‬ونصف‭ ‬الدينار‭ ‬يومية‭ ‬نظير‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬البانوش‭.‬

‭ ‬كان‭ ‬الأخ‭ ‬جابر‭ ‬لديه‭ ‬اتفاقية‭ ‬مع‭ ‬فندق‭ ‬هوليدي‭ ‬إن‭ ‬سابقًا‭ (‬كراون‭ ‬بلازا‭ ‬حاليًّا‭) ‬لنقل‭ ‬الإنجليز‭ ‬بالبانوش‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الجزر،‭ ‬وقد‭ ‬كنت‭ ‬أذهب‭ ‬معهم‭ ‬وأساعدهم‭ ‬في‭ ‬العمل‭. ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬تعرفت‭ ‬على‭ ‬نائب‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للفندق،‭ ‬بيل‭ ‬ايف،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يقود‭ ‬الرحلة‭ ‬الأسبوعية‭ ‬من‭ ‬الفندق‭ ‬في‭ ‬الرحلات‭ ‬البحرية‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬الصيف‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬سألني‭ ‬نائب‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬عن‭ ‬ماذا‭ ‬سأفعل‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬المقبل‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬موسم‭ ‬الرحلات‭ ‬البحرية،‭ ‬وبدء‭ ‬موسم‭ ‬الشتاء،‭ ‬فطلب‭ ‬مني‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬العمل‭ ‬معه‭ ‬بالفندق‭. ‬هنا‭ ‬فتحت‭ ‬لي‭ ‬أبواب‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الفندق‭ ‬نفسه،‭ ‬وقد‭ ‬طلب‭ ‬مني‭ ‬المرور‭ ‬عليه‭ ‬ليختار‭ ‬لي‭ ‬الوظيفة‭ ‬المناسبة‭.‬

بداية‭ ‬المشوار

‭ ‬سرت‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬من‭ ‬الحالة‭ ‬إلى‭ ‬المحرق،‭ ‬ثم‭ ‬استقللت‭ ‬وسيلة‭ ‬نقل‭ ‬من‭ ‬محطة‭ ‬المحرق‭ ‬إلى‭ ‬رأس‭ ‬رمان‭ ‬حيث‭ ‬يقع‭ ‬الفندق،‭ ‬وقد‭ ‬أوصلني‭ ‬أحد‭ ‬المارين‭ ‬بالشارع‭ ‬إلى‭ ‬الفندق‭. ‬لدى‭ ‬وصولي‭ ‬ذهبت‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬مكتب‭ ‬نائب‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬بل‭ ‬ايف‭ ‬الذي‭ ‬لاحظ‭ ‬أن‭ ‬لغتي‭ ‬الإنجليزية‭ ‬جيدة‭ ‬نظرًا‭ ‬لأنني‭ ‬سكنت‭ ‬لفترة‭ ‬محدودة‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬بيوت‭ ‬الإنجليز‭ ‬بالقضيبية‭ ‬واكتسبت‭ ‬اللغة،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تعلمها‭ ‬بمدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬حيث‭ ‬تولى‭ ‬تدريس‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬الأستاذ‭ ‬عادل‭ ‬سفيان‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬مدرسًا‭ ‬متميزًا‭. ‬طلب‭ ‬بل‭ ‬ايف،‭ ‬مدير‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬يوسف‭ ‬حسن‭ ‬وأخبره‭ ‬“أنني‭ ‬شاب‭ ‬طموح‭ ‬وساعدتهم‭ ‬خلال‭ ‬الرحلات‭ ‬البحرية‭ ‬ولم‭ ‬أتوان‭ ‬عن‭ ‬بذل‭ ‬أي‭ ‬مجهود‭ ‬في‭ ‬خدمتهم،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬يرغب‭ ‬بمكافأتي‭ ‬عبر‭ ‬توظيفي‭ ‬بالفندق”‭.‬

‭ ‬24‭ ‬ديسمبر‭ ‬البداية‭ ‬الفعلية

‭ ‬بعد‭ ‬أسبوعين‭ ‬من‭ ‬لقاء‭ ‬نائب‭ ‬المدير‭ ‬العام،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬ديسمبر‭ ‬1979‭ ‬التحقت‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬الفندق‭ ‬وأكملت‭ ‬40‭ ‬عامًا‭ ‬بحلول‭ ‬24‭ ‬ديسمبر‭ ‬2019‭.‬

بدأت‭ ‬العمل‭ ‬كمنظف‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬مهمتي‭ ‬تنظيف‭ ‬الأرض‭ ‬وغسل‭ ‬“القدور”،‭ ‬وبعد‭ ‬إنجاز‭ ‬عملي‭ ‬كنت‭ ‬أعاون‭ ‬قسم‭ ‬الملحمة‭ ‬بتقشير‭ ‬البصل‭ ‬وتنظيف‭ ‬الروبيان‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭. ‬وقد‭ ‬رأى‭ ‬مدير‭ ‬الطباخين‭ ‬تعاوني‭ ‬فطلب‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬نقلي‭ ‬إلى‭ ‬قسم‭ ‬المطبخ‭.   ‬عملت‭ ‬في‭ ‬الطبخ‭ ‬بجميع‭ ‬الأقسام‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬العام،‭ ‬حيث‭ ‬اكتسبت‭ ‬خبرة‭ ‬جيدة،‭ ‬كما‭ ‬أحببت‭ ‬العمل‭ ‬بقسم‭ ‬المشروبات‭ ‬والأغذية،‭ ‬وشعرت‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬به‭ ‬تنوع‭ ‬وليس‭ ‬هنالك‭ ‬روتين‭. ‬ثم‭ ‬عملت‭ ‬نادلًا‭ ‬لمدة‭ ‬عامين،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬انتقلت‭ ‬للعمل‭ ‬بالمكاتب‭ ‬الأمامية‭ ‬للفندق‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬للعمل‭ ‬بالمكاتب‭ ‬الخلفية‭ ‬ومنها‭ ‬تخليص‭ ‬المعاملات‭ ‬الحكومية‭ ‬وقسم‭ ‬المشتريات‭ ‬ثم‭ ‬قسم‭ ‬المبيعات‭ ‬وأصبحت‭ ‬مشرفًا‭ ‬على‭ ‬قسم‭ ‬المبيعات‭ ‬ثم‭ ‬مسؤول‭ ‬أول‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬القسم‭.‬

‭ ‬سافرت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كورنيل‭ ‬الأميركية‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬مهنية‭ ‬في‭ ‬الضيافة‭. ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬دراستي‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬لأصبح‭ ‬مساعد‭ ‬المدير‭ ‬للمأكولات‭ ‬والمشروبات،‭ ‬مدير‭ ‬المأكولات‭ ‬والمشروبات،‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬للمأكولات‭ ‬والمشروبات،‭ ‬نائب‭ ‬المدير‭ ‬العام،‭ ‬ثم‭ ‬عينت‭ ‬مديرًا‭ ‬للفندق‭ ‬في‭ ‬2014‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬2017‭ ‬تقدمت‭ ‬للتقاعد‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يتداول‭ ‬ويشاع‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬التقاعد‭ ‬وخسارة‭ ‬الموظفين‭ ‬لحقوقهم‭. ‬رغم‭ ‬تقاعدي‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الفندق‭ ‬رغب‭ ‬في‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبرتي،‭ ‬فتم‭ ‬تعييني‭ ‬مستشارًا‭ ‬لتطوير‭ ‬الأعمال‭.‬

300‭ ‬دينار‭ ‬أقل‭ ‬راتب‭ ‬للبحريني‭ ‬بالضيافة

انضممت‭ ‬لعضوية‭ ‬المجلس‭ ‬النوعي‭ ‬للتدريب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الضيافة‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬رئيسًا‭ ‬للمجلس‭ ‬لفترة‭ ‬مماثلة‭ ‬حتى‭ ‬تم‭ ‬دمج‭ ‬المجالس‭ ‬النوعية‭ ‬مع‭ ‬“تمكين”‭.  ‬ويشرفني‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬رئيسًا‭ ‬للمجلس‭ ‬النوعي‭ ‬لبذلي‭ ‬جهدًا‭ ‬لرفع‭ ‬رواتب‭ ‬البحرينيين‭ ‬من‭ ‬150‭ ‬دينارًا‭ ‬إلى‭ ‬300‭ ‬دينار‭ ‬كأقل‭ ‬تقدير،‭ ‬وأصبح‭ ‬راتب‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬مجزية‭.‬

كما‭ ‬أنني‭ ‬أصبحت‭ ‬عضوًا‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الاستشاري‭ ‬بقطاع‭ ‬الضيافة‭ ‬في‭ ‬“تمكين”‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مساعدة‭ ‬القطاع‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬البحرينيين‭ ‬والاستفادة‭ ‬منهم‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬دمج‭ ‬المجالس‭ ‬النوعية‭ ‬مع‭ ‬“تمكين”‭. ‬وكذلك‭ ‬يتم‭ ‬تقديم‭ ‬استشارات‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭.‬

مدرسة‭ ‬الفندقة‭... ‬دور‭ ‬واعد

ويقول‭ ‬الكوهجي‭ ‬إن‭ ‬قطاع‭ ‬الضيافة‭ ‬يعد‭ ‬قطاعًا‭ ‬عريقًا،‭ ‬والشعب‭ ‬البحريني‭ ‬معروف‭ ‬بضيافته‭. ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬4‭ % ‬في‭ ‬العام‭ ‬1979،‭ ‬وارتفعت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬52‭ % ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الفنادق‭ ‬نتيجة‭ ‬لوجود‭ ‬مدرسة‭ ‬الفندقة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تأهيل‭ ‬الكوادر‭ ‬البحرينية،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬طالب‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬يختار‭ ‬تخصصًا‭ ‬في‭ ‬دراسته‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الضيافة‭ ‬والصناعة‭ ‬والتجارة‭.  ‬هبطت‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬بالفنادق‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬نتيجة‭ ‬لزيادة‭ ‬عدد‭ ‬الفنادق‭ ‬وتوقف‭ ‬التدريس‭ ‬بمدرسة‭ ‬الفندقة‭ ‬العام‭ ‬2007‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توزع‭ ‬البحرينيين‭ ‬العاملين‭ ‬بالقطاع‭ ‬على‭ ‬الفنادق،‭ ‬لتصل‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬إلى‭ ‬16‭ %‬،‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬ضئيلة‭ ‬جدًّا‭. ‬أما‭ ‬البحرينيات‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬فيشكلن‭ ‬نحو‭ ‬30‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬البحرنة‭ ‬بالقطاع‭ ‬والبالغة‭ ‬16‭ %.‬

ورأى‭ ‬الكوهجي‭ ‬أن‭ ‬معهد‭ ‬فيتال‭ ‬للدراسات‭ ‬الفندقية‭ ‬والسياحة‭ ‬سيساهم‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬الأقسام‭ ‬الإدارية‭ ‬بالقطاع‭ ‬الفندقي‭ ‬لكنه‭ ‬“لن‭ ‬يسد‭ ‬الثغرات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ (...) ‬المدارس‭ ‬الفندقية‭ ‬تدرس‭ ‬وتؤسس‭ ‬الملتحقين‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬الصفر،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مقر‭ ‬المعهد‭ ‬لا‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المرافق،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تدريس‭ ‬الطلبة‭ ‬أصول‭ ‬الطهي‭ ‬في‭ ‬الفنادق”‭.‬

إحياء‭ ‬مشروع‭ ‬مدرسة‭ ‬الفندقة

‭ ‬يتابع‭ ‬الكوهجي‭ ‬“عملنا‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬لبناء‭ ‬مدرسة‭ ‬فندقية‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للتدريب‭ ‬المهني‭ ‬برئاسة‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬طلب‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬مصغرة‭ ‬لإحياء‭ ‬مدرسة‭ ‬الفندقة‭. ‬وبعد‭ ‬زيارة‭ ‬المبنى‭ ‬السابق‭ ‬لمدرسة‭ ‬الفندقة‭ ‬في‭ ‬البسيتين‭ ‬ارتأيت‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬يرثى‭ ‬لحاله‭ ‬وقد‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬أعددته‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬أن‭ ‬المبنى‭ ‬غير‭ ‬صالح‭ ‬وتدمرت‭ ‬جميع‭ ‬المرافق‭ ‬به‭ ‬وقد‭ ‬وثقت‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬300‭ ‬صورة”‭.‬

‭ ‬وأضاف‭ ‬“اقترحت‭ ‬بالتقرير‭ ‬هدم‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬البسيتين‭ ‬وبناء‭ ‬منازل‭ ‬مكانها‭ ‬نتيجة‭ ‬لتحول‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬سكنية‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬يتم‭ ‬منحنا‭ ‬أرضًا‭ ‬لبناء‭ ‬مدرسة‭ ‬جديدة‭ ‬للفندقة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التعليمية‭ ‬بمدينة‭ ‬عيسى‭. ‬وبالفعل‭ ‬خصصت‭ ‬الحكومة‭ ‬أرضًا‭ ‬للمشروع‭ ‬تعادل‭ ‬ملعبي‭ ‬كرة‭ ‬قدم،‭ ‬ووافق‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬وشكلت‭ ‬لجنة‭ ‬ثانية‭ ‬وتم‭ ‬عرض‭ ‬الخرائط‭ ‬لبناء‭ ‬المدرسة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬دمج‭ ‬المجلس‭ ‬النوعي‭ ‬مع‭ ‬“تمكين”‭ ‬أدى‭ ‬لتوقف‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬بعد‭ ‬العمل‭ ‬عليه‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬3‭ ‬و4‭ ‬سنوات”‭.‬

‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬العائلة‭ ‬والعمل‭ ‬

‭ ‬أفاد‭ ‬الكوهجي‭ ‬أنه‭ ‬تزوّج‭ ‬من‭ ‬بسمة‭ ‬عاشير‭ ‬في‭ ‬1990‭ ‬وكانت‭ ‬وقتها‭ ‬مدرسة‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬مشرفة‭ ‬إدارية‭ ‬حتى‭ ‬تقاعدت‭.‬

ورزق‭ ‬منها‭ ‬ولدان‭ ‬عبدالله‭ ‬وأحمد،‭ ‬الأكبر‭ ‬يبلغ‭ ‬19‭ ‬عامًا‭ ‬ويدرس‭ ‬بالجامعة‭ ‬الأهلية،‭ ‬أما‭ ‬الأصغر‭ ‬فيبلغ‭ ‬17‭ ‬عامًا‭ ‬بمدرسة‭ ‬المعارف‭ ‬الحديثة‭ ‬ويرغب‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬الطب‭. ‬الاثنان‭ ‬لديهما‭ ‬هواية‭ ‬الطبخ،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬لدي‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬دخول‭ ‬ابنه‭ ‬عبدالله‭ ‬معهد‭ ‬فيتال‭ ‬للدراسات‭ ‬الفندقية‭ ‬والسياحة‭.‬

‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬العمل‭ ‬ووقت‭ ‬الراحة‭ ‬كان‭ ‬صعبًا‭ ‬نظرًا‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬منذ‭ ‬8‭ ‬صباحًا‭ ‬إلى‭ ‬منتصف‭ ‬الليل‭ ‬خصوصًا‭ ‬أن‭ ‬قسم‭ ‬المأكولات‭ ‬والحفلات‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭. ‬لذا‭ ‬يخصص‭ ‬يومي‭ ‬الجمعة‭ ‬والسبت‭ ‬للعائلة‭ ‬والتواجد‭ ‬معها‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬دوامه‭ ‬حاليًّا‭ ‬أصبح‭ ‬بين‭ ‬الساعة‭ ‬8‭ ‬صباحًا‭ ‬و2‭ ‬ظهرًا‭. ‬ويشيد‭ ‬الكوهجي‭ ‬بدور‭ ‬زوجته‭ ‬ورفيقة‭ ‬دربه‭ ‬أم‭ ‬عبدالله‭ ‬بجهودها‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬الأبناء‭ ‬ومعاونته‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬واجباته‭ ‬الأسرية‭ ‬تجاه‭ ‬الأبناء‭. ‬

أصعب‭ ‬موقف‭ ‬واجهته‭ ‬بالعمل

وعن‭ ‬أصعب‭ ‬موقف‭ ‬واجهه‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬يقول‭ ‬الكوهجي‭: ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬نصيحة‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬يوم‭ ‬لي‭ ‬بالعمل‭ ‬أن‭ ‬أبذل‭ ‬جل‭ ‬جهدي‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وأتابعه‭ ‬بنفسي‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬تخوف‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬أخذ‭ ‬وظائفهم‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أثبت‭ ‬بالأرقام‭ ‬والإحصائيات‭ ‬والشهادات‭ ‬أنني‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬المسؤولية‭. ‬طوّرت‭ ‬نفسي‭ ‬وساعدني‭ ‬بعض‭ ‬العاملين‭ ‬بالإدارة‭ ‬ومن‭ ‬ضمنهم‭ ‬الأخ‭ ‬يوسف‭ ‬حسن‭ ‬مدير‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭.‬

مقولة‭ ‬أو‭ ‬حكمتك‭ ‬المفضلة

تألمت،‭ ‬فتعلمت،‭ ‬فتغيرت‭. ‬

‭ ‬شخصية‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬حياتك؟

‭-  ‬مدير‭ ‬قسم‭ ‬المأكولات‭ ‬والمشروبات‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬الخليج‭ ‬الأستاذ‭ ‬يعقوب‭ ‬أحمدي،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬الدارسين‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬ووصل‭ ‬إلى‭ ‬مدير‭ ‬قسم‭ ‬المأكولات‭ ‬والمشروبات‭ ‬ووقتها‭ ‬كنتُ‭ ‬نادلًا‭. ‬كنتُ‭ ‬أردّد‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬أنني‭ ‬أستطيع‭ ‬المحاولة‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬دافعًا‭ ‬وحافزًا‭ ‬لي‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يترقى‭ ‬ويتدرج‭ ‬في‭ ‬المناصب‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬نائب‭ ‬مدير‭ ‬فندق‭ ‬الدبلومات‭ ‬ثم‭ ‬سافر‭ ‬إلى‭ ‬أبوظبي‭ ‬للعمل‭ ‬كمدير‭ ‬عام‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬توفي‭ ‬هناك‭.‬

المغامرة‭ ‬والسفر‭ ‬في‭ ‬حياتك؟

سافرت‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬معاش‭ ‬استلمته‭ ‬إلى‭ ‬تايلند‭ (‬البلد‭ ‬الجميل‭).‬

‭ ‬90‭ ‬دينارًا‭... ‬أول‭ ‬راتب

كان‭ ‬أول‭ ‬راتب‭ ‬حصلت‭ ‬عليه‭ ‬90‭ ‬دينارًا‭ ‬ووصل‭ ‬مع‭ ‬العلاوات‭ ‬إلى‭ ‬120‭ ‬دينارًا‭ ‬في‭ ‬1979‭.‬

‭ ‬أول‭ ‬سيارة‭ ‬اقتنيتها؟

سيارة‭ ‬مستعملة،‭ ‬“داتسون‭ ‬140‭ ‬جي”‭.‬

وجبتك‭ ‬المفضلة؟

الأكلات‭ ‬البحرية‭.‬

دور‭ ‬الوالد‭ ‬في‭ ‬حياتك؟

الوالد‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬رغم‭ ‬عمله‭ ‬وراتبه‭ ‬البسيط‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬ينقصنا‭ ‬شيء‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬وتربينا‭ ‬في‭ ‬عزه‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يبخل‭ ‬علينا‭ ‬بشيء‭ ‬رغم‭ ‬صعوبة‭ ‬الحياة‭. ‬ووفر‭ ‬لنا‭ ‬كل‭ ‬سبل‭ ‬الراحة‭. ‬كان‭ ‬والدي‭ ‬شديدًا‭ ‬ويصر‭ ‬على‭ ‬الدراسة‭ ‬وإنهاء‭ ‬واجباتنا‭ ‬المدرسية‭ ‬قبل‭ ‬الخروج‭ ‬والجلوس‭ ‬مع‭ ‬الأصدقاء‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬وظيفة‭ ‬محترمة‭ ‬لنا‭ ‬مستقبلًا‭.‬