تسببا بالتزامات مالية على الشركة رغم تعثرها ماليا

إلزام مديرين أجنبيين بدفع 5 آلاف دينار

| عباس إبراهيم

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية ، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

قال‭ ‬المحامي‭ ‬والمحكم‭ ‬حسن‭ ‬العجوز‭ ‬إن‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬المدنية‭ ‬الخامسة‭ ‬قضت‭ ‬بإلزام‭ ‬مديرين‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬ذات‭ ‬مسؤولية‭ ‬محدودة‭ ‬أن‭ ‬يدفعا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5120‭ ‬دينارا‭ ‬من‭ ‬أموالهما‭ ‬الخاصة‭ ‬لصالح‭ ‬موكلته،‭ ‬والتي‭ ‬أبرمت‭ ‬عقد‭ ‬تزويد‭ ‬بمعدات‭ ‬بناء‭ ‬مع‭ ‬الشركة‭ ‬التي‭ ‬يديرها‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهما‭ ‬المذكورين؛‭ ‬نظرا‭ ‬لتسببهما‭ ‬بترتب‭ ‬التزامات‭ ‬مالية‭ ‬على‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬رغم‭ ‬علمهما‭ ‬بتعثرها‭ ‬ماليا‭ ‬وأنها‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الوفاء‭ ‬بالعقد‭ ‬الذي‭ ‬أبرمته‭ ‬مع‭ ‬موكلته،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬التعديل‭ ‬القانوني‭ ‬لقانون‭ ‬الشركات‭ ‬الذي‭ ‬أجاز‭ ‬ذلك‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬موكلته‭ ‬اختصمت‭ ‬الشركة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬والمستأنف‭ ‬ضدهما‭ ‬بطلب‭ ‬الحكم‭ ‬بإلزامهم‭ ‬بالتضامن‭ ‬والتضامم‭ ‬بأن‭ ‬يؤدوا‭ ‬إليها‭ ‬مبلغ‭ ‬5126‭ ‬دينارا‭ ‬و900‭ ‬فلس‭ ‬والفوائد‭ ‬التأخيرية‭ ‬بواقع‭ ‬10‭% ‬سنويا‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الاستحقاق‭ ‬وحتى‭ ‬السداد‭ ‬التام‭.‬

وأفاد‭ ‬بأن‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬تتحصل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬موكلته‭ ‬تعاقدت‭ ‬مع‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ -‬شركة‭ ‬ذات‭ ‬مسؤولية‭ ‬محدودة‭- ‬بشأن‭ ‬تزويد‭ ‬الأخيرة‭ ‬بمعدات‭ ‬بناء،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬بموجب‭ ‬عقد‭ ‬تسهیلات‭ ‬شرائية‭ ‬يكون‭ ‬سقفه‭ ‬الائتماني‭ ‬50000‭ ‬دينار،‭ ‬ويتم‭ ‬سداد‭ ‬المبلغ‭ ‬المستحق‭ ‬للمدعية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬90‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الإمداد‭ ‬بالمعدات‭ ‬المتفق‭ ‬عليها‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موكلته‭ -‬المستأنفة‭- ‬نفذت‭ ‬التزاماتها‭ ‬بالثابت‭ ‬من‭ ‬الفواتير‭ ‬وطلبات‭ ‬الشراء‭ ‬المذيلة‭ ‬بتوقيع‭ ‬ممثلي‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬وإشعارات‭ ‬الاستلام‭ ‬المرفقة‭ ‬بأوراق‭ ‬الدعوی،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليهم‭ ‬لم‭ ‬يقوموا‭ ‬بسداد‭ ‬المستحق،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ترصد‭ ‬مبلغ‭ ‬المطالبة‭ ‬في‭ ‬ذمتهم‭.‬

وأكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهما‭ ‬هما‭ ‬المخولان‭ ‬بالتوقيع‭ ‬عن‭ ‬الشركة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى،‭ ‬وقد‭ ‬تعاقدا‭ ‬مع‭ ‬المدعية‭ ‬بموجب‭ ‬على‭ ‬التسهيلات‭ ‬المذكور،‭ ‬لذا‭ ‬فإنهما‭ ‬يكونان‭ ‬قد‭ ‬خالفا‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭ ‬بسبب‭ ‬ترتيبهما‭ ‬التزامات‭ ‬على‭ ‬الشركة‭ ‬المذكورة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬الوفاء‭ ‬به‭ ‬وقت‭ ‬الاستحقاق،‭ ‬وبذلك‭ ‬يكونان‭ ‬مسؤولان‭ ‬في‭ ‬أموالهما‭ ‬الخاصة‭ ‬عن‭ ‬الدين‭ ‬المطالب‭ ‬بموجب‭ ‬نص‭ ‬المادة‭ ‬18‭ ‬مكرر‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الشركات‭ ‬التجارية‭ ‬رقم‭ ‬21‭ ‬لسنة‭ ‬2001‭ ‬والمعدل‭ ‬بالقانون‭ ‬رقم‭ ‬50‭ ‬لسنة‭ ‬2014‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬أصدرت‭ ‬حكمها‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهما،‭ ‬وقضت‭ ‬بإلزام‭ ‬الشركة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬لوحدها‭ ‬بأن‭ ‬تدفع‭ ‬مبلغ‭ ‬المطالبة‭ ‬والمقدر‭ ‬بـ‭ ‬5126‭ ‬دينارا‭ ‬و900‭ ‬فلس‭ ‬مع‭ ‬الفائدة‭ ‬بواقع‭ ‬3‭% ‬سنويا‭ ‬وحتى‭ ‬السداد‭ ‬التام‭ ‬وتحميلها‭ ‬بالمصاريف‭ ‬ومبلغ‭ ‬20‭ ‬دينارا‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬

لكن‭ ‬الشركة‭ ‬المدعية‭ ‬لم‭ ‬تقبل‭ ‬بهذا‭ ‬الحكم‭ ‬وطعنت‭ ‬عليه‭ ‬بالاستئناف‭ ‬الماثل،‭ ‬مطالبة‭ ‬بإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬السالف‭ ‬بيانه‭ ‬والقضاء‭ ‬مجددا‭ ‬بإلزام‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهما‭ ‬بالتضامن‭ ‬والتضامم‭ ‬مع‭ ‬المحكوم‭ ‬عليها‭ -‬الشركة‭- ‬بأن‭ ‬يؤدوا‭ ‬للمستأنفة‭ ‬المبلغ‭ ‬المحكوم‭ ‬به‭ ‬مع‭ ‬إلزامهما‭ ‬بالرسوم‭ ‬والمصاريف‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭ ‬عن‭ ‬درجتي‭ ‬التقاضي،‭ ‬وذلك‭ ‬لمخالفة‭ ‬الحكم‭ ‬للقانون‭ ‬والخطأ‭ ‬في‭ ‬تطبيقه‭ ‬ومخالفة‭ ‬الثابت‭ ‬بالأوراق،‭ ‬بدعوى‭ ‬أن‭ ‬الأوراق‭ ‬خلت‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬يفيد‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهما‭ ‬قد‭ ‬ارتكبا‭ ‬ثمة‭ ‬أخطاء‭ ‬شخصية‭ ‬يسألون‭ ‬عنها‭.‬

ودفع‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬بأن‭ ‬الثابت‭ ‬من‭ ‬السجل‭ ‬التجاري‭ ‬للشركة‭ ‬المحكوم‭ ‬عليها‭ ‬أنهما‭ ‬المخولين‭ ‬بالتوقيع‭ ‬عنها‭ ‬وعلمهما‭ ‬اليقيني‭ ‬بأن‭ ‬الشركة‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬التزاماتها‭ ‬لتدهور‭ ‬وضعها‭ ‬المالي‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬تعاقدهما‭ ‬مع‭ ‬المستأنفة،‭ ‬بما‭ ‬يثبت‭ ‬مسؤوليتهما‭ ‬عما‭ ‬لحق‭ ‬بالمستأنفة‭ ‬من‭ ‬أضرار‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬المطالبة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعيب‭ ‬ذلك‭ ‬الحكم‭ ‬ويستوجب‭ ‬إلغاؤه‭.‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬قالت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها،‭ ‬تأكيدا‭ ‬للدفوع‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬العجوز،‭ ‬أنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬واستنادا‭ ‬إليه،‭ ‬ولأن‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهما‭ ‬مخولين‭ ‬بحق‭ ‬التوقيع‭ ‬عن‭ ‬الشركة‭ ‬المحكوم‭ ‬عليها،‭ ‬وأنها‭ ‬قاما‭ ‬بالتعاقد‭ ‬مع‭ ‬المستأنفة‭ ‬وتسببا‭ ‬في‭ ‬ترتيب‭ ‬التزامات‭ ‬على‭ ‬الشركة‭ ‬المحكوم‭ ‬عليها،‭ ‬رغم‭ ‬علمهما‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الوفاء‭ ‬بتلك‭ ‬الالتزامات،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يصبحا‭ ‬مسؤولين‭ ‬مسؤولية‭ ‬تضامنية‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬سداد‭ ‬المبلغ‭ ‬المقضي‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬إلى‭ ‬المستأنفة،‭ ‬وإذ‭ ‬خالف‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬هذا‭ ‬النظر‭ ‬فان‭ ‬المحكمة‭ ‬تقضي‭ ‬بإلغائه‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬قضی‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬رفض‭ ‬إلزام‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهما‭ ‬بالتضامن‭ ‬مع‭ ‬الشركة‭ ‬المحكوم‭ ‬عليها‭ ‬بالمبلغ‭ ‬المقضي‭ ‬به،‭ ‬والقضاء‭ ‬مجددا‭ ‬بإلزامهما‭ ‬بالتضامن‭ ‬بالمبلغ‭ ‬المحكوم‭ ‬به‭ ‬لصالح‭ ‬الشركة‭ ‬المستأنفة‭.‬

فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬فيما‭ ‬قضی‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬رفض‭ ‬إلزام‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهما‭ ‬بالتضامن‭ ‬مع‭ ‬الشركة‭ ‬بأداء‭ ‬المبلغ‭ ‬المقضي‭ ‬به‭ ‬والقضاء‭ ‬مجددا‭ ‬بإلزامهما‭ ‬بالتضامن‭ ‬مع‭ ‬الشركة‭ ‬بأداء‭ ‬المبلغ‭ ‬المقضي‭ ‬به‭ ‬للمستأنفة‭ ‬وقدره‭ ‬5126‭.‬900‭ ‬دينار‭ ‬مع‭ ‬الفائدة‭ ‬بواقع‭ ‬3‭% ‬سنويا‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬31‭/‬8‭/‬2016‭ ‬وحتى‭ ‬السداد‭ ‬التام‭ ‬وألزمتهما‭ ‬بالمصاريف‭ ‬عن‭ ‬درجتي‭ ‬التقاضي‭ ‬بمبلغ‭ ‬248‭.‬5‭ ‬دينار‭ ‬ومبلغ‭ ‬50‭ ‬دينارا‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬