رسمت 400 لوحة تشكيلية حريرية عدد منها بقصر خادم الحرمين

أبوالجدايل لـ “البلاد”: جلالة الملك وصف أعمالي “بأجمل اللوحات”

| علوي الموسوي

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية ، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

عازفة‭ ‬موسيقى‭.. ‬خبيرة‭ ‬سينمائية‭.. ‬ فنانة‭ ‬تشكيلية‭.. ‬وسفيرة‭ ‬للعمل‭ ‬الإنساني منذ‭ ‬الصغر‭ ‬غذتني‭ ‬أمي‭ ‬بسماع‭ ‬الموسيقى‭ ‬يوميًا‭ ‬ولم‭ ‬أفطم‭ ‬عنها‭ ‬لحد‭ ‬اليوم نشأتي‭ ‬فضولية‭ ‬بامتياز‭.. ‬ومؤمنة‭ ‬بالنهم‭ ‬الثقافي‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬المحيطات‭ ‬ نتدافع‭ ‬لاستقبال‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬ثقافة‭ ‬الأمير‭ ‬الشاب‭ ‬ولي‭ ‬العهد المرأة‭ ‬السعودية‭ ‬جاهزة‭ ‬لحفر‭ ‬اسمها‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬2030

 

العمل‭ ‬المميز‭ ‬يفرضه‭ ‬صاحبه‭ ‬ويعلن‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬بذاته،‭ ‬نبيلة‭ ‬أبوالجدايل‭ ‬الفنانة‭ ‬السعودية‭ ‬المتألقة،‭ ‬سفيرة‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬بمركز‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬للإغاثة‭ ‬والأعمال‭ ‬الإنسانية،‭ ‬تلقت‭ ‬تعليمها‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬التربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬بالرياض،‭ ‬وحصلت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2016‭ ‬على‭ ‬بكالوريوس‭ ‬التصوير‭ ‬والفن‭ ‬الرقمي‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬نورث‭ ‬إستيرن‭ ‬بمدينة‭ ‬بوسطن‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دراستها‭ ‬فن‭ ‬السينما‭ ‬بجامعة‭ ‬هارفارد،‭ ‬رسمت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬لوحة‭ ‬حريرية،‭ ‬قدمت‭ ‬منها‭ ‬11‭ ‬لوحة‭ ‬إلى‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز،‭ ‬وعلق‭ ‬عدد‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬قصوره‭ ‬وكذلك‭ ‬علقت‭ ‬لوحاتها‭ ‬الحريرية‭ ‬في‭ ‬المكتب‭ ‬الخاص‭ ‬لولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭.‬

مؤخرًا‭ ‬تم‭ ‬اختيارها‭ ‬لتمثيل‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وتقديم‭ ‬لوحتين‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬تدشين‭ ‬أكبر‭ ‬مصهر‭ ‬للألمنيوم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬لشركة‭ ‬“ألبا”،‭ ‬“البلاد”‭ ‬حاورت‭ ‬الفنانة‭ ‬السعودية،‭ ‬وكان‭ ‬لقاؤنا‭ ‬معها‭ ‬كالتالي‭:‬

من‭ ‬وراء‭ ‬خصوبة‭ ‬فنك‭ ‬وريشتك‭ ‬الثقافية؟‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬أتيت‭ ‬بكل‭ ‬هذه‭ ‬الذخيرة‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬تنطلق‭ ‬منها‭ ‬أعمالك‭ ‬الفنية؟

حبي‭ ‬للفن‭ ‬فطري،‭ ‬فمنذ‭ ‬صغري‭ ‬كلما‭ ‬وقعت‭ ‬عيني‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يسترعي‭ ‬انتباهي‭ ‬وحواسي‭ ‬أقوم‭ ‬بمحاولة‭ ‬رسمه‭ ‬أو‭ ‬محاكاته‭. ‬ولأنني‭ ‬حظيت‭ ‬بوالدة‭ ‬مثل‭ ‬الكاتبة‭ ‬ثريا‭ ‬الشهري‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬درجة‭ ‬وعيها‭ ‬واستيعابها‭ ‬الفروق‭ ‬الفردية‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬أبنائها،‭ ‬فلم‭ ‬أقع‭ ‬ضحية‭ ‬التربية‭ ‬التقليدية‭ ‬لفتاة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬عمري‭ ‬وبيئتي‭. ‬وهنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬التوجيه‭ ‬الإرشادي‭ ‬منذ‭ ‬صغري‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬الموهبة‭ ‬بالثقافة‭ ‬النظرية‭ ‬والمرئية‭ ‬وحتى‭ ‬السمعية‭. ‬كمثل‭ ‬تحديد‭ ‬ساعات‭ ‬معينة‭ ‬للقراءة،‭ ‬وسماع‭ ‬الموسيقى‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬وكذا‭ ‬تعلم‭ ‬اللغات‭ ‬وزيارة‭ ‬المتاحف‭ ‬عند‭ ‬السفر‭ ‬للخارج،‭ ‬ومناقشة‭ ‬أفكار‭ ‬الفنانين‭ ‬وحقبهم‭ ‬الزمنية‭. ‬

هذا‭ ‬غير‭ ‬محاولاتي‭ ‬للتقرب‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الآلات‭ ‬الموسيقية‭ ‬والتدرب‭ ‬على‭ ‬العزف‭ ‬عليها،‭ ‬ما‭ ‬أهلني‭ ‬لاحقا‭ ‬لمرحلة‭ ‬التأليف‭ ‬الموسيقى‭ ‬مع‭ ‬معلمة‭ ‬البيانو‭ ‬في‭ ‬جامعتي‭ ‬بمدينة‭ ‬بوسطن‭ ‬الأميركية‭. ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدهشني‭ ‬شخصيا،‭ ‬وكنت‭ ‬أتمنى‭ ‬معه‭ ‬مواصلة‭ ‬مشواري‭ ‬الموسيقى‭ ‬في‭ ‬التأليف،‭ ‬غير‭ ‬أنني‭ ‬أجلته‭ ‬حتى‭ ‬إشعار‭ ‬آخر‭ ‬بسبب‭ ‬ضيق‭ ‬الوقت‭ ‬وانشغالي‭ ‬بالتزامات‭ ‬عملي‭ ‬باللوحات‭.‬

فكما‭ ‬ترى‭ ‬كانت‭ ‬نشأة‭ ‬فضولية‭ ‬بامتياز‭ ‬نما‭ ‬فيها‭ ‬حب‭ ‬الاستطلاع‭ ‬والنهم‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬منطقتي‭ ‬المحيطة‭ ‬سواء‭ ‬الفكرية‭ ‬أو‭ ‬الفنية،‭ ‬حيث‭ ‬التمازج‭ ‬مع‭ ‬ثقافة‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬أبرزه‭ ‬في‭ ‬مشاهد‭ ‬لوحاتي‭ ‬والخلفيات‭ ‬التي‭ ‬أختارها‭ ‬بعد‭ ‬بحث‭ ‬وفكر‭ ‬وتأنٍ،‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬طبعا‭ ‬مع‭ ‬فكرة‭ ‬اللوحة‭ ‬وشخصية‭ ‬صاحبها‭ ‬والجمهور‭ ‬المستهدف‭ ‬للتذوق‭. ‬ولتقريب‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬أكثر‭ ‬سأستعين‭ ‬هنا‭ ‬بلوحتي‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬حين‭ ‬أضفت‭ ‬عامل‭ ‬الصقر‭ ‬إلى‭ ‬اللوحة‭ ‬لعلمي‭ ‬المسبق‭ ‬بأن‭ ‬الصقر‭ ‬ثقافة‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬السعودي‭ ‬والروسي‭. ‬ليزور‭ ‬الرئيس‭ ‬بوتين‭ ‬مدينة‭ ‬الرياض‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬المنصرم‭ ‬ويهدي‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬نفس‭ ‬هيئة‭ ‬الصقر‭ ‬الذي‭ ‬رسمته‭ ‬قبل‭ ‬الزيارة‭ ‬بنحو‭ ‬الشهرين‭.‬

 

ما‭ ‬أبرز‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬قمت‭ ‬بها؟‭ ‬وما‭ ‬اللوحة‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬قلبك؟‭ ‬وكم‭ ‬تستغرق‭ ‬اللوحة‭ ‬الواحدة‭ ‬من‭ ‬الزمن؟

الإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬السهل‭ ‬كما‭ ‬قد‭ ‬يتراءى‭ ‬للقراء‭. ‬فأعمالي‭ ‬تجاوزت‭ ‬الـ‭ ‬‮٤٠٠‬‭ ‬لوحة،‭ ‬وما‭ ‬يحوز‭ ‬نسبيا‭ ‬درجة‭ ‬الرضا‭ ‬مني‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬متوافقا‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬الآخرون‭ ‬في‭ ‬لوحاتي‭. ‬لذا‭ ‬سأجيبك‭ ‬بأكثر‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬نالت‭ ‬حظها‭ ‬من‭ ‬الانتشار‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬وهي‭ ‬لوحتي‭ ‬وعنوانها‭ ‬تحالف‭ ‬المجد‭ ‬وكذلك‭ ‬لوحة‭ ‬بعنوان‭ ‬رؤية‭ ‬‮٢٠٣٠‬‭. ‬أما‭ ‬أقربها‭ ‬إلى‭ ‬قلبي،‭ ‬فهي‭ ‬لوحة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬مع‭ ‬جنوده‭ ‬الأبطال‭ ‬وعنوانها‭ ‬دروعنا‭ ‬ليلا‭ ‬نهارا،‭ ‬حيث‭ ‬قدمتها‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬تكريم‭ ‬طالبات‭ ‬التربية‭ ‬الخاصة‭ ‬وبنات‭ ‬شهداء‭ ‬الوطن‭ ‬والمرابطين‭ ‬بحضور‭ ‬حرم‭ ‬أمير‭ ‬الرياض‭ ‬الأميرة‭ ‬نورة‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬سعود‭. ‬فحصل‭ ‬أن‭ ‬تعرفت‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬الفتيات‭ ‬وأمهاتهن،‭ ‬وارتبطت‭ ‬اللوحة‭ ‬بذهني‭ ‬بذكرى‭ ‬المحبة‭ ‬والتآلف،‭ ‬فزادت‭ ‬من‭ ‬قيمتها‭ ‬المعنوية‭ ‬لدي‭. ‬المخزون‭ ‬الذي‭ ‬ينهل‭ ‬منه‭ ‬عادة‭ ‬الفنان‭ ‬الإنسان‭. ‬وبالإجابة‭ ‬على‭ ‬الشق‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬السؤال،‭ ‬فلا‭ ‬أستطيع‭ ‬التحديد‭ ‬وأكون‭ ‬دقيقة‭ ‬بكلامي،‭ ‬فكل‭ ‬لوحة‭ ‬ولها‭ ‬حالتها‭. ‬وقد‭ ‬أنهيها‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام،‭ ‬وقد‭ ‬تستغرقني‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭. ‬وباعتقادي‭ ‬أنه‭ ‬أمر‭ ‬شائع‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الفن‭.   ‬

 

هل‭ ‬تشعرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬التكريم‭ ‬الواسع‭ ‬والحظوة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القيادة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حاضنة‭ ‬اجتماعية‭ ‬ورسمية‭ ‬لك‭ ‬كفنانة؟

أولا‭ ‬وقبل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬دعني‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬الفنان‭ ‬وهو‭ ‬يمارس‭ ‬فنه‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬فكرة‭ ‬التكريم‭ ‬مسيطرة‭ ‬على‭ ‬عقله‭ ‬وريشته،‭ ‬فقد‭ ‬ينعكس‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬إنتاجه‭ ‬بالسلبية‭. ‬فربما‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬سيشعر‭ ‬بالإحباط،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التخاذل‭ ‬والتهاون‭ ‬في‭ ‬التجويد؛‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يقدّر‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬اعتقد‭ ‬أن‭ ‬فنه‭ ‬يستحقه‭.‬‭ ‬لذا‭ ‬نصيحتي‭ ‬لكل‭ ‬إنسان‭ ‬وليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفن،‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬ويطور‭ ‬من‭ ‬عمله‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬العائد‭. ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬يوم‭ ‬والعمل‭ ‬المميز‭ ‬يعلن‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬ويفرض‭ ‬صاحبه‭ ‬معه‭. ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬النصيحة‭ ‬التي‭ ‬أدين‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬والدتي‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬عمر‭ ‬جميع‭ ‬الأمهات‭ ‬الحكيمات‭. ‬وبكل‭ ‬أمانة‭ ‬أختصرها‭ ‬باعترافي‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أنافس‭ ‬أحدا‭ ‬قدر‭ ‬نفسي‭ ‬والتغلب‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أعير‭ ‬انتباها‭ ‬لرأي‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬فني‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬تقبله‭ ‬أفكاري،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬البدايات‭. ‬فأحيانا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬الفن‭ ‬بالذات‭ ‬سابقا‭ ‬لعصر‭ ‬الفنان‭ ‬ومجتمعه‭ ‬المحيط‭. ‬وخذ‭ ‬عندك‭ ‬تاريخ‭ ‬أغلب‭ ‬الفنانين‭ ‬وكيف‭ ‬أنصفت‭ ‬موهبتهم‭ ‬في‭ ‬عصور‭ ‬لاحقة‭ ‬لموتهم‭. ‬وبنظري‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬أنه‭ ‬يعد‭ ‬كهواية‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬الإنسان‭ ‬وليس‭ ‬كحرفة،‭ ‬فلا‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الأولويات‭. ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ذو‭ ‬شقين،‭ ‬فمن‭ ‬ناحية‭ ‬قد‭ ‬يُخدم‭ ‬الفن‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬احتراف‭ ‬ممنهج،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬أقل‭ ‬إشراقا‭ ‬قد‭ ‬يُستمر‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الفن‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬شيء‭ ‬ثانوي‭ ‬لا‭ ‬يعتمد‭ ‬عليه‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬المهن‭ ‬الأخرى‭. ‬ولأن‭ ‬العلاقة‭ ‬طردية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬نشر‭ ‬الثقافة‭ ‬بين‭ ‬الأفراد،‭ ‬وتعزيز‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬فتجد‭ ‬أنه‭ ‬كلما‭ ‬نما‭ ‬فكر‭ ‬ووعي‭ ‬المجتمع،‭ ‬زاد‭ ‬تقديرنا‭ ‬للفنون‭ ‬عامة‭. ‬وبالتالي‭ ‬ستكون‭ ‬الحاضنة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والرسمية‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬ضمن‭ ‬المسار‭ ‬الحضاري‭ ‬لهذا‭ ‬المجتمع‭.‬

 

كيف‭ ‬تقيمين‭ ‬التحولات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬‮٢٠١٦‬‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تتدافع‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬لتبلغ‭ ‬ذروتها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠٣‬‮٠‬؟‭ ‬

الشعب‭ ‬السعودي‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الشعوب‭ ‬تواصلا‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السفر‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لشعوب‭ ‬أخرى‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الرفاهية‭. ‬ولكنه‭ ‬ارتبط‭ ‬بحياتنا‭ ‬نحن‭ ‬السعوديين‭ ‬كأساس‭ ‬حياتي‭. ‬وبالتالي‭ ‬فقد‭ ‬تجدنا‭ ‬على‭ ‬بساطة‭ ‬أسلوبنا‭ ‬بالحياة،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬مطلعون‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬مما‭ ‬يجري‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬دولتنا‭. ‬وما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوسع‭ ‬برنامج‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬للابتعاث‭ ‬الخارجي‭ ‬الذي‭ ‬غير‭ ‬بنظري‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬المجتمع‭ ‬السعودي‭ ‬للمجتمعات‭ ‬الخارجية‭. ‬هذا‭ ‬التدرج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كان‭ ‬سابقا‭ ‬لعام‭ ‬‮٢٠١٦‬‭. ‬

وعليه،‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬استقبالنا‭ ‬للتحولات‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬وتدافعها‭ ‬هو‭ ‬استحقاق‭ ‬طبيعي‭ ‬ومطلب‭ ‬مجتمعي‭ ‬فرضته‭ ‬عقلية‭ ‬شابة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الأمير‭ ‬الشاب‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬وتلقته‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬السعودي‭ ‬التي‭ ‬يشكل‭ ‬الشباب‭ ‬أغلب‭ ‬مجموعها‭. ‬أما‭ ‬تقييمي‭ ‬لهذه‭ ‬التحولات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬فمن‭ ‬السابق‭ ‬لأوانه‭ ‬إخضاع‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬تحت‭ ‬عدسة‭ ‬عالم‭ ‬الاجتماع،‭ ‬فرهاننا‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬الوقت‭ ‬وما‭ ‬تستخلصه‭ ‬وتوثقه‭ ‬التجربة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬خلاله‭.‬‭ ‬

إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬استجابت‭ ‬المرأة‭ ‬السعودية‭ ‬لدورها‭ ‬الوطني‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬وولي‭ ‬عهده‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان؟

المرأة‭ ‬السعودية‭ ‬كمثل‭ ‬تميمة‭ ‬الحظ‭ ‬الرابحة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تاريخها‭ ‬المشرف‭ ‬مع‭ ‬وطنها‭. ‬فأينما‭ ‬تضعها‭ ‬تجدها‭ ‬تسد‭ ‬وترتقي‭. ‬فهي‭ ‬امرأة‭ ‬قوية‭ ‬وذكية‭ ‬في‭ ‬آن،‭ ‬تعلمت‭ ‬فن‭ ‬قيادة‭ ‬حياتها‭ ‬وحياة‭ ‬أبنائها‭ ‬وعائلتها‭. ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬قوانين‭ ‬المجتمع‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بصالحها‭ ‬دائما،‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬اليوم،‭ ‬وقد‭ ‬تبدلت‭ ‬تلك‭ ‬القوانين‭ ‬لصالح‭ ‬تعزيز‭ ‬مكانتها‭ ‬ودورها‭ ‬المجتمعي‭. ‬بإيجاز،‭ ‬المرأة‭ ‬السعودية‭ ‬جاهزة‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬بلدها‭ ‬وحفر‭ ‬اسمها‭ ‬كشاهدة‭ ‬على‭ ‬عصر‭ ‬رؤية‭ ‬‮٢٠٣٠‬‭.‬

 

أين‭ ‬تقع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬نبيلة؟‭ ‬وماذا‭ ‬تمثل‭ ‬المنامة‭ ‬في‭ ‬وجدانك؟

أصدقك‭ ‬القول‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أزر‭ ‬البحرين‭ ‬كثيرا،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أتت‭ ‬زيارتي‭ ‬لهذا‭ ‬البلد‭ ‬الراقي‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬لحضور‭ ‬حفل‭ ‬تدشين‭ ‬مشروع‭ ‬خط‭ ‬الصهر‭ ‬السادس‭ ‬بشركة‭ ‬ألمنيوم‭ ‬البحرين‭ (‬ألبا‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬لتقديم‭ ‬لوحتي‭ ‬إلى‭ ‬مقام‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وولي‭ ‬عهده‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وشعب‭ ‬البحرين‭ ‬جميعا‭. ‬ولأن‭ ‬الأماكن‭ ‬ترتبط‭ ‬بذكرياتها،‭ ‬فقد‭ ‬احتفظت‭ ‬البحرين‭ ‬بذاكرتي‭ ‬بصور‭ ‬ومشاعر‭ ‬مختلطة‭ ‬وجميعها‭ ‬عذبة‭ ‬وتبعث‭ ‬على‭ ‬الابتسام‭ ‬حين‭ ‬أسترجعها‭. ‬فيكفيني‭ ‬فخرا‭ ‬وسعادة‭ ‬وصف‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬للوحتي‭ ‬بقوله‭ ‬إنها‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬اللوحات‭ ‬في‭ ‬نظره‭. ‬هذا‭ ‬غير‭ ‬تشرفي‭ ‬بالحديث‭ ‬مع‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬وقوله‭ ‬إن‭ ‬الصورة‭ ‬الأصلية‭ ‬له‭ ‬والتي‭ ‬جسدتها‭ ‬في‭ ‬لوحتي‭ ‬قد‭ ‬التقطت‭ ‬لسموه‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬سانت‭ ‬هيرست،‭ ‬لأوافقه‭ ‬الرأي‭ ‬وأضيف‭ ‬بدوري‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬ماطر‭. ‬فيبتسم‭ ‬سموه‭ ‬لعلمي‭ ‬بتاريخ‭ ‬صورته‭. ‬هذا‭ ‬طبعا‭ ‬غير‭ ‬تعرفي‭ ‬على‭ ‬الشخصية‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬تتصف‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬بالترحيب‭ ‬والطيبة،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬أصول‭ ‬الضيافة‭ ‬والتعامل‭ ‬المتواضع‭. ‬فحين‭ ‬أجمع‭ ‬تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬وأضيف‭ ‬إليها‭ ‬جمال‭ ‬الخليج‭ ‬وتأمل‭ ‬مياهه‭ ‬الصافية‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬والطيور‭ ‬تحلق‭ ‬فوق‭ ‬صفحته‭ ‬الزرقاء‭ ‬وأنا‭ ‬أمشي‭ ‬بمحاذاة‭ ‬الشاطئ،‭ ‬هذه‭ ‬الذكريات‭ ‬مجتمعة‭ ‬تجعلني‭ ‬أحن‭ ‬للبحرين‭ ‬وأفكر‭ ‬جدياً‭ ‬في‭ ‬اقتناء‭ ‬منزلا‭ ‬فيها‭. ‬فإحساس‭ ‬الفنان‭ ‬بالأشياء‭ ‬والأماكن‭ ‬يكون‭ ‬صادقا‭ ‬وملحا‭.‬