لسنا سلطة قانونية لحسم الخلافات بين المقترضين والمؤسسات المالية

المعراج: فريق لحل مشكلات القروض المتعثرة مع البنوك

| علي الفردان | تصوير خليل إبراهيم

يحزنني‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬طوابير‭ ‬أمام‭ ‬البنوك قطعنا‭ ‬خطوات‭ ‬في‭ ‬“الفنتك”‭ ‬والطموح‭ ‬أكبر لا‭ ‬نستطيع‭ ‬إجبار‭ ‬البنوك‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬القروض نعمل‭ ‬بـ“الحوار”‭ ‬لحل‭ ‬الفجوة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬التمويل‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الصغيرة

 

قال‭ ‬محافظ‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬رشيد‭ ‬المعراج‭ ‬إنه‭ ‬لدى‭ ‬المصرف‭ ‬فريق‭ ‬يطلع‭ ‬على‭ ‬القضايا‭ ‬الواردة‭ ‬إليه‭ ‬بخصوص‭ ‬القروض‭ ‬وينظر‭ ‬في‭ ‬حلها‭ ‬بصورة‭ ‬ودية‭ ‬قبل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المحاكم،‭ ‬مستدركا‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬ليس‭ ‬محكمة‭ ‬وليس‭ ‬لديه‭ ‬سلطة‭ ‬قانونية‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلات‭. ‬وأوضح‭ ‬المعراج‭ ‬أن‭ ‬البنوك‭ ‬تتجاوب‭ ‬عادة‭ ‬مع‭ ‬تدخل‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬وأن‭ ‬معظم‭ ‬القضايا‭ ‬يتم‭ ‬حلها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المحاكم،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬قضايا‭ ‬لشركات‭ ‬وأفراد،‭ ‬إذ‭ ‬راعت‭ ‬البنوك‭ ‬الحالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للمقترضين‭.‬

وكان‭ ‬المعراج‭ ‬يرد‭ ‬على‭ ‬استفسارات‭ ‬أصحاب‭ ‬أعمال‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬ندوة‭ ‬أقامتها‭ ‬جمعية‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬أمس‭ ‬الأول،‭ ‬وذلك‭ ‬بشأن‭ ‬اقتراح‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬لحل‭ ‬مشاكل‭ ‬القروض‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المحاكم‭.‬

قروض‭ ‬“الصغيرة‭ ‬والمتوسطة”

وأكد‭ ‬المعراج‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬البنوك‭ ‬إضعاف‭ ‬العميل‭ ‬وتعثره‭ ‬في‭ ‬السداد،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬البنوك‭ ‬لديها‭ ‬جوانب‭ ‬قانونية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬أو‭ ‬احتساب‭ ‬مخصصات‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬القروض‭. ‬

ووجه‭ ‬رجال‭ ‬أعمال‭ ‬سهام‭ ‬انتقاداتهم‭ ‬إلى‭ ‬البنوك‭ ‬المحلية‭ ‬التي‭ ‬تحجم‭ ‬عن‭ ‬إقراض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬وتطالبها‭ ‬بضمانات‭ ‬كبيرة،‭ ‬مشيرا‭ ‬المعراج‭ ‬إلى‭ ‬أسفه‭ ‬لطلب‭ ‬البنوك‭ ‬لضمانات‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬لأعمالهم‭.‬

وأقر‭ ‬محافظ‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬بوجود‭ ‬مشكلة‭ ‬أو‭ ‬فجوة‭ ‬في‭ ‬حصول‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬على‭ ‬التمويلات‭ ‬المطلوبة‭ ‬من‭ ‬البنوك،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬“عصا‭ ‬سحرية”‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬تؤرق‭ ‬قطاع‭ ‬الأعمال،‭ ‬وأن‭ ‬سياسة‭ ‬البنك‭ ‬هي‭ ‬“الحوار”‭ ‬مع‭ ‬البنوك‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مشكلة‭ ‬تمويل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭.‬

وأمسك‭ ‬المعراج‭ ‬العصا‭ ‬من‭ ‬المنتصف‭ ‬حين‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬خيبة‭ ‬أمله‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬حصول‭ ‬الشركات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬على‭ ‬احتياجاتها‭ ‬التمويلية‭ ‬بينما‭ ‬قدّر‭ ‬موقف‭ ‬البنوك‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الالتزامات‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬بمعرفة‭ ‬العميل‭ ‬ومكافحة‭ ‬غسيل‭ ‬الأموال‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تفتقد‭ ‬فيه‭ ‬معظم‭ ‬الشركات‭ ‬الصغيرة‭ ‬إلى‭ ‬بيانات‭ ‬مالية‭ ‬تفصيلية‭ ‬تستند‭ ‬عليها‭ ‬البنوك‭ ‬لتقديم‭ ‬التمويل‭ ‬لها،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فروع‭ ‬البنوك‭ ‬الدولية‭ ‬فضلت‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬تمويل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬بعد‭ ‬تكبدها‭ ‬غرامات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أخرى؛‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتنظيم‭ ‬المرافق‭ ‬لهذه‭ ‬التمويلات‭.‬

وعبر‭ ‬المعراج‭ ‬عن‭ ‬خيبة‭ ‬أمله‭ ‬لطلب‭ ‬البنوك‭ ‬لضمانات‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬مثل‭ ‬رهن‭ ‬قطع‭ ‬أرض‭ ‬أو‭ ‬عقار‭ ‬لمنح‭ ‬القروض‭ ‬المؤسسية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬الاهتمام‭ ‬بشخص‭ ‬مالك‭ ‬الشركة‭ ‬وليس‭ ‬إلى‭ ‬أداء‭ ‬الشركات‭ ‬نفسها‭.‬

وتابع‭ ‬أن‭ ‬“المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬محكوم‭ ‬بالقانون‭ ‬وأن‭ ‬دوره‭ ‬يتركز‭ ‬بشكل‭ ‬أساس‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬حقوق‭ ‬المودعين‭ ‬وضمان‭ ‬سلامة‭ ‬القطاع‭ ‬المالي‭ ‬والمصرفي،‭ ‬وضمان‭ ‬حصول‭ ‬المودعين‭ ‬على‭ ‬أموالهم‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬شاءوا‭ ‬وحرية‭ ‬انتقال‭ ‬الأموال،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أزمة‭ ‬بنوك‭ ‬لبنان‭ ‬حالياً،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يحصل‭ ‬المودعون‭ ‬على‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬يطلبونها‭ ‬من‭ ‬حساباتهم‭ ‬بسبب‭ ‬القيود‭ ‬المفروضة”‭.‬

ولفت‭ ‬المعراج‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬مصر،‭ ‬حيث‭ ‬فرض‭ ‬على‭ ‬البنوك‭ ‬أن‭ ‬تخصص‭ ‬20‭ % ‬من‭ ‬أعمالها‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬المتوسط،‭ ‬ولم‭ ‬ينف‭ ‬أن‭ ‬“المركزي”‭ ‬البحريني‭ ‬نظر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الخيارات،‭ ‬لكنه‭ ‬عاد‭ ‬ليقول‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬إجبار‭ ‬البنوك‭ ‬على‭ ‬إقراض‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬مؤسسة‭ ‬وأن‭ ‬له‭ ‬قانونا‭ ‬ينظم‭ ‬عمله‭ ‬وأن‭ ‬نطاق‭ ‬مهمته‭ ‬الأساسية‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬البنوك‭ ‬تلتزم‭ ‬بالمتطلبات‭ ‬التنظيمية،‭ ‬مستدركا‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬مستمر‭ ‬مع‭ ‬البنوك‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭ ‬الممكنة،‭ ‬مثمناً‭ ‬تفهم‭ ‬البنوك‭ ‬لهذا‭ ‬الجانب،‭ ‬مشيداً‭ ‬بتجاوبها‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الموضوعات‭ ‬والقضايا‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬عليها‭.‬

وقال‭ ‬المعراج‭ ‬“لم‭ ‬نقل‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ (‬قرار‭ ‬مصر‭) ‬لم‭ ‬يخطر‭ ‬على‭ ‬بالنا‭ (..) ‬ولكن‭ ‬كسياسة‭ ‬عامة‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نتدخل‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬البنوك‭ ‬ولكن‭ ‬نحاول‭ ‬ما‭ ‬نريده‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحوار‭ ‬المشترك‭ ‬معها‭ ‬دون‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬قيود‭ ‬اشتراطية‭ ‬قد‭ ‬تضع‭ ‬أعباء‭ ‬على‭ ‬البنوك‭ ‬ماليا‭ ‬وتضطرها‭ ‬لأخذ‭ ‬مخصصات‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة‭ (...) ‬الحوار‭ ‬مستمر‭ ‬معها‭ ‬ونكون‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬مرنين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المتطلبات،‭ ‬ففي‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬حصلت‭ ‬عند‭ ‬البنوك‭ ‬بعض‭ ‬المشاكل‭ ‬وعملنا‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬جدولة‭ ‬للقروض”‭.‬

وأشار‭ ‬المعراج‭ ‬الى‭ ‬بنك‭ ‬التنمية‭ ‬الذي‭ ‬أنشئ‭ ‬في‭ ‬الثمانينات؛‭ ‬بهدف‭ ‬سد‭ ‬الفجوة‭ ‬وتمويل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬والمشروعات‭ ‬الناشئة،‭ ‬وأنه‭ ‬أنجز‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬إنشاء‭ ‬الحاضنات،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬قدرته‭ ‬محدودة‭ ‬مع‭ ‬كثرة‭ ‬الطلبات،‭ ‬كما‭ ‬تطرق‭ ‬إلى‭ ‬مبادرات‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬“تمكين”‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬المحلية‭. ‬

وشدد‭ ‬المحافظ‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬فرص‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬وأن‭ ‬البنوك‭ ‬قد‭ ‬تحتاج‭ ‬لتغيير‭ ‬أسلوب‭ ‬التعامل‭ ‬ودراسة‭ ‬حالات‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬التمويلية‭ ‬بشكل‭ ‬متخصص‭ ‬وأقرب‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬موظفين‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬باحتياجاتها‭.‬

التعثر‭ ‬في‭ ‬السداد‭ ‬

وتطرق‭ ‬رجال‭ ‬أعمال‭ ‬بحرينيون‭ ‬إلى‭ ‬مشكلة‭ ‬التعثر‭ ‬في‭ ‬السداد‭ ‬وجدولة‭ ‬القروض‭ ‬والتي‭ ‬تقود‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬إلى‭ ‬المحاكم‭ ‬وتجميد‭ ‬السجلات‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬لحل‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬دون‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬وتعقيد‭ ‬الأمور‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬يقوم‭ ‬بالمبادرة‭ ‬لحل‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬والقضايا‭ ‬بين‭ ‬البنوك‭ ‬والزبائن‭ ‬وبعض‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬آثار‭ ‬اجتماعية‭ ‬وأن‭ ‬البنوك‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأوقات‭ ‬تتجاوب‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬ليست‭ ‬جهة‭ ‬قضائية‭ ‬لكنها‭ ‬تراقب‭ ‬تطبيق‭ ‬اللوائح‭ ‬والأنظمة‭ ‬لتشغيل‭ ‬البنوك،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬وجود‭ ‬مخالفات‭ ‬فإن‭ ‬المصرف‭ ‬يتحرك‭ ‬لحل‭ ‬أي‭ ‬مخالفة‭ ‬بل‭ ‬وقد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬فرض‭ ‬الغرامات‭ ‬الرادعة‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬للمعلومات‭ ‬الائتمانية‭ ‬وفر‭ ‬منصة‭ ‬معلومات‭ ‬للبنوك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقليل‭ ‬حالات‭ ‬التخلف‭ ‬عن‭ ‬السداد،‭ ‬وأنه‭ ‬جاء‭ ‬لمعالجة‭ ‬مشكلة‭ ‬الديون‭ ‬التي‭ ‬تتراكم‭ ‬على‭ ‬المواطنين،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬سقف‭ ‬للإقراض‭ ‬وتم‭ ‬إلزام‭ ‬البنوك‭ ‬بتحديث‭ ‬البيانات‭ ‬التي‭ ‬تغذي‭ ‬للمركز‭.‬

وأضاف‭ ‬المعراج‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬فرض‭ ‬غرامة‭ ‬قدرها‭ ‬50‭ ‬دينارا‭ ‬على‭ ‬البنوك‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحدث‭ ‬بيانات‭ ‬عملائها‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬للمعلومات‭ ‬الائتمانية،‭ ‬وهذا‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬عدد‭ ‬المخالفات‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬

 

600‭ ‬ألف‭ ‬أجنبي‭ ‬سيستفيدون‭ ‬من‭ ‬“الفنتك”‭ ‬

وأكد‭ ‬المعراج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬بدأت‭ ‬خطوات‭ ‬لتأهيل‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لأنظمة‭ ‬المدفوعات‭ ‬وتبني‭ ‬بيئة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المالية‭ ‬“‭ ‬الفنتك”‭ ‬منذ‭ ‬2017،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تأسيس‭ ‬البيئة‭ ‬الرقابية‭ ‬التجريبية‭ ‬والتي‭ ‬احتضنت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬40‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬شركة،‭ ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬استقطاب‭ ‬أفكار‭ ‬جديدة‭ ‬للقطاع‭ ‬المالي‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬الحلول‭ ‬الرقمية،‭ ‬كما‭ ‬سمح‭ ‬المصرف‭ ‬للشركات‭ ‬غير‭ ‬المالية‭ ‬بتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬مصرفية‭ ‬وسمح‭ ‬بإطلاق‭ ‬المحافظ‭ ‬الإلكترونية‭ ‬عبر‭ ‬النقال‭. ‬

وعبر‭ ‬عن‭ ‬حزنه‭ ‬لرؤية‭ ‬طوابير‭ ‬انتظار‭ ‬أمام‭ ‬البنوك‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬فيه‭ ‬تبني‭ ‬حلول‭ ‬تغني‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬زيارة‭ ‬الفروع،‭ ‬مؤكداً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التجارب‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أثبتت‭ ‬كفاءة‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬شيئ‭ ‬قابل‭ ‬للتطبيق‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬طالما‭ ‬طبق‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وأثبت‭ ‬نجاحه،‭ ‬حيث‭ ‬ستستفيد‭ ‬البنوك‭ ‬من‭ ‬تقليل‭ ‬تكاليف‭ ‬عملياتها،‭ ‬لافتا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬تم‭ ‬تخفيض‭ ‬كلفة‭ ‬الخدمات‭ ‬لنحو‭ ‬20‭% ‬في‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬التكلفة‭ ‬بالبحرين‭ ‬تحوم‭ ‬حول‭ ‬50‭%. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬البنوك‭ ‬تستطيع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬تطبيقات‭ ‬“الفنتك”‭ ‬إيصال‭ ‬خدماتها‭ ‬لنحو‭ ‬600‭ ‬ألف‭ ‬زبون‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬أجورها‭ ‬زهيدة‭ ‬وقد‭ ‬تستثقل‭ ‬البنوك‭ ‬عن‭ ‬خدمتها‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف‭ ‬المردود‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الزبائن،‭ ‬معبرا‭ ‬عن‭ ‬سعادته‭ ‬بوجود‭ ‬مبادرات‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬ومنها‭ ‬“بنفت”‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬إذ‭ ‬بدأ‭ ‬الناس‭ ‬باستخدام‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات،‭ ‬مبينا‭ ‬المحافظ‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تستطيع‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬دول‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المدفوعات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬تسدد‭ ‬شراء‭ ‬قيمة‭ ‬كل‭ ‬شيئ‭ ‬تقريبا،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬المحك‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬العادي‭ ‬يستخدم‭ ‬الحلول‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬الدفع‭ ‬لمحال‭ ‬مثلا‭ ‬الخضار‭ ‬وكل‭ ‬احتياجاته‭ ‬اليومية‭.‬

وأشار‭ ‬المعراج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬لن‭ ‬يحمي‭ ‬البنوك‭ ‬من‭ ‬المنافسة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتبني‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية‭ ‬الرقمية،‭ ‬وأن‭ ‬عالم‭ ‬المدفوعات‭ ‬بات‭ ‬مفتوحا‭ ‬ويشكل‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬مع‭ ‬دخول‭ ‬شركات‭ ‬غير‭ ‬مصرفية‭ ‬وتقنية‭ ‬كبيرة‭ ‬مثل‭ ‬أبل‭ ‬وغوغل‭ ‬وسامسونغ‭ ‬لحلبة‭ ‬المنافسة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬توقفها‭ ‬الحدود‭.‬