غنام: لا يمكن أن تمر بالمسرح الخليجي دون أن تقف عند العريفي

المسرح العربي يحتفي بالفنان البحريني خليفة العريفي

| أسامة الماجد

أجمعت‭ ‬الآراء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الفنان‭ ‬المسرحي‭ ‬البحريني‭ ‬القدير‭ ‬خليفة‭ ‬العريفي،‭ ‬حالة‭ ‬خاصة‭ ‬جعلته‭ ‬يقف‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬المسرح‭ ‬الخليجي،‭ ‬بطاقته‭ ‬الفنية‭ ‬وإبداعه‭ ‬المتين‭ ‬المكثف‭ ‬كفنان‭ ‬صاحب‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬لديه‭ ‬الحلول‭ ‬الشجاعة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يضعها‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬العقبات‭ ‬التي‭ ‬تثبط‭ ‬الهمم،‭ ‬عرف‭ ‬بجديته‭ ‬واحترامه‭ ‬لمسرحه‭ ‬ومعرفته‭ ‬انه‭ ‬يقدم‭ ‬لونا‭ ‬عربي‭ ‬السمات‭ ‬بشكل‭ ‬مغاير‭. ‬

حل‭ ‬العريفي‭ ‬ضيفا‭ ‬على‭ ‬مهرجان‭ ‬المسرح‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬12‭ ‬والمقام‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬الأردن،‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬اختارته‭ ‬الهيئة‭ ‬العربية‭ ‬للمسرح‭ ‬بإلقاء‭ ‬كلمة‭ ‬يوم‭ ‬المسرح‭ ‬العربي،‭ ‬وهو‭ ‬عرف‭ ‬تسير‭ ‬عليه‭ ‬الهيئة‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬اختيار‭ ‬رمزا‭ ‬مسرحيا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬لإلقاء‭ ‬الكلمة،‭ ‬وقبيل‭ ‬افتتاح‭ ‬المهرجان‭ ‬أقيم‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬تحدث‭ ‬فيه‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬خليفة‭ ‬العريفي‭ ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭:‬

يقول‭ ‬العريفي‭: ‬كنت‭ ‬أنشر‭ ‬قصصي‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬والعربية،‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬مهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬مؤسسا‭ ‬في‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب،‭ ‬وتكرس‭ ‬اهتمامي‭ ‬بالأدب‭ ‬والثقافة‭.‬

منوها‭ ‬أن‭ ‬دراسته‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬الكبار‭ ‬جعلته‭ ‬يفكر‭ ‬باتجاه‭ ‬الإخراج‭ ‬المسرحي‭ ‬ويضيف‭ ‬“وضعت‭ ‬القصة‭ ‬جانبا‭ ‬ودخلت‭ ‬المسرح‭ ‬دخولا‭ ‬عميقا،‭ ‬حتى‭ ‬ان‭ ‬الفنان‭ ‬صقر‭ ‬الرشود‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬طلب‭ ‬مني‭ ‬القدوم‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬لكي‭ ‬أساعده‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬ورسم‭ ‬حركة‭ ‬مسرحية‭ ‬نشطة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬العام‭ ‬1978،‭ ‬وتركت‭ ‬المكتب‭ ‬وذهبت‭ ‬لرأس‭ ‬الخيمة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بها‭ ‬مسرح،‭ ‬وعملت‭ ‬ضمن‭ ‬الفرقة‭ ‬6‭ ‬سنوات،‭ ‬أسسنا‭ ‬خلالها‭ ‬حركة‭ ‬مسرحية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬الفرقة‭ ‬تنتج‭ ‬أعمالها‭ ‬في‭ ‬رأس‭ ‬الخيمة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬تنتقل‭ ‬في‭ ‬عروضها‭ ‬بعد‭ ‬رأس‭ ‬الخيمة‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬الإمارات،‭ ‬وهذا‭ ‬شجع‭ ‬الفرق‭ ‬الأخرى‭ ‬لتنشط‭ ‬حتى‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬سلطان‭ ‬القاسمي‭ ‬الذي‭ ‬أسس‭ ‬لحركة‭ ‬مسرحية‭ ‬حقيقيه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭. ‬

وردا‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬حول‭ ‬طموحه‭ ‬قال‭ ‬العريفي‭: ‬لدي‭ ‬طموح‭ ‬أن‭ ‬أحقق‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة‭ ‬وأنا‭ ‬اعمل‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬لدي‭ ‬3‭ ‬روايات‭ ‬مطبوعة،‭ ‬الرواية‭ ‬الرابعة‭ ‬تقف‭ ‬حائرة‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬ويبدو‭ ‬ان‭ ‬كلمة‭ ‬اليوم‭ ‬العربي‭ ‬للمسرح‭ ‬اخذت‭ ‬كل‭ ‬الجوانب‭ ‬في‭ ‬عقلي‭ ‬مع‭ ‬انني‭ ‬كتبتها‭ ‬مبكرا،‭ ‬لكني‭ ‬حين‭ ‬قراتها‭ ‬شعرت‭ ‬اني‭ ‬اقرأها‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭.‬

‭ ‬وحول‭ ‬تجربته‭ ‬الشعرية‭ ‬قال‭ ‬العريفي‭: ‬انا‭ ‬مؤمن‭ ‬بمقولة‭ ‬اكررها‭ ‬دائما،‭ ‬الحب‭ ‬أولا،‭ ‬الحب‭ ‬أخيرا،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬عندي‭ ‬زوايا‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬اكتب‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الرواية‭ ‬وفي‭ ‬الشعر‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬ان‭ ‬يحب‭ ‬الناس‭ ‬بعضهم‭ ‬بعضا‭ ‬الحب‭ ‬أولا،‭ ‬الحب‭ ‬أخيرا‭ ‬هذه‭ ‬أهم‭ ‬ملامح‭ ‬ما‭ ‬أكتب‭. ‬

بدوره‭ ‬قال‭ ‬الفنان‭ ‬والمسرحي‭ ‬غنام‭ ‬غنام‭: ‬إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬خليفة‭ ‬العريفي‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬حالة،‭ ‬وليس‭ ‬عن‭ ‬شخص،‭ ‬مضيفا‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬بالمسرح‭ ‬الخليجي‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬العريفي‭ ‬مبدعا‭ ‬ومفكرا،‭ ‬وهذا‭ ‬يشمل‭ ‬كل‭ ‬الأقاليم‭ ‬التي‭ ‬عمل‭ ‬عليها‭ ‬العريفي‭ ‬من‭ ‬الكتابة‭ ‬إلى‭ ‬التمثيل،‭ ‬واكد‭ ‬غنام‭ ‬أن‭ ‬تجربة‭ ‬العريفي‭ ‬تمثل‭ ‬إضافة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الفني،‭ ‬مشيدا‭ ‬بمزاجه‭ ‬الخاص‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يفرضه‭ ‬على‭ ‬احد‭ ‬واستعداده‭ ‬لمشاركة‭ ‬المعرفة‭ ‬والفرح‭ ‬والابداع‭ ‬والدهشة‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬حوله‭.‬

كما‭ ‬استطلعت‭ ‬“البلاد”‭ ‬آراء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬حول‭ ‬تجربة‭ ‬العريفي‭ ‬المسرحية‭ ‬وما‭ ‬يمثل‭ ‬لهم‭ ‬هذا‭ ‬التكريم،‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬الفنان‭ ‬عبدالله‭ ‬ملك‭ ‬أن‭ ‬تكريم‭ ‬خليفة‭ ‬العريفي‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬المسرح‭ ‬العربي‭ ‬هو‭ ‬تكريم‭ ‬لكل‭ ‬فنان‭ ‬بحريني‭ ‬يعشق‭ ‬المسرح،‭ ‬وكم‭ ‬كنا‭ ‬سعداء‭ ‬باعتلاء‭ ‬العريفي‭ ‬المنصة‭ ‬ليلقي‭ ‬كلمة‭ ‬يوم‭ ‬المسرح‭ ‬العربي‭ ‬أمام‭ ‬جموع‭ ‬غفيرة‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬إلى‭ ‬الخليج،‭ ‬فكلمة‭ ‬“الفنان‭ ‬البحريني”‭ ‬تعني‭ ‬لنا‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المحفل‭ ‬المسرحي‭ ‬الدولي،‭ ‬والفنان‭ ‬خليفة‭ ‬العريفي‭ ‬أستاذنا‭ ‬جميعا‭ ‬ورائد‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬المسرح‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي،‭ ‬وحمل‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬مسؤولية‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالمسرح‭ ‬البحريني،‭ ‬وقدم‭ ‬كل‭ ‬مبتكر‭ ‬وجديد‭ ‬ليبقى‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني‭ ‬شامخا‭ ‬بتاريخه‭. ‬من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬الفنان‭ ‬عادل‭ ‬شمس‭: ‬لخليفة‭ ‬العريفي‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬وريادة‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني،‭ ‬فقد‭ ‬كرس‭ ‬حياته‭ ‬وثقافته‭ ‬العميقة‭ ‬لأجل‭ ‬المسرح‭ ‬والانطلاق‭ ‬به‭ ‬نحو‭ ‬آفاق‭ ‬أرحب‭. ‬كلنا‭ ‬تعلمنا‭ ‬منه‭ ‬حب‭ ‬العمل‭ ‬المسرحي‭ ‬والتفاني‭ ‬في‭ ‬الأداء،‭ ‬فهو‭ ‬موسوعة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬ومصدر‭ ‬إلهامنا‭ ‬ويمتلك‭ ‬تأثيرا‭ ‬ساحرا‭ ‬على‭ ‬الفنانين‭.‬

ويضيف‭ ‬شمس‭ ‬أن‭ ‬تكريم‭ ‬خليفة‭ ‬العريفي‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬12‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬المسرح‭ ‬العربي،‭ ‬تكريم‭ ‬مستحق‭ ‬لرمز‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬المسرح‭ ‬الخليجي‭ ‬أعطى‭ ‬وأفنى‭ ‬حياته‭ ‬للخشبة‭ ‬ولديه‭ ‬رصيد‭ ‬لا‭ ‬يحصى‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬والإبداعات‭.‬

ذلك‭ ‬هو‭ ‬خليفة‭ ‬العريفي‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬المسرح‭ ‬مثل‭ ‬الماء‭ ‬والخبز،‭ ‬وأبرز‭ ‬المسرحيين‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬طالبوا‭ ‬بالتجديد‭ ‬والتغيير‭ ‬والبناء،‭ ‬فالمسرح‭ ‬عنده‭ ‬هو‭ ‬المسرح‭ ‬المتقدم‭ ‬الذي‭ ‬يحرض‭ ‬الجمهور‭ ‬ويوقظه‭ ‬ويتوجه‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬تهمه‭ ‬وتهم‭ ‬الآخرين،‭ ‬ومسرح‭ ‬يطرح‭ ‬مشكلات‭ ‬مجتمعه‭ ‬وحضارته‭ ‬واستخلاص‭ ‬نتائج‭ ‬إنسانية‭ ‬منها‭.‬