المحكمة برأته لعدم اقتناعها بأقوال المجني عليها

طالبة تدعي اختطافها من قبل ولي أمر أخرى والأخير ينكر

| محرر الشؤون المحلية

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية ، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬ببراءة‭ ‬مواطن‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهام‭ ‬يتعلق‭ ‬باختطاف‭ ‬طالبة‭ ‬“8‭ ‬أعوام”‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬مدرستها،‭ ‬وذلك‭ ‬لعدم‭ ‬ثبوت‭ ‬الواقعة‭ ‬بحقها،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنه‭ ‬قرر‭ ‬بمزاحه‭ ‬مع‭ ‬الطفلة‭ ‬وملاطفتها‭ ‬أثناء‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬ينتظر‭ ‬خروج‭ ‬ابنته،‭ ‬والتي‭ ‬تدرس‭ ‬بذات‭ ‬المدرسة‭ ‬الكائنة‭ ‬بمنطقة‭ ‬المحرق،‭ ‬ليصطحبها‭ ‬للمنزل‭ ‬كما‭ ‬اعتاد‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬شهادة‭ ‬موظفتين‭ ‬بالمدرسة‭ ‬أكدتا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يشتك‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬المتهم‭ ‬سابقا‭ ‬وأنه‭ ‬دائم‭ ‬الحضور‭ ‬لاصطحاب‭ ‬بناته‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭.‬

وكانت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬قد‭ ‬أحالت‭ ‬المتهم‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019،‭ ‬شرع‭ ‬في‭ ‬خطف‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬بأن‭ ‬قام‭ ‬بسحبها‭ ‬من‭ ‬ملابسها‭ ‬عنوة‭ ‬وقد‭ ‬أوقف‭ ‬أثر‭ ‬الجريمة‭ ‬لسبب‭ ‬لا‭ ‬دخل‭ ‬لإرادة‭ ‬المتهم‭ ‬فيه‭ ‬وهو‭ ‬هروب‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭.‬

وقالت‭ ‬والدة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬بلاغها‭ ‬إن‭ ‬ابنتها‭ ‬اعتادت‭ ‬بعد‭ ‬انصرافها‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬العودة‭ ‬للمنزل‭ ‬سيرا‭ ‬على‭ ‬الأقدام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ممر‭ ‬ضيق‭ ‬يقع‭ ‬بنهاية‭ ‬سور‭ ‬المدرسة‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬المنزل،‭ ‬وأثناء‭ ‬سيرها‭ ‬للممر‭ ‬شاهدت‭ ‬المتهم،‭ ‬والذي‭ ‬ناداها‭ ‬وأمسك‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬قميصها‭ ‬من‭ ‬الخلف‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬الرقبة‭.‬

وأضافت‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬علمت‭ ‬ابنتها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬قيام‭ ‬شخص‭ ‬غريب‭ ‬بالإمساك‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬مناداتها‭ ‬تقوم‭ ‬بالصراخ‭ ‬وأن‭ ‬تضرب‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬وتحرك‭ ‬وجهها‭ ‬بطريقة‭ ‬عشوائية‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يتمكن‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬أي‭ ‬شي‭ ‬بفمها،‭ ‬لأن‭ ‬تلك‭ ‬الحركة‭ ‬توتره،‭ ‬وبالفعل‭ ‬أدت‭ ‬ابنتها‭ ‬ما‭ ‬علمتها‭ ‬إياه‭ ‬وقامت‭ ‬بضرب‭ ‬ورفس‭ ‬المتهم‭ ‬حتى‭ ‬تركها‭ ‬وعادت‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة،‭ ‬وأبلغت‭ ‬موظفة‭ ‬بما‭ ‬حدث،‭ ‬فاصطحبتها‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭ ‬بسيارتها‭ ‬الخاصة‭.‬

وبينت‭ ‬تلك‭ ‬الموظفة‭ ‬أنها‭ ‬حال‭ ‬مغادرتها‭ ‬لمقر‭ ‬عملها‭ ‬شاهدت‭ ‬بالفعل‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬تركض‭ ‬مسرعة‭ ‬باتجاهها،‭ ‬وهي‭ ‬خائفة‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬بكاء،‭ ‬وبسؤالها‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬ذلك‭ ‬قررت‭ ‬لها‭ ‬بوجود‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬يقف‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الممر‭ ‬قال‭ ‬لها‭ (‬تعالي‭ ‬أبيج‭) ‬فانتابها‭ ‬الذعر‭ ‬ولاذت‭ ‬بالفرار‭ ‬وعادت‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬فاصطحبتها‭ ‬لمنزلها‭.‬

من‭ ‬جهتها‭ ‬قالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أنها‭ ‬محصت‭ ‬أدلت‭ ‬الاتهام‭ ‬عن‭ ‬بصر‭ ‬وبصيرة،‭ ‬وقد‭ ‬داخلتها‭ ‬الريبة‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬عناصر‭ ‬الإثبات‭ ‬وتشككت‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬إسناد‭ ‬الاتهام‭ ‬للمتهم،‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬ثمة‭ ‬شاهد‭ ‬رؤية‭ ‬للواقعة‭ ‬“شاهد‭ ‬عيان”‭ ‬سوى‭ ‬المجني‭ ‬عليها،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬8‭ ‬أعوام‭ ‬وتظل‭ ‬شهادتها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الاستدلال‭ ‬تخضع‭ ‬لتقدير‭ ‬محكمة‭ ‬الموضوع،‭ ‬وقد‭ ‬أتت‭ ‬وحيدة‭ ‬لا‭ ‬يساندها‭ ‬دليل‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الأوراق‭.‬

وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الواقعة‭ ‬حدثت‭ ‬كما‭ ‬جاءت‭ ‬بأقوال‭ ‬الطفلة‭ ‬وقت‭ ‬خروج‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬وينتظرهم‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬والشارع‭ ‬مزدحم،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتقدم‭ ‬أي‭ ‬أحد‭ ‬للشهادة‭ ‬ليؤكد‭ ‬صدق‭ ‬روايتها‭.‬

ولا‭ ‬ينال‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬شهدت‭ ‬به‭ ‬کلا‭ ‬من‭ ‬والدة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬وموظفة‭ ‬بالمدرسة‭ ‬بتحقيقات‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬كلتاهما‭ ‬شهادتهما‭ ‬سمعية‭ ‬نقلا‭ ‬عن‭ ‬المجني‭ ‬عليها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تطمئن‭ ‬إليه‭ ‬المحكمة،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنه‭ ‬قد‭ ‬ثبت‭ ‬لديها‭ ‬بأن‭ ‬المتهم‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬للمدرسة‭ ‬التي‭ ‬تدرس‭ ‬فيها‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬ليصطحب‭ ‬ابنته‭ ‬للمنزل،‭ ‬حيث‭ ‬انها‭ ‬تدرس‭ ‬بذات‭ ‬المدرسة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يتصور‭ ‬معه‭ ‬أن‭ ‬تتجه‭ ‬إرادته‭ ‬لخطف‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬وقت‭ ‬اصطحابه‭ ‬لابنته‭.‬

وأكدت‭ ‬بنت‭ ‬المتهم‭ ‬بتحقيقات‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬حجة‭ ‬والدها،‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬حال‭ ‬خروجها‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬شاهدت‭ ‬والدها،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬انتظارها‭ ‬لاصطحابها‭ ‬للمنزل‭ ‬يتحدث‭ ‬مع‭ ‬المجني‭ ‬عليها،‭ ‬ويقول‭ ‬لها‭ (‬بخ‭) ‬على‭ ‬طريق‭ ‬المزاح،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬انتابها‭ ‬الخوف‭ ‬وقامت‭ ‬بالصراخ‭ ‬وركضت‭ ‬متوجهة‭ ‬للمدرسة‭ ‬وعند‭ ‬محاولتها‭ ‬إبلاغها‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬والدها‭ ‬قامت‭ ‬بالابتعاد‭ ‬عنها‭ ‬واستمرت‭ ‬بالركض‭.‬

وبينت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬شهادة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المشرفة‭ ‬الإدارية‭ ‬والاختصاصية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بذات‭ ‬المدرسة‭ ‬عضدتا‭ ‬مبررات‭ ‬المتهم‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬ولي‭ ‬أمر‭ ‬طالبة‭ ‬لديهم‭ ‬وأنه‭ ‬دائم‭ ‬الحضور‭ ‬للمدرسة‭ ‬وذلك‭ ‬لمتابعة‭ ‬ابنته‭ ‬وأنه‭ ‬لم‭ ‬يشتك‭ ‬منه‭ ‬ثمة‭ ‬أحد‭.‬

فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬فإن‭ ‬المحكمة‭ ‬ولتشككها‭ ‬بالواقعة‭ ‬قضت‭ ‬ببراءته‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهام‭ ‬عملا‭ ‬بنص‭ ‬المادة‭ (‬255‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭.‬