الخادمة الهاربة تحصل على 220 دينارًا... والمخالفون لم يفوزوا بمناقصات حكومية

خلاف بين مكاتب الخدم وشركات التنظيفات

| إبراهيم النهام

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية ، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

شكاوى‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬الرسوم‭.. ‬وارتفاع‭ ‬الرواتب‭ ‬بطليعة‭ ‬الأسباب مواطنون‭: ‬نفضل‭ ‬الخادمات‭ ‬بنظام‭ ‬الأجرة‭ ‬بالساعة‭ ‬لأسباب‭ ‬اقتصادية التميمي‭: ‬شركات‭ ‬توظف‭ ‬قرابة‭ ‬400‭ ‬خادمة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني

 

تفاوتت‭ ‬آراء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬وأصحاب‭ ‬مكاتب‭ ‬الخدم‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتغريدات‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬أسامة‭ ‬العبسي،‭ ‬التي‭ ‬حذر‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬مكاتب‭ ‬الخدم‭ ‬التي‭ ‬تتعامل‭ ‬بنظام‭ ‬الساعة،‭ ‬إذ‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬العمالة‭ ‬هي‭ ‬سائبة‭ ‬وهاربة،‭ ‬وغير‭ ‬قانونية،‭ ‬وقد‭ ‬تقدم‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬إجرامية‭ ‬كالسرقة‭.‬

وأكد‭ ‬مواطنون‭ ‬لــ‭ ‬“البلاد”‭ ‬توجههم‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مكاتب‭ ‬الخدمة‭ ‬بنظام‭ ‬الأجر‭ ‬بالساعة؛‭ ‬نظرًا‭ ‬لأسباب‭ ‬تتفاوت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬التوفير،‭ ‬وتعثر‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تأشيرة‭ ‬الخادمة،‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬الميزانية‭ ‬الكافية‭ ‬لاستجلاب‭ ‬خادمة،‭ ‬أو‭ ‬دفع‭ ‬راتبها،‭ ‬إضافة‭ ‬لبقية‭ ‬المصروفات‭ ‬والنفقات‭ ‬والإعاشة‭.‬

وينشط‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مكاتب‭ ‬الخدم‭ (‬بنظام‭ ‬الساعة‭) ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬“انستغرام”‭ ‬لعرض‭ ‬خدماتها،‭ ‬إذ‭ ‬تعرض‭ ‬للزبائن‭ ‬خدمات‭ ‬تنظيف‭ ‬المنزل‭ ‬بأجرة‭ ‬تتفاوت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬3‭ ‬و5‭ ‬دنانير‭ ‬للساعة‭ ‬الواحدة،‭ ‬وتشترط‭ ‬معظمها‭ ‬دفع‭ ‬ساعتين‭ ‬كحد‭ ‬أدنى‭.‬

ويتم‭ ‬تحميل‭ ‬الزبائن‭ ‬أيضًا‭ ‬مبلغ‭ ‬دينار‭ ‬إضافي‭ ‬كلفة‭ ‬توصيل‭ ‬الخادمة‭ ‬للمسكن،‭ ‬ويلتزم‭ ‬الزبون‭ ‬بدفع‭ ‬المبلغ‭ ‬المتفق‭ ‬عليه،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬أنهت‭ ‬الخادمة‭ ‬عملها‭ ‬قبل‭ ‬الوقت‭ ‬المطلوب،‭ ‬كما‭ ‬يمنح‭ ‬الزبون‭ ‬أفضلية‭ ‬طلب‭ ‬ذات‭ ‬الخادمة‭ ‬لمرات‭ ‬أخرى‭.‬

في‭ ‬المقابل‭ ‬تضطر‭ ‬بعض‭ ‬مكاتب‭ ‬الخدم‭ ‬للعمل‭ ‬وفق‭ ‬نظام‭ ‬الأجرة‭ ‬بالساعة؛‭ ‬لأسباب‭ ‬ترتبط‭ ‬بعدد‭ ‬التأشيرات‭ ‬التي‭ ‬تصرف‭ ‬لهم‭ ‬فور‭ ‬فتح‭ ‬السجل‭ ‬بعدد‭ ‬اثنتين،‭ ‬وبعد‭ ‬مراجعة‭ ‬أعداد‭ ‬العقود،‭ ‬وقياس‭ ‬أداء‭ ‬الخدمة،‭ ‬تزيد‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬العدد‭ ‬إلى‭ ‬فيزتين‭ ‬إضافيتين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يصنفه‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬بغير‭ ‬العادل‭.‬

ويقول‭ ‬صالح‭ ‬السادة‭ ‬إن‭ ‬لديه‭ ‬تجارب‭ ‬سابقة‭ ‬عدة،‭ ‬إذ‭ ‬تقوم‭ ‬المكاتب‭ ‬بتسهيل‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬معه‭ ‬عبر‭ ‬تطبيق‭ ‬“واتساب”‭ ‬مطالبة‭ ‬بإرسال‭ ‬الموقع‭ ‬والعنوان‭ ‬والتوقيت،‭ ‬وعدد‭ ‬ساعات‭ ‬العمل‭ ‬المطلوبة،‭ ‬ونوع‭ ‬جنسية‭ ‬الخادمة‭ ‬المفضلة،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬تعاونهم‭ ‬ودي‭ ‬وسريع‭ ‬ومناسب‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الظروف‭ ‬المالية‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية،‭ ‬وزيادة‭ ‬الرسوم‭ ‬الحكومية‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الخدمات،‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬رسوم‭ ‬استقدام‭ ‬الخدم،‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬يشجع‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬المخارج‭ ‬المناسبة‭ ‬لتسيير‭ ‬أمورهم،‭ ‬وفق‭ ‬ظروفهم‭ ‬وإمكاناتهم،‭ ‬بقوله‭ ‬“ليس‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬استقدام‭ ‬خادمة،‭ ‬فالأسعار‭ ‬نار،‭ ‬ورواتبهم‭ ‬أيضًا”‭.‬

ويزيد‭ ‬“هذا‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هنالك‭ ‬مراقبة‭ ‬للخادمة‭ ‬أثناء‭ ‬عملها،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يتبعه‭ ‬الغالبية‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مطلوب‭ ‬منهم”‭.‬

ويقول‭ ‬حسن‭ ‬بن‭ ‬علي،‭ ‬وهو‭ ‬ناشط‭ ‬“توتيري”‭: ‬“نحن‭ ‬مع‭ ‬تقنين‭ ‬عمل‭ ‬خدم‭ ‬المنازل‭ ‬حسب‭ ‬نظام‭ ‬الأجر‭ ‬بالساعة‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬المقاصد‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ذلك،‭ ‬فالمواطن‭ ‬يستعين‭ ‬بهذه‭ ‬المكاتب‭ ‬لكونها‭ ‬توفر‭ ‬خدمات‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬الأوضاع‭ ‬المادية‭ ‬للمواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الغلاء‭ ‬المعيشي‭ ‬الحالي،‭ ‬الذي‭ ‬تنامى‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬وما‭ ‬زال”‭.‬

ويضيف‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬“نأمل‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬أخذ‭ ‬ذلك‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار،‭ ‬ووضع‭ ‬حل‭ ‬ناجع‭ ‬يضمن‭ ‬حق‭ ‬المواطن‭ ‬ويتلاءم‭ ‬مع‭ ‬وضعه‭ ‬المادي‭ ‬والمعيشي”‭.‬

وحاولت‭ ‬“البلاد”‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حالات‭ ‬بها‭ ‬شبهة‭ ‬بالسرقات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬الخادمات،‭ ‬لكنه‭ ‬أمر‭ ‬تعثر،‭ ‬إذ‭ ‬يؤكد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الزبائن‭ ‬ممن‭ ‬يتعاملون‭ ‬بنظام‭ ‬الأجرة‭ ‬بالساعة،‭ ‬أن‭ ‬مكاتب‭ ‬الاستقدام‭ ‬تكون‭ ‬حذرة‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬الخادمات،‭ ‬وإن‭ ‬وجدت‭ ‬حالات‭ ‬تحمل‭ ‬الصفة‭ ‬الجرائمية‭ ‬فهي‭ ‬غير‭ ‬معلنة‭.‬

وفي‭ ‬حديث‭ ‬مع‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬البحرينية‭ ‬لاستقدام‭ ‬الخدم‭ ‬محمد‭ ‬التميمي،‭ ‬أكد‭ ‬تأييده‭ ‬لما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تغريدات‭ ‬العبسي،‭ ‬بقوله‭ ‬“هذه‭ ‬المكاتب‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الخدم‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني،‭ ‬إنها‭ ‬مكاتب‭ ‬ومؤسسات‭ ‬مختصة‭ ‬بأعمال‭ ‬التنظيف‭ ‬للشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬وغير‭ ‬معنية‭ ‬بالخدم‭ ‬أو‭ ‬البيوت‭ ‬الخاصة”‭.‬

وأضاف‭ ‬التميمي‭ ‬“معظم‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬لم‭ ‬توفق‭ ‬بعقود‭ ‬حكومية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬وعليه‭ ‬أخذت‭ ‬هذا‭ ‬المنحى‭ ‬الذي‭ ‬يضر‭ ‬مكاتب‭ ‬الاستقدام،‭ ‬ويمثل‭ ‬تهديدًا‭ ‬للأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬نفسها،‭ ‬مع‭ ‬تفاقم‭ ‬الشكوك‭ ‬عن‭ ‬خلفية‭ ‬الخادمات‭ ‬التي‭ ‬يستخدمونهن،‭ ‬وأنهن‭ ‬هاربات‭ ‬وغير‭ ‬مقيمات‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني”‭.‬

وتابع‭ ‬“بعض‭ ‬هذه‭ ‬المكاتب‭ ‬لديها‭ ‬قرابة‭ ‬400‭ ‬خادمة،‭ ‬فمن‭ ‬أين‭ ‬أتين؟‭ ‬ومن‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬لهن‭ ‬التسهيلات‭ ‬لكي‭ ‬يعملن‭ ‬بالبيوت‭ ‬بنظام‭ ‬الأجرة‭ ‬بالساعة؟”‭.‬

وفي‭ ‬سؤال‭ ‬لــ‭ ‬“البلاد”‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬هروب‭ ‬الخادمات‭ ‬ولجوئهن‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المكاتب‭ ‬قال‭ ‬التميمي‭ ‬“بسبب‭ ‬الرواتب،‭ ‬والحوافز‭ ‬الأخرى،‭ ‬إذ‭ ‬يصل‭ ‬راتب‭ ‬الواحدة‭ ‬إلى‭ ‬220‭ ‬دينارا‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لن‭ ‬يتجاوز‭ ‬راتب‭ ‬بعضهن‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬80‭ ‬دينارا،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬ظلت‭ ‬في‭ ‬مسكن‭ ‬مخدومها،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬السكن‭ ‬لهن،‭ ‬وحوافز‭ ‬أخرى‭ ‬مغرية”‭.‬

وقال‭ ‬“بعض‭ ‬الشركات‭ ‬توظف‭ ‬قرابة‭ ‬400‭ ‬خادمة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني”‭.‬