قالوا ضاحكين: نرتدي “الجاكيت كيفما اتفق”!

البرد يسبب فوضى بملابس البحرينيين

| المحرر الاقتصادي

تسبب‭ ‬هبوط‭ ‬البرد‭ ‬المفاجئ‭ ‬خلال‭ ‬اليومين‭ ‬الماضيين‭ ‬بفوضى‭ ‬ملابس‭ ‬عند‭ ‬البحرينيين‭. ‬أخرج‭ ‬كثيرون‭ ‬الشتوي‭ ‬من‭ ‬“الكبت”‭ ‬وأزالوا‭ ‬عنه‭ ‬الغبار‭ ‬وارتدوه‭ ‬كيفما‭ ‬اتفق‭. ‬المضحك‭ ‬بالأمر‭ ‬أنك‭ ‬تجد‭ ‬الشخص‭ ‬“كاشخ”‭ ‬بثوب‭ ‬ناصع‭ ‬البياض‭ ‬أو‭ ‬بألوان‭ ‬الشتاء‭ ‬مع‭ ‬غترة‭ ‬“منشّية”،‭ ‬و”يلق‭ ‬لق”،‭ ‬فيما‭ ‬يضع‭ ‬فوق‭ ‬أكتافه‭ ‬سترة‭ ‬بلون‭ ‬نشاز‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬لبسته،‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مكوية،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬“سويتر‭ ‬رياضة”‭ ‬يعود‭ ‬لأحد‭ ‬الأبناء‭.‬

هؤلاء‭ ‬لا‭ ‬يلامون‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬يتجهزون‭ ‬للبرد‭ ‬بملابس‭ ‬مناسبة،‭ ‬فجميعنا‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬الأيام‭ ‬الباردة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬الـ‭ ‬10‭ ‬أو‭ ‬20‭ ‬يوما‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬تقدير،‭ ‬وقد‭ ‬تأتي‭ ‬متفرقة‭. ‬ويجمع‭ ‬كثيرون‭ ‬“لماذا‭ ‬التعني‭ ‬والتجهيز‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بضع‭ ‬أيام‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬تأتي”‭.‬

محمد‭ ‬الحداد،‭ ‬موظف‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الوزارات‭ ‬انطبق‭ ‬عليه‭ ‬حديثنا،‭ ‬كان‭ ‬يرتدي‭ ‬ثوبا‭ ‬رصاصيا‭ ‬جميلا‭ ‬وغترة‭ ‬حمراء‭ ‬انجليزية‭ ‬فخمة،‭ ‬ويلبس‭ ‬فوقهما‭ ‬جاكيت‭ ‬رياضي‭ ‬مقلم‭ ‬بالأسود‭ ‬والأصفر‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬هيئته‭.‬

وقال‭ ‬وهو‭ ‬يضحك‭ ‬“أعرف‭ ‬أن‭ ‬شكلي‭ ‬مش‭ ‬ولا‭ ‬بد،‭ ‬لكنني‭ ‬فوجئت‭ ‬عند‭ ‬خروجي‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬الساعة‭ ‬السادسة‭ ‬والنصف‭ ‬صباحا‭ ‬ببرودة‭ ‬الطقس،‭ ‬فرجعت‭ ‬إلى‭ ‬البيت،‭ ‬وجدته‭ ‬أمامي‭ ‬فارتديته‭ ‬دون‭ ‬تخطيط،‭ ‬وسأقلعه‭ ‬عند‭ ‬وصولي‭ ‬المكتب”‭.‬

وتابع‭ ‬“يا‭ ‬أخي‭ ‬لم‭ ‬نشهد‭ ‬البرد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬إلا‭ ‬أمس‭ ‬وأول‭ ‬أمس‭ ‬وفي‭ ‬فترة‭ ‬الصباح‭ ‬والمساء‭ ‬فقط،‭ (...) ‬هل‭ ‬يستدعي‭ ‬الأمر‭ ‬شراء‭ ‬ملابس‭ ‬شتوية؟،‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬ذلك”‭.‬

وأضاف‭ ‬الحداد‭ ‬“معظمنا‭ ‬لا‭ ‬يهتم‭ ‬بالملابس‭ ‬الشتوية‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يسافرون‭ ‬فهو‭ ‬يحتاجها‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الباردة‭ ‬التي‭ ‬يذهب‭ ‬إليها،‭ (...) ‬نحن‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬لا‭ ‬نشتريها‭ ‬إلا‭ ‬للأطفال”‭.‬

وأيد‭ ‬رائد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬به‭ ‬الحداد،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬يكتفي‭ ‬بفصل‭ ‬الشتاء‭ ‬بثياب‭ ‬ملونة‭ ‬كالأسود‭ ‬والرصاصي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تبقى‭ ‬طريقته‭ ‬باللبس‭ ‬كما‭ ‬هي،‭ ‬ثوب‭ ‬وغترة،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الطقس‭ ‬باردا‭ ‬زيادة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أرتدي‭ ‬صديرية‭ (‬فيست‭).‬

وزاد‭ ‬“لكن‭ ‬بصراحة‭ ‬ليلة‭ ‬أمس‭ ‬كنت‭ ‬خارجا‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الأصدقاء‭ ‬وشعرت‭ ‬ببعض‭ ‬البرد‭ ‬فارتديت‭ ‬جاكيت‭ ‬بدلة‭ ‬رسمية‭ ‬فوق‭ ‬الثوب،‭ (...) ‬كان‭ ‬منظري‭ ‬مضحكا،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مكويا،‭ ‬كوني‭ ‬لبسته‭ ‬على‭ ‬عجل”‭.‬

لكن‭ ‬لجمال‭ ‬أحمد‭ ‬رأي‭ ‬آخر،‭ ‬حيث‭ ‬بين‭ ‬أنه‭ ‬يحب‭ ‬الأجواء‭ ‬الشتوية،‭ ‬وينتظر‭ ‬البرد‭ ‬بفارغ‭ ‬الصبر،‭ ‬مضيفا،‭ ‬ممازحا‭: ‬“لدي‭ ‬من‭ ‬الملابس‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬لارتدائها‭ ‬في‭ ‬موسكو”‭.‬

وقال‭ ‬“بطبيعتي‭ ‬لا‭ ‬أتحمل‭ ‬البرد‭ ‬لذا‭ ‬دائما‭ ‬أموري‭ ‬جاهزة‭ ‬سواء‭ ‬بالدوام‭ ‬أو‭ ‬بالخروج‭ ‬مع‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬فأنا‭ ‬اعتني‭ ‬بمظهري‭ ‬وأحب‭ ‬ملابس‭ ‬الصوف‭ ‬والجاكيتات‭ ‬القطنية”‭. ‬

وتحاول‭ ‬محال‭ ‬الملابس‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬المجمعات‭ ‬والأسواق‭ ‬تغيير‭ ‬واجهاتها‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬الشتاء،‭ ‬حيث‭ ‬تعرض‭ ‬بضاعتها‭ ‬وتقدم‭ ‬ما‭ ‬لديها‭ ‬ويبقى‭ ‬الطلب‭ ‬سيد‭ ‬الموقف‭.‬

تقول‭ ‬العاملة‭ ‬بمحل‭ ‬لبيع‭ ‬الملابس‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬الواحة‭ ‬تدعى‭ ‬حنان‭ ‬“ينشط‭ ‬بيع‭ ‬الملابس‭ ‬الشتوية‭ ‬عندما‭ ‬يأتي‭ ‬البرد‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ،‭ ‬فقرار‭ ‬الشراء‭ ‬يرتبط‭ ‬بردة‭ ‬فعل‭ ‬آنية”‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬المبيعات‭ ‬ارتفعت‭ ‬بنسبة‭ ‬10‭% ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬حتى‭ ‬يوم‭ ‬أمس،‭ (...) ‬زاد‭ ‬البرد‭ ‬فصعدت‭ ‬المبيعات”‭.‬