البلاط السلطاني يعلن الحداد وتعطيل العمل الرسمي للقطاعين 3 أيام

قابوس بن سعيد .. مسيرة نهضة امتدت 50 عاما

نعى‭ ‬البلاط‭ ‬السلطاني‭ ‬في‭ ‬عُمان‭ ‬فجر‭ ‬السبت،‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭.‬

وفي‭ ‬بيان‭ ‬أصدره‭ ‬البلاط‭ ‬السلطاني‭ ‬في‭ ‬عُمان‭ ‬فجر‭ ‬أمس،‭ ‬أعلن‭ ‬فيه‭ ‬وفاة‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬بن‭ ‬سعيد،‭ ‬بثه‭ ‬عنه‭ ‬التلفزيون‭ ‬الرسمي‭ ‬للبلاد،‭ ‬ونشرته‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬العمانية‭ ‬على‭ ‬حسابها‭ ‬في‭ ‬تويتر‭. ‬كما‭ ‬أعلن‭ ‬البلاط‭ ‬الحداد‭ ‬وتعطيل‭ ‬العمل‭ ‬الرسمي‭ ‬للقطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬مدة‭ ‬3‭ ‬أيام،‭ ‬وكذلك‭ ‬تنكيس‭ ‬الأعلام‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأربعين‭ ‬المقبلة‭.‬

وأشار‭ ‬ديوان‭ ‬البلاط‭ ‬السلطاني‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬“السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬قاد‭ ‬نهضة‭ ‬شامخة‭ ‬أرساها‭ ‬خلال‭ ‬50‭ ‬عاما‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تقلد‭ ‬زمام‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬والعشرين‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬1970،‭ ‬وبعد‭ ‬مسيرة‭ ‬حكيمة‭ ‬مظفرة‭ ‬حافلة‭ ‬بالعطاء‭ ‬شملت‭ ‬عُمان‭ ‬من‭ ‬أقصاها‭ ‬إلى‭ ‬أقصاها،‭ ‬وطالت‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬والدولي‭ ‬قاطبة،‭ ‬وأسفرت‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬متزنة‭ ‬وقف‭ ‬لها‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬إجلالا‭ ‬واحتراما”،‭ ‬بحسب‭ ‬البيان‭.‬

من‭ ‬هو‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس؟

السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬بن‭ ‬سعيد،‭ ‬هو‭ ‬السلطان‭ ‬الثامن‭ ‬لعُمان‭ ‬في‭ ‬التسلسل‭ ‬المباشر‭ ‬لأسرة‭ ‬آل‭ ‬بوسعيد‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الإمام‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1741‭.‬

ولد‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬1940‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬صلالة‭ ‬بمحافظة‭ ‬ظفار،‭ ‬وبدأ‭ ‬أولى‭ ‬مراحل‭ ‬تعليمه‭ ‬في‭ ‬عمان‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التحق‭ ‬بأكاديمية‭ ‬“ساند‭ ‬هيرست”‭ ‬الملكية‭ ‬العسكرية‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1960،‭ ‬وتخرج‭ ‬منها‭ ‬بعد‭ ‬سنتين‭.‬

وانضم‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬كتائب‭ ‬المشاة‭ ‬البريطانية‭ ‬العاملة‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬الغربية،‭ ‬حيث‭ ‬أمضى‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬كمتدرب‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬القيادة‭.‬

وبعد‭ ‬إكماله‭ ‬العلوم‭ ‬العسكرية‭ ‬ضمن‭ ‬الوحدة‭ ‬التحق‭ ‬بدراسة‭ ‬نظم‭ ‬الحكم‭ ‬المحلي‭ ‬وأكمل‭ ‬دورات‭ ‬تخصصية‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الإدارة‭.‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬1964‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬عُمان‭ ‬وتعمّق‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬علوم‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وحضارة‭ ‬وتاريخ‭ ‬السلطنة‭.‬

إصلاحات‭ ‬كبيرة

تسلم‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬مقاليد‭ ‬حكم‭ ‬عُمان‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬يوليو‭ ‬1970،‭ ‬وعمل‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬إصلاحات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الميادين‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭.‬

كما‭ ‬حصل‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬خلال‭ ‬مسيرته‭ ‬السياسية‭ ‬الحافلة‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأوسمة‭ ‬العربية‭ ‬والدولية،‭ ‬منها‭ ‬جائزة‭ ‬السلام‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬33‭ ‬جامعة‭ ‬ومركز‭ ‬أبحاث‭ ‬ومنظمة‭ ‬أميركية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1998،‭ ‬وجائزة‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجمعية‭ ‬الدولية‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬2007،‭ ‬وجائزة‭ ‬جواهر‭ ‬لآل‭ ‬نهرو‭ ‬للتفاهم‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭. ‬وقلادة‭ ‬ترتيب‭ ‬إيزابيلا‭ ‬الكاثوليكية‭.‬

ومن‭ ‬الأوسمة‭ ‬التي‭ ‬تقلّدها‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬وسام‭ ‬الملك‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬في‭ ‬1971،‭ ‬وقلادة‭ ‬مبارك‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬2009‭. .‬

وعرف‭ ‬عن‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬حبه‭ ‬للفروسية‭ ‬فأقام‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مهرجانات‭ ‬الفروسية‭ ‬ومسابقات‭ ‬للهجن،‭ ‬واهتمامه‭ ‬بحماية‭ ‬البيئة‭ ‬العُمانية‭ ‬بمختلف‭ ‬تنوعاتها‭ ‬وقد‭ ‬تجلى‭ ‬ذلك‭ ‬بإنشاء‭ ‬جائزة‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬لصون‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1989‭ ‬وتمنحها‭ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬كل‭ ‬عامين‭.‬

اهتم‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬تنموية‭ ‬عديدة‭ ‬لرفع‭ ‬مستوى‭ ‬معيشة‭ ‬المواطن‭ ‬العماني،‭ ‬حيث‭ ‬ركز‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬المدارس‭ ‬والمستشفيات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المرافق‭ ‬الضرورية‭.‬

وأنشأ‭ ‬أول‭ ‬دار‭ ‬للأوبرا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وتعرف‭ ‬اليوم‭ ‬بدار‭ ‬الأوبرا‭ ‬السلطانية‭ ‬العمانية‭ ‬في‭ ‬مسقط،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬موسوعة‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬للأسماء‭ ‬العربية‭ ‬ودعم‭ ‬مشروعات‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬السلطنة‭ ‬أو‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬جائزة‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬لصون‭ ‬البيئة‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬كل‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منظمة‭ ‬اليونيسكو‭.‬

سياسيا،‭ ‬كان‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬من‭ ‬مؤسسي‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬عام‭ ‬1981،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬عُمان‭ ‬احتفظت‭ ‬بعلاقات‭ ‬جيدة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬،‭ ‬وانتهجت‭ ‬سياسة‭ ‬“صديق‭ ‬الجميع”‭ ‬للتركيز‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬التجارية‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬الدول‭.‬