تطبيق المراقبة الإلكترونية وإشراك مؤسسات المجتمع المدني

النائب العام: 1700 مستفيد من العقوبات البديلة

| ليلى مال الله

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية ، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

قال‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬علي‭ ‬البوعينين‭ ‬إن‭ ‬عدد‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬الأحكام‭ ‬البديلة‭ ‬تجاوز‭ ‬1700‭ ‬مستفيد‭ ‬من‭ ‬الجنسين‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬تطبيقه‭.‬

وأضاف‭ ‬“ليس‭ ‬هناك‭ ‬قوائم‭ ‬انتظار‭ ‬للمستفيدين‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬بل‭ ‬ينظر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الطلبات‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬لاستيعابهم،‭ ‬إذ‭ ‬أنشأنا‭ ‬قسما‭ ‬خاصا‭ ‬في‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬الطلبات،‭ ‬والتي‭ ‬تطبق‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أنهى‭ ‬نصف‭ ‬مدة‭ ‬الحكم‭ ‬وتنطبق‭ ‬عليه‭ ‬الشروط”،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬القضايا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬تحت‭ ‬نطاق‭ ‬قانون‭ ‬الأحكام‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬استثناء‭. ‬

وأكد‭ ‬البوعينين‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تطبيق‭ ‬المراقبة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬للمحكومين،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬ضوابط‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬والعمل‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬جاريا‭ ‬لتطوير‭ ‬المراقبة‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬ورشة‭ ‬عمل‭ ‬عن‭ ‬“دور‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬المساهمة‭ ‬بتطبيق‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة”‭ ‬التي‭ ‬نظمها‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاء،‭ ‬والنيابة‭ ‬العامة،‭ ‬ووزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬ووزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف،‭ ‬والتي‭ ‬عقدت‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬بمركز‭ ‬عيسى‭ ‬الثقافي،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬من‭ ‬ممثلين‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭. ‬

وأوضح‭ ‬البوعينين‭ ‬“إننا‭ ‬ألحقنا‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬بمؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬بعد‭ ‬تطبقه‭ ‬بوزارات‭ ‬الدولة‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص”،‭ ‬مضيفا‭ ‬“نعول‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬خصوصا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالبرامج‭ ‬والتدريب‭ ‬للمحكومين”‭.‬

وتابع‭ ‬بأن‭ ‬“الحماس‭ ‬الذي‭ ‬أظهره‭ ‬المشاركون‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬يشجعنا‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬جلسة‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أوضحنا‭ ‬اليوم‭ ‬الخطوط‭ ‬العريضة،‭ ‬ولازالت‭ ‬مخاوف‭ ‬بخصوص‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون”‭. ‬

وصرح‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬بأن‭ ‬قانون‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭ ‬قانون‭ ‬خرج‭ ‬لإيجاد‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الحلول‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬المنتفع‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬المحكومين،‭ ‬بل‭ ‬تتعداهم‭ ‬لأسرهم‭ ‬ولكل‭ ‬المجتمع،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬الغرض‭ ‬هو‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬برامج‭ ‬تأهيل‭ ‬وتدريب‭ ‬للمستفيدين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭. ‬

‭ ‬بين‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المخاوف‭ ‬التي‭ ‬استشعرتها‭ ‬النيابة‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬إزالتها‭ ‬هو‭ ‬خطورة‭ ‬الشخص‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬البرنامج،‭ ‬إذ‭ ‬استوعبتها‭ ‬بالتناسق‭ ‬بين‭ ‬الجريمة‭ ‬أو‭ ‬المخالفة‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬ونوع‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭.‬

وأكد‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬علي‭ ‬البوعينين‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬ورشة‭ ‬“دور‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬المساهمة‭ ‬بتطبيق‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة”،‭ ‬بحضور‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاء‭ ‬رئيس‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬المستشار‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬حسن‭ ‬البوعينين،‭ ‬ووزير‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬القضاة،‭ ‬وأعضاء‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬الورشة‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬استكمالاً‭ ‬للجهود‭ ‬المبذولة؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التطبيق‭ ‬الفعال‭ ‬لقانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭. ‬

وقال‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬إن‭ ‬إعمال‭ ‬أحكام‭ ‬القوانين‭ ‬يتطلب‭ ‬وضع‭ ‬خطط‭ ‬متكاملة‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬لكيفية‭ ‬التطبيق،‭ ‬ذاكرا‭ ‬“إننا‭ ‬نسعى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ورشة‭ ‬العمل‭ ‬هذه‭ ‬لتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة”‭. ‬

وذكر‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬“التوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬جاءت‭ ‬لتحث‭ ‬على‭ ‬إعمال‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬أوسع‭ ‬نطاق؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مقومات‭ ‬المجتمع،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬الأسر‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬عادل،‭ ‬تحكمه‭ ‬الملاءمة‭ ‬والتناسب‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬العقوبة”‭. ‬

وقال‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬إن‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬تعد‭ ‬بمثابة‭ ‬قنوات‭ ‬مهمة‭ ‬لتوصيل‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مشروعات‭ ‬التنمية،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬معنية‭ ‬بخلق‭ ‬مجالات‭ ‬تسمح‭ ‬بانتفاع‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬والممارسون‭ ‬لنشاط‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬يدركون‭ ‬ذلك‭ ‬البُعد‭ ‬وقيمة‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يكتمل‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬إلا‭ ‬بإقامة‭ ‬علاقة‭ ‬تكاملية‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والفرد،‭ ‬يتبادلان‭ ‬فيها‭ ‬المساهمات‭ ‬لإنفاذ‭ ‬أحكام‭ ‬القوانين،‭ ‬ولرفع‭ ‬المستويات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المختلفة،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬فإن‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬معنية‭ ‬الآن‭ ‬بالمشاركة‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬خدمة‭ ‬للمجتمع‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭. ‬

وكذلك‭ ‬قدمت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬نبذة‭ ‬حول‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة،‭ ‬التي‭ ‬تضمنت‭ ‬نماذج‭ ‬للعقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬المنفذة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية‭ ‬وقرارات‭ ‬النيابة‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭. ‬

هذا‭ ‬وقدم‭ ‬ممثلو‭ ‬إدارة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬عرضا‭ ‬عن‭ ‬آليات‭ ‬وإجراءات‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فيلم‭ ‬قصير‭ ‬بشأن‭ ‬فلسفة‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭ ‬وبيان‭ ‬جهود‭ ‬إدارة‭ ‬الأحكام‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬ومتابعتها،‭ ‬والتطرق‭ ‬إلى‭ ‬معايير‭ ‬تقدير‭ ‬درجة‭ ‬الخطورة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭.‬

وشهدت‭ ‬الورشة‭ ‬تفاعلا‭ ‬كبيرا،‭ ‬إذ‭ ‬أعرب‭ ‬ممثلو‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬عن‭ ‬رغبتهم‭ ‬في‭ ‬المساهمة‭ ‬بتطبيق‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬أعمال‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬وبرامج‭ ‬التأهيل‭ ‬والتدريب‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬بعقوبات‭ ‬بديلة‭.‬