النصف: أحد المواقع غير القانونية بالقرب من ساحة بلدية المحرق

سوق سوداء لبيع الرمال المغشوشة في البحرين

| علي الفردان

تحدث‭ ‬أصحاب‭ ‬أعمال‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬الرمل‭ ‬المغشوش‭ ‬غير‭ ‬المطابق‭ ‬للمواصفات‭ ‬التي‭ ‬تناسب‭ ‬أعمال‭ ‬البناء‭ ‬والتشييد‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬وذلك‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أعين‭ ‬الرقابة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬البلديات‭ ‬والبيئة‭ ‬ووزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسياحة‭.‬

وقال‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬حسن‭ ‬النصف‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬Pirate‭ ‬للنقليات‭ ‬إن‭ ‬عمالا‭ ‬وافدين‭ ‬يقومون‭ ‬وبصورة‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬غير‭ ‬مرخص‭ ‬لها‭ ‬بخلط‭ ‬الرمال‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬المصانع‭ ‬وكميات‭ ‬من‭ ‬رمال‭ ‬الشارع‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬البناء‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬للبناء‭ ‬أصلا،‭ ‬بحيث‭ ‬يجري‭ ‬خلطها‭ ‬وبيعها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬بأسعار‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬الرمال‭ ‬البحرية‭ ‬المغسولة‭ ‬بفارق‭ ‬كثير،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬بيع‭ ‬هذه‭ ‬الرمال‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬رمال‭ ‬مغسولة‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬خلط‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬تتم‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬بالبسيتين‭ ‬مقابل‭ ‬منشآت‭ ‬وزارة‭ ‬البلديات‭ ‬هناك‭. ‬

وأكد‭ ‬النصف‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬جرى‭ ‬فحص‭ ‬مختبري‭ ‬لهذه‭ ‬الرمال،‭ ‬فإنها‭ ‬لن‭ ‬تصلح‭ ‬للبناء،‭ ‬متسائلا‭ ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬ترك‭ ‬هؤلاء‭ ‬للقيام‭ ‬بتزويد‭ ‬السوق‭ ‬بكميات‭ ‬رمال‭ ‬رديئة‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬ترخيص‭ ‬من‭ ‬البلدية‭ ‬أو‭ ‬التجارة‭ ‬أو‭ ‬البيئة،‭ ‬داعيا‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬إلى‭ ‬سرعة‭ ‬التحرك؛‭ ‬لوقف‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬غير‭ ‬القانونية،‭ ‬والتي‭ ‬تضر‭ ‬بأصحاب‭ ‬المؤسسات‭ ‬الذين‭ ‬يوفرون‭ ‬رمالا‭ ‬ذات‭ ‬نوعية‭ ‬جيدة‭ ‬للسوق‭ ‬والمستهلك،‭ ‬واصفا‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬بأنه‭ ‬“سوق‭ ‬سوداء”‭.‬

وتصل‭ ‬الفروق‭ ‬بين‭ ‬أسعار‭ ‬الرمل‭ ‬البحري‭ ‬المغسول‭ ‬بصورة‭ ‬قانونية‭ ‬ومرخصة‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬الرمل‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬خلطه‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬غير‭ ‬مرخصة‭ ‬لنحو‭ ‬50‭ ‬دينارا‭.‬

ويقول‭ ‬النصف‭ ‬إن‭ ‬سعر‭ ‬الرمل‭ ‬البحري‭ ‬للشحنة‭ ‬سعة‭ ‬10‭ ‬أمتار‭ ‬مكعبة‭ ‬تصل‭ ‬لنحو‭ ‬100‭ ‬دينار،‭ ‬وبعد‭ ‬إضافة‭ ‬أجرة‭ ‬التوصيل،‭ ‬فإن‭ ‬السعر‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬120‭ ‬دينارا،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الاعتيادية،‭ ‬لكن‭ ‬بعض‭ ‬الوافدين‭ ‬يقومون‭  ‬ببيع‭ ‬الرمال‭ ‬بأسعار‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬وبمبلغ‭ ‬يصل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬65‭ ‬و70‭ ‬دينارا‭ ‬مما‭ ‬يلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بالسوق،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المستهلك‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬والمؤسسات‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬تتكبد‭ ‬تكاليف‭ ‬لدفع‭ ‬رسوم‭ ‬الرخص‭ ‬والبلدية‭ ‬والبيئة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬رسوم‭ ‬السجل‭ ‬التجاري‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التكاليف‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمؤسسة‭ ‬مقاولات‭ ‬الأسد‭ ‬هشام‭ ‬مطر‭ ‬وجود‭ ‬ممارسات‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬لبيع‭ ‬الرمل‭ ‬البحري‭ ‬المغشوش‭ ‬المخصص‭ ‬للبناء،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬الوافدين‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬الآسيوية،‭ ‬عازيا‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الجشع‭ ‬وضعف‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭.‬

ودعا‭ ‬مطر‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لممارسة‭ ‬رقابة‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬التي‭ ‬يتضرر‭ ‬منها‭ ‬المستهلكون‭ ‬والشركات‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬تتم‭ ‬في‭ ‬أراضٍ‭ ‬مفتوحة،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أراضٍ‭ ‬خاصة‭.‬