بداية عام جديد

| عبدعلي الغسرة

تحتفل‭ ‬جميع‭ ‬الشعوب‭ ‬بالعام‭ ‬الميلادي‭ ‬الجديد‭ ‬2020‭ ‬بفرحة‭ ‬مودعة‭ ‬عامًا‭ ‬مضى‭ ‬من‭ ‬عُمر‭ ‬الإنسان،‭ ‬رحل‭ ‬بكل‭ ‬آلامه‭ ‬وأحزانه‭ ‬وأفراحه،‭ ‬وأتى‭ ‬عام‭ ‬لعله‭ ‬يكون‭ ‬خيرَا‭ ‬مما‭ ‬سبق‭ ‬ويُحقق‭ ‬لهم‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬من‭ ‬الأمنيات‭. ‬عام‭ ‬2020م‭ ‬لن‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الأعوام‭ ‬السابقة‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬رقمه‭ ‬وأحداثه‭ ‬السارة‭ ‬والضارة،‭ ‬لن‭ ‬تختلف‭ ‬أسماء‭ ‬أيامه‭ ‬ولا‭ ‬ساعاتها،‭ ‬ومع‭ ‬بداية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬جديد‭ ‬يأمل‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬تتحقق‭ ‬أمنياتهم،‭ ‬غير‭ ‬عاتبين‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬مضى‭ ‬من‭ ‬الأيام،‭ ‬متضرعين‭ ‬لله‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬2020م‭ ‬سنة‭ ‬خير‭ ‬وعطاء،‭ ‬ملؤها‭ ‬التفاؤل‭ ‬والأمل‭. ‬إن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالعام‭ ‬الجديد‭ ‬ظاهرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬وثقافية‭ ‬عامة‭ ‬لجميع‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬فالعالم‭ ‬وبفضل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وتقنياتها‭ ‬أصبح‭ ‬قرية‭ ‬واحدة‭ ‬والناس‭ ‬باختلاف‭ ‬أعراقهم‭ ‬وثقافاتهم‭ ‬أصبحوا‭ ‬مواطنين‭ ‬فيها،‭ ‬وبجانب‭ ‬الاحتفالات‭ ‬الترفيهية‭ ‬فبداية‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬تمثل‭ ‬فرصة‭ ‬للناس‭ ‬لمراجعة‭ ‬ما‭ ‬مضى‭ ‬من‭ ‬حياتهم‭ ‬بدون‭ ‬عتب‭ ‬وألم،‭ ‬ووضع‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خطط‭ ‬لعامٍ‭ ‬قادم‭ ‬محاولين‭ ‬تصويب‭ ‬ما‭ ‬مضى‭ ‬والعزم‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافٍ‭ ‬جديدة‭ ‬متخطين‭ ‬عثرات‭ ‬الأمس‭ ‬بخطى‭ ‬واثقة‭ ‬للأيام‭ ‬القادمة‭.‬

ليكن‭ ‬2020م‭ ‬تجديد‭ ‬الأمل‭ ‬والإرادة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لجميع‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حياةٍ‭ ‬جديدة‭ ‬وسعيدة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬وهي‭ ‬كثيرة،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬تحقيق‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬للإنسان‭ ‬سياسيًا‭ ‬واقتصاديًا‭ ‬واجتماعيًا،‭ ‬ونشر‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬بلدان‭ ‬العالم،‭ ‬وتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والسكينة‭ ‬لجميع‭ ‬الشعوب‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬ألم‭ ‬وكراهية‭ ‬وبدون‭ ‬عُنف‭ ‬وإرهاب‭. ‬حياة‭ ‬يعيشها‭ ‬الجميع‭ ‬بدون‭ ‬نزاعات‭ ‬ولا‭ ‬صراعات،‭ ‬تحقق‭ ‬لبلدانهم‭ ‬تنمية‭ ‬مستدامة‭ ‬ولهم‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬مستدامة‭.‬

إن‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬إنفاقها‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬الأسلحة‭ ‬والحروب‭ ‬خير‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تنفق‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان‭ ‬وتعليمه‭ ‬وتغذيته‭ ‬والرقي‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬أفضل،‭ ‬عالم‭ ‬خالٍ‭ ‬من‭ ‬الجوع‭ ‬والأمراض‭ ‬والجهل،‭ ‬ومن‭ ‬البطالة‭ ‬والتشرد،‭ ‬عالم‭ ‬فيه‭ ‬الخيرات‭ ‬والثمرات‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬من‭ ‬يتناولها‭ ‬فتجدهم‭ ‬جميعهم‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الشبع،‭ ‬عالم‭ ‬خالٍ‭ ‬من‭ ‬الفساد‭ ‬والجشع،‭ ‬ولا‭ ‬تجد‭ ‬فيه‭ ‬أحدًا‭ ‬يشتري‭ ‬الأسلحة‭ ‬أو‭ ‬يستخدمها،‭ ‬وتجد‭ ‬الناس‭ ‬إخوة‭ ‬ومتحابين‭ ‬في‭ ‬ظلال‭ ‬الأوطان‭ ‬الدافئة‭ ‬والآمنة‭ ‬إنسانيًا‭.‬

ليضيء‭ ‬كُل‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القرية‭ ‬الأرضية‭ ‬الشموع‭ ‬ويفرحوا‭ ‬لبداية‭ ‬أيام‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬الذات‭ ‬والأسرة‭ ‬ومع‭ ‬أفراد‭ ‬مجتمعاتهم‭ ‬وأوطانهم،‭ ‬إنها‭ ‬أيام‭ ‬تجمعنا‭ ‬معًا‭ ‬وتحفظنا‭ ‬وتحفظ‭ ‬بلادنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكروه‭. ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وجميعنا‭ ‬بخير‭.‬