للمرة العاشرة.. صواريخ على قاعدة تضم أميركيين في بغداد

واشنطن تلوّح بتدويل قضية قتل متظاهري العراق

| عواصم ـ وكالات

جدّدت‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬دعوتها‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إيقاف‭ ‬استهداف‭ ‬المحتجين‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬مبدية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬استعدادها‭ ‬في‭ ‬تحشيد‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الدولي‭ ‬إزاء‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬قتل‭ ‬ممنهج،‭ ‬تستهدف‭ ‬النشطاء‭ ‬في‭ ‬الحراك‭ ‬بالعراق‭.‬

‭ ‬وقالت‭ ‬المتحدثة‭ ‬باسم‭ ‬الوزارة،‭ ‬مورغان‭ ‬أوتاغوس،‭ ‬إنه‭ ‬“عندما‭ ‬يحتج‭ ‬الناس‭ ‬بطريقة‭ ‬سلمية‭ ‬فنحن‭ ‬مقتنعون‭ ‬بحرية‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬لهم”،‭ ‬مبينة‭ ‬أنه‭ ‬“يجدر‭ ‬بالدول‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬للمحتجين‭ ‬بالتعبير‭ ‬عن‭ ‬رأيهم‭ ‬فهم‭ ‬يطالبون‭ ‬بحكومة‭ ‬جيدة‭ ‬وبشفافية‭ ‬وواشنطن‭ ‬تدعم‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬العراق‭ ‬لأنهم‭ ‬يريدون‭ ‬محاسبة‭ ‬الحكومات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بعملية‭ ‬إصلاحية‭ ‬وتتصرف‭ ‬بطريقة‭ ‬مسؤولة،‭ ‬وأن‭ ‬تخضع‭ ‬للمساءلة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم”‭.‬

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬سلاح‭ ‬الخطف‭ ‬والقتل‭ ‬الذي‭ ‬يطال‭ ‬الناشطين‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬يتواصل،‭ ‬فقد‭ ‬أفاد‭ ‬ناشطون‭ ‬مدنيون‭ ‬أن‭ ‬مسلحين‭ ‬مجهولين‭ ‬اختطفوا‭ ‬الناشطين‭ ‬الشابين‭ ‬عمر‭ ‬العامري‭ ‬وسلمان‭ ‬المنصوري،‭ ‬بعد‭ ‬مغادرتهما‭ ‬ميدان‭ ‬التحرير،‭ ‬وسط‭ ‬بغداد‭ ‬ولم‭ ‬يعرف‭ ‬بعد‭ ‬مصيرهما‭.‬

‭ ‬الناشط‭ ‬المدني،‭ ‬أحمد‭ ‬السويدي،‭ ‬وشخص‭ ‬آخر‭ ‬كان‭ ‬معه،‭ ‬تعرضا‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مسلحين‭ ‬مجهولين‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬الأطباء‭ ‬وسط‭ ‬مدينة‭ ‬الديوانية،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬اغتيال‭ ‬فاشلة،‭ ‬وصلت‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬القوات‭ ‬الأمنية‭ ‬لمكان‭ ‬الحادث‭ ‬وطوقت‭ ‬المنطقة‭.‬

وتم‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬تشييعُ‭ ‬الناشط‭ ‬علي‭ ‬نجم‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬اللامي،‭ ‬وسط‭ ‬المتظاهرين‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬التحرير‭.‬

علي‭ ‬اللامي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬غادر‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬ساحة‭ ‬التحرير،‭ ‬وتم‭ ‬قتلُه‭ ‬بالرصاص‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬مباشرة‭.‬

وباتت‭ ‬حملة‭ ‬الترهيب‭ ‬والتخويف‭ ‬ضد‭ ‬الناشطين‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬تثير‭ ‬قلقًا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬الدولي‭ ‬أيضًا‭.‬

‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬أعلنت‭ ‬السلطات‭ ‬العراقية‭ ‬سقوط‭ ‬صاروخين‭ ‬قرب‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬تأوي‭ ‬جنودًا‭ ‬أميركيين‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬مطار‭ ‬بغداد‭ ‬الدولي‭ ‬ليلة‭ ‬الأربعاء،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وقوع‭ ‬ضحايا،‭ ‬في‭ ‬عاشر‭ ‬هجوم‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬ونصف‭ ‬الشهر‭.‬

وأكدت‭ ‬خلية‭ ‬الإعلام‭ ‬الأمني‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬مقتضب‭ ‬“سقوط‭ ‬صاروخين‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬كاتيوشا‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الخارجي‭ ‬لمطار‭ ‬بغداد‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬غير‭ ‬مأهولة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬خسائر‭ ‬تذكر”‭.‬

ويأتي‭ ‬الهجوم‭ ‬بعد‭ ‬3‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬هجوم‭ ‬مماثل‭ ‬بأربعة‭ ‬صواريخ،‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬سقوط‭ ‬6‭ ‬جرحى‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬القواعد‭ ‬العسكرية‭ ‬المجاورة‭ ‬للمطار‭ ‬مقرا‭ ‬لها‭.‬

وتتلقى‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬تدريباتها‭ ‬وتسليحها‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يشهد‭ ‬اتساعًا‭ ‬لنفوذ‭ ‬الفصائل‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬ضم‭ ‬بعضها‭ ‬إلى‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭. ‬وتضم‭ ‬المناطق‭ ‬المجاورة‭ ‬للمطار‭ ‬قواعد‭ ‬عسكرية‭ ‬عراقية‭ ‬تأوي‭ ‬جنودا‭ ‬ودبلوماسيين‭ ‬أميركيين‭.‬

ويعتبر‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬العاشر‭ ‬خلال‭ ‬6‭ ‬أسابيع‭ ‬ضد‭ ‬قواعد‭ ‬تضم‭ ‬جنودا‭ ‬أميركيين‭ ‬أو‭ ‬السفارة‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الخضراء‭ ‬الشديدة‭ ‬التحصين‭ ‬وسط‭ ‬بغداد‭.‬

وكانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قلقة‭ ‬من‭ ‬موجة‭ ‬الهجمات‭ ‬الأخيرة‭ ‬ضد‭ ‬قواتها‭ ‬ودبلوماسييها‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تنوي‭ ‬واشنطن‭ ‬إرسال‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬5‭ ‬إلى‭ ‬7‭ ‬آلاف‭ ‬جندي‭ ‬إضافي‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

ولم‭ ‬تعلن‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الهجمات،‭ ‬لكن‭ ‬واشنطن‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬توجّه‭ ‬الاتهام‭ ‬إلى‭ ‬الفصائل‭ ‬المسلحة‭ ‬الموالية‭ ‬لإيران‭.‬