خلية إرهابية تهرب الأسلحة وتجند أفرادا بمعسكرات إيران والعراق

استدعاء شهود بقضية تخزين أسلحة بثلاجات تحت الأرض

| عباس إبراهيم

تنظر‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬جماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬التجهيز‭ ‬للقيام‭ ‬بأعمال‭ ‬إرهابية‭ ‬وتخزين‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬ثلاجات‭ ‬بحفر‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬بعمق‭ ‬متر‭ ‬واحد،‭ ‬والتي‭ ‬تضم‭ ‬9‭ ‬متهمين،‭ ‬اثنان‭ ‬منهم‭ ‬هاربان‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭ ‬وإيران،‭ ‬وأجلت‭ ‬المحاكمة‭ ‬لجلسة‭ ‬23‭ ‬ديسمبر‭ ‬الجاري؛‭ ‬وذلك‭ ‬لاستدعاء‭ ‬شاهدي‭ ‬الإثبات‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬باستمرار‭ ‬حبس‭ ‬المتهمين‭ ‬المضبوطين‭.‬

وتشير‭ ‬التفاصيل‭ ‬إلى‭ ‬ورود‭ ‬بلاغ‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2019‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬المباحث‭ ‬الجنائية‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬جهودها‭ ‬لرصد‭ ‬وملاحقة‭ ‬وضبط‭ ‬المجموعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والعناصر‭ ‬التخريبية‭ ‬والكشف‭ ‬عن‭ ‬مخططاتهم‭ ‬الإجرامية‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إحباط‭ ‬وإفشال‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬قبل‭ ‬وقوعها،‭ ‬فقد‭ ‬وردت‭ ‬معلومات‭ ‬لنقيب،‭ ‬تضمنت‭ ‬قيام‭ ‬أشخاص‭ ‬هاربين‭ ‬خارج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬قيادات‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬بتهريب‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمتفجرات‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وتخزينها‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬سرية،‭ ‬وتجنيد‭ ‬عناصر‭ ‬بحرينية‭ ‬وإلحاقهم‭ ‬بمعسكرات‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وإيران‭ ‬تأهيلهم‭ ‬نفسيا‭ ‬وبدنيا‭ ‬بمعرفة‭ ‬خبراء‭ ‬عسكريين‭ ‬وتدريبهم‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬استعمال‭ ‬تلك‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمتفجرات؛‭ ‬بغرض‭ ‬استهداف‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬داخل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وكذلك‭ ‬استهداف‭ ‬الدوريات‭ ‬الأمنية‭ ‬ورجال‭ ‬الشرطة‭ ‬بغرض‭ ‬الإخلال‭ ‬بالأمن‭ ‬العام‭ ‬وتعريض‭ ‬سلامة‭ ‬المملكة‭ ‬وأمنها‭ ‬واقتصادها‭ ‬للخطر،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬إيذاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬وبث‭ ‬الرعب‭ ‬بينهم‭ ‬وترويعهم‭ ‬وتعريض‭ ‬حياتهم‭ ‬حرياتهم‭ ‬وأمنهم‭ ‬للخطر‭ ‬ومنع‭ ‬وعرقلة‭ ‬ممارسة‭ ‬السلطات‭ ‬العامة‭ ‬أعمالها‭ ‬وبتكثيف‭ ‬إجراءات‭ ‬البحث‭ ‬والتحري‭ ‬والاستعانة‭ ‬بالمصادر‭ ‬السرية‭ ‬تأكدت‭ ‬صحة‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات‭ ‬وتم‭ ‬التوصل‭ ‬لهوية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أفرادها‭ ‬الهاربين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

وبالقبض‭ ‬على‭ ‬المتهم‭ ‬الثالث‭ ‬اعترف‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يخرج‭ ‬في‭ ‬التجمعات‭ ‬والمسيرات،‭ ‬والتجمهرات‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الدراز‭ ‬ولمعرفته‭ ‬المسبقة‭ ‬بالمتهم‭ ‬الأول‭ ‬كونه‭ ‬صديق‭ ‬خاله،‭ ‬فقد‭ ‬تواصل‭ ‬معه‭ ‬المذكور‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬السنة‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬تقريبا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬برنامج‭ ‬الإنستغرام‭ ‬بواسطة‭ ‬حساب‭ ‬يحمل‭ ‬اسمه‭ ‬باللغة‭ ‬الانجليزية،‭ ‬وقام‭ ‬المذكور‭ ‬بسؤاله‭ ‬عن‭ ‬منطقة‭ ‬الدراز‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أشخاص‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬الشغب‭ ‬هناك‭ ‬وحرق‭ ‬الإطارات،‭ ‬فرفض‭ ‬ذلك‭ ‬بداية؛‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬يسكن‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الجنبية‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬الدراز‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تواصل‭ ‬معه‭ ‬المتهم‭ ‬نفسه،‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬تحميل‭ ‬برنامج‭ ‬لإنشاء‭ ‬برید‭ ‬إلكتروني‭ ‬فيه‭ ‬ليتواصل‭ ‬معه‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الكتابة‭ ‬وتخزين‭ ‬الرسائل‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬المسودات‭ (‬الدرافت‭) ‬وبالفعل‭ ‬أنشأ‭ ‬الحساب‭ ‬وسلمه‭ ‬الرقم‭ ‬السري‭ ‬للبريد‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬برنامج‭ ‬الإنستغرام،‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬تواصلهما‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ذلك‭ ‬الإيميل،‭ ‬إذ‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬إنشاء‭ ‬مخزن‭ ‬سري‭ ‬لإخفاء‭ ‬بعض‭ ‬الأدوات‭ ‬ولم‭ ‬يحددها‭ ‬له‭ ‬بالبداية‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬حفر‭ ‬حفرة‭ ‬ووضع‭ ‬ثلاجة‭ ‬بلاستكية‭ ‬بداخلها‭.‬

وقرر‭ ‬أنه‭ ‬بذلك‭ ‬الطلب‭ ‬علم‭ ‬أن‭ ‬الحفرة‭ ‬ستستخدم‭ ‬لإخفاء‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمتفجرات‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬الثلاجات‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬وإخفائها‭ ‬عن‭ ‬الأنظار،‭ ‬ووضع‭ ‬له‭ ‬المتهم‭ ‬المذكور‭ ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬الإيميل‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬شرح‭ ‬لطريقة‭ ‬عمل‭ ‬المخزن‭ ‬وضرورة‭ ‬اختيار‭ ‬الموقع‭ ‬الآمن،‭ ‬والذي‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬باقي‭ ‬العناصر‭ ‬وكذلك‭ ‬إخفاء‭ ‬الطبقة‭ ‬العليا‭ ‬للمخزن‭ ‬باستخدام‭ ‬أتربة‭ ‬بذات‭ ‬لون‭ ‬التربة‭ ‬الموجودة‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬كما‭ ‬تواصل‭ ‬معه‭ ‬وأخبره‭ ‬بأنه‭ ‬سيرسل‭ ‬له‭ ‬مبالغ‭ ‬نقدية‭ ‬لشراء‭ ‬الثلاجات‭ ‬وبالفعل‭ ‬أرسل‭ ‬له‭ ‬المبلغ‭ ‬على‭ ‬دفعتين‭ ‬بمجموع‭ ‬45‭ ‬دينارا‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬التقى‭ ‬المتهم‭ ‬الخامس‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬وأبلغه‭ ‬بالعمل‭ ‬المكلف‭ ‬به‭ ‬فقرر‭ ‬المشاركة‭ ‬معه،‭ ‬وبالفعل‭ ‬أحضرا‭ ‬الثلاجتين‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المملكة‭ ‬بسبب‭ ‬تدني‭ ‬السعر‭ ‬بالخارج،‭ ‬وقام‭ ‬الأخير‭ ‬بإخفائهما‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬بالدراز،‭ ‬كما‭ ‬التقى‭ ‬المتهم‭ ‬السادس‭ ‬وأخبره‭ ‬بأنه‭ ‬تلقى‭ ‬تكليفا‭ ‬من‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بإنشاء‭ ‬مخزن‭ ‬سري‭ ‬فطلب‭ ‬منه‭ ‬العمل‭ ‬معه‭ ‬بإنشاء‭ ‬المخزن،‭ ‬فوافق‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

وبالفعل‭ ‬توجهوا‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬بمنطقة‭ ‬الدراز‭ ‬وأحضر‭ ‬الأخير‭ ‬معول‭ ‬“شيول”‭ ‬لحفر‭ ‬الحفرة‭ ‬وقاموا‭ ‬بحفرها‭ ‬بعمق‭ ‬نحو‭ ‬متر،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬جلبوا‭ ‬الثلاجات‭ ‬من‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬وضعوهما‭ ‬في‭ ‬الحفرة‭ ‬وقاموا‭ ‬بتغطيتها،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬2019،‭ ‬وأصبح‭ ‬المخزن‭ ‬جاهزا،‭ ‬وأخبر‭ ‬المتهم‭ ‬الهارب‭ ‬بذلك‭.‬

وتابع،‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬المتهم‭ ‬كان‭ ‬يسأله‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬تخرجه‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬ويطلب‭ ‬منه‭ ‬الحضور‭ ‬لإيران‭ ‬والعراق؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تدريبه‭ ‬العسكري،‭ ‬فكان‭ ‬يتعذر‭ ‬منه،‭ ‬كما‭ ‬قرر‭ ‬له‭ ‬بأنه‭ ‬سيوفر‭ ‬له‭ ‬مادة‭ ‬كيميائية‭ ‬وسيقوم‭ ‬بتزويده‭ ‬بباقي‭ ‬التفاصيل‭ ‬الخاصة‭ ‬بطريقة‭ ‬تحضيرها‭ ‬فوافق‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬المتهم‭ ‬لم‭ ‬يرسل‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬شيء‭.‬

واعترف‭ ‬متهم‭ ‬آخر‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬تواصل‭ ‬معه،‭ ‬وقال‭ ‬له‭ ‬“أبيك‭ ‬تدخل‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬المقاومة”‭ ‬وسأله‭ ‬عن‭ ‬خبرته‭ ‬في‭ ‬اللحام،‭ ‬فقرر‭ ‬له‭ ‬بأنه‭ ‬يجيد‭ ‬أعمال‭ ‬اللحام،‭ ‬كما‭ ‬تواصل‭ ‬معه‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬الانضمام‭ ‬للمقاومة‭ ‬فوافق‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فيما‭ ‬أرسل‭ ‬له‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬رسالة‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬تصوير‭ ‬الكاميرات‭ ‬الأمنية‭ ‬لأحد‭ ‬ملاعب‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المعروفة‭ ‬بمنطقة‭ ‬الجنبية،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬مغلقا‭ ‬عند‭ ‬توجهه‭ ‬إليه،‭ ‬وكذلك‭ ‬كاميرات‭ ‬المراقبة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمحلات‭ ‬التجارية‭ ‬وكاميرات‭ ‬السرعة‭ ‬وصولا‭ ‬لجامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬ومنطقة‭ ‬سلماباد‭ ‬والرفاع‭.‬