يجب التصدي لمبدأ عدم المساواة بثورة من المقاييس

الممثل المقيم للبرنامج الأممي: التفاوتات الفردية لا تزال على مستويات غير مقبولة

| إبراهيم النهام | تصوير: رسول الحجيري

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية ، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

‭ ‬قال‭ ‬الممثل‭ ‬المُقيم‭ ‬لبرنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‭ ‬ستيفانو‭ ‬باتيناتو‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬أوجه‭ ‬عدة‭ ‬لعدم‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬وبأن‭ ‬هنالك‭ ‬الكثيرين‭ ‬ممن‭ ‬يعيشوا‭ ‬دون‭ ‬أمل،‭ ‬أو‭ ‬هدف،‭ ‬أو‭ ‬شعور‭ ‬بالكرامة،‭ ‬وبأنهم‭ ‬يقفون‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويرون‭ ‬الآخرين‭ ‬يتجهون‭ ‬الى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الازدهار‭.‬

جاء‭ ‬ذلك،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬استعراض‭ (‬باتيناتو‭) ‬لتقرير‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬للعام‭ ‬2019‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬أمس،‭ ‬والذي‭ ‬ركز‭ ‬خلاله‭ ‬التقرير‭ ‬على‭ ‬أوجه‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬الدخل،‭ ‬والمتوسط،‭ ‬والحاضر‭.‬

وأكد‭ ‬باتيناتو‭ ‬أنه‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬الكثيرون‭ ‬للحدود‭ ‬الدنيا‭ ‬للأداء‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬التفاوتات‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬الانتشار،‭ ‬مضيفًا‭ ‬“في‭ ‬أول‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬تحقق‭ ‬تقدم‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الحرمان‭ ‬الشديد،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬التفاوتات‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬غير‭ ‬مقبولة‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬الإمكانات،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬حرية‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يحققوا‭ ‬ذواتهم،‭ ‬ومما‭ ‬ينشدونه‭ ‬من‭ ‬دراسة،‭ ‬أو‭ ‬عمل،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬غذاء”‭.‬

‭ ‬

وأضاف‭ ‬“الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬يتطلب‭ ‬تقييم‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬بمعيار‭ (‬ثورة‭ ‬في‭ ‬المقاييس‭)‬،‭ ‬فالسياسات‭ ‬الجديدة‭ ‬تُبنى‭ ‬على‭ ‬مقاييس‭ ‬جيدة،‭ ‬والجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬يستدعي‭ ‬جيلاً‭ ‬من‭ ‬المقاييس،‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مفاهيم‭ ‬أوضح‭ ‬مرتبطة‭ ‬بتحديات‭ ‬العصر،‭ ‬وإلى‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬مصادر‭ ‬شتى‭ ‬البيانات،‭ ‬واستخدام‭ ‬أدوات‭ ‬أدق‭ ‬للتحليل”‭.‬

‭ ‬وأردف‭ ‬“هنالك‭ ‬أيضًا‭ ‬تصحيح‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬كأمر‭ ‬ممكن،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬بدأنا‭ ‬العمل‭ ‬حالاً،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتحوّل‭ ‬الاختلالات‭ ‬في‭ ‬النفوذ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬إلى‭ ‬هيمنة‭ ‬سياسية‭ ‬راسخة”‭.‬

‭ ‬ويستطرد”‭ ‬أشير‭ ‬أيضًا‭ ‬لأوجه‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬والتي‭ ‬تتراكم‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬مسببة‭ ‬اختلالات‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬موازين‭ ‬القوى،‭ ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬تقييم‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬هذه‭ ‬عبر‭ ‬التصدي‭ ‬لها‭ ‬بثورة‭ ‬من‭ ‬المقاييس،‭ ‬وعليه‭ ‬فيمكننا‭ ‬تصحيح‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬إذا‭ ‬بدأنا‭ ‬العمل‭ ‬حالاً،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬الاختلالات‭ ‬في‭ ‬النفوذ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬إلى‭ ‬هيمنة‭ ‬سياسية‭ ‬راسخة”‭.‬

‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بما‭ ‬وراء‭ ‬الدخل،‭ ‬قال‭ ‬“لابد‭ ‬لأي‭ ‬تقييم‭ ‬شامل‭ ‬لعدم‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الدخل‭ ‬والثروة،‭ ‬لكن‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتجاوز‭ ‬الدولارات‭ ‬أو‭ ‬الروبيات‭ ‬ليفهم‭ ‬الفوارق‭ ‬في‭ ‬أبعاد‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬الأخرى،‭ ‬أو‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إليها،‭ ‬مع‭ ‬النظر‭ ‬لأوجه‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والأساسية‭ ‬كالتعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والكرامة‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان”‭.‬

‭ ‬ويزيد‭ ‬“فهم‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬الدخل‭ ‬يتطلب‭ ‬تفحص‭ ‬أوجه‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬الأخرى،‭ ‬فالحرمان‭ ‬في‭ ‬الصحة،‭ ‬والتعليم‭ ‬يتفاعل،‭ ‬وكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬يتفاقم‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬وكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬تبدأ‭ ‬الفوارق‭ ‬قبل‭ ‬الولادة،‭ ‬بورقة‭ ‬حظ‭ ‬تحددها‭ ‬صدفة‭ ‬مكان‭ ‬ولادة‭ ‬الطفل،‭ ‬وقد‭ ‬تتسع‭ ‬هذه‭ ‬الفوارق‭ ‬عبر‭ ‬السنين”‭.‬