إبداع ونسق جديد ينساب في عروق الصورة

عدسة الشيخ خالد بن علي.. انسجام بين الوحدات الزوايا

| أسامة الماجد

وزير‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬مسؤوليته‭ ‬الرسمية‭ ‬كوزير‭ ‬للعدل،‭ ‬فإنه‭ ‬إنسان‭ ‬ذو‭ ‬طاقات‭ ‬فنية‭ ‬هائلة‭ ‬ومتنوعة،‭ ‬فهو‭ ‬مصور‭ ‬محترف‭ ‬بارع‭ ‬ولقطاته‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الحس‭ ‬والإبداع‭ ‬في‭ ‬تحريك‭ ‬الأحاسيس‭ ‬والمشاعر،‭ ‬وحقيقة‭ ‬لقد‭ ‬ذهلت‭ ‬عندما‭ ‬تصفحت‭ ‬حسابه‭ ‬في‭ ‬“الانستغرام”‭ ‬وشاهدت‭ ‬صورا‭ ‬فوتوغرافية‭ ‬التقطها‭ ‬بكاميرته‭ ‬آية‭ ‬في‭ ‬الإبداع‭ ‬والتكوين،‭ ‬ومعظم‭ ‬موضوعاتها‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬بيئتنا‭ ‬الجميلة،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬صورة‭ ‬منها‭ ‬قصة،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬قصة‭ ‬رسالة‭ ‬نابضة‭ ‬بالحب‭ ‬والحياة‭ ‬والجمال،‭ ‬وعندما‭ ‬استأذنته‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬النقدية‭ ‬لأعماله‭ ‬في‭ ‬الحفل‭ ‬الذي‭ ‬أقامته‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬مئة‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين،‭ ‬رحب‭ ‬بكل‭ ‬تواضع‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬الصور‭ ‬للجميع‭.‬

إذا‭ ‬أمعنا‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬صور‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬علي،‭ ‬نجد‭ ‬فيها‭ ‬وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬سابق‭ ‬عن‭ ‬التصوير‭ ‬الفوتوغرافي‭ ‬عملية‭ ‬اندماج‭ ‬حسي‭ ‬عميق،‭ ‬تلك‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬بين‭ ‬المصور‭ ‬والطبيعة،‭ ‬عملية‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬الاستغراق‭ ‬الحسي‭ ‬والاندماج‭ ‬العاطفي‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬يتصوره‭ ‬إنسان‭ ‬عادي‭.‬

‭ ‬صورة‭ ‬“البانوش”‭ ‬الأبيض‭ ‬والأسود‭ ‬تتحلى‭ ‬بقيمة‭ ‬جمالية‭ ‬رفيعة،‭ ‬فيها‭ ‬تكنيك‭ ‬وصنعة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأضواء‭ ‬والظلال‭ ‬وتدرجها‭. ‬أما‭ ‬صورة‭ ‬“الشجرة‭ ‬والجبال”‭ ‬فهي‭ ‬صورة‭ ‬مدروسة‭ ‬الجوانب‭ ‬متناهية‭ ‬الدقة‭ ‬وتفاصيلها‭ ‬تنطق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الكلمة‭. ‬صورة‭ ‬“نزل‭ ‬السلام‭ ‬طريق‭ ‬اللؤلؤ”‭ ‬فاللونان‭ ‬الأبيض‭ ‬والأسود‭ ‬مفعمان‭ ‬بالحيوية‭ ‬والإبداع‭ ‬وزاوية‭ ‬سقوط‭ ‬العدسة‭ ‬تشعرك‭ ‬بوجود‭ ‬نسق‭ ‬جديد‭ ‬ينساب‭ ‬في‭ ‬عروق‭ ‬الصورة‭.‬

عدسة‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬ترى‭ ‬الشيء‭ ‬الظاهر‭ ‬والباطن‭ ‬وفيها‭ ‬انسجام‭ ‬بين‭ ‬الوحدات‭ ‬واختيار‭ ‬الزوايا‭ ‬مما‭ ‬يعطيها‭ ‬حيوية‭ ‬وقوة،‭ ‬فالعين‭ ‬تدرك‭ ‬تفصيلات‭ ‬المميزات‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬الصورة‭ ‬كالظلال‭ ‬وإطار‭ ‬الكتلة‭.‬