%15 من سكان العالم لديهم نوع من الإعاقة بمعدل يفوق مليار إنسان

لا يوجد معوق إنما هناك مجتمع مُعيق لا يدرك أدواره وحقوقه

في‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬لكل‭ ‬عام،‭ ‬يصادف‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لأصحاب‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬وهو‭ ‬يوم‭ ‬خُصص‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬العام‭ ‬1992‭ ‬لدعم‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭. ‬حيث‭ ‬يهدف‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬بالوعي‭ ‬والفهم‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬حقوقهم،‭ ‬كما‭ ‬يدعو‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دمج‭ ‬أصحاب‭ ‬الإعاقات‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬لأنهم‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬وأن‭ ‬يتوقف‭ ‬عزلهم‭ ‬عنه‭. ‬

تلعب‭ ‬البيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬بأصحاب‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬نوعها‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬الإيجابي‭ ‬أو‭ ‬السلبي‭ ‬للإعاقة،‭ ‬والروح‭ ‬المعنوية‭ ‬والراحة‭ ‬النفسية‭ ‬لذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬يعيش‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المقاييس،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬يشهده‭ ‬العالم،‭ ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬لعدة‭ ‬أمور‭ ‬أهمها‭ ‬قلة‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بقضايا‭ ‬وحقوق‭ ‬هذه‭ ‬الشريحة‭ ‬وفي‭ ‬استبيان‭ ‬تم‭ ‬طرحه‭ ‬وكان‭ ‬عدد‭ ‬المشاركين‭ ‬بما‭ ‬يقارب‭ ‬500‭ ‬شخص‭ ‬حول‭ ‬اهمية‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬اتجاه‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬و93‭% ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬يظنون‭ ‬ان‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬زيادة‭ ‬التوعية‭ ‬و7‭% ‬منهم‭ ‬يعتقدون‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬وعي‭ ‬كاف‭.‬

رؤية‭ ‬المجتمع

في‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬روبا‭ ‬العميري‭ ‬لاعبة‭ ‬القوى‭ ‬لذوي‭ ‬العزيمة‭ ‬البحريني‭ ‬عن‭ ‬اندماج‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬العمل‭ ‬الخاص‭ ‬والعام‭ ‬حيث‭ ‬صرحت‭ ‬عدم‭ ‬تقبل‭ ‬القطاع‭ ‬للأشخاص‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬ورؤية‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬انهم‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬الانجاز‭ ‬او‭ ‬القيام‭ ‬بالاعمال‭ ‬الموكلة‭ ‬لهم،‭ ‬اضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬يجب‭ ‬تحسين‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬المجتمع‭ ‬نحو‭ ‬ذوي‭ ‬الاعاقة،‭ ‬وايضا‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تتوافر‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬اخرى‭ ‬لا‭ ‬تتوافر‭ ‬في‭ ‬دولنا‭ ‬مثل‭ ‬تخصيص‭ ‬الرواتب‭ ‬لذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬دون‭ ‬عمل‭.‬

‭ ‬لتحقيق‭ ‬الطموح‭ ‬

ذكرت‭ ‬البطلة‭ ‬لذوي‭ ‬العزيمة‭ ‬امل‭ ‬احمد‭ ‬الفردان‭ (‬اعاقتي‭ ‬سبب‭ ‬نجاحي‭) ‬وصرحت‭ ‬ان‭ ‬الاعاقة‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬انهاء‭ ‬الطموح‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬انما‭ ‬هي‭ ‬السبب‭ ‬الاهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬الطموح‭ ‬وطموح‭ ‬الشخص‭ ‬المعاق‭ ‬اقوى‭ ‬من‭ ‬الشخص‭ ‬السوي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الاحيان‭. ‬وفي‭ ‬حوار‭ ‬آخر‭ ‬مع‭ ‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬الموسوي‭ ‬طالب‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬عن‭ ‬ابرز‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬تواجههم‭ ‬في‭ ‬الاماكن‭ ‬العامة‭ ‬مثل‭ ‬استخدام‭ ‬الأشخاص‭ ‬لدورات‭ ‬المياه‭ ‬المخصصة‭ ‬لهم‭ ‬وايضا‭ ‬الى‭ ‬استخدام‭ ‬المواقف‭ ‬العامة‭.‬

تقبل‭ ‬

من‭ ‬جانب‭ ‬اخر‭ ‬ذكر‭ ‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬الموسوي‭ ‬عن‭ ‬صعوبة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬المناسب‭ ‬لكل‭ ‬حاله‭ ‬وعدم‭ ‬تقبل‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة‭ ‬للاشخاص‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭. ‬وفي‭ ‬تصريح‭ ‬لمؤسس‭ ‬وعضو‭ ‬مجلس‭ ‬جمعية‭ ‬ادارة‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬لمتلازمة‭ ‬دوان‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأدوار‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭ ‬بكافة‭ ‬نظمه‭ ‬ومؤسساته‭ ‬لاكتساب‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬المعارف‭ ‬والقيم‭ ‬والمهارات‭ ‬التي‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬فعاليات‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬تكثيف‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬والتثقيف‭ ‬لجميع‭ ‬افراد‭ ‬المجتمع‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬المكتوبة‭ ‬والمسموعة‭ ‬والمرئية‭ ‬وايضا‭ ‬الاهتمام‭ ‬باكتشاف‭ ‬قدراتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تنميتها‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الرياضية‭ ‬او‭ ‬الفنية‭ ‬وايضا‭ ‬من‭ ‬اهمية‭ ‬دمج‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬يحقق‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬واثبات‭ ‬الذات‭ ‬وايضا‭ ‬وتحويل‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬الى‭ ‬فئة‭ ‬ايجابية‭ ‬منتجة‭.‬

الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬السطحي

‭ ‬وذكر‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬التوحديين‭ ‬زكريا‭ ‬هاشم‭ ‬عن‭ ‬أبرز‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬وهو‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬السطحي‭ ‬الذي‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬نيل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬حقوقهم‭ ‬المدنية‭ ‬مثل‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وايضا‭ ‬حق‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬ومساواتهم‭ ‬بالاسوياء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬اعاقتهم‭ ‬وايضا‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬من‭ ‬اهم‭ ‬الأسس‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الدمج‭ ‬المجتمعي‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬المجتمع‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬نستطيع‭ ‬تحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬لذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬انخراطهم‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬وسوق‭ ‬العمل‭ ‬والمحافل‭ ‬الوطنية‭ ‬والرياضية‭ ‬وغيرها‭. ‬

هذه‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬الاهتمام‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬القطاعات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬قضية‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬الفردي‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬قضية‭ ‬مجتمع‭ ‬بأكمله،‭ ‬ولا‭ ‬تحتمل‭ ‬اي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التهميش‭ ‬او‭ ‬التقصير،‭ ‬لأنها‭ ‬قضية‭ ‬تعددت‭ ‬جوانبها‭ ‬واكتسبت‭ ‬اهميتها‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬وذلك‭ ‬نظراً‭ ‬لازدياد‭ ‬عدد‭ ‬الأفراد‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭. ‬وايضا‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬نظرة‭ ‬المجتمع‭ ‬لهم‭ ‬نظرة‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬قدراتهم‭ ‬وبالعكس‭ ‬فهم‭ ‬أشخاص‭ ‬لديهم‭ ‬مهارات‭ ‬وقدرات‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬موجودة‭ ‬عند‭ ‬غيرهم‭ ‬من‭ ‬الأسوياء‭.‬

 

تحقيق‭: ‬آمنة‭ ‬علي‭ ‬البلوشي

طالبة‭ ‬إعلام‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين