البنك الدولي: القطاع غير النفطي المحرك الرئيس لاقتصاد المملكة

1.8 مليار دينار صادرات النفط البحرينية بالنصف الأول

| علي الفردان

بلغت‭ ‬صادرات‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬منتجات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬نحو‭ ‬1‭.‬87‭ ‬مليار‭ ‬دينار،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تسعى‭ ‬فيه‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬توسعة‭ ‬مصفاة‭ ‬النفط‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬دخلها‭ ‬القومية‭.‬

وأظهرت‭ ‬بيانات‭ ‬رسمية‭ ‬أولية‭ ‬أن‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭ ‬تقدر‭ ‬بنحو‭ ‬962‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬ونحو‭ ‬913‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬

وأشارت‭ ‬بيانات‭ ‬أولية‭ ‬لإحصائيات‭ ‬النفط،‭ ‬أن‭ ‬الصادرات‭ ‬قد‭ ‬تراجعت‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬بنسبة‭ ‬3‭ %‬،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬1‭.‬9‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭.‬

وأوضحت‭ ‬البيانات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬استوردت‭ ‬نفطًا‭ ‬تفوق‭ ‬فيمته‭ ‬المليار‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭.‬

وتنتج‭ ‬المملكة‭ ‬نحو‭ ‬47‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًّا‭ ‬من‭ ‬حقل‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬150‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًّا‭ ‬في‭ ‬حصتها‭ ‬من‭ ‬حقل‭ ‬أبوسعفة‭ ‬النفطي‭ ‬المشترك‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬كما‭ ‬تستورد‭ ‬البحرين‭ ‬نفطًا‭ ‬خامًا‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وتكرره‭ ‬لبيعه‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬توقع‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬نشره‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الجاري‭ ‬أن‭ ‬ينمو‭ ‬اقتصاد‭ ‬البحرين‭ ‬بمعدل‭ ‬معتدل‭ ‬قدره‭ ‬2‭ % ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬ومتوسط‭ ‬قدره‭ ‬2‭.‬3‭ % ‬في‭ ‬عامي‭ ‬2020‭ -‬2021‭.‬

وأشار‭ ‬البنك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬سيكون‭ ‬المحرك‭ ‬الرئيسي‭ ‬لهذا‭ ‬النمو‭. ‬وستكون‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬الصناعي‭ ‬وارتفاع‭ ‬مستويات‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬هي‭ ‬المحرك‭ ‬لنمو‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬آخر‭ ‬المستجدات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بمنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الجاري‭ ‬“أن‭ ‬معدل‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬تراجع‭ ‬بدرجة‭ ‬ملحوظة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬ووفرة‭ ‬المعروض‭ ‬العالمي‭ ‬منه‭. ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬تشير‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬نمو‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الحقيقي‭ ‬الكلي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬إلى‭ ‬0‭.‬8‭ % ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬2‭ % ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬حافظت‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬معاملاتها‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2019،‭ ‬فإن‭ ‬تباطؤ‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬واستمرار‭ ‬الحرب‭ ‬التجارية‭ ‬العالمية‭ ‬يعوقان‭ ‬جهود‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لتعزيز‭ ‬الصادرات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭. ‬ويؤدي‭ ‬تجدد‭ ‬المخاطر‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬إلى‭ ‬تزايد‭ ‬المخاطر‭ ‬المتصورة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بآفاق‭ ‬الاستثمار‭.‬

ويبحث‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬تقرير‭ ‬آخر‭ ‬المستجدات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬الصادر‭ ‬بعنوان‭ ‬“تنويع‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مجلس‭ ‬تعاون‭ ‬خليجي‭ ‬مستدام‭ ‬وقادر‭ ‬على‭ ‬التكيف”‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬مواصلة‭ ‬تنويع‭ ‬اقتصاداتها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مستدام‭ ‬بيئيًّا‭ ‬وقادرًا‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬الاتجاهات‭ ‬العالمية‭ ‬الكبرى‭. ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬قد‭ ‬اتبعت‭ ‬نهج‭ ‬“التنويع‭ ‬التقليدي”‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬الاقتصادات‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬إنتاج‭ ‬الهيدروكربونات،‭ ‬والتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬الصناعات‭ ‬الثقيلة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭. ‬وقد‭ ‬أدَّت‭ ‬كثافة‭ ‬الانبعاثات‭ ‬التي‭ ‬تتسم‭ ‬بها‭ ‬طبيعة‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬استفادة‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬التكنولوجيات‭ ‬الحديثة‭ ‬منخفضة‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية،‭ ‬والجهود‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السياسات‭ ‬لمعالجة‭ ‬آثار‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬والتصورات‭ ‬العامة‭ ‬السلبية‭ ‬عن‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭ ‬ومشتقاته‭.‬

‭ ‬ويشير‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬3‭ ‬طرق‭ ‬للمساعدة‭ ‬على‭ ‬مواءمة‭ ‬إستراتيجيات‭ ‬التنويع‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬الاستدامة‭ ‬البيئية،‭ ‬أولاً،‭ ‬ضمان‭ ‬أن‭ ‬تتبع‭ ‬إستراتيجيات‭ ‬التنويع‭ ‬نهج‭ ‬“تنويع‭ ‬الأصول”؛‭ ‬فهذا‭ ‬النهج‭ ‬يتجاوز‭ ‬مفهوم‭ ‬تنويع‭ ‬النواتج‭ ‬ويوسع‭ ‬مكونات‭ ‬الثروة‭ ‬الوطنية‭ ‬للبلد‭ ‬بحيث‭ ‬تشمل‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأصول‭ ‬الطبيعية‭ ‬والمنتجة‭. ‬ثانيًا،‭ ‬تستطيع‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬التحوط‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬التنويع‭ ‬التقليدي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تحرير‭ ‬أسعار‭ ‬إمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬والمياه،‭ ‬وتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬واحتجاز‭ ‬الكربون،‭ ‬وتخزينه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تخفيف‭ ‬آثار‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭. ‬وتعكف‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬إصلاح‭ ‬نظم‭ ‬الطاقة‭ ‬وزيادة‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭. ‬ثالثًا،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬إنشاء‭ ‬مؤسسات‭ ‬وممارسات‭ ‬فعالة‭ ‬للإدارة‭ ‬البيئية‭ ‬لضمان‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬حماية‭ ‬منظومتها‭ ‬البيئية‭ ‬الهشة‭ ‬وأن‭ ‬تقلل‭ ‬التكلفة‭ ‬البيئية‭ ‬للصناعة‭ ‬وهي‭ ‬تستثمر‭ ‬بكثافة‭ ‬في‭ ‬مصادر‭ ‬جديدة‭ ‬للنمو‭ ‬الاقتصادي”‭.‬

‭ ‬ونسب‭ ‬بيان‭ ‬للبنك‭ ‬إلى‭ ‬المدير‭ ‬الإقليمي‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬عصام‭ ‬أبو‭ ‬سليمان‭ ‬قوله‭: ‬“يجب‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬وهي‭ ‬تسعى‭ ‬لتنويع‭ ‬اقتصاداتها،‭ ‬أن‭ ‬تتأكد‭ ‬من‭ ‬مواءمة‭ ‬استراتيجياتها‭ ‬للتنويع‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬الاستدامة‭ ‬البيئية‭. ‬ويشكل‭ ‬ضمان‭ ‬عدم‭ ‬إضرار‭ ‬جهود‭ ‬التنويع‭ ‬بالمناخ‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬عنصرًا‭ ‬ضروريًّا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستدامة‭ ‬البيئية،‭ ‬وكذلك‭ ‬لمساعدة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬مصادر‭ ‬نمو‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬الآثار‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والسياسات‭ ‬العالمية”‭.‬