“الأعلى للمرأة”: عززت حضورها على كل المستويات

الشرطة النسائية البحرينية... نصف قرن من العطاء

| الرفاع - المجلس الأعلى للمرأة

تحتفل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بمرور‭ ‬100‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1919،‭ ‬فيما‭ ‬تأسست‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1970‭ ‬أي‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الخمسين‭ ‬عاما،‭ ‬تمكنت‭ ‬خلالها‭ ‬المرأة‭ ‬الشرطية‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬حضورها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬مجالات‭ ‬العمل‭ ‬الشرطي‭.‬

ويعمل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬مسيرة‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وإبراز‭ ‬إنجازاتها،‭ ‬وتكريمها‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬منجزاتها‭ ‬ودفعها‭ ‬لتحقيق‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تبرز‭ ‬مكتسباتها‭ ‬وعزز‭ ‬من‭ ‬حضورها‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭.‬

وكانت‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬تأسيسها‭ ‬تباشر‭ ‬القضايا‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمرأة‭ ‬والطفل‭ ‬ومتابعة‭ ‬تقارير‭ ‬ودراسات‭ ‬حالات‭ ‬الأحداث‭ ‬الجانحين،‭ ‬ليتطور‭ ‬عملها‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬وتتنوع‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬تباشرها‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية،‭ ‬إذ‭ ‬باتت‭ ‬موجودة‭ ‬بفاعلية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬التخصصات‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬أقسام‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬دائرة‭ ‬من‭ ‬دوائر‭ ‬المجتمع‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬خدمات‭ ‬شرطية‭ ‬للعنصر‭ ‬النسائي،‭ ‬وأصبحت‭ ‬مدربةً‭ ‬للمشاة‭ ‬والأسلحة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬التدريب‭ ‬العسكرية،‭ ‬ونراها‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬تباشر‭ ‬أعمالها‭ ‬المختلفة،‭ ‬وكذلك‭ ‬فهي‭ ‬ممتحنة‭ ‬للمتقدمات‭ ‬بطلب‭ ‬رخصة‭ ‬القيادة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬ترافق‭ ‬كبار‭ ‬الشخصيات‭ ‬المهمة‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي‭ ‬أم‭ ‬مرافقة‭ ‬الشخصيات‭ ‬الزائرة‭ ‬للمملكة‭ ‬وتقوم‭ ‬بمهام‭ ‬الحماية‭ ‬لهن،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬وحدات‭ ‬الإرشاد‭ ‬الأسري‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المديريات‭ ‬الأمنية‭.‬

وجاء‭ ‬تأسيس‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬حاجة‭ ‬وخصوصية‭ ‬قضايا‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال،‭ ‬لما‭ ‬للعنصر‭ ‬النسائي‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬تتفهم‭ ‬لهاتين‭ ‬الفئتين،‭ ‬إذ‭ ‬يقدمن‭ ‬لهما‭ ‬الرعاية‭ ‬والعناية‭ ‬المطلوبة‭ ‬أثناء‭ ‬مباشرة‭ ‬القضايا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬العادات‭ ‬والتمسك‭ ‬بالأعراف‭ ‬والتقاليد،‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أصبحت‭ ‬رائدة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬إذ‭ ‬استعانت‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2008‭ ‬لتأسيس‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية،‭ ‬واعتبرت‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية‭ ‬البحرينية‭ ‬هذا‭ ‬الطلب‭ ‬تشريفًا‭ ‬لها‭ ‬وليس‭ ‬تكليفًا‭ ‬وتحديًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬لنقل‭ ‬تجربة‭ ‬38‭ ‬عامًا‭ ‬مضافًا‭ ‬إليها‭ ‬البدء‭ ‬من‭ ‬النهاية‭.‬

وفي‭ ‬المناسبات‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬تشارك‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية‭ ‬في‭ ‬الترتيبات‭ ‬الأمنية‭ ‬أيضا،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬تقف‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬أخيها‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬المهام‭ ‬المناطة‭ ‬بأعضاء‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬العام،‭ ‬وتأسست‭ ‬أخيرا‭ ‬وحدة‭ ‬حفظ‭ ‬النظام‭ ‬من‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية‭ ‬بقيادة‭ ‬قوة‭ ‬الأمن‭ ‬الخاصة‭ ‬وبالتالي‭ ‬يكون‭ ‬تحديد‭ ‬القضايا‭ ‬والمهام‭ ‬المناطة‭ ‬بالشرطة‭ ‬النسائية‭ ‬اليوم‭ ‬أكبر‭ ‬وأشمل‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬سابقًا‭.‬

وتشغل‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬اليوم‭ ‬بفضل‭ ‬شجاعتها‭ ‬وصِدق‭ ‬أدائها‭ ‬وما‭ ‬ملكت‭ ‬من‭ ‬لياقة‭ ‬جسدية‭ ‬عالية‭ ‬وإمكان‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأوامر‭ ‬بدقة‭ ‬متناهية،‭ ‬مكانة‭ ‬متميزة‭ ‬في‭ ‬سلك‭ ‬الشرطة،‭ ‬إذ‭ ‬سعت‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬المناصب‭ ‬والرتب‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬متسلحة‭ ‬بمستويات‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬والتطور‭ ‬والاستعداد‭ ‬لتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الميادين‭ ‬التي‭ ‬يعول‭ ‬عليها‭ ‬فيها‭.‬

وبعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬تدريب‭ ‬وتأهيل‭ ‬منتسبات‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية‭ ‬والخبرة‭ ‬الطويلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الشرطي،‭ ‬استطاعت‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬تقلد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬منها‭ ‬مستشار‭ ‬الوزير‭ ‬لشؤون‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية،‭ ‬ومساعد‭ ‬رئيس‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬لشؤون‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومدير‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية،‭ ‬ومدير‭ ‬شرطة‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬ومنها‭ ‬دورات‭ ‬البحث‭ ‬والتحري،‭ ‬وإدارة‭ ‬الأزمات،‭ ‬والجرائم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والإلكترونية،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وفنون‭ ‬الاتصال‭ ‬بوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬المختلفة‭.‬

وحققت‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬المختلفة‭ ‬وأهمها‭ ‬رياضة‭ ‬الرماية‭ ‬بأنواعها،‭ ‬إذ‭ ‬حصدت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المشاركات‭ ‬الدولية‭.‬

كما‭ ‬توجد‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية‭ ‬وشرطة‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الفعاليات‭ ‬والأقسام‭ ‬الخدمية‭ ‬التي‭ ‬تهتم‭ ‬بالمواطن‭ ‬وأموره‭ ‬الحياتية‭ ‬اليومية‭ ‬وهذا‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬منتسبات‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬خطوات‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬المرورية،‭ ‬بدأت‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬أخيرا‭ ‬تسيير‭ ‬دوريات‭ ‬مرورية‭ ‬من‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية؛‭ ‬لمباشرة‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬بعد‭ ‬اكتساب‭ ‬خبرة‭ ‬كافية‭ ‬لتسيير‭ ‬الدوريات‭ ‬الاعتيادية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عام،‭ ‬وأثبتن‭ ‬جدارة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬الحركة‭ ‬المرورية‭ ‬وتميزا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المهام‭ ‬المنوطة‭ ‬بها‭.‬

وبرزت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬ميادين‭ ‬العمل‭ ‬الشرطي‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬ركيزة‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع،‭ ‬ونهضت‭ ‬المرأة‭ ‬بدور‭ ‬فاعل‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬الرجل‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬التطور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬البحرين،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الشرطة‭ ‬النسائية‭ ‬شيئًا‭ ‬ضروريا‭ ‬وحتميًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مفصل‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭.‬

وكان‭ ‬للرجل‭ ‬البحريني‭ ‬المتحضر،‭ ‬الأب‭ ‬والأخ‭ ‬والزوج‭ ‬والزميل‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬أصعب‭ ‬المجالات،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الشرطي،‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬يتطلبه‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬مسؤوليات‭ ‬كبيرة‭ ‬وانضباط‭ ‬وحزم،‭ ‬وتمكنت‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬تأدية‭ ‬التزاماتها‭ ‬ومسؤولياتها‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬وازدهار‭ ‬وطنها‭.‬