روحاني يبدي استعداد بلاده للتفاوض مع واشنطن.. لكن “بشرط”

مسؤول في البنتاغون: إيران قد تنفذ عدوانا وشيكا

| عواصم ـ وكالات

كشف‭ ‬مسؤول‭ ‬رفيع‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الأميركية‭ (‬البنتاغون‭) ‬أمس‭ ‬الأربعاء،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفادت‭ ‬وكالة‭ ‬رويترز،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مؤشرات‭ ‬على‭ ‬احتمال‭ ‬وقوع‭ ‬عدوان‭ ‬إيراني‭ ‬قريبا‭.‬

وأتت‭ ‬تصريحات‭ ‬المسؤول‭ ‬الأميركي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نقلت‭ ‬شبكة‭ (‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‭) ‬الأميركية،‭ ‬عن‭ ‬مسؤولين‭ ‬في‭ ‬البنتاغون‭ ‬والإدارة‭ ‬الأميركية،‭ ‬قولهم‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬حول‭ ‬تهديدات‭ ‬إيرانية‭ ‬محتملة‭ ‬ضد‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬ومصالحها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وقال‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬لشبكة‭ (‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‭): ‬“كانت‭ ‬هناك‭ ‬معلومات‭ ‬ثابتة‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬حول‭ ‬احتمال‭ ‬وقوع‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الاعتداءات”‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬مسؤول‭ ‬آخر‭ ‬أن‭ ‬معلومات‭ ‬استخباراتية‭ ‬تم‭ ‬جمعها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأجهزة‭ ‬العسكرية‭ ‬والاستخبارية‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر،‭ ‬تشير‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الاحتمال‭.‬

وبحسب‭ ‬المصادر،‭ ‬لوحظ،‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬وجود‭ ‬تحركات‭ ‬للقوات‭ ‬الإيرانية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬مخاوف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مكانها‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بهجوم‭ ‬محتمل‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬لم‭ ‬توضح‭ ‬المصادر‭ ‬المذكورة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬التهديد‭ ‬المحتمل‭ ‬سيأتي‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬أو‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬كان‭ ‬أشار‭ ‬مؤخرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تتوقع‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الإيراني‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬العقوبات‭ ‬والضغوط‭ ‬الأميركية‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬حمل‭ ‬النظام‭ ‬على‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬برنامجه‭ ‬النووي‭.‬

“تصرف‭ ‬غير‭ ‬مسؤول”

وقال‭ ‬الجنرال‭ ‬كينيث‭ ‬ماكنزي،‭ ‬قائد‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأميركية،‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬في‭ ‬البحرين‭: ‬“أتوقع‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬الأشهر‭ ‬الثلاثة‭ ‬أو‭ ‬الأربعة‭ ‬الماضية،‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يفعلوا‭ ‬شيئًا‭ ‬غير‭ ‬مسؤول”‭.‬

وأضاف‭ ‬“لن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬المفيد‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬أن‭ ‬يختاروا‭ ‬العمل‭ ‬العسكري‭. ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬نحاول‭ ‬توصيلها”‭.‬

يشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬كانت‭ ‬اتهمت‭ ‬إيران‭ ‬مرارا‭ ‬بقيامها‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الاستفزازات‭ ‬ضد‭ ‬ناقلات‭ ‬تجارية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬كما‭ ‬حملتها‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬هجوم‭ ‬بطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬على‭ ‬منشآت‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬السعودية‭. ‬

وقالت‭ ‬ريبيكا‭ ‬ريبريتش،‭ ‬المتحدثة‭ ‬باسم‭ ‬البنتاغون،‭ ‬لـ‭ ‬“سي‭ ‬إن‭ ‬إن”‭: ‬“نواصل‭ ‬مراقبة‭ ‬أنشطة‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬العسكرية‭ ‬ووكلائها‭ ‬عن‭ ‬كثب،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬جيد‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬القوات‭ ‬والمصالح‭ ‬الأميركية‭ ‬حسب‭ ‬الحاجة”‭.‬

ومنذ‭ ‬عدة‭ ‬أسابيع،‭ ‬أكد‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬مارك‭ ‬إسبير‭ ‬للصحافيين‭ ‬بأن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬مسرورة‭ ‬لرؤية‭ ‬“تراجع”‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الإيرانية‭ ‬العلنية‭ ‬العدائية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬طريق‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مفتوح،‭ ‬لكن‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬مستعدة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬عينه‭ ‬“للرد‭ ‬حسب‭ ‬الحاجة”‭.‬

 

مفاوضات‭ ‬مشروطة

أكدت‭ ‬إيران،‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء،‭ ‬أنها‭ ‬مازالت‭ ‬مستعدة‭ ‬للتفاوض‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف،‭ ‬إذا‭ ‬رفعت‭ ‬واشنطن‭ ‬العقوبات‭ ‬التي‭ ‬أعادت‭ ‬فرضها‭ ‬على‭ ‬طهران‭ ‬بعد‭ ‬انسحابها‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭.‬

وقال‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬حسن‭ ‬روحاني‭ ‬إنه‭ ‬“في‭ ‬حال‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لرفع‭ ‬العقوبات،‭ ‬فإننا‭ ‬جاهزون‭ ‬للتحاور‭ ‬والتفاوض‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬الست”،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬أبرمت‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬العام‭ ‬2015،‭ ‬أي‭ ‬الصين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وفرنسا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وروسيا‭ ‬وألمانيا،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬نقلت‭ ‬“فرانس‭ ‬برس”‭.‬

وفي‭ ‬مايو‭ ‬2018،‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي،‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬انسحاب‭ ‬بلاده‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي؛‭ ‬بسبب‭ ‬تمادي‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬تزعزع‭ ‬استقرار‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬واعتبر‭ ‬“الصفقة”‭ ‬المبرمة‭ ‬مع‭ ‬طهران‭ ‬الأسوأ‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الديبلوماسية‭.‬

وراهن‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬عقوبات‭ ‬شديدة‭ ‬لإجبار‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬الجلوس‭ ‬مجددا‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات،‭ ‬لكن‭ ‬طهران‭ ‬رفضت‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تسوية‭ ‬جديدة‭ ‬تحت‭ ‬لغة‭ ‬التهديد‭.‬

وألحقت‭ ‬العقوبات‭ ‬الأميركية،‭ ‬ضررا‭ ‬كبيرا‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬الإيراني،‭ ‬وعاشت‭ ‬البلاد،‭ ‬مؤخرا،‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬احتجاجات‭ ‬عارمة‭ ‬بسبب‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود،‭ ‬وقالت‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬إن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مئتي‭ ‬شخص‭ ‬لقوا‭ ‬مصرعهم‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬القمع‭ ‬ضد‭ ‬المحتجين‭.‬