الركود داء ينتشر بين المحلات... و“الجادة” بحالة مرضية تحتاج إلى العناية القصوى

“338” بالعدلية... FOR RENT... FOR SALE

| علوي الموسوي

مجمع‭ ‬338‭ ‬الشهير‭ ‬في‭ ‬العدلية،‭ ‬يسقط‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬بضربة‭ ‬الركود،‭ ‬بعدما‭ ‬أعلن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬في‭ ‬المجمع‭ ‬بيع‭ ‬مقاهيهم‭ ‬ومطاعمهم؛‭ ‬بسبب‭ ‬تكبدهم‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة‭ ‬عصفت‭ ‬بمحلاتهم‭ ‬أدّت‭ ‬إلى‭ ‬إعلانهم‭ ‬بيعها‭ ‬بشكل‭ ‬علني‭.‬

‭ ‬هذا‭ ‬المجمع‭ ‬خُصّص‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كحي‭ ‬بحريني‭ ‬يتألق‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المقاهي‭ ‬والمطاعم‭ ‬العالمية‭ ‬والمحلية،‭ ‬ويعد‭ ‬المجمع‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬المحبّبة‭ ‬للجذب‭ ‬الاستثماري‭ ‬لكونها‭ ‬محط‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬الفنية‭ ‬والمهرجانات،‭ ‬عوضًا‭ ‬على‭ ‬تشكيله‭ ‬بزخرفات‭ ‬كثيرة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬العمارة‭ ‬المحلية،‭ ‬ويحيطه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفنادق‭ ‬والساحات‭ ‬التي‭ ‬تقيم‭ ‬الفعاليات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المختلفة‭.‬

‭ ‬“البلاد”‭ ‬جالت‭ ‬في‭ ‬الجادة‭ ‬التي‭ ‬صممت‭ ‬على‭ ‬نمط‭ ‬ثقافة‭ ‬العمارة‭ ‬البحرينية‭ ‬بطريقة‭ ‬“الداون‭ ‬تاون”‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬وسجلت‭ ‬حضورًا‭ ‬قويًّا‭ ‬لأشهر‭ ‬كلمتين‭ ‬يمكن‭ ‬رصدهما‭ ‬في‭ ‬المجمع‭ ‬وهما‭ ‬“FOR SALE‭, ‬FOR RENT”،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬التجار‭ ‬يتهافتون‭ ‬ويتنافسون‭ ‬بالظفر‭ ‬على‭ ‬محلاته‭ ‬التجارية‭ ‬لفتح‭ ‬مطاعمهم‭ ‬ومقاهيهم‭.‬

‭ ‬الواقع‭ ‬المرصود‭ ‬يسجّل‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الركود‭ ‬بدأت‭ ‬تعصف‭ ‬في‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬والمقاهي،‭ ‬بدأت‭ ‬مع‭ ‬انطلاقة‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬سلعتي‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬حتى‭ ‬فاق‭ ‬سعرها‭ ‬حاليًّا‭ ‬سعرها‭ ‬السابق‭ ‬بواقع‭ ‬يفوق‭ ‬500‭ %.‬

التجار‭ ‬كان‭ ‬لهم‭ ‬وقفة‭ ‬مع‭ ‬مندوب‭ ‬الصحيفة‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬“ف،م”‭ ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬مقهى‭ ‬ومطعم‭ ‬معروض‭ ‬للبيع‭ ‬أن‭ ‬المجمع‭ ‬يشهد‭ ‬ركودًا‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬عدة‭ ‬أبرزها‭ ‬في‭ ‬قلة‭ ‬مرتاديه‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والسياح‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

‭ ‬وقال‭: ‬“ارتفاع‭ ‬التكاليف‭ ‬التشغيلية‭ ‬بسبب‭ ‬الضرائب،‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الخدمات‭ ‬كالكهرباء،‭ ‬سبب‭ ‬إرباكًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تشغيل‭ ‬المحل،‭ ‬حاولنا‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬المشكلة‭ ‬بضخ‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬قد‭ ‬ربحناها‭ ‬من‭ ‬مشروعنا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عزوف‭ ‬حضور‭ ‬المستهلكين‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة”‭.‬

‭ ‬وتابع‭: ‬“وضعت‭ ‬إعلانًا‭ ‬لبيع‭ ‬المحل‭ ‬على‭ ‬واجهة‭ ‬المقهى،‭ ‬وبعد‭ ‬أيام‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬المرض‭ ‬انتشر‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬أرجاء‭ ‬المجمع،‭ ‬هنالك‭ ‬العديد‭ ‬ممن‭ ‬يريدون‭ ‬بيع‭ ‬محلاتهم‭ ‬التجارية‭ ‬لذات‭ ‬الأسباب”‭.‬

‭ ‬وعلى‭ ‬ذات‭ ‬المشرب‭ ‬قال‭ ‬أحد‭ ‬ملاك‭ ‬المطاعم‭ ‬ولم‭ ‬يشأ‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭ ‬“منينا‭ ‬بخسائر‭ ‬فادحة‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وما‭ ‬زلنا‭ ‬ننزف‭ ‬أموالاً‭ ‬من‭ ‬جيوبنا،‭ ‬ولا‭ ‬حلول‭ ‬تلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق”‭.‬

‭ ‬وأضاف‭: ‬“خسرت‭ ‬نحو‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬وهي‭ ‬القيمة‭ ‬الإجمالية‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬لتشغيل‭ ‬محلي‭ ‬التجاري،‭ ‬واليوم‭ ‬وضعت‭ ‬المحل‭ ‬للبيع‭ ‬ولم‭ ‬يصل‭ ‬سعره‭ ‬سوى‭ ‬إلى‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬أي‭ ‬أنني‭ ‬خسران‭ ‬180‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬عن‭ ‬تشغيل‭ ‬المحل،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الخسارة‭ ‬التي‭ ‬أتكبّدها‭ ‬شهريًّا‭ ‬إزاء‭ ‬عدم‭ ‬بيع‭ ‬المحل”‭.‬

‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬المجمع‭ ‬يفتقد‭ ‬للفعاليات،‭ ‬والمعارض‭ ‬الفنية‭ ‬والثقافية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجمع‭ ‬أشبه‭ ‬بالمريض‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تدخل‭ ‬سريع‭ ‬لإسعافه‭ ‬ومعالجته‭ ‬معالجة‭ ‬تشخيصية‭ ‬صحيحة‭.‬

‭ ‬وبعدها،‭ ‬انطلقنا‭ ‬في‭ ‬جولتنا‭ ‬في‭ ‬المجمع‭ ‬الذي‭ ‬صمم‭ ‬للتجول‭ ‬سيرًا‭ ‬بالأقدام،‭ ‬وأوقفنا‭ ‬أحد‭ ‬الآسيويين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مطعم‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬“ها‭ ‬أرباب‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬شغل‭ ‬مني”‭ ‬سألناه‭ ‬لماذا؟‭ ‬فأجاب‭ ‬“بياه‭ ‬نفرات‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬يجي،‭ ‬وكهربا‭ ‬واجد‭ ‬جوري”‭.‬

حديث‭ ‬التاجر‭ ‬وصاحب‭ ‬العمل‭ ‬تراه‭ ‬بشكل‭ ‬ملموس‭ ‬بين‭ ‬أروقة‭ ‬وطرقات‭ ‬المجمع‭ ‬حيث‭ ‬يعم‭ ‬الصمت‭ ‬والهدوء‭ ‬أكثر‭ ‬المناطق،‭ ‬فيما‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬تهافت‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬أو‭ ‬5‭ ‬مطاعم‭ ‬فقط‭.‬