نجحت في قراءة المستقبل واستشرافه ومواكبة كل التقنيات الحديثة وتسخيرها لسعادة الإنسان

الإمارات تحتفل باليوم الوطني وتسعى لتكون ضمن أفضل الدول بحلول اليوبيل الذهبي

الإمارات‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الدول‭ ‬المناصرة‭ ‬لتوفير‭ ‬حلول‭ ‬الطاقة‭ ‬البديلة‭ ‬والمتجددة‭ ‬

نفخر‭ ‬باستضافة‭ ‬“إكسبو‭ ‬2020‭ ‬دبي”‭ ‬لعرض‭ ‬إبداع‭ ‬البشرية‭ ‬وإنجازاتها

الدولة‭ ‬قدمت‭ ‬للعالم‭ ‬نموذجًا‭ ‬ملهمًا‭ ‬للتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والأخوة‭ ‬الإنسانية

46‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬قيمة‭ ‬المساعدات‭ ‬الإماراتية‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬العشرة‭ ‬الماضية

 

تحتفل‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬اليوم‭ ‬بالذكرى‭ ‬الثامنة‭ ‬والأربعين‭ ‬لقيام‭ ‬اتحاد‭ ‬الإمارات‭ ‬السبع‭. ‬وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬ترجمة‭ ‬صادقة‭ ‬لمسيرة‭ ‬الاتحاد‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬عبر‭ ‬48‭ ‬عامًا‭ ‬مضيئة‭ ‬وحافلة‭ ‬بالأحداث‭ ‬والمهمات‭ ‬الكبيرة‭ ‬والإنجازات‭ ‬التي‭ ‬رسم‭ ‬ملامحها‭ ‬الأولى‭ ‬وأرسى‭ ‬دعائمها‭ ‬مؤسس‭ ‬الدولة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭)‬،‭ ‬وإخوانه‭ ‬الآباء‭ ‬المؤسسون‭ ‬وسار‭ ‬على‭ ‬دربه‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬مسيرة‭ ‬وطن‭ ‬العطاء‭ ‬لتتواصل‭ ‬مسيرة‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات‭ ‬والأصعدة‭.‬

ويمثل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني،‭ ‬مناسبة‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بإنجازات‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية،‭ ‬إذ‭ ‬حرصت‭ ‬الحكومة‭ ‬بتوجيهات‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬وقيادة‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حاكم‭ ‬دبي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم،‭ ‬ومتابعة‭ ‬ولي‭ ‬عهد‭ ‬أبوظبي‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬والكوادر‭ ‬الوطنية،‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بحلول‭ ‬اليوبيل‭ ‬الذهبي‭ ‬لاتحاد‭ ‬الدولة‭ ‬وفقًا‭ ‬رؤية‭ ‬الإمارات‭ ‬2021‭.‬

ونجحت‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬تخطيطها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بقراءة‭ ‬المستقبل‭ ‬واستشرافه‭ ‬ومواكبة‭ ‬كل‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬وتسخيرها‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسان‭ ‬وسعادته،‭ ‬إذ‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات،‭ ‬وترجمت‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬ملموس،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنجازات‭ ‬قياسية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي،‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬الدولة‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تقدمًا،‭ ‬وفق‭ ‬أرقى‭ ‬مستويات‭ ‬التنمية،‭ ‬بما‭ ‬ينسجم‭ ‬وطموحات‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬لمستقبل‭ ‬الإمارات‭ ‬ومسيرتها‭ ‬وتحقيق‭ ‬مستهدفات‭ ‬مئوية‭ ‬الإمارات‭ ‬2071‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم،‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬سمعة‭ ‬الدولة‭ ‬وقوتها‭ ‬الناعمة‭.‬

وحافظت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬للعام‭ ‬السادس‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬على‭ ‬مكانتها‭ ‬ضمن‭ ‬أكبر‭ ‬المانحين‭ ‬الدوليين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المساعدات‭ ‬التنموية‭ ‬الرسمية‭ ‬قياسًا‭ ‬بدخلها‭ ‬القومي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬وتبوأت‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬2013‭ ‬و2014‭ ‬و2016‭ ‬و2017‭. ‬فيما‭ ‬بلغت‭ ‬المساعدات‭ ‬الإماراتية‭ ‬المقدمة‭ ‬خلال‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬السابقة‭ (‬2009‭ - ‬2018‭) ‬قرابة‭ ‬170‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬إماراتي‭ (‬46‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭).‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني،‭ ‬واصلت‭ ‬الإمارات‭ ‬مساعيها‭ ‬الحثيثة‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والازدهار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سياستها‭ ‬للمساعدات‭ ‬الخارجية‭ ‬وبرامج‭ ‬التنموية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬إذ‭ ‬حافظت‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬مكانتها‭ ‬ضمن‭ ‬أكبر‭ ‬المانحين‭ ‬الدوليين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المساعدات‭ ‬التنموية‭ ‬الرسمية‭ ‬قياسا‭ ‬لدخلها‭ ‬القومي،‭ ‬بنسبة‭ ‬1‭.‬31‭ % ‬وبما‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬النسبة‭ ‬العالمية‭ ‬المطلوبة‭ ‬0‭.‬7‭ % ‬التي‭ ‬حددتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬مقياسا‭ ‬عالميا‭ ‬لقياس‭ ‬جهود‭ ‬الدول‭ ‬المانحة‭.‬

وتسعى‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬إلى‭ ‬إحداث‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬ملموس؛‭ ‬لأجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الأسمى‭ ‬للإنسانية‭ ‬وهو‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفقر‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بحلول‭ ‬العام‭ ‬2030‭. ‬وتحتل‭ ‬الإمارات‭ ‬موقع‭ ‬الصدارة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬بذل‭ ‬الجهود‭ ‬لمحاربة‭ ‬الفقر‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الخارجية‭ ‬للمحتاجين،‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬ضعفًا‭ ‬وهشاشة‭. ‬وتنوعت‭ ‬مشاريع‭ ‬الإمارات‭ ‬التنموية‭ ‬المقدمة‭ ‬للدول‭ ‬النامية‭ ‬والتي‭ ‬شملت‭ ‬القطاعات‭ ‬التالية‭: ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬التعليم،‭ ‬الصحة،‭ ‬الطاقة،‭ ‬المساعدات‭ ‬الغذائية،‭ ‬الزراعة‭ ‬والبيئة‭.‬

وعليه،‭ ‬برزت‭ ‬الإمارات‭ ‬باعتبارها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الدول‭ ‬المناصرة‭ ‬لتوفير‭ ‬حلول‭ ‬الطاقة‭ ‬البديلة‭ ‬والمتجددة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬ولمواجهة‭ ‬تداعيات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬خصوصا‭ ‬دعم‭ ‬الدول‭ ‬الجزرية‭ ‬مثل‭ ‬جزر‭ ‬الكاريبي‭ ‬وجزر‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ،‭ ‬وعليه‭ ‬أسست‭ ‬الإمارات‭ ‬صندوقين‭ ‬لتوفير‭ ‬الحلول‭ ‬ودعم‭ ‬برامج‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬للدول‭ ‬الجزرية‭. ‬

وبلغت‭ ‬قيمة‭ ‬مساعدات‭ ‬الإمارات‭ ‬الإجمالية‭ ‬الموجهة‭ ‬لقطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬خلال‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬نحو‭ ‬1‭.‬25‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬إذ‭ ‬تعتبر‭ ‬المساعدات‭ ‬الإماراتية‭ ‬لقطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الدافعة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬وتعزيز‭ ‬نمو‭ ‬الوظائف‭ ‬وتمكين‭ ‬النساء،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والمنافع‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭.‬

وتعكس‭ ‬تلك‭ ‬الإنجازات‭ ‬الوجه‭ ‬الحضاري‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬وما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬والذي‭ ‬تقف‭ ‬وراءه‭ ‬سياسة‭ ‬حكيمة‭ ‬وقيادة‭ ‬رشيدة‭ ‬عملت‭ ‬بجد‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬صورتها‭ ‬الناصعة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬الدولة‭ ‬عنوانًا‭ ‬للحكمة‭ ‬والاعتدال‭ ‬والتعايش‭ ‬والسلام،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬رمزًا‭ ‬للإنجاز‭ ‬والتفوق‭ ‬والتميز‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬إذ‭ ‬أسهمت‭ ‬رؤية‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭) ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬نحو‭ ‬تبني‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬ناجحة‭ ‬ونشطة،‭ ‬قوامها‭ ‬التوازن‭ ‬والاعتدال‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬إدراك‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬أن‭ ‬للدولة‭ ‬موقعًا‭ ‬مسؤولًا‭ ‬على‭ ‬الصعد‭ ‬العربية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬كافة‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬قدمت‭ ‬الإمارات‭ ‬للعالم‭ ‬نموذجًا‭ ‬ملهمًا‭ ‬للتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬وللأخوة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬إذ‭ ‬أخذت‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬قيادة‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬والأديان‭ ‬والحضارات‭ ‬وبناء‭ ‬الجسور‭ ‬المشتركة،‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬وبالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬الأمم‭ ‬وتعزيز‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها‭. ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬العاصمة‭ ‬أبوظبي‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬‏ولادة‭ ‬وثيقة‭ ‬“الأخوة‭ ‬الإنسانية”‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬فرنسيس،‭ ‬وإمام‭ ‬الأزهر‭ ‬الأكبر‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب،‭ ‬ومثلت‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬نموذجًا‭ ‬فريدًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬السلم‭ ‬والسلام،‭ ‬وسيادة‭ ‬الحوار‭ ‬والتقارب‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬والثقافات‭ ‬والمجتمعات،‭ ‬وهدفت‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬إلى‭ ‬إرساء‭ ‬تجربة‭ ‬جديدة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬والثقافات،‭ ‬عنوانها‭ ‬المحبة‭ ‬والأخوة،‭ ‬ومقصدها‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وبناء‭ ‬جسور‭ ‬التواصل،‭ ‬والتآلف‭ ‬والمحبة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬والتصدي‭ ‬للتطرف،‭ ‬والعنف‭ ‬والإرهاب‭.‬

وتزامن‭ ‬إعلان‭ ‬وثيقة‭ ‬أبوظبي‭ ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬رئيس‭ ‬الإمارات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬للعام‭ ‬2019‭ ‬“عاما‭ ‬للتسامح”،‭ ‬إذ‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬بهدف‭ ‬تأكيد‭ ‬قيمة‭ ‬التسامح‭ ‬باعتبارها‭ ‬عملا‭ ‬مؤسسيا‭ ‬مستداما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬والسياسات‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬تعميق‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والحوار‭ ‬وتقبل‭ ‬الآخر‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬الثقافات‭ ‬المختلفة‭ ‬خصوصا‭ ‬لدى‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬بما‭ ‬تنعكس‭ ‬آثاره‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬عموما‭.‬

وهدف‭ ‬الإعلان‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬مكانة‭ ‬الإمارات‭ ‬عاصمة‭ ‬عالمية‭ ‬للتسامح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬والمشاريع‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬منها‭ ‬المساهمات‭ ‬البحثية‭ ‬والدراسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التسامح‭ ‬وحوار‭ ‬الثقافات‭ ‬والحضارات،‭ ‬وطرح‭ ‬تشريعات‭ ‬وسياسات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬مأسسة‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬الثقافي‭ ‬والديني‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬وأخيرا‭ ‬تعزيز‭ ‬خطاب‭ ‬التسامح‭ ‬وتقبل‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬والأديان‭ ‬مثل‭ ‬“البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتسامح”‭ ‬و‭ ‬“جائزة‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬للتسامح”‭ ‬و‭ ‬“المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬التسامح”‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تأسيسها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬محاربة‭ ‬التطرف‭. ‬

كما‭ ‬تصدرت‭ ‬الإمارات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬وإنجازات‭ ‬المرأة،‭ ‬والتعليم‭ ‬ومحو‭ ‬الأمية،‭ ‬ونصيب‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التوظيف،‭ ‬ومؤشر‭ ‬“معاملة‭ ‬النساء‭ ‬باحترام”‭ ‬ضمن‭ ‬مؤشرات‭ ‬الرقم‭ ‬القياسي‭ ‬للتقدم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مؤشرات‭ ‬عديدة‭ ‬أخرى‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬هذا،‭ ‬تسهم‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬ملكية‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬واصلت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬جهودها‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمكانة‭ ‬المرأة،‭ ‬إذ‭ ‬أصدر‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ (‬1‭) ‬لسنة‭ ‬2019‭ ‬الخاص‭ ‬برفع‭ ‬نسبة‭ ‬تمثيل‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬الاتحادي‭ ‬إلى‭ ‬50‭ %. ‬وجاء‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاستعدادات‭ ‬لانتخابات‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬الاتحادي‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭. ‬

وتدعم‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار؛‭ ‬كونه‭ ‬يشكل‭ ‬دعامة‭ ‬رئيسة‭ ‬لتمكينها‭ ‬اقتصاديًا،‭ ‬ولذا‭ ‬أصدرت‭ ‬الحكومة‭ ‬قانونًا‭ ‬يلزم‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬بتمثيل‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬في‭ ‬مجالس‭ ‬الإدارات،‭ ‬وهي‭ ‬تمثل‭ ‬الآن‭ ‬50‭ % ‬من‭ ‬عضوية‭ ‬البرلمان،‭ ‬و27‭ % ‬من‭ ‬التشكيل‭ ‬الوزاري‭ ‬الجديد‭ ‬للحكومة،‭ ‬بينهم‭ ‬8‭ ‬وزيرات‭.  ‬وتم‭ ‬إغلاق‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬في‭ ‬التحصيل‭ ‬العلمي‭ ‬للفتيات‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسي‭ ‬والجامعي،‭ ‬إذ‭ ‬تبلغ‭ ‬نسبة‭ ‬الفتيات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ % ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬الجامعات‭. ‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬تمثل‭ ‬المرأة‭ ‬46‭.‬6‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬القوى‭ ‬العاملة،‭ ‬إذ‭ ‬تشغل‭ ‬66‭ % ‬من‭ ‬وظائف‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬منها‭ ‬30‭  % ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭. ‬

ويبلغ‭ ‬عدد‭ ‬سيدات‭ ‬الأعمال‭ ‬23‭ ‬ألف‭ ‬سيدة،‭ ‬يدرن‭ ‬مشاريع‭ ‬قيمتها‭ ‬نحو‭ ‬15‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬

وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬واستقطاب‭ ‬الكفاءات،‭ ‬اعتمد‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬قرارًا‭ ‬يمنح‭ ‬للمستثمرين‭ ‬الأجانب‭ ‬التملك‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬100‭ %‬،‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬قطاعًا‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬مختلفًا،‭ ‬وكذلك‭ ‬منح‭ ‬المستثمرين‭ ‬تأشيرات‭ ‬إقامة‭ ‬تصل‭ ‬لـ10‭ ‬سنوات‭ ‬لهم‭ ‬ولجميع‭ ‬أفراد‭ ‬أسرهم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬منح‭ ‬تأشيرات‭ ‬إقامة‭ ‬تصل‭ ‬لـ10‭ ‬أعوام‭ ‬للكفاءات‭ ‬التخصصية‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الطبية‭ ‬والعلمية‭ ‬والبحثية‭ ‬والتقنية،‭ ‬ولكل‭ ‬العلماء‭ ‬والمبدعين‭.‬

وتفتخر‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬استضافة‭ ‬“إكسبو‭ ‬الدولي‭ ‬2020‭ ‬دبي”،‭ ‬الحدث‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لعرض‭ ‬إبداع‭ ‬البشرية‭ ‬وإنجازاتها،‭ ‬حيث‭ ‬سترحب‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬مشارك‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬والشركات‭ ‬والمنظمات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التعليمية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬قدرة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬العالم‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬واحد‭.  ‬وسيساهم‭ ‬“إكسبو‭ ‬2020”‭ ‬دبي‭ ‬في‭ ‬نمو‭ ‬اقتصاد‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬إذ‭ ‬سيضخ‭ ‬122‭.‬6‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ (‬33.4‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭) ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬2013‭ ‬و2031‭. ‬وخلال‭ ‬انعقاد‭ ‬الحدث‭ ‬بين‭ ‬2020‭ ‬و2021،‭ ‬سياهم‭ ‬“إكسبو‭ ‬2020”‭ ‬دبي‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬1‭.‬5‭ % ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬الداخلي‭ ‬الخام‭ ‬للدولة‭. ‬