في خطوة تمهّد لرفع التصنيف الائتماني للمملكة

“ستاندرد آند بورز” ترفع نظرتها للاقتصاد البحريني إلى “إيجابي”

تحسن‭ ‬احتياطي‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬يدعم‭ ‬صرف‭ ‬الدينار‭ ‬البحريني‭ ‬ التطورات‭ ‬الإيجابية‭ ‬جاءت‭ ‬بعد‭ ‬التدابير‭ ‬الحكومية‭ ‬لخفض‭ ‬العجز تلقي‭ ‬3‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬الدعم‭ ‬الخليجي‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ انخفاض‭ ‬العجز‭ ‬المالي‭ ‬من‭ ‬12‭ % ‬إلى‭ ‬4‭ % ‬خلال‭ ‬عامين

 

‭ ‬رفعت‭ ‬وكالة‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتماني‭ ‬العالمية‭ ‬“ستاندرد‭ ‬آند‭ ‬بورز”‭ ‬نظرتها‭ ‬للاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬إلى‭ ‬“إيجابي”‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬تمهّد‭ ‬لرفع‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتماني‭ ‬للمملكة‭. ‬

‭ ‬وأكدت‭ ‬الوكالة‭ ‬تصنيف‭ ‬البحرين‭ ‬للجدارة‭ ‬الائتمانية‭ ‬عند‭ ‬B‭+ ‬في‭ ‬حين‭ ‬عدلت‭ ‬نظرتها‭ ‬للاقتصاد‭ ‬من‭ ‬“مستقر”‭ ‬إلى‭ ‬“إيجابي”‭ ‬مع‭ ‬تحسن‭ ‬وضع‭ ‬البحرين‭ ‬المالي‭.‬

‭ ‬وأشارت‭ ‬الوكالة‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬حسّاسًا‭ ‬بسبب‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تتوقّع‭ ‬أن‭ ‬يتحسّن‭ ‬الأمر‭ ‬أكثر،‭ ‬بعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬تدابير‭ ‬الحكومة‭ ‬لخفض‭ ‬العجز‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الاقتصادية‭. ‬وتوقعت‭ ‬أن‭ ‬تتراجع‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬الحساب‭ ‬الجاري،‭ ‬مع‭ ‬تلقي‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬حكومات‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬الأخرى‭.‬

‭ ‬وعدلت‭ ‬الوكالة‭ ‬نظرتها‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬إيجابية‭ ‬من‭ ‬مستقرة،‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتماني‭ ‬السيادي‭ ‬الطويل‭ ‬الأجل‭ ‬والقصير‭ ‬عند‭ ‬“B‭ + /‬‏‭ ‬B”‭.‬

وبينت‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التوقعات‭ ‬الإيجابية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬سترفع‭ ‬تصنيفاتها‭ ‬للبحرين‭ ‬خلال‭ ‬الاثني‭ ‬عشر‭ ‬شهرًا‭ ‬القادمة‭ ‬إذا‭ ‬ثبت‭ ‬أن‭ ‬أداء‭ ‬المملكة‭ ‬المالي‭ ‬أقوى‭ ‬مما‭ ‬تتوقعه‭ ‬حاليًّا‭. ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬تعزيز‭ ‬احتياطيات‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التباطؤ‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬والتي‭ ‬نشأت‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تحسين‭ ‬الحساب‭ ‬الجاري،‭ ‬قد‭ ‬تدعم‭ ‬أيضًا‭ ‬رفع‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتماني‭.‬

وتوقعت‭ ‬الوكالة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الحكومة‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الإصلاحات‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬العجز‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬متناقص،‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬دعم‭ ‬عملية‭ ‬توحيد‭ ‬الموازنة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنفيذ‭ ‬ركيزتين‭ ‬من‭ ‬خطة‭ ‬الإصلاح‭ ‬المالي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وهي‭ ‬تطبيق‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ (‬VAT‭) ‬وبرنامج‭ ‬التقاعد‭ ‬الطوعي‭.‬

‭ ‬وتوقعت‭ ‬الوكالة‭ ‬أن‭ ‬ينخفض‭ ‬العجز‭ ‬المالي‭ ‬إلى‭ ‬4‭.‬2‭ % ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬مقارنة‭ ‬بمتوسط‭ ‬قدره‭ ‬12‭ % ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬2015‭-‬2017،‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬زخم‭ ‬الإصلاح‭ ‬بعد‭ ‬إدخال‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬بنجاح‭ ‬وتقليص‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬بنسبة‭ ‬حوالي‭ ‬18‭ %. ‬وعبّرت‭ ‬الوكالة‭ ‬عن‭ ‬اعتقادها‭ ‬بأن‭ ‬تدابير‭ ‬تعزيز‭ ‬الميزانية‭ ‬الإضافية‭ ‬للحكومة‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬عجز‭ ‬الموازنة‭ ‬عما‭ ‬تتوقعه‭ ‬حاليًّا‭.‬

‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الوكالة‭ ‬توقعت‭ ‬نمو‭ ‬رصيد‭ ‬الدين‭ ‬الحكومي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النمو‭ ‬سينبع‭ ‬من‭ ‬الإقراض‭ ‬الميسر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬الأخرى،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬تلقي‭ ‬3‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭. ‬إذ‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المبلغ‭ ‬المتبقي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬“المارشال‭ ‬الخليجي”‭ ‬متاحًا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬شروط،‭ ‬إذ‭ ‬تتوقع‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬يلبي‭ ‬50‭ % ‬من‭ ‬احتياجاتها‭ ‬التمويلية‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الإقراض‭ ‬له‭ ‬فترة‭ ‬سماح‭ ‬مدتها‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬وبسعر‭ ‬فائدة‭ ‬صفري،‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬متوسط‭ ‬تكلفة‭ ‬الفائدة‭ ‬للحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬وزيادة‭ ‬دعم‭ ‬الموازنة‭. ‬

‭ ‬كما‭ ‬توضح‭ ‬النظرة‭ ‬الإيجابية‭ ‬الموقف‭ ‬الخارجي‭ ‬الأكثر‭ ‬استقرارًا،‭ ‬فبدعم‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬الأخرى‭ ‬تعزّز‭ ‬أصول‭ ‬الاحتياطي،‭ ‬فمن‭ ‬بين‭ ‬3‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬تلقتها‭ ‬البحرين،‭ ‬ذهب‭ ‬جزء‭ ‬لدعم‭ ‬مركز‭ ‬احتياطي‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭. ‬ويتوقّع‭ ‬بقاء‭ ‬هذه‭ ‬الودائع،‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬مرونة‭ ‬البحرين‭ ‬الخارجية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬ربط‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭.‬