البنية التحتية والكوادر وغياب الضرائب أسباب تدفق البنوك للمملكة

إبراهيم عبدالكريم (2-2) .. مهندس تحويل البحرين إلى مركز مالي عالمي

| أجرى اللقاء مازن النسور | تصوير رسول الحجيري

حفلات‭ ‬البنوك‭ ‬في‭ ‬1976‭ ‬كانت‭ ‬تجمع‭ ‬جنسيات‭ ‬العالم رفضت‭ ‬دعوة‭ ‬مندوب‭ ‬“الكيان‭ ‬الصهيوني”‭ ‬باجتماعات‭ ‬البنك‭ ‬والصندوق‭ ‬الدوليين يجب‭ ‬إدارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬“بأيدينا”‭ ‬وعدم‭ ‬الاستماع‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬ حوّلنا‭ ‬“البحرين‭ ‬الوطني”‭ ‬إلى‭ ‬بحريني‭ ‬100‭ % ‬ليكون‭ ‬وطنيا‭ ‬بحق‭ ‬ السيد‭ ‬محمود‭ ‬العلوي‭.. ‬معلمي‭ ‬بـ‭ ‬“المالية”‭ ‬مثال‭ ‬الرجال‭ ‬الوطنيين فرضت‭ ‬على‭ ‬مندوب‭ ‬إيران‭ ‬عدم‭ ‬التعرض‭ ‬للعراق‭ ‬باجتماعات‭ ‬واشنطن‭ ‬

 

لخص‭ ‬مهندس‭ ‬تحويل‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬مالي‭ ‬عالمي‭ ‬في‭ ‬سبعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬أسباب‭ ‬تدفق‭ ‬البنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬إلى‭ ‬المنامة،‭ ‬بولادة‭ ‬الفكرة‭ ‬وجهوزية‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬ووجود‭ ‬مطار‭ ‬والعامل‭ ‬الزمني‭ ‬وغياب‭ ‬الضرائب،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توافر‭ ‬الكوادر‭ ‬البشرية‭ ‬المدربة‭. ‬لكن‭ ‬إبراهيم‭ ‬عبدالكريم،‭ ‬وهو‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬الأسبق،‭ ‬عاد‭ ‬ليؤكد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لولا‭ ‬تبني‭ ‬باني‭ ‬البحرين،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬للفكرة،‭ (...) ‬أعجبته،‭ ‬اقتنع‭ ‬بها،‭ ‬تبناها،‭ ‬وأمر‭ ‬بتنفيذها،‭ ‬وسريعا‭. ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬الجزء‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬المقابلة،‭ ‬إذ‭ ‬حدثنا‭ ‬أبو‭ ‬مازن‭ ‬عن‭ ‬المركز‭ ‬المالي،‭ ‬وبحرنة‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني،‭ ‬وحبه‭ ‬للصحافة،‭ ‬وتجربته‭ ‬رئيسا‭ ‬للصندوق‭ ‬والبنك‭ ‬الدوليين،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أحاديث‭ ‬الذكريات،‭ ‬ولم‭ ‬ينس‭ ‬ضيفنا‭ ‬معلمه‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬الجميل،‭ ‬إذ‭ ‬أسهب‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬مناقب‭ ‬السيد‭ ‬محمود‭ ‬العلوي‭.‬

وفيما‭ ‬يلي‭ ‬نص‭ ‬الحديث‭: - ‬

البحرين‭ ‬مركز‭ ‬مالي‭ ‬

في‭ ‬العام‭ ‬1973‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬البنوك‭ ‬قليلا،‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬أصابع‭ ‬اليد،‭ ‬هي‭ ‬بنك‭ ‬البحرين،‭ ‬“البحرين‭ ‬الوطني”،‭ ‬والبنك‭ ‬الشرقي‭ (‬ستاندرد‭ ‬تشارترد‭)‬،‭ ‬والبنك‭ ‬البريطاني‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ (‬HSBC‭)‬،‭ ‬وبعد‭ ‬جهود‭ ‬كبيرة‭ ‬سمح‭ ‬بالعام‭ ‬1974‭ ‬لبنك‭ ‬هولندي‭ ‬بالعمل‭. ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬السبعينات‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬من‭ ‬دولارين‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬دولارات،‭ ‬وبدأت‭ ‬فوائض‭ ‬الأموال‭ ‬تتراكم‭ ‬بدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المنطقة‭ ‬مستهدفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬والاستثمارية‭.‬

فكّرنا‭ ‬بكيفية‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬ظروف‭ ‬المملكة،‭ ‬ووجدنا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬“بنوك‭ ‬الأفشور”‭ ‬وهي‭ ‬بنوك‭ ‬المناطق‭ ‬الحرة،‭ ‬تمارس‭ ‬أعمالها‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الداخلي‭ (‬المحلي‭).‬

كيف‭ ‬نجذبها،‭ ‬علينا‭ ‬إعطاؤها‭ ‬حوافز،‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الصعب،‭ ‬فنحن‭ ‬تقريبا‭ ‬جاهزين،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ضرائب،‭ ‬ولدينا‭ ‬كوادر‭ ‬بشرية،‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬متطورين‭ ‬نسبيا‭ ‬بالبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والاتصالات،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمطار،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬مقرا‭ ‬للترانزيت‭ ‬لمعظم‭ ‬الخطوط‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بالمنطقة‭. ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬العامل‭ ‬الزمني،‭ ‬فعندما‭ ‬تكون‭ ‬بالبحرين‭ ‬صباحا،‭ ‬يكون‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬ظهرا،‭ ‬ثم‭ ‬تفتح‭ ‬أسواق‭ ‬أوروبا‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬عندنا‭ ‬ظهرا،‭ ‬ثم‭ ‬أميركا،‭ ‬وبالتالي‭ ‬نستطيع‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬وبالتناوب‭. ‬وبالفعل‭ ‬بدأت‭ ‬البنوك‭ ‬بالحضور‭ ‬وأصبحت‭ ‬بالمئات‭. ‬وأذكر‭ ‬في‭ ‬العامين‭ ‬1975‭ ‬و1976عندما‭ ‬تدخل‭ ‬حفل‭ ‬استقبال‭ ‬لأي‭ ‬بنك‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬تجد‭ ‬أناسا‭ ‬يتحدثون‭ ‬كل‭ ‬لغات‭ ‬العالم،‭ ‬فأصبحنا‭ ‬مركزا‭ ‬ماليا‭ ‬بحق‭ ‬وجدارة‭. ‬بذلنا‭ ‬أنا‭ ‬والفريق‭ ‬الذي‭ ‬معي،‭ ‬جهدا‭ ‬كبيرا‭ ‬لاستقطاب‭ ‬البنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭. ‬الفكرة‭ ‬الجيدة‭ ‬قد‭ ‬يقولها‭ ‬أو‭ ‬يطلقها‭ ‬أي‭ ‬شخص،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬التبني‭ ‬والتطبيق،‭ ‬وهو‭ ‬فضل‭ ‬يعود‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬الذي‭ ‬اقتنع‭ ‬بالفكرة‭ ‬وتبناها‭ ‬وأنجحها،‭ (...) ‬فهو‭ ‬مستمع‭ ‬جيد‭ ‬وسريع‭ ‬باتخاذ‭ ‬القرارات،‭ ‬ويقدم‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬البروتوكولات‭ ‬من‭ ‬لجان‭ ‬ومذكرات‭ ‬وغيرها‭. ‬كل‭ ‬الذي‭ ‬عملته‭ ‬لا‭ ‬يوازي‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬حصلت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سموه‭. ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬صدر‭ ‬قانون‭ ‬مؤسسة‭ ‬النقد،‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬قويا‭ ‬ومرنا‭ ‬بذات‭ ‬الوقت،‭ ‬وبدأ‭ ‬العمل‭ ‬سريعا‭. ‬

ما‭ ‬تقييمك‭ ‬لوضع‭ ‬البحرين‭ ‬المالي‭ ‬اليوم؟

لا‭ ‬زالت‭ ‬البحرين‭ ‬مركزا‭ ‬ماليا‭ ‬مزدهرا،‭ ‬وزادها‭ ‬حيوية‭ ‬أنها‭ ‬أصبحت‭ ‬مركزا‭ ‬للصيرفة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬الصعب‭ ‬هو‭ ‬جذب‭ ‬مؤسسات‭ ‬جديدة،‭ ‬فالمنافسة‭ ‬كبيرة،‭ ‬والبنوك‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬تقلصت‭.‬

هل‭ ‬مطلوب‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬البحرينية‭ ‬الاندماج؟

نعم‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬فالمسالة‭ ‬ليست‭ ‬خيارا،‭ ‬فعلى‭ ‬البنوك‭ ‬والمصارف‭ ‬تكوين‭ ‬كيانات‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة‭ ‬لتستطيع‭ ‬المنافسة‭ ‬والبقاء،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ينسحب‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬التأمين‭ ‬أيضا‭.‬

البحرين‭ ‬رئيس‭ ‬البنك‭ ‬والصندوق‭ ‬الدوليين

استلمت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1987‭ ‬رئاسة‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬وصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬ضمن‭ ‬البرتوكول‭ ‬المعتمد‭ ‬بتدوير‭ ‬الرئاسة‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬سنويا،‭ ‬بحيث‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬العليا‭ ‬وتدير‭ ‬الاجتماعات،‭ ‬فيما‭ ‬تبقى‭ ‬الرئاسة‭ ‬التنفيذية‭ ‬على‭ ‬حالها‭.‬

ولم‭ ‬تسبق‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لهذا‭ ‬المنصب‭ ‬سوى‭ ‬الكويت‭. ‬وبحكم‭ ‬وظيفي‭ ‬مثلت‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭.‬

وتعقد‭ ‬المؤسستان‭ ‬الدوليتان‭ ‬اجتماعاتهما‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬فيما‭ ‬تستضيفها‭ ‬واشنطن‭ ‬سنتين،‭ ‬وأي‭ ‬دولة‭ ‬ترغب‭ ‬بذلك‭ ‬سنة‭ ‬وهكذا،‭ ‬وصادف‭ ‬عند‭ ‬رئاستنا‭ ‬أن‭ ‬عقدت‭ ‬الاجتماعات‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭.‬

وجرت‭ ‬العادة‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬أن‭ ‬يلقي‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬خطابا،‭ ‬ورئيس‭ ‬البنك‭ ‬والصندوق‭ ‬خطابا،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬توجيه‭ ‬الدعوات‭ ‬والبطاقات‭ ‬والتقديم‭ ‬باسم‭ ‬الرئيس‭. ‬وعند‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬الاجتماعات‭ ‬تنبهت‭ ‬لمسألة‭ ‬مهمة،‭ ‬وهي‭ ‬كيف‭ ‬سأدعو‭ ‬مندوب‭ ‬“الكيان‭ ‬الصهيوني”‭ ‬باسمي‭ ‬وأوجه‭ ‬له‭ ‬الشكر،‭ ‬فقالوا‭ ‬لي‭ ‬العاملين‭ ‬معي‭: ‬هي‭ ‬دولة‭ ‬عضو،‭ ‬فتحايلت‭ ‬على‭ ‬الموضوع،‭ ‬إذ‭ ‬تغيبت‭ ‬عندما‭ ‬جاء‭ ‬دور‭ ‬ممثل‭ ‬“الكيان”‭ ‬وطلبت‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬نوابي‭ ‬القيام‭ ‬بالمهمة‭.‬

وهو‭ ‬أمر‭ ‬تكرر‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بحرب‭ ‬مع‭ ‬العراق،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يزجون‭ ‬بالسياسة‭ ‬في‭ ‬خطاباتهم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬سيسعى‭ ‬إلى‭ ‬الإساءة‭ ‬لبلد‭ ‬عربي‭ ‬شقيق،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لن‭ ‬أرضاه‭ ‬أبدا‭.‬

لذا‭ ‬قررت‭ ‬عدم‭ ‬الحضور،‭ ‬فعلم‭ ‬مندوب‭ ‬إيران‭ ‬بالأمر‭ ‬وطلب‭ ‬مقابلتي‭ ‬معترضا‭ ‬عليَّ‭ ‬وضعي‭ ‬إياه‭ ‬بصف‭ ‬“الكيان‭ ‬الصهيوني”،‭ ‬فقلت‭ ‬له‭ ‬إذا‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬أقدمك‭ ‬عليك‭ ‬عدم‭ ‬الكلام‭ ‬بالسياسة‭ ‬والإساءة‭ ‬للعراق،‭ ‬فوافق،‭ ‬والتزم‭ ‬باتفاقنا‭. ‬

وعن‭ ‬تدخل‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬والبنك‭ ‬الدولي‭ ‬بسياسة‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وتقديمه‭ ‬برامج‭ ‬وخططا‭ ‬ونصائح‭ ‬مالية،‭ ‬حذر‭ ‬عبدالكريم‭ ‬من‭ ‬الاستماع‭ ‬لهذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمالية‭ ‬بأيادٍ‭ ‬وطنية،‭ (...) ‬لدينا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخبراء،‭ ‬وأهل‭ ‬مكة‭ ‬أدرى‭ ‬بشعابها‭. ‬

وتابع‭ ‬“محاولة‭ ‬جعل‭ ‬البحرين‭ ‬تطبق‭ ‬برامجها‭ ‬كانت‭ ‬مطروحة‭ ‬منذ‭ ‬الثمانينات‭ ‬وكان‭ ‬مسؤولو‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬يحاولون‭ ‬دفعنا‭ ‬حيال‭ ‬ذلك،‭ ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬مثلا”‭. ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬أصحاب‭ ‬نظرية،‭ ‬والنظرية‭ ‬غير‭ ‬التطبيق،‭ ‬فكثير‭ ‬منها‭ ‬قد‭ ‬ينفع‭ ‬هنا‭ ‬ولا‭ ‬ينفع‭ ‬هناك،‭ ‬ولكن‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬هناك‭ ‬تأثير‭ ‬سلبي‭ ‬لنظرياتهم‭ ‬وبرامجهم‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬فهم‭ ‬يسعون‭ ‬لإبقاء‭ ‬الدول‭ ‬معتمدة‭ ‬على‭ ‬غيرها‭. ‬وعندما‭ ‬تقترض‭ ‬منهم‭ ‬يلزموك‭ ‬بشروطهم‭. ‬خرجت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬والتصريحات‭ ‬من‭ ‬أميركا‭ ‬نفسها‭ ‬وهي‭ ‬مقر‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬وتديرها‭ ‬بطريقة‭ ‬ما،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬الدسائس‭ ‬والمؤامرات‭ ‬التي‭ ‬تحاك‭ ‬لتبقى‭ ‬الدول‭ ‬تابعة‭ ‬و‭ ‬”غريقة”‭ ‬في‭ ‬الديون‭. ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬دولة‭ ‬واحدة‭ ‬اقترضت‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬واستطاعت‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬المأزق‭.‬

طالما‭ ‬دعوت‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬الاستماع‭ ‬لهم،‭ ‬وإدارة‭ ‬اقتصادنا‭ ‬بأنفسنا‭ ‬وبطريقتنا،‭ (...) ‬لو‭ ‬أنا‭ ‬اليوم‭ ‬مسؤول‭ ‬سأرفض‭ ‬إي‭ ‬إملاء‭ ‬منهم‭.‬

بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني

أسسته‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬تجارية،‭ ‬وامتلكت‭ ‬50‭ % ‬منه،‭ ‬وكان‭ ‬اسمه‭ ‬بنك‭ ‬البحرين،‭ ‬وفي‭ ‬بداية‭ ‬السبعينات‭ ‬أصحبت‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬بحكم‭ ‬وظيفتي‭.‬

وقبل‭ ‬دخولي‭ ‬مجلس‭ ‬إدارته،‭ ‬أرادت‭ ‬الحكومة‭ ‬عمل‭ ‬شيء‭ ‬لصالح‭ ‬البنك‭ ‬فقررت‭ ‬بيع‭ ‬نصف‭ ‬حصتها‭ (‬25‭ %) ‬لبنك‭ ‬“ناشونال‭ ‬جريندليز”‭ ‬البريطاني،‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬سيدعم‭ ‬البنك‭ ‬ويمنحه‭ ‬القوة‭ ‬كون‭ ‬المشتري‭ ‬مؤسسة‭ ‬عالمية،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬كان‭ ‬العكس،‭ ‬فقد‭ ‬أدار‭ ‬المستثمر‭ ‬الجديد‭ ‬البنك‭ ‬وقدم‭ ‬مصالحه‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬البحرين‭. ‬قررنا‭ ‬إعادة‭ ‬تسمية‭ ‬البنك‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬ثم‭ ‬استعادة‭ ‬ملكيته‭ ‬بالكامل‭ ‬ليصبح‭ ‬وطنيا‭ ‬بحق‭. ‬وبالفعل‭ ‬وافق‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬الاقتراح‭ ‬واشترت‭ ‬الحكومة‭ ‬حصص‭ ‬الشركاء‭ ‬السعوديين‭ ‬والهنود‭ ‬و‭ ‬”ناشونال‭ ‬جريندليز”،‭ ‬وأصبح‭ ‬وطنيا‭ ‬100‭ %.‬

تحديات‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬وزيرا‭ ‬

أصعب‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬يكون‭ ‬محبوبا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬زملائه‭ ‬خصوصا‭ ‬الوزراء‭ ‬الآخرين؛‭ ‬كون‭ ‬جميع‭ ‬مشروعاتهم‭ ‬وبرامجهم‭ ‬ترتبط‭ ‬بالموازنات‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬مسؤولية‭ ‬وزارة‭ ‬المالية،‭ ‬لكن‭ ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬كما‭ ‬دخلت‭ ‬خرجت‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬وعلاقات‭ ‬طيبة‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭.‬

تجربتي‭ ‬مع‭ ‬الصحافة

بدأت‭ ‬علاقتي‭ ‬بالصحافة‭ ‬وأنا‭ ‬بالثانوية،‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1956،‭ ‬إ‭ ‬عملت‭ ‬بهيئة‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬شهرية‭ ‬اسمها‭ ‬المعرفة،‭ ‬ولدي‭ ‬بعض‭ ‬الكتابات‭ ‬فيها،‭ ‬ثم‭ ‬صدرت‭ ‬واحدة‭ ‬أخرى‭ ‬باسم‭ ‬الخميلة،‭ ‬فقررت‭ ‬الكتابة‭ ‬فيها،‭ ‬ثم‭ ‬واصلت‭ ‬كتابة‭ ‬المقالات‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬هنا‭ ‬البحرين‭ (...) ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬ميالا‭ ‬ومحبا‭ ‬للصحافة‭. ‬صدرت‭ ‬صحيفة‭ ‬“الأضواء”‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1965،‭ ‬وكنت‭ ‬أمضيت‭ ‬في‭ ‬“بابكو”‭ ‬نحو‭ ‬3‭ ‬أشهر‭. ‬جاءني‭ ‬صديق،‭ ‬وقال‭ ‬لي‭ ‬إن‭ ‬الصحافي‭ ‬الكبير‭ ‬محمود‭ ‬المردي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يرانا‭ ‬أنا‭ ‬وأنت‭. ‬التقيناه‭ ‬وقال‭ ‬لنا‭ ‬إن‭ ‬الحكومة‭ ‬سمحت‭ ‬بصدور‭ ‬صحيفة‭ ‬وأريدكم‭ ‬معي،‭ ‬فاختارني‭ ‬للاقتصاد،‭ ‬ومحمد‭ ‬عبداللطيف‭ ‬راشد‭ ‬للثقافة‭ ‬والأدب‭ ‬ومحمود‭ ‬بهلول‭ ‬للسياسة،‭ ‬كما‭ ‬عمل‭ ‬معنا‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الرميحي‭. ‬عملت‭ ‬بـ‭ ‬“الأضواء”‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬“بابكو”،‭ (...) ‬الإنجليز‭ ‬لم‭ ‬يرتاحوا‭ ‬لعملي‭ ‬بالصحافة‭ ‬لكنهم‭ ‬لم‭ ‬يعترضوا‭ ‬صراحة،‭ ‬وواصلت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬لأقل‭ ‬من‭ ‬سنتين‭ ‬بقليل،‭ ‬لتأخذني‭ ‬مشاغل‭ ‬الحياة‭ ‬والعائلة‭ ‬عن‭ ‬الصحافة‭.‬

السيد‭ ‬محمود‭ ‬العلوي‭ ‬و‭ ‬“المالية”

طالما‭ ‬ساعدني‭ ‬ودعمني‭ ‬السيد‭ ‬محمود‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬عملي‭ ‬بالحكومة،‭ ‬اعتبرني‭ ‬كابنه،‭ ‬ينصحني‭ ‬وينقل‭ ‬لي‭ ‬خبرته،‭ ‬وكأنما‭ ‬يجهّزني‭ ‬للمنصب‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬لاحقا‭.‬

والسيد‭ ‬محمود‭ ‬من‭ ‬أنبل‭ ‬وأشرف‭ ‬الناس‭ ‬وأوفاهم،‭ ‬وهو‭ ‬مثال‭ ‬لرجال‭ ‬البحرين‭ ‬الوطنيين‭. ‬عمل‭ ‬في‭ ‬المالية‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1927‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ ‬1975‭. ‬كانت‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬تقريبا‭ ‬بالبحرين،‭ ‬عدا‭ ‬الصحة‭ ‬والأمن‭ ‬والتعليم،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬تضم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬كالنفط،‭ ‬شؤون‭ ‬الموظفين،‭ ‬البريد،‭ ‬المخازن‭ ‬المركزية،‭ ‬الجمارك،‭ ‬الموانئ،‭ ‬إسكان‭ ‬مدينة‭ ‬حمد،‭ ‬وغيرها‭.‬

تعرض‭ ‬السيد‭ ‬محمود‭ ‬لوعكة‭ ‬صحية‭ ‬أتعبته‭ ‬وأجبرته‭ ‬على‭ ‬قضاء‭ ‬معظم‭ ‬وقته‭ ‬بالخارج‭ ‬للعلاج،‭ ‬وبت‭ ‬أحضر‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬نيابة‭ ‬عنه،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لجلسات‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭.‬

شهادة‭ ‬فخرية‭.. ‬“بوسطني”

تزوجت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1968‭ ‬ورزقت‭ ‬بابنتي‭ ‬ندى،‭ ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬مازن،‭ ‬ولاسمه‭ ‬حكاية‭. ‬

عندما‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬التربية،‭ ‬زاملني‭ ‬بمدرسة‭ ‬الحد‭ ‬الابتدائية‭ ‬أستاذ‭ ‬فلسطيني‭ ‬فاضل‭ ‬يدرس‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬اسمه‭ ‬مازن‭ ‬فياض‭ ‬أيوب،‭ ‬وكنت‭ ‬أحبه‭ ‬كثيرا‭ ‬رغم‭ ‬فارق‭ ‬السن‭ ‬بيننا،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يكبرني‭ ‬بـ‭ ‬15‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬تزاملنا‭ ‬سنتين‭ ‬ثم‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬الكويت‭. ‬أحببت‭ ‬الاسم‭ ‬بسببه‭ ‬وأطلقته‭ ‬على‭ ‬ولدي‭. ‬ثم‭ ‬رزقني‭ ‬الله‭ ‬بابنتين‭ ‬لميس‭ ‬ونور،‭ ‬وجميعهم‭ ‬درسوا‭ ‬في‭ ‬بوسطن،‭ (‬مازن‭ ‬ونور‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬بنتلي،‭ ‬وندى‭ ‬ولميس‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬بوسطن‭). ‬

كنت‭ ‬أتردد‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬بوسطن‭ ‬لمتابعة‭ ‬دراستهم،‭ ‬وفي‭ ‬إحدى‭ ‬المرات‭ ‬دعتني‭ ‬عمدة‭ ‬بوسطن‭ ‬لتناول‭ ‬القهوة‭ ‬معها،‭ ‬ثمنت‭ ‬ثقتي‭ ‬بجامعات‭ ‬بوسطن‭ ‬ومنحتني‭ ‬شهادة‭ ‬فخرية،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أنني‭ ‬من‭ ‬مواطني‭ ‬بوسطن‭ ‬أو‭ ‬بلغتنا‭ ‬“بوسطني”‭.‬

عندما‭ ‬قررت‭ ‬التقاعد‭ ‬

أيقنت‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬التسعينات‭ ‬بضرورة‭ ‬عدم‭ ‬البقاء‭ ‬بالعمل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنك‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬المواصلة‭ ‬حتى‭ ‬تتعب‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬المكتب‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬‭(‬الفراش‭)‬،‭ ‬فألمحت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مره‭ ‬لدى‭ ‬الحكومة‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬يبقى‭ ‬بيد‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ (...) ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬ذلك‭ ‬لرجل‭ ‬يكرمني‭ ‬دائما؟‭ ‬فهو‭ ‬صاحب‭ ‬الفضل‭.‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الخير‭ ‬الذي‭ ‬أنا‭ ‬فيه،‭ ‬بعد‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬بسبب‭ ‬رعاية‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬البحرينيين،‭ ‬لولا‭ ‬المكارم‭ ‬والإسكان‭ ‬والعطايا‭ ‬لما‭ ‬استطاع‭ ‬معظم‭ ‬الناس‭ ‬المضي،‭ ‬فالراتب‭ ‬بالنهاية‭ ‬لا‭ ‬يعمل‭ ‬شيئا‭. ‬كان‭ ‬راتب‭ ‬الوزير‭ (‬بالبداية‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬السبعينات‭) ‬نحو‭ ‬1250‭ ‬دينارا،‭ ‬وعندما‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬1999‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬4000‭ ‬دينار‭. ‬لله‭ ‬الحمد،‭ ‬استطعت‭ ‬العيش‭ ‬مرتاح‭ ‬البال،‭ ‬وبعد‭ ‬التقاعد‭ ‬أصبح‭ ‬لدي‭ ‬وقت‭ ‬كثير‭ ‬لرؤية‭ ‬أبنائي‭ ‬ومتابعة‭ ‬دراستهم‭ ‬وحياتهم،‭ ‬والقراءة،‭ ‬خصوصا‭ ‬الشعر‭ ‬فأنا‭ ‬محب‭ ‬للشعر‭ ‬والأدب‭ ‬والتاريخ‭. ‬كما‭ ‬أستطيع‭ ‬السفر‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬أريد‭ ‬سواء‭ ‬لوحدي‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬الأهل،‭ (...) ‬رغم‭ ‬سفري‭ ‬كثيرا‭ ‬بالماضي،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬رحلات‭ ‬عمل‭ ‬أقضيها‭ ‬من‭ ‬اجتماع‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فالوضع‭ ‬اختلف‭ ‬والمسألة‭ ‬باتت‭ ‬اطلاعا‭ ‬وثقافة‭.‬

كتاب‭ ‬عن‭ ‬مسيرتي‭ ‬

النية‭ ‬موجودة،‭ ‬وكل‭ ‬مذكراتي‭ ‬مدونة،‭ ‬وكتبت‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬في‭ ‬1995‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬خروجي‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬بـ‭ ‬4‭ ‬سنوات،‭ ‬ثم‭ ‬تابعت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬كتابة‭ ‬بعض‭ ‬الفصول،‭ ‬ولكن‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬المشروع‭ ‬مازال‭ ‬معلقا،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يشاء‭ ‬الله‭.‬

مثلي‭ ‬الأعلى‭ ‬

أبي‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭)‬،‭ ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬المثل‭ ‬الأعلى‭ ‬لنا‭ ‬كمسلمين‭ ‬هو‭ ‬سيدنا‭ ‬محمد‭ (‬عليه‭ ‬أفضل‭ ‬الصلاة‭ ‬والتسليم‭)‬،‭ ‬والمثل‭ ‬الأعلى‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تقتدي‭ ‬به‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬ترك‭ ‬أثرا،‭ ‬وليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬تعجب‭ ‬بشخص‭ ‬واحد،‭ ‬فمثلا‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬مدرسينا‭ ‬تركوا‭ ‬أثرا‭ ‬جيدا‭ ‬لدينا‭. ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬يبقى‭ ‬مفتوحا‭.‬