المحكمة خففت عقوبة المتهمين من 5 سنوات إلى سنة

استبدال عقوبة مستأنفين مدانين بحرق خيام انتخابية

| عباس إبراهيم

اكتفت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬بسجن‭ ‬شابين‭ ‬أحرقا‭ ‬خيمتين‭ ‬انتخابيتين‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬دمستان،‭ ‬والتابعتين‭ ‬لأحد‭ ‬المرشحين‭ ‬البلديين‭ ‬عن‭ ‬الدائرة‭ ‬السابعة‭ ‬بالمحافظة‭ ‬الشمالية؛‭ ‬وذلك‭ ‬بحبس‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬سنوات،‭ ‬كما‭ ‬أمرت‭ ‬باستبدال‭ ‬عقوبة‭ ‬الحبس‭ ‬لكليهما‭ ‬بعقوبة‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬وبموافقتهما‭.‬

‭ ‬وبدأت‭ ‬تفاصيل‭ ‬القضية‭ ‬عندما‭ ‬ورد‭ ‬بلاغ‭ ‬لغرفة‭ ‬العمليات‭ ‬الرئيسية‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬مفاده‭ ‬نشوب‭ ‬حريق‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬انتخابي‭ ‬لأحد‭ ‬المرشحين‭ ‬بالانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬2018،‭ ‬وبعد‭ ‬توجّه‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬للموقع‭ ‬وإخماد‭ ‬الحريق،‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬عبوة‭ ‬“دبة”‭ ‬تبين‭ ‬احتواؤها‭ ‬على‭ ‬آثار‭ ‬الجازولين‭ ‬“بترول”‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬الخيام‭ ‬المحترقة‭.‬

‭ ‬وأسفرت‭ ‬التحريات‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬الجريمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عينات‭ ‬الخلايا‭ ‬البشرية‭ ‬المرفوعة‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬العبوة‭ ‬تعود‭ ‬للمستأنف‭ ‬الأول،‭ ‬والذي‭ ‬اعترف‭ ‬عقب‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬بارتكابه‭ ‬للجريمة‭ ‬بمساعدة‭ ‬واتفاق‭ ‬مع‭ ‬المستأنف‭ ‬الثاني‭.‬

‭ ‬وقرّر‭ ‬المستأنف‭ ‬الأول‭ ‬تفصيلاً‭ ‬حول‭ ‬الواقعة‭ ‬أنه‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬حرق‭ ‬خيمة‭ ‬المرشح‭ ‬البلدي،‭ ‬فوافقه‭ ‬الأخير،‭ ‬وتقابلا‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مقبرة‭ ‬دمستان،‭ ‬وهناك‭ ‬حمل‭ ‬هو‭ ‬العبوة‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬“البترول”‭ ‬وتوجها‭ ‬إلى‭ ‬خيمة‭ ‬المرشح‭ ‬البلدي‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭.‬

‭ ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬وصولهما‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الخيمة‭ ‬عمد‭ ‬إلى‭ ‬سكب‭ ‬البنزين‭ ‬في‭ ‬وعاء‭ ‬“سطل”‭ ‬وأعطاه‭ ‬للمستأنف‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬توجّه‭ ‬إلى‭ ‬الخيمة‭ ‬وسكب‭ ‬البنزين‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ظل‭ ‬هو‭ ‬يراقب‭ ‬المكان‭ ‬تحسبًا‭ ‬لحضور‭ ‬أحد‭ ‬ومشاهدتهما،‭ ‬وبعدها‭ ‬أشعلا‭ ‬النار‭ ‬بواسطة‭ ‬“ولاعة”،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬ارتفعت‭ ‬ألسنة‭ ‬اللهب‭ ‬وامتدت‭ ‬للخيمة‭ ‬المجاورة‭ ‬للتي‭ ‬أحرقاها‭ ‬رمى‭ ‬تلك‭ ‬العبوة‭ ‬من‭ ‬يده‭ ‬ولاذا‭ ‬بالفرار‭ ‬من‭ ‬الموقع‭.‬

‭ ‬وثبت‭ ‬بتقرير‭ ‬طاقم‭ ‬مسرح‭ ‬الجريمة‭ ‬أن‭ ‬الخيمتين‭ ‬تعرضتا‭ ‬للحرق‭ ‬بالكامل،‭ ‬كما‭ ‬ثبت‭ ‬بتقرير‭ ‬مختبر‭ ‬البحث‭ ‬الجنائي‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬مصادر‭ ‬خليط‭ ‬الخلايا‭ ‬البشرية‭ ‬المرفوعة‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬عبوة‭ ‬“البترول”،‭ ‬وتوصّلت‭ ‬التحريات‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المستأنفين‭ ‬ارتكبا‭ ‬بالفعل‭ ‬الواقعة‭ ‬محل‭ ‬التحقيق‭.‬

‭ ‬هذا‭ ‬وقد‭ ‬ثبت‭ ‬للمحكمة‭ ‬أن‭ ‬المستأنفين‭ ‬بتاريخ‭ ‬22‭ ‬نوفمبر‭ ‬2018،‭ ‬أشعلا‭ ‬عمدًا‭ ‬حريقًا‭ ‬في‭ ‬المنقولات‭ ‬المبينة‭ ‬الوصف‭ ‬والنوع‭ ‬والمملوكة‭ ‬للمجني‭ ‬عليه،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الحريق‭ ‬تعريض‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬وأموالهم‭ ‬للخطر‭.‬