خبراء: قيم الانتماء والمواطنة والولاء راسخة وجذورها تاريخية

| أم الحصم - معهد البحرين للتنمية السياسية

أكدت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬قيم‭ ‬الانتماء‭ ‬والمواطنة‭ ‬والولاء‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬ويتم‭ ‬التأكيد‭ ‬عليها‭ ‬باستمرار‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وخلال‭ ‬المشاركات‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية؛‭ ‬كونها‭ ‬الهوية‭ ‬المميزة‭ ‬للمواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬وانعكاسًا‭ ‬لثقافته‭ ‬وتاريخه‭ ‬وولائه‭ ‬لقيادته‭ ‬وأرضه‭ ‬ومجتمعه‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬انعقاد‭ ‬ملتقى‭ ‬التنمية‭ ‬السياسية‭ ‬“البحرين‭.. ‬انتماء‭ ‬ومواطنة”،‭ ‬الذي‭ ‬سيقيمه‭ ‬معهد‭ ‬البحرين‭ ‬للتنمية‭ ‬السياسية‭ ‬يوم‭ ‬27‭ ‬نوفمبر‭ ‬الجاري،‭ ‬بمشاركة‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬المتحدثين‭ ‬ضمن‭ ‬4‭ ‬جلسات،‭ ‬وهي‭: ‬“المواطنة‭.. ‬الأسرة‭ ‬والتعليم”،‭ ‬“الإعلام‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني”،‭ ‬“الشباب‭ ‬والمواطنة‭.. ‬مسؤولية‭ ‬اجتماعية”،‭ ‬و”الفن‭.. ‬رسالة‭ ‬وطنية‭ ‬مؤثرة”‭. ‬في‭ ‬البداية‭ ‬أكدت‭ ‬رئيسة‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ماريا‭ ‬خوري‭ ‬الحاجة‭ ‬لتعزيز‭ ‬مبادئ‭ ‬الانتماء‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬لجميع‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع،‭ ‬منوهةً‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فصل‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭ ‬المدنية‭ ‬الساعية‭ ‬لمستقبل‭ ‬أفضل‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬التوعية‭ ‬بمبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬قبول‭ ‬الآخر‭ ‬دون‭ ‬تمييز،‭ ‬معتبرةً‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والمواطنة‭ ‬يعتبران‭ ‬سلوك‭ ‬وممارسة،‭ ‬تطبيق‭ ‬وتنفيذ‭.‬

واعتبرت‭ ‬أن‭ ‬ملتقى‭ ‬“البحرين‭.. ‬انتماء‭ ‬ومواطنة”‭ ‬يأتي‭ ‬ليؤكد‭ ‬ويشرح‭ ‬المكونات‭ ‬المختلفة‭ ‬لمفهوم‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني،‭ ‬إذ‭ ‬تعمل‭ ‬هذه‭ ‬المكونات‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬وهدف‭ ‬ورسالة‭ ‬مُؤسسة‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬النبيلة،‭ ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬التفريق‭ ‬بين‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬ومفاهيم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والانتماء‭ ‬الوطني‭. ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬أكد‭ ‬خبراء‭ ‬إعلاميون‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬يمثله‭ ‬الإعلام‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬كأحد‭ ‬الأدوات‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الوعي‭ ‬السياسي‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬الوطني؛‭ ‬كونه‭ ‬الأقرب‭ ‬لنبض‭ ‬المجتمع‭ ‬والملامس‭ ‬لقضاياه‭ ‬وهمومه‭ ‬الوطنية‭ ‬والإنسانية‭. ‬وأكد‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمركز‭ ‬الاتصال‭ ‬الوطني‭ ‬أحمد‭ ‬المناعي‭ ‬أن‭ ‬للإعلام‭ ‬الوطني‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬شخصية‭ ‬الفرد‭ ‬والتأثير‭ ‬عليه‭ ‬لتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬والولاء‭ ‬والانتماء،‭ ‬ضمن‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬المجتمع،‭ ‬والمرتكزة‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬والأعراف‭ ‬والقوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬العصرية‭ ‬التي‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتدعو‭ ‬لقبول‭ ‬الآخر‭ ‬وتعزز‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وشدد‭ ‬المناعي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬الوطني‭ ‬هو‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬نستطيع‭ ‬تقديم‭ ‬الصورة‭ ‬الحقيقية‭ ‬عن‭ ‬البحرين،‭ ‬كنموذج‭ ‬للتعايش‭ ‬والسلم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬الوطني‭ ‬استطاع‭ ‬الوقوف‭ ‬كحائط‭ ‬صد‭ ‬أمام‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬المملكة،‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬تشويه‭ ‬صورة‭ ‬الإنجازات‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاولة‭ ‬نشر‭ ‬الفتنة‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬الواحد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحطم‭ ‬على‭ ‬صخرة‭ ‬الانتماء‭ ‬والولاء‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭. ‬أما‭ ‬المستشارة‭ ‬الإعلامية‭ ‬لولوة‭ ‬بودلامة،‭ ‬فقد‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬مصطلح‭ ‬“المواطن‭ ‬العالمي”‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬انتشار‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الحديثة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬قرية‭ ‬صغيرة‭.  ‬مضيفةً‭ ‬أنه‭ ‬ورغم‭ ‬هجوم‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬واقعنا‭ ‬الحالي،‭ ‬وما‭ ‬أدى‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬انفصال‭ ‬البعض‭ ‬عن‭ ‬قيمنا‭ ‬الوطنية‭ ‬الأصيلة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬مازالت‭ ‬تأخذ‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭ ‬نظرا‭ ‬لخصوصية‭ ‬تجربتنا‭ ‬وتمسكنا‭ ‬بإرثنا‭ ‬وقيمنا‭ ‬وتقاليدنا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬تمسكنا‭ ‬بهويتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬واعتزازنا‭ ‬بها‭ ‬ودفاعنا‭ ‬عنها‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬سبل‭ ‬مواجهة‭ ‬سلبيات‭ ‬التأثر‭ ‬بالإعلام‭ ‬الخارجي‭ ‬يكون‭ ‬بغرس‭ ‬قيم‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬وتعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬فالتربية‭ ‬الوطنية‭ ‬المنبثقة‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬الدينية‭ ‬والعربية‭ ‬ستخرج‭ ‬أجيالا‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬وبناء‭ ‬وتنمية‭ ‬وطنها‭ ‬وقيمه‭ ‬الأصيلة‭.‬

من‭ ‬جانبهم،‭ ‬أكد‭ ‬برلمانيون‭ ‬شباب‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬الحيوي‭ ‬والمهم‭ ‬الذي‭ ‬يضطلع‭ ‬به‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين،‭ ‬خصوصًا‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬الشباب،‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬والولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬الوطني،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الفردي‭ ‬أو‭ ‬المجتمعي؛‭ ‬كونها‭ ‬الفئة‭ ‬الأكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التواصل،‭ ‬وذلك‭ ‬بما‭ ‬يملكه‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬تواصل‭ ‬حديثة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬العالم‭.‬

وعن‭ ‬ذلك‭ ‬أكد‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬بسام‭ ‬البنمحمد‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬وما‭ ‬تمثله‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬وأبعاد‭ ‬وطنية‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الرسوخ‭ ‬والصلابة،‭ ‬لذلك‭ ‬يساهم‭ ‬الشباب‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬دون‭ ‬تفريط‭ ‬بمكانة‭ ‬ومصالح‭ ‬الوطن‭ ‬أو‭ ‬إفراط‭ ‬في‭ ‬الانفتاح‭ ‬والتواصل‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬على‭ ‬الشباب‭ ‬الخليجي‭ ‬خصوصًا‭ ‬والعربي‭ ‬عمومًا‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬انتمائهم‭ ‬الوطني؛‭ ‬كون‭ ‬العالم‭ ‬بحاجة‭ ‬لمساهمة‭ ‬الجميع‭ ‬بالتطور‭ ‬والتقدم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يترك‭ ‬أثرًا‭ ‬إيجابيًا‭ ‬على‭ ‬الخارج‭ ‬لما‭ ‬نمتلكه‭ ‬من‭ ‬حضارة‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ،‭ ‬لذلك‭ ‬وجب‭ ‬علينا‭ ‬النهوض‭ ‬بهذا‭ ‬الدور‭ ‬البناء‭ ‬متمسكين‭ ‬بهويتنا‭ ‬التي‭ ‬تميزنا،‭ ‬وأن‭ ‬نفتخر‭ ‬بقيمنا‭ ‬وتاريخنا‭ ‬المشرف‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬تحدث‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬عبدالله‭ ‬الدوسري،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬للشباب‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتضح‭ ‬بارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬مشاركتهم‭ ‬في‭ ‬الفعاليات‭ ‬الوطنية‭ ‬المختلفة،‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬الأعمال‭ ‬الرائدة‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬والأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وغيرها،‭ ‬بما‭ ‬يدعم‭ ‬ويعزز‭ ‬هويتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬مظاهر‭ ‬العولمة‭ ‬بتحدياتها‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬مجالات‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭. ‬ونوّه‭ ‬الدوسري‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬الإيجابية‭ ‬والفاعلة‭ ‬للشباب‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬وصلت‭ ‬نسبة‭ ‬مشاركتهم‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ % ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬الناخبين،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬مؤتمرات‭ ‬وندوات‭ ‬ولقاءات‭.‬

وفي‭ ‬محور‭ ‬التربية،‭ ‬أكدت‭ ‬التربوية‭ ‬آمنة‭ ‬السليطي‭ ‬أن‭ ‬الأسرة‭ ‬تعتبر‭ ‬المركز‭ ‬الرئيس‭ ‬لتعزيز‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الفرد،‭ ‬لاسيما‭ ‬قيم‭ ‬الانتماء‭ ‬والمواطنة‭ ‬والولاء‭ ‬المطلق‭ ‬للقيادة‭ ‬السامية،‭ ‬والمستمدة‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬المجتمع‭ ‬والمتأصلة‭ ‬فيه‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭.‬

واعتبرت‭ ‬أن‭ ‬المدرسة‭ ‬هي‭ ‬الامتداد‭ ‬الطبيعي‭ ‬للبيئة‭ ‬الأسرية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬الانتماء‭ ‬وربط‭ ‬الفرد‭ ‬بالمجتمع،‭ ‬وكذلك‭ ‬تقوية‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬الحقيقية‭.  ‬وشددت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الدور‭ ‬الأهم‭ ‬للمؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬هو‭ ‬التنشئة‭ ‬الوطنية‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬تعليمه‭ ‬قواعد‭ ‬النظام‭ ‬وتعريفه‭ ‬بحقوقه‭ ‬وواجباته‭ ‬تجاه‭ ‬وطنه‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المناهج‭ ‬التربوية‭ ‬أو‭ ‬الممارسات‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الطالب‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المدرسي‭.  ‬أشاد‭ ‬فنانون‭ ‬بإدراج‭ ‬جلسة‭ ‬بعنوان‭ ‬“الفن‭.. ‬رسالة‭ ‬وطنية‭ ‬مؤثرة”‭ ‬ضمن‭ ‬الملتقى؛‭ ‬كونه‭ ‬أحد‭ ‬الأدوات‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الوعي‭ ‬الوطني‭ ‬وتعزيز‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬لدى‭ ‬المواطن،‭ ‬وكون‭ ‬الفن‭ ‬المعبر‭ ‬الرئيس‭ ‬عن‭ ‬حال‭ ‬المجتمع‭ ‬وقيمه‭ ‬وتاريخه‭ ‬وتراثه‭. ‬واعتبرت‭ ‬الفنانة‭ ‬مريم‭ ‬زيمان‭ ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬الجامعة،‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬الأثر‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬التراث‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬قدم‭ ‬من‭ ‬أعمال،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الدراما‭ ‬أو‭ ‬الموسيقى‭ ‬أو‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي،‭ ‬ليكون‭ ‬بحق‭ ‬المرآة‭ ‬العاكسة‭ ‬للواقع‭ ‬والحافظة‭ ‬للتراث،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬بشكل‭ ‬جلي‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كتابا‭ ‬للتاريخ‭ ‬عبر‭ ‬سنوات‭.‬

ونوّهت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬الفن‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬شكّلت‭ ‬نقطة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الأجيال،‭ ‬حيث‭ ‬استطاع‭ ‬الفن‭ ‬الجاد‭ ‬والملتزم‭ ‬تعزيز‭ ‬صور‭ ‬التعايش‭ ‬والسلم‭ ‬الأهلي‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر،‭ ‬وهي‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬تربى‭ ‬عليها‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬والمنبثقة‭ ‬من‭ ‬تراثه‭ ‬وتاريخه‭ ‬وهويته‭ ‬الوطنية‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬تحدث‭ ‬الفنان‭ ‬محمد‭ ‬ياسين‭ ‬مؤكدًا‭ ‬قدرة‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬عكس‭ ‬البيئة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية،‭ ‬وقد‭ ‬ساهم‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬غرس‭ ‬المعرفة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬النشء،‭ ‬وتعريفهم‭ ‬بتاريخهم‭ ‬وتراثهم‭ ‬وحضارتهم،‭ ‬كما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬الآخر‭ ‬بالقيم‭ ‬الأساسية‭ ‬لمجتمعنا‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬والولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الأجيال‭ ‬وتعريفها‭ ‬بتاريخ‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭.  ‬وأكد‭ ‬قدرة‭ ‬الفن‭ ‬عموما،‭ ‬والدراما‭ ‬خصوصا،‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الموجات‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬المجتمع‭ ‬وتاريخه‭ ‬وتراثه‭ ‬العريق،‭ ‬خصوصًا‭ ‬إذا‭ ‬توفر‭ ‬له‭ ‬الحرية‭ ‬وتحرر‭ ‬من‭ ‬القيود‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تفرض‭ ‬عليه،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬هو‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬بلادنا‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬لتشويه‭ ‬سمعتها‭ ‬ونشر‭ ‬الطائفية‭ ‬والعنصرية‭ ‬وتحطيم‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬المجتمعي‭.‬