لسوء الحظ نجتمع في المؤتمرات واللقاءات.. و.. “لا حلول”!

وزير الخارجية الأردني: أمن الخليج أساس للأمن العالمي

| محرر الشؤون المحلية

كرر‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬والمغتربين‭ ‬بالمملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية‭ ‬أيمن‭ ‬الصفدي‭ ‬كلمة‭ ‬“لسوء‭ ‬الحظ”‭ ‬في‭ ‬مواضع‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬ضمن‭ ‬محور‭ :‬”المنافسة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والتعاون”‭ ‬بمنتدى‭ ‬“حوار‭ ‬المنامة”‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬أمس‭ ‬السبت،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬آليات‭ ‬تعاون‭ ‬إقليمية‭ ‬جديدة‭.‬

ومن‭ ‬بوابة‭ ‬الأزمة‭ ‬السورية،‭ ‬تحدث‭ ‬الصفدي‭ ‬عن‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬بالقول‭ ‬أن‭ ‬للأردن‭ ‬حدودًا‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬سوريا‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬نزاعًا‭ ‬منذ‭ ‬8‭ ‬سنوات،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬الحل؟‭ ‬هل‭ ‬تقدمنا‭ ‬في‭ ‬الحل؟‭ ‬لسوء‭ ‬الحظ‭ ‬“لا”‭! ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬الحل؛‭ ‬لأننا‭ ‬ندفع‭ ‬أكبر‭ ‬ثمن‭ ‬لعدم‭ ‬انتهاء‭ ‬الأزمة،‭ ‬فملايين‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬هاجروا‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الأردن‭ ‬اضطرت‭ ‬لحمل‭ ‬عبء‭ ‬هذا‭ ‬النزاع،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬أو‭ ‬الاضطراب‭ ‬التجاري‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استضافة‭ ‬مليون‭ ‬و300‭ ‬ألف‭ ‬لاجئ‭ ‬سوري،‭ ‬فيما‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬تبلغ‭ ‬19‭ ‬بالمئة‭ ‬وناتجنا‭ ‬الإجمالي‭ ‬2‭ ‬بالمئة‭ ‬وأقل،‭ ‬ولكن‭ ‬نتابع‭ ‬العمل‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نفعله،‭ ‬وقد‭ ‬وفرنا‭ ‬150‭ ‬ألف‭ ‬إجازة‭ ‬عمل‭ ‬للسوريين،‭ ‬وهي‭ ‬تمثل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضعاف‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬توفيرها‭ ‬سنويًا،‭ ‬ولسوء‭ ‬الحظ،‭ ‬نجتمع‭ ‬في‭ ‬المؤتمرات‭ ‬واللقاءات‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬الحلول،‭ ‬لكن‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬مختلف‭ ‬تمامًا‭ ‬وكلفة‭ ‬الأزمة‭ ‬عالية‭ ‬جدًا،‭ ‬ونحتاج‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬حل‭ ‬منطقي‭ ‬لكل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬واستقرار‭ ‬سوريا،‭ ‬ويسمح‭ ‬لها‭ ‬بأن‭ ‬تعود‭ ‬لدورها‭ ‬كقوة‭ ‬أساسية‭ ‬للاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وذهب‭ ‬الصفدي‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭ ‬الذي‭ ‬رأى‭ ‬أنه‭ ‬حقق‭ ‬“انتصارًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬على‭ ‬داعش”‭ ‬بثمن‭ ‬عال‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعراقيين،‭ ‬وهو‭ ‬الاستشهاد‭ ‬والتضحية‭ ‬بالدم،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬العراق‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬نفسه‭ ‬وتحصينه‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع،‭ ‬ومن‭ ‬التداعيات‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬الإرهاب‭ ‬وهو‭ ‬تهديد‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نواجهه،‭ ‬وهزيمة‭ ‬داعش‭ ‬واضحة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬قائمة‭ ‬ونحتاج‭ ‬للتعاون‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الاستخبارات‭ ‬لمنع‭ ‬داعش‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬نفسها،‭ ‬وبصراحة،‭ ‬وحدنا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬الأساسيين‭ ‬والرواد،‭  ‬فالإرهاب‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بالدين‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬خنق‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬توزيع‭ ‬ونشر‭ ‬أفكارهم،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬قمنا‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬العقبة‭ ‬لتضافر‭ ‬الجهود‭ ‬والتصدي‭ ‬لفكر‭ ‬الإرهابيين،‭ ‬ونلغي‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬لهم‭ ‬بالظهور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حل‭ ‬الأزمات‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وزاد‭ ‬قوله‭ :‬”إذا‭ ‬هزمنا‭ ‬الإرهابيين‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬الصومال،‭ ‬فسوف‭ ‬يكبرون‭ ‬هناك،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬ننل‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬إفريقيا،‭ ‬فسوف‭ ‬يتنظمون‭ ‬هناك‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬معًا‭ ‬لهزم‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬أيديولوجيا‭ ‬الإرهاب”‭.  ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأمن‭ ‬الخليج‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬أمنه‭ ‬“أساس”‭ ‬ليس‭ ‬للمنطقة‭ ‬بل‭ ‬للسلام‭ ‬والأمن‭ ‬العالمي،‭ ‬وفي‭ ‬الأردن‭ ‬وبلا‭ ‬أي‭ ‬شك‭ ‬نقف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دول‭ ‬الخليج؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أمان‭ ‬بلدانهم‭ ‬ومواجهة‭ ‬المخاطر‭ ‬الأمنية،‭ ‬وعن‭ ‬إيران‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬نزاع‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬بل‭ ‬وفق‭ ‬علاقات‭ ‬إقليمية‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬وندعو‭ ‬للحوار‭ ‬في‭ ‬دعوة‭ ‬مفتوحة‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬نفعل‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬النهاية‭ ‬والنتيجة‭ ‬وإلى‭ ‬أين‭ ‬سنصل؟‭ ‬وأقول‭ ‬بصدق،‭ ‬إن‭ ‬الدول‭ ‬خارج‭ ‬المنطقة‭ ‬ستتأثر‭ ‬بالنزاعات‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وشعوبنا‭ ‬سندفع‭ ‬الثمن‭ ‬الأكبر‭.‬

لذلك،‭ ‬نحن‭ ‬نتعاون‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وفي‭ ‬الأسرة‭ ‬الدولية،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬القيم‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬للعيش‭ ‬بكرامة‭ ‬وسلام،‭ ‬ولسوء‭ ‬الحظ‭ ‬أمامنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬العالم،‭ ‬وأسوأها‭ ‬هو‭ ‬النزاع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬بلا‭ ‬حل‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬بذلناها‭ ‬كلنا،‭ ‬ونحن‭ ‬نبتغي‭ ‬السلام‭ ‬ونعرف‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام،‭ ‬فلا‭ ‬نستطيع‭ ‬العيش‭ ‬بسلام‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬بهذا‭ ‬الواقع،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬للمستوطنات‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قانونية‭ ‬وشرعية،‭ ‬والاحتلال‭ ‬غير‭ ‬شرعي‭ ‬وغير‭ ‬إنساني،‭ ‬كذلك‭ ‬تدمير‭ ‬المنازل‭ ‬وحرمان‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬العيش‭ ‬بكرامة‭ ‬لن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الواقع،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬نقطة‭ ‬الانطلاق‭ ‬التي‭ ‬ننطلق‭ ‬منها‭ ‬لتعزيز‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬بطريقة‭ ‬تحقق‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬حق‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭.‬