إيران تشكّل تهديدًا أساسيًّا للأمن الملاحي في المنطقة

| المنامة - بنا

أكد‭ ‬قائد‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الأميركية‭ ‬الجنرال‭ ‬كينيث‭ ‬ماكنزي‭ ‬“أن‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬يشكّل‭ ‬التهديد‭ ‬الأساسي‭ ‬للأمن‭ ‬الملاحي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ردعه‭ ‬إلا‭ ‬بتكاتف‭ ‬جهود‭ ‬كافة‭ ‬الشركاء‭ ‬الإقليميين‭ ‬والعالميين،‭ ‬لما‭ ‬تمثله‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬العالم”‭.‬

‭ ‬جاء‭ ‬ذلك،‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬“الأمن‭ ‬الملاحي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط”،‭ ‬والتي‭ ‬أقيمت‭ ‬صباح‭ ‬أمس،‭ ‬ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬“حوار‭ ‬المنامة”‭ ‬في‭ ‬نسخته‭ ‬الـ‭ ‬15‭ ‬بمشاركة‭ ‬شخصيات‭ ‬سياسية‭ ‬وأمنية‭ ‬وخبراء‭ ‬استراتيجيين‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬بجانب‭ ‬الجنرال‭ ‬ماكنزي،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الياباني‭ ‬كونو‭ ‬تارو،‭ ‬ووزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬الصومالي‭ ‬عبدالقادر‭ ‬عبدي‭.‬

‭ ‬وأكد‭ ‬قائد‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأميركية‭ ‬أهمية‭ ‬وحيوية‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بالنسبة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لما‭ ‬تتضمنه‭ ‬من‭ ‬ممرات‭ ‬مائية‭ ‬مهمة‭ ‬تشكل‭ ‬عصب‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬حيث‭ ‬يمر‭ ‬منها‭ ‬معظم‭ ‬احتياجات‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬النفط‭. ‬

‭ ‬وأشار‭ ‬ماكنزي‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ومنذ‭ ‬الاعتداءات‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬مايو‭ ‬الماضي،‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعار‭ ‬تأمين‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ترك‭ ‬أثره‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الكمية‭ ‬أو‭ ‬مكان‭ ‬وجود‭ ‬التهديدات،‭ ‬منوّهًا‭ ‬بأن‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬مسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬شركائها‭ ‬الاستراتيجيين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لردع‭ ‬أية‭ ‬تهديدات‭ ‬قد‭ ‬تقع‭.‬

‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬تعنى‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬بتطبيق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وتأمين‭ ‬الممرات‭ ‬المائية،‭ ‬نافيًا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تحالفات‭ ‬حماية‭ ‬الملاحة‭ ‬مقدمة‭ ‬لنزاعات‭ ‬مع‭ ‬أطراف‭ ‬معينة،‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬موجهة‭ ‬ضد‭ ‬إيران،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تحاول‭ ‬عرقلة‭ ‬الملاحة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭.‬

وأشار‭ ‬الجنرال‭ ‬ماكنزي‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ورغم‭ ‬الأحداث‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬والتي‭ ‬تقف‭ ‬خلفها‭ ‬إيران،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬ردعها‭ ‬بالطريقة‭ ‬المناسبة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬شركاء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬منوّهًا‭ ‬بأن‭ ‬الردع‭ ‬ليس‭ ‬مفهومًا‭ ‬عسكريًّا‭ ‬فقط،‭ ‬إنما‭ ‬تحالف‭ ‬دبلوماسي‭ ‬عسكري‭ ‬متنوع‭ ‬القدرات،‭ ‬وإرادة‭ ‬جماعية‭ ‬لبناء‭ ‬التحالفات‭ ‬وتوثيق‭ ‬الانتهاكات‭ ‬ليتم‭ ‬لاحقًا‭ ‬محاسبة‭ ‬مرتكبي‭ ‬المخالفات‭ ‬والتجاوزات‭.‬

‭ ‬واختتم‭ ‬قائد‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الأميركية‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬“أن‭ ‬الشراكات‭ ‬البحرية‭ ‬مع‭ ‬33‭ ‬دولة،‭ ‬تساهم‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬المهام‭ ‬وتوفير‭ ‬الأمن‭ ‬ومناهضة‭ ‬القرصنة‭ ‬وتوفير‭ ‬بيئة‭ ‬بحرية‭ ‬سلمية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيسمح‭ ‬بتأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وردع‭ ‬أية‭ ‬أحداث‭ ‬خبيثة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مصدرها”‭.‬

‭ ‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬أكد‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الياباني‭ ‬كونو‭ ‬تارو‭ ‬أهمية‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬كونها‭ ‬محور‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬وأكبر‭ ‬منتج‭ ‬ومصدر‭ ‬للنفط‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬وجود‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الممرات‭ ‬والمضائق‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬لجميع‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬مساهمة‭ ‬اليابان‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬وسلامة‭ ‬المنطقة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬“أن‭ ‬99‭ % ‬من‭ ‬التجارة‭ ‬اليابانية‭ ‬تأتي‭ ‬عبر‭ ‬النقل‭ ‬البحري،‭ ‬خصوصًا‭ ‬استيراد‭ ‬النفط،‭ ‬والذي‭ ‬ساهم‭ ‬في‭  ‬تعزيز‭ ‬وازدهار‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الياباني‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬إلى‭ ‬اليوم،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬طوكيو‭ ‬تعي‭ ‬أهمية‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط”‭.‬

 

‭ ‬واختتم‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الياباني‭ ‬حديثه‭ ‬بتأكيد‭ ‬ضرورة‭ ‬حماية‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة،‭ ‬وأن‭ ‬تبقى‭ ‬مبدأً‭ ‬أساسيًّا‭ ‬وعالميًّا،‭ ‬مجددًا‭ ‬التزام‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭ ‬استجابة‭ ‬للتحولات‭ ‬والتغييرات،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬طوكيو‭ ‬بعد‭ ‬تصاعد‭ ‬التوترات‭ ‬الأخيرة‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق،‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬الصومالي‭ ‬عبدالقادر‭ ‬عبدي،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أهمية‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والقرن‭ ‬الأفريقي‭ ‬والعالم،‭ ‬متمنّيًا‭ ‬أن‭ ‬يستطيع‭ ‬العالم‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الأمن‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬وازدهارها،‭ ‬مستعرضًا‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬بعد‭ ‬تكاتف‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية،‭ ‬ودعم‭ ‬مجهودات‭ ‬الصومال‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬القرصنة‭.‬

‭ ‬ونوّه‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬قوات‭ ‬بحرية‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬جيبوتي‭ ‬ومناطق‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الأفريقي،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬تعي‭ ‬جيدًا‭ ‬خطورة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬وأن‭ ‬الصومال‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬بحرب‭ ‬أهلية‭ ‬دمرت‭ ‬مقدرات‭ ‬البلد،‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬أية‭ ‬مساعدات‭ ‬خارجية،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الحالة‭ ‬الصومالية‭ ‬وسرعة‭ ‬دعم‭ ‬ومساندة‭ ‬اليمن‭.‬