منخفضًا بنحو 23 دولارًا مقارنة مع العام الماضي

95 دولارًا لبرميل النفط كفيل بوقف عجز الموازنة

قدّر‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬تقريره‭ ‬للتوقعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والذي‭ ‬نشره‭ ‬أمس،‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬سعر‭ ‬برميل‭ ‬مستهدف‭ ‬يبلغ‭ ‬95‭.‬1‭ ‬دولار‭ ‬أميركي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إطفاء‭ ‬عجز‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬قطعت‭ ‬فيه‭ ‬الحكومة‭ ‬شوطًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬العجز‭ ‬المالي‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬التوازن‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬المقبلة‭.‬

‭ ‬ونجحت‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬تخفيف‭ ‬حاجتها‭ ‬لسعر‭ ‬برميل‭ ‬نفط‭ ‬أعلى،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬السعر‭ ‬الذي‭ ‬قدّره‭ ‬صندوق‭ ‬النقط‭ ‬لنقطة‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬هو‭ ‬118‭.‬4‭ ‬في‭ ‬2018‭ ‬أي‭ ‬بمقدار‭ ‬23‭.‬3‭ ‬دولار‭ ‬أميركيـ‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬تقليل‭ ‬اعتماد‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الموازنة‭ ‬العام‭ ‬المقبل،‭ ‬بفضل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬بدأتها‭ ‬الحكومة‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬أعوام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هيكلة‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬وفرض‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬وهيكلة‭ ‬رسوم‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭.‬

وأثنى‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تدعيم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬ودعم‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬فرض‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬بقيمة‭ ‬5‭ % ‬بصورة‭ ‬تدريجية‭ ‬مطلع‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إقرار‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تسهيل‭ ‬بيئة‭ ‬الأعمال‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬قانون‭ ‬الإفلاس،‭ ‬لكنه‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬خطوات‭ ‬إضافية‭ ‬خصوصًا‭ ‬بشأن‭ ‬تسهيل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التمويلات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعديل‭ ‬على‭ ‬موضوع‭ ‬الضمانات‭.‬

وستساعد‭ ‬المساعدات‭ ‬المالية‭ ‬الخليجية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬البحرين‭ ‬تلقيها‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬عامين‭ ‬بواقع‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬“التوازن‭ ‬المالي”‭ ‬في‭ ‬كبح‭ ‬الاقتراض‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬الدولية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬اتجهت‭ ‬للاقتراض‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬إذ‭ ‬يتوقع‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬تفوق‭ ‬نسبة‭ ‬الدين‭ ‬العام‭ ‬للناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬100‭ % ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬

‭ ‬وذكر‭ ‬الصندوق‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬“آفاق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإقليمي”‭ ‬والذي‭ ‬أصدره‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬“قد‭ ‬تأكدت‭ ‬أهمية‭ ‬التدفقات‭ ‬الرأسمالية‭ ‬الوافدة‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬تمويل‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬وميزان‭ ‬المدفوعات‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬احتياطيات‭ ‬وقائية‭ ‬كبيرة‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬ساعدت‭ ‬تدفقات‭ ‬الحافظة‭ ‬الوافدة‭ ‬في

تمويل‭ ‬العجز‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬عقب‭ ‬تحرير‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭. ‬واستفادت‭ ‬البلدان‭ ‬المصدرة‭ ‬للنفط‭ ‬أيضًا،‭ ‬مثل‭ ‬البحرين‭ ‬وعمان،‭ ‬حيث‭ ‬ساعدت‭ ‬التدفقات‭ ‬الوافدة‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬التمويلية‭ ‬الحكومية‭ ‬الكبيرة‭ ‬أثناء‭ ‬تنفيذ‭ ‬تدابير‭ ‬الضبط‭ ‬المالي‭.‬

وبدون‭ ‬هذه‭ ‬التدفقات‭ ‬الوافدة،‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬سيستدعي‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬استنزاف‭ ‬الاحتياطيات‭ ‬أو‭ ‬اتخاذ‭ ‬تصحيحات‭ ‬أكثر‭ ‬حدة‭ ‬لمعالجة‭ ‬الاختلالات”‭.‬