سجن صاحب مؤسسة 6 أشهر لتزويره عقد عمل بـ50 دينارا

| عباس إبراهيم

عاقبت‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الثالثة‭ ‬صاحب‭ ‬مؤسسة‭ ‬متخصصة‭ ‬ببيع‭ ‬أدوات‭ ‬تحلية‭ ‬المياه‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬أشهر؛‭ ‬لإدانته‭ ‬بتزوير‭ ‬عقد‭ ‬عمل‭ ‬لأحد‭ ‬الموظفين‭ ‬فيها‭ ‬وذيله‭ ‬بتوقيع‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬خلافا‭ ‬للحقيقة،‭ ‬إذ‭ ‬سجله‭ ‬لدى‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬براتب‭ ‬50‭ ‬دينارا‭ ‬فقط،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬بقيمة‭ ‬200‭ ‬دينار‭ ‬مع‭ ‬عمولة‭ ‬15‭ %‬،‭ ‬ولم‭ ‬يكتشف‭ ‬العامل‭ ‬الأمر‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬قرر‭ ‬رفع‭ ‬دعوى‭ ‬عمالية‭ ‬للمطالبة‭ ‬بحقوقه‭ ‬بعدما‭ ‬حصلت‭ ‬له‭ ‬مشكلة‭ ‬مع‭ ‬المتهم،‭ ‬والذي‭ ‬يدعي‭ ‬أن‭ ‬مخلص‭ ‬المعاملات‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬زوّر‭ ‬العقد،‭ ‬وقدرت‭ ‬المحكمة‭ ‬كفالة‭ ‬مالية‭ ‬بمبلغ‭ ‬50‭ ‬دينارا‭ ‬لوقف‭ ‬تنفيذ‭ ‬الحكم‭ ‬لحين‭ ‬الاستئناف‭.‬

واكتشف‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬الواقعة‭ ‬عند‭ ‬توجهه‭ ‬لاستخراج‭ ‬صورة‭ ‬العقد‭ ‬لرفع‭ ‬دعوى‭ ‬عمالية،‭ ‬فاكتشف‭ ‬أن‭ ‬راتبه‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬متفق‭ ‬عليها‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬أضرار‭ ‬تتعلق‭ ‬بالدعوى‭ ‬والتأمينات‭ ‬المستحقة‭ ‬له‭.‬

وتتمثل‭ ‬التفاصيل‭ ‬حسبما‭ ‬أبلغ‭ ‬بها‭ ‬المجني‭ ‬عليها،‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬محل‭ ‬لبيع‭ ‬أجهزة‭ ‬تنقية‭ ‬وتحلية‭ ‬المياه‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬براتب‭ ‬وقدره‭ ‬200‭ ‬دينار،‭ ‬وأنه‭ ‬تفاجأ‭ ‬عندما‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬لاستخراج‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬لرفع‭ ‬دعوى‭ ‬عمالية،‭ ‬أن‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬الخاص‭ ‬به‭ ‬مزور،‭ ‬إذ‭ ‬دُوِّنَ‭ ‬في‭ ‬صلبه‭ ‬أن‭ ‬مرتبه‭ ‬50‭ ‬دينارا‭ ‬فقط،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التوقيع‭ ‬المنسوب‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬لا‭ ‬يعود‭ ‬إليه،‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬توقيع‭ ‬مزور‭ ‬عليه‭.‬

وأفاد‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬ارتكب‭ ‬التزوير؛‭ ‬كون‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬صاحب‭ ‬المحل‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬فيه،‭ ‬وأنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬استعمل‭ ‬المحرر‭ ‬المزور‭ ‬لدى‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وذلك‭ ‬قد‭ ‬تسبب‭ ‬له‭ ‬بأضرار‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬عند‭ ‬رفع‭ ‬دعوى‭ ‬عمالية‭ ‬فسيتم‭ ‬الفصل‭ ‬بالدعوى‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬راتبه‭ ‬50‭ ‬دينارا‭ ‬فقط،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬حدثت‭ ‬له‭ ‬إصابة‭ ‬عمل،‭ ‬فإن‭ ‬مبلغ‭ ‬التامين‭ ‬ضد‭ ‬إصابة‭ ‬العمل‭ ‬سيكون‭ ‬منخفضا‭ ‬بسبب‭ ‬تحديد‭ ‬الراتب‭ ‬بالمبلغ‭ ‬القليل‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬اعترف‭ ‬بأن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬التحق‭ ‬بالعمل‭ ‬لديه‭ ‬بوظيفة‭ ‬مندوب‭ ‬مبيعات،‭ ‬وكان‭ ‬يتقاضى‭ ‬عمولة‭ ‬على‭ ‬بيع‭ ‬الأجهزة،‭ ‬وهي‭ ‬15‭ % ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬كل‭ ‬جهاز،‭ ‬وادعى‭ ‬أن‭ ‬مخلص‭ ‬المعاملات‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بعمل‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬محل‭ ‬الواقعة‭ ‬وقام‭ ‬بالتوقيع‭ ‬عليه‭ ‬توقيعا‭ ‬منسوب‭ ‬صدوره‭ ‬للمجني‭ ‬عليه،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬المخلّص‭ ‬بالتكفل‭ ‬بكافة‭ ‬إجراءات‭ ‬العقد‭ ‬والتوقيع‭ ‬عليه‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬مبينا‭ ‬أنه‭ ‬زود‭ ‬المخلص‭ ‬بنسخة‭ ‬من‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬وشهادة‭ ‬فحصه‭ ‬الطبي‭ ‬وأكمل‭ ‬باقي‭ ‬الإجراءات‭.‬

فأحالته‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬ارتكب‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬اشترك‭ ‬وآخر‭ ‬مجهول‭ ‬بطريقي‭ ‬الاتفاق‭ ‬والمساعدة‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬تزوير‭ ‬محرر‭ ‬خاص،‭ ‬وهو‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬الخاص‭ ‬بالمجني‭ ‬عليه،‭ ‬بأن‭ ‬اتفق‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬إمضاء‭ ‬منسوب‭ ‬صدوره‭ ‬زورا‭ ‬للمجني‭ ‬عليه‭ ‬سالف‭ ‬الذكر،‭ ‬وساعده‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬أمده‭ ‬بالبيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمجني‭ ‬عليه‭ ‬فتمت‭ ‬الجريمة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق‭ ‬وتلك‭ ‬المساعدة‭.‬

ثانيا‭: ‬اشترك‭ ‬وآخر‭ ‬مجهول‭ ‬بطريق‭ ‬الاتفاق‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬المحرر‭ ‬المزور‭ ‬موضوع‭ ‬البند‭ ‬أولا‭ ‬مع‭ ‬علمه‭ ‬بتزويره‭ ‬وذلك‭ ‬بأن‭ ‬اتحدت‭ ‬إرادتهما‭ ‬لتقديمه‭ ‬إلى‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭.‬