سيحسن من ترتيتب المملكة بالتقارير الدولية

البحرين تعتمد القائمة البيضاء للمستوردين والمصدرين

| المنامة - بنا

في‭ ‬سابقة‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬أطلقت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يوم‭ ‬13‭ ‬نوفمبر‭ ‬الجاري‭ (‬القائمة‭ ‬البيضاء‭ ‬للمستوردين‭ ‬والمصدرين‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنافع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬وتحسين‭ ‬بيئة‭ ‬الأعمال‭ ‬والاستثمار‭ ‬والترويج‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬اقتصادياً‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬تنافسية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وتحسين‭ ‬مركزها‭ ‬وجعلها‭ ‬إحدى‭ ‬أهم‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المال‭ ‬والأعمال‭.‬

وقد‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬المهم،‭ ‬ترجمةً‭ ‬لتوصيات‭ ‬لجنة‭ ‬التخليص‭ ‬الجمركي‭ ‬المشكلة‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬،‭ ‬بالسماح‭ ‬لشركات‭ ‬مستوردة‭ ‬ومصدرة‭ ‬بالإفساح‭ ‬عن‭ ‬بضائعها‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬الفحص‭ ‬الجمركي،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬استيفاء‭ ‬تلك‭ ‬الشركات‭ ‬لمعايير‭ ‬الثقة‭ ‬والالتزام‭.‬

والقائمة‭ ‬البيضاء‭ ‬تتضمن‭ ‬تيسيرات‭ ‬عديدة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجمركية‭ ‬أو‭ ‬إجراءات‭ ‬الفحص،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬قائمة‭ ‬تستهدف‭ ‬المستورد‭ ‬أو‭ ‬البضائع‭ ‬أو‭ ‬الاثنين‭ ‬معاً‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬من‭ ‬يستوفون‭ ‬معايير‭ ‬الثقة‭ ‬والالتزام،‭ ‬وتصبح‭ ‬واردات‭ ‬هؤلاء‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬البضائع‭ ‬التي‭ ‬تتبع‭ ‬المسار‭ ‬الأخضر،‭ ‬ويتم‭ ‬الإفساح‭ ‬عنها‭ ‬بشكلٍ‭ ‬فوري‭.‬

وكمرحلة‭ ‬أولى،‭ ‬اعتمدت‭ ‬شؤون‭ ‬الجمارك‭ ‬القائمة‭ ‬البيضاء‭ ‬للسلع‭ ‬المستوردة‭ ‬الخاضعة‭ ‬للموافقة‭ ‬والترخيص‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬جهاتٍ‭ ‬رسمية،‭ ‬هي‭: ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة،‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بحيث‭ ‬تستثنى‭ ‬سلع‭ ‬القائمة‭ ‬البيضاء‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬الفحص‭ ‬والتدقيق‭ ‬المتبعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منافذ‭ ‬الجمارك‭ ‬الثلاثة،‭ ‬وشملت‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬القائمة‭ ‬مستلزمات‭ ‬طبية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬2000‭ ‬مادة‭ ‬كيميائية‭ ‬يستوردها‭ ‬24‭ ‬مصنعاً،‭ ‬وتُعَدّ‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬استكمالاً‭ ‬للجهود‭ ‬التي‭ ‬تستهدفها‭ ‬اتفاقيات‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمة‭ ‬“SLA”،‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬بدورها‭ ‬نتاجَ‭ ‬جهود‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬لجنة‭ ‬التخليص‭ ‬الجمركي،‭ ‬وخطوة‭ ‬إضافية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬اعتمدتها‭ ‬شؤون‭ ‬الجمارك‭ ‬مثل‭ ‬الربط‭ ‬الجمركي‭ ‬ونظام‭ ‬التخليص‭ ‬الإلكتروني‭ ‬“أفق”‭.‬

هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬المتقدمة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬تعكس‭ ‬الريادة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬اقتصادياً،‭ ‬التي‭ ‬جعلتها‭ ‬محط‭ ‬اهتمام‭ ‬للشركات‭ ‬العالمية،‭ ‬وهي‭ ‬أحد‭ ‬أهداف‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬والتي‭ ‬تحمل‭ ‬عنواناً‭ ‬تعمل‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬تطبيقه‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الريادة‭ ‬إقليمياً‭ ‬إلى‭ ‬المنافسة‭ ‬عالمياً‭.‬

و‭ ‬لا‭ ‬شكّ‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬اعتماد‭ ‬القائمة؛‭ ‬يحسن‭ ‬من‭ ‬ترتيب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية،‭ ‬ومنها‭ ‬تقرير‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬ضمن‭ ‬مؤشراته‭ ‬‭(‬مدة‭ ‬الإفراج‭ ‬الجمركي‭) ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬الدول،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فالخطوة‭ ‬البحرينية‭ ‬باعتماد‭ ‬القائمة‭ ‬البيضاء؛‭ ‬تخفض‭ ‬زمن‭ ‬الإفراج‭ ‬الجمركي،‭ ‬مما‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬النجاحات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬اختيارها‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬أفضل‭ ‬الدول‭ ‬تحسناً‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬تيسير‭ ‬ممارسة‭ ‬الأعمال،‭ ‬وفقاً‭ ‬لمؤشرات‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬وهذا‭ ‬التحسن‭ ‬في‭ ‬ترتيب‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مؤشرات‭ ‬البنك‭ ‬الدولي؛‭ ‬يجعلها‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬تصنيف‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المال‭ ‬والأعمال،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬بدوره‭ ‬إيجاباً‭ ‬على‭ ‬تدفق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخارجية،‭ ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ماضية‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬التنموية‭ ‬المنشودة،‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬رؤى‭ ‬وتطلعات‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬فالشركات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬الدولية‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬التقارير‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬وصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬الرصينة‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬لاستثماراتها‭ ‬وتوسعاتها‭.‬

وينعكس‭ ‬اعتماد‭ ‬نظام‭ ‬القائمة‭ ‬البيضاء‭ ‬في‭ ‬المعاملات‭ ‬الجمركية‭ ‬إيجاباً‭ ‬على‭ ‬تيسير‭ ‬حركة‭ ‬التجارة‭ ‬وتسريع‭ ‬وتطوير‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المنافذ‭ ‬الجمركية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعزز‭ ‬الحركة‭ ‬اللوجستية‭ ‬في‭ ‬المنافذ‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬حركة‭ ‬البضائع‭ ‬والسلع،‭ ‬مع‭ ‬سرعة‭ ‬إنجاز‭ ‬المعاملات‭ ‬الجمركية‭ ‬وتقليص‭ ‬مدد‭ ‬الانتظار،‭ ‬وبالتالي‭ ‬توفير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬سواءً‭ ‬لشؤون‭ ‬الجمارك‭ ‬أو‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬أو‭ ‬المستوردين،‭ ‬مع‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التيسير‭ ‬لن‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الأمني‭ ‬أو‭ ‬يتجاوز‭ ‬معايير‭ ‬الرقابة‭ ‬لحماية‭ ‬المجتمع،‭ ‬فوجود‭ ‬القائمة‭ ‬البيضاء؛‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬عدم‭ ‬خضوع‭ ‬البضائع‭ ‬للفحص‭ ‬والتدقيق،‭ ‬وإنما‭ ‬ستخضع‭ ‬لإجراءات‭ ‬مختلفة‭ ‬منها‭ ‬إجراء‭ ‬الفحص‭ ‬في‭ ‬مخازن‭ ‬التجار‭ ‬أنفسهم،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬قفزة‭ ‬اقتصادية‭ ‬تستفيد‭ ‬منها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬والأعمال‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

كما‭ ‬يسهم‭ ‬اعتماد‭ ‬القائمة‭ ‬البيضاء؛‭ ‬في‭ ‬تخفيض‭ ‬التكلفة‭ ‬على‭ ‬المستوردين‭ ‬والمصدرين،‭ ‬وهذا‭ ‬هدف‭ ‬اقتصادي‭ ‬بامتياز،‭ ‬تسعى‭ ‬له‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بتخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬عن‭ ‬طرفي‭ ‬الحركة‭ ‬التجارية،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تنشيط‭ ‬حركة‭ ‬التجارة،‭ ‬وهو‭ ‬هدف‭ ‬لطالما‭ ‬عملت‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬تحقيقه،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك؛‭ ‬تسهم‭ ‬القائمة‭ ‬البيضاء‭ ‬بشكلٍ‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬التيسير‭ ‬على‭ ‬التجار،‭ ‬خاصةً‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقطاعات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬ويتمّ‭ ‬استثمار‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬الذي‭ ‬يوفره‭ ‬نظام‭ ‬القائمة‭ ‬البيضاء؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطوير‭ ‬الحركة‭ ‬اللوجستية،‭ ‬ومختلف‭ ‬الخدمات‭ ‬للمواطنين،‭ ‬والنهوض‭ ‬بمكانة‭ ‬البحرين‭.‬

ميزة‭ ‬إضافية‭ ‬مهمة‭ ‬يتضمنها‭ ‬اعتماد‭ ‬القائمة‭ ‬البيضاء،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أنها‭ ‬تتيح‭ ‬اعتماد‭ ‬قوائم‭ ‬موحدة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬والكيانات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬المهمة،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تخفيض‭ ‬النفقات‭ ‬كهدف‭ ‬تعمل‭ ‬الحكومة‭ ‬جاهدة‭ ‬على‭ ‬تحقيقه،‭ ‬ولأن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تضع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬اهتماماتها؛‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬ستسمح‭ ‬لها‭ ‬بطرح‭ ‬اعتماد‭ ‬قوائم‭ ‬بيضاء‭ ‬موحدة‭ ‬خليجياً،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬حركة‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمارك‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفي‭ ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬تدشين‭ ‬القائمة‭ ‬البيضاء،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جهوداً‭ ‬تنسيقية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬منها‭: ‬وثيقة‭ ‬الاعتراف‭ ‬المتبادل،‭ ‬وهذه‭ ‬الميزة‭ ‬توفر‭ ‬سرعة‭ ‬الانتقال‭ ‬بين‭ ‬المنافذ‭ ‬البينية؛‭ ‬لكن‭ ‬تبقى‭ ‬القائمة‭ ‬البيضاء‭ ‬سابقة‭ ‬أولى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬