المدانان حازا قنبلة وتردّدا لخوفهما في تفجيرها أكثر من مرة

10 سنوات لشابين شاركا في أعمال “14 فبراير” الإرهابية

| عباس إبراهيم

عاقبت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬شابين‭ ‬شاركا‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬جماعة‭ ‬شباب‭ ‬ائتلاف‭ ‬14‭ ‬فبراير‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وحازا‭ ‬قنبلة‭ ‬متفجرة‭ ‬محلية‭ ‬الصنع،‭ ‬كما‭ ‬استلم‭ ‬أحدهما‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬دينار‭ ‬لتمويل‭ ‬طباعة‭ ‬البنرات‭ ‬والصور‭ ‬والملصقات‭ ‬والأدوات‭ ‬المستعملة‭ ‬في‭ ‬أعمالهم‭ ‬الإرهابية؛‭ ‬وذلك‭ ‬بسجن‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬لمدة‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬فيما‭ ‬غرمت‭ ‬الأول‭ ‬مبلغ‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬والثاني‭ ‬مبلغ‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬فقط‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬إن‭ ‬وقائع‭ ‬القضية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬شاركا‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬جماعة‭ ‬شباب‭ ‬ائتلاف‭ ‬14‭ ‬فبراير‭ ‬الإرهابية،‭ ‬والتي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬تعطيل‭ ‬أحكام‭ ‬الدستور‭ ‬والقوانين‭ ‬ومنع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬أعمالها‭ ‬والإضرار‭ ‬بالوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وكان‭ ‬الإرهاب‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬تستعمل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأغراض،‭ ‬مع‭ ‬علمهما‭ ‬بأغراضها‭ ‬الإرهابية؛‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬كان‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬قد‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬الحسابات‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬“الإنستغرام”،‭ ‬والذي‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬مديره‭ ‬استلام‭ ‬هاتف‭ ‬نقال‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬النقاط‭ ‬الميتة‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬استلم‭ ‬الهاتف‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬مثبت‭ ‬به‭ ‬برنامج‭ ‬التواصل‭ ‬“التليغرام”‭ ‬وفيه‭ ‬حساب‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬مجهول،‭ ‬فتواصل‭ ‬معه‭ ‬الأخير‭ ‬وأبلغه‭ ‬بأنه‭ ‬سيقوم‭ ‬بتمويله‭ ‬ودعمه‭ ‬لتنظيم‭ ‬المسيرات‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬بمنطقة‭ ‬كرزكان،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تلقى‭ ‬منه‭ ‬عدة‭ ‬تكليفات‭ ‬منها‭ ‬استلام‭ ‬بنرات‭ ‬وملصقات‭ ‬وصور‭ ‬لوضعها‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬مختلفة‭ ‬ولاستخدامها‭ ‬في‭ ‬المسيرات‭ ‬والبعض‭ ‬منها‭ ‬طبع‭ ‬عليه‭ ‬شعار‭ ‬ائتلاف‭ ‬14‭ ‬فبراير‭ ‬الإرهابي‭.‬

وأفادت‭ ‬أنه‭ ‬بعدما‭ ‬تعرف‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬وتوطدت‭ ‬علاقتهما،‭ ‬أبلغه‭ ‬بما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬أعمال،‭ ‬فقام‭ ‬الأول‭ ‬بمساعدته‭ ‬في‭ ‬استلام‭ ‬البنرات‭ ‬والصور‭ ‬ولصقها،‭ ‬كما‭ ‬استلم‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬حساب‭ ‬مجهول‭ ‬التابع‭ ‬لمنظمة‭ ‬ائتلاف‭ ‬14‭ ‬فبراير‭ ‬الإرهابية‭ ‬مبالغ‭ ‬نقدية‭ ‬عبر‭ ‬النقاط‭ ‬الميتة‭ ‬على‭ ‬دفعات،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬المبلغ‭ ‬الأول‭ ‬25‭ ‬دينارا‭ ‬والثاني‭ ‬30‭ ‬دينارا‭ ‬والمبلغ‭ ‬الثالث‭ ‬50‭ ‬دينارا،‭ ‬اشترى‭ ‬بهم‭ ‬أدوات‭ ‬لاستعمالها‭ ‬في‭ ‬المسيرات‭ ‬مثل‭ ‬الصبغ‭ ‬والصمغ‭ ‬وغيرها‭.‬

ثم‭ ‬عاود‭ ‬صاحب‭ ‬حساب‭ ‬مجهول‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬استلام‭ ‬عبوة‭ ‬متفجرة‭ ‬محلية‭ ‬الصنع؛‭ ‬ليقوم‭ ‬بتفجيرها‭ ‬واستهداف‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة،‭ ‬فأبلغ‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬صديقه‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بالموضوع‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬المشاركة‭ ‬معه،‭ ‬فوافق‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وبعد‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬تم‭ ‬تأكيد‭ ‬وضع‭ ‬العبوة‭ ‬المتفجرة‭ ‬بداخل‭ ‬كيس‭ ‬أسود‭ ‬خلف‭ ‬حاوية‭ ‬لمخلفات‭ ‬البناء‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مقبرة‭ ‬كرزكان،‭ ‬فكلف‭ ‬الثاني‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬باستلامها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬فعلا‭.‬

وخبأ‭ ‬الأول‭ ‬تلك‭ ‬القنبلة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬الكراجات‭ ‬بالمنطقة‭ ‬ذاتها،‭ ‬فيما‭ ‬توجه‭ ‬الثاني‭ ‬للمكان‭ ‬وفتح‭ ‬الكيس‭ ‬وشاهد‭ ‬العبوة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬طفاية‭ ‬حريق‭ ‬مزودة‭ ‬بجهاز‭ ‬لاسلكي‭ ‬“ريموت”،‭ ‬ثم‭ ‬خطط‭ ‬المتهمين‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أغراض‭ ‬المنظمة‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬يتعاملان‭ ‬معها‭ ‬لتفجير‭ ‬العبوة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مرة،‭ ‬ولكن‭ ‬ونظرا‭ ‬لترددهما‭ ‬بسبب‭ ‬خوفهما‭ ‬أجلا‭ ‬العملية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سافر‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬وتم‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬الثاني‭ ‬بسبب‭ ‬واقعة‭ ‬إرهابية‭ ‬أخرى،‭ ‬ثم‭ ‬تواصل‭ ‬الثاني‭ ‬مع‭ ‬الأول‭ ‬أثناء‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬التوقيف‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬العبوة‭ ‬المتفجرة،‭ ‬فتوجه‭ ‬الأول‭ ‬لمكان‭ ‬وجودها،‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يعثر‭ ‬عليها‭.‬

وأشارت‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬جهود‭ ‬البحث‭ ‬والتحري‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬تنظيمات‭ ‬الخلايا‭ ‬الإرهابية‭ ‬وإحباط‭ ‬المخططات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إشاعة‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وبث‭ ‬الرعب‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬ومنع‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬عن‭ ‬ممارسة‭ ‬أعمالها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاعتداء‭ ‬عليهم‭ ‬واستهداف‭ ‬المنشآت‭ ‬بواسطة‭ ‬العبوة‭ ‬المتفجرة‭ ‬بمختلف‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يهدد‭ ‬حياة‭ ‬وممتلكات‭ ‬الناس‭ ‬للخطر،‭ ‬فقد‭ ‬وردت‭ ‬معلومات‭ ‬لملازم‭ ‬بالتحقيقات‭ ‬الجنائية‭ ‬أكدتها‭ ‬تحرياته‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مصادره‭ ‬السرية‭ ‬الموثوقة،‭ ‬بأن‭ ‬المتهمين‭ ‬قد‭ ‬ارتكبا‭ ‬الجرم‭ ‬المسند‭ ‬إليهما‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬سالف‭ ‬البيان‭ ‬واللذين‭ ‬اعترفا‭ ‬بما‭ ‬أسند‭ ‬إليهما‭ ‬عقب‭ ‬القبض‭ ‬عليهما‭.‬

وكانت‭ ‬أحالتهما‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنهما‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬عامي‭ ‬2018‭ ‬و2019،‭ ‬ارتكبا‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬المتهمان‭:‬

1-‭ ‬اشتركا‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬جماعة‭ ‬ائتلاف‭ ‬شباب‭ ‬14‭ ‬فبراير‭ ‬الإرهابية‭ ‬والتي‭ ‬الغرض‭ ‬منها‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تعطيل‭ ‬أحكام‭ ‬الدستور‭ ‬والقوانين‭ ‬ومنع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وسلطاتها‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬أعمالها‭ ‬والإضرار‭ ‬بوحدتها‭ ‬الوطنية،‭ ‬وكان‭ ‬الإرهاب‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬تستعمل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأغراض‭ ‬مع‭ ‬علمهما‭ ‬بأغراضها‭ ‬الإرهابية‭.‬

2-‭ ‬حازا‭ ‬وأحرزا‭ ‬بغير‭ ‬ترخيص‭ ‬مواد‭ ‬متفجرة‭ ‬بقصد‭ ‬استعمالها‭ ‬في‭ ‬نشاط‭ ‬يخل‭ ‬بالأمن‭ ‬العام‭ ‬وذلك‭ ‬تنفيذا‭ ‬لغرض‭ ‬إرهابي‭.‬

ثانيا‭: ‬المتهم‭ ‬الثاني‭: ‬قام‭ ‬لحساب‭ ‬جماعة‭ ‬تمارس‭ ‬نشاطا‭ ‬إرهابيا‭ ‬“ائتلاف‭ ‬شباب‭ ‬14‭ ‬فبراير”‭ ‬بعملية‭ ‬تسلم‭ ‬لأموال‭ ‬خصصت‭ ‬دعما‭ ‬وتمويلا‭ ‬لهم‭ ‬لممارسة‭ ‬نشاطهم‭ ‬الإرهابي،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬استلم‭ ‬النقود‭ ‬المبينة‭ ‬سلفا‭ ‬لمصلحة‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭.‬