بداية سقوط أحلام فارس

| عبدعلي الغسرة

في‭ ‬تصريح‭ ‬صحافي‭ ‬لوزير‭ ‬الدفاع‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬قال‭ (‬مَن‭ ‬يقتل‭ ‬المتظاهرين‭ ‬ليست‭ ‬الجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬العراقية‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬طرف‭ ‬ثالث،‭ ‬مستشهدًا‭ ‬بأن‭ ‬إصابة‭ ‬البندقية‭ ‬الحكومية‭ ‬تصيب‭ ‬شخصا‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬75‭ ‬ــ‭ ‬100‭ ‬متر‭ ‬كحد‭ ‬أقصى،‭ ‬بينما‭ ‬المتظاهرين‭ ‬كانوا‭ ‬يبعدون‭ ‬عن‭ ‬القوات‭ ‬الأمنية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬متر،‭ ‬وبعد‭ ‬تشريح‭ ‬جثث‭ ‬المتظاهرين‭ ‬المقتولين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطب‭ ‬العدلي‭ ‬وبعد‭ ‬استخراج‭ ‬المقذوفات‭ ‬منهم‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬العتاد‭ ‬المستخدم‭ ‬لم‭ ‬تستورده‭ ‬أية‭ ‬جهة‭ ‬عراقية‭ ‬وأن‭ ‬قنابل‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬والقنابل‭ ‬الدخانية‭ ‬لم‭ ‬تدخل‭ ‬البلاد‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭).‬

وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬العراقية‭ ‬ردت‭ ‬على‭ ‬تصريح‭ ‬وزيرها‭ ‬بأن‭ ‬القصد‭ ‬من‭ ‬عبارة‭ (‬الطرف‭ ‬الثالث‭) (‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬حملوا‭ ‬السلاح‭ ‬واستهدفوا‭ ‬المتظاهرين‭)‬،‭ ‬وهم‭ ‬مجموعة‭ ‬خارجة‭ ‬على‭ ‬القانون‭! ‬التصريح‭ ‬ورده‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬دفاع‭ ‬عن‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬وتبرئتها‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬المتظاهرين،‭ ‬فالسلاح‭ ‬الإيراني‭ ‬هو‭ ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬القتل،‭ ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العتاد‭ ‬يدخل‭ ‬العراق‭ ‬بدون‭ ‬عِلم‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية،‭ ‬ومن‭ ‬يقتل‭ ‬المتظاهرين‭ ‬هُم‭ ‬أصحاب‭ ‬الولاء‭ ‬الإيراني‭.‬

إن‭ ‬شعور‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬بسقوط‭ ‬هيمنته‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬جعله‭ ‬يستخدم‭ ‬أسلحة‭ ‬فتاكة،‭ ‬فقنابل‭ ‬الغاز‭ ‬المسيلة‭ ‬للدموع‭ ‬والدخانية‭ ‬التي‭ ‬استخدمتها‭ ‬ميليشياته‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬العسكري‭ ‬المستخدم‭ ‬ضد‭ ‬التحصينات‭ ‬والملاجئ‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬وفي‭ ‬تحرير‭ ‬الرهائن‭ ‬وتزن‭ (‬250‭) ‬غرامًا،‭ ‬بينما‭ ‬المعتاد‭ ‬أنها‭ ‬تزن‭ (‬50‭) ‬غرامًا،‭ ‬وهذا‭ ‬يفسر‭ ‬رغبة‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬المتظاهرين‭ ‬لا‭ ‬تفريقهم‭ ‬بهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬القنابل‭ ‬التي‭ ‬انتهت‭ ‬صلاحيتها‭ ‬منذُ‭ ‬عام‭ ‬2014م،‭ ‬وهي‭ ‬جريمة‭ ‬حرب‭ ‬دولية،‭ ‬وأصدرت‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬تقريرًا‭ ‬بأن‭ ‬القنابل‭ ‬المستخدمة‭ ‬ضد‭ ‬المتظاهرين‭ ‬من‭ ‬صنع‭ (‬مؤسسة‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬الإيرانية‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬M651‭ ‬وM713‭) ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬التدخل‭ ‬الوحشي‭ ‬الإيراني‭ ‬بقيادة‭ ‬فيلق‭ ‬الفرس‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬التظاهرات‭ ‬العراقية‭ ‬الرافضة‭ ‬لوجود‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬يؤكد‭ ‬سياستها‭ ‬الاحتلالية‭.‬

ومهما‭ ‬طال‭ ‬الزمن‭ ‬فإن‭ ‬أحلام‭ ‬فارس‭ ‬ستتحطم،‭ ‬فالعراق‭ - ‬أرضا‭ ‬وشعبا‭ ‬ومقدسات‭ - ‬يرفضهم،‭ ‬ويرفض‭ ‬مشروعهم‭ ‬الطائفي‭ ‬والاستيطاني‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬وما‭ ‬تفعله‭ ‬“الحشدوية”‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬الآن‭ ‬فعلته‭ ‬“الداعشية”‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬تواجدت‭ ‬فيها‭.‬