لمحات

حملات التبرعات

| د.علي الصايغ

دأبت‭ ‬الجمعيات‭ ‬والجهات‭ ‬المرخصة‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬حملات‭ ‬للتبرعات،‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬لمساعدة‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬يتطلب‭ ‬علاجهم‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة،‭ ‬لا‭ ‬طائل‭ ‬لهم‭ ‬أو‭ ‬لأسرهم‭ ‬بتحملها،‭ ‬وأعتقد‭ - ‬من‭ ‬خلال‭ ‬متابعاتي‭ - ‬أن‭ ‬حملات‭ ‬التبرعات‭ ‬المشابهة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬بكثرة‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬سهلت‭ ‬وزادت‭ ‬نسبة‭ ‬حملات‭ ‬التبرعات‭ ‬التيسير‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الذي‭ ‬ننعم‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الحاضر،‭ ‬بدل‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يتكبدها‭ ‬أهل‭ ‬الخير‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬محاولاتهم‭ ‬تأدية‭ ‬أعمال‭ ‬مساعدة‭ ‬المحتاجين‭ ‬والمعوزين‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬والفقراء،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬التي‭ ‬نحن‭ ‬بصدد‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬سهلت‭ ‬العملية،‭ ‬ومنحت‭ ‬دافعاً‭ ‬أكبر،‭ ‬ويسرت‭ ‬مد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬للآخرين،‭ ‬وعليه‭ ‬فلا‭ ‬مبرر‭ ‬للتقاعس‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المقتدرين؛‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الأجر‭ ‬والثواب‭ ‬من‭ ‬مساعدة‭ ‬الناس‭ ‬المعوزين،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬عظائم‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرة‭ ‬التي‭ ‬يحثنا‭ ‬على‭ ‬تأديتها‭ ‬ديننا‭ ‬الإسلامي‭.‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬إن‭ ‬إطلاق‭ ‬حملات‭ ‬التبرعات‭ ‬والمشاركة‭ ‬بها‭ ‬حتى‭ ‬إنجاحها‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وأن‭ ‬المجتمع‭ ‬آخذ‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬حل‭ ‬مشكلاته‭ ‬بتكاتف‭ ‬الجهود،‭ ‬وهي‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬بعينها،‭ ‬التي‭ ‬توطد‭ ‬الأواصر‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتقوي‭ ‬النسيج‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وتجعله‭ ‬متماسكاً‭.‬

إن‭ ‬حملات‭ ‬التبرعات،‭ ‬كلما‭ ‬كانت‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬محددة،‭ ‬وملتزمة‭ ‬بالضوابط‭ ‬والاشتراطات‭ ‬القانونية،‭ ‬وتؤدي‭ ‬دورها‭ ‬المطلوب‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬تجاوزات،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مقتدر‭ ‬أن‭ ‬يشارك‭ ‬ويدعم‭ ‬نجاحها،‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬أمرا‭ ‬صعبا،‭ ‬ومحصلة‭ ‬ذلك‭ ‬الأجر‭ ‬والثواب‭ ‬العظيم،‭ ‬داعين‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬أن‭ ‬يفرج‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬محتاج،‭ ‬ويشفي‭ ‬كل‭ ‬مريض‭.‬