تأييد سنة لمراهق حاول عبور المملكة بجواز أوروبي مزور

| عباس إبراهيم

أيدت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬عقوبة‭ ‬الحبس‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬والإبعاد‭ ‬نهائيا‭ ‬عن‭ ‬البلاد،‭ ‬بحق‭ ‬شاب‭ ‬لم‭ ‬يبلغ‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يحلم‭ ‬بالسفر‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬والهجرة‭ ‬إليها،‭ ‬ونظرا‭ ‬لعدم‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬“الفيزا”‭ ‬فقد‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬متهم‭ ‬آخر‭ (‬هارب‭ ‬ومحكوم‭ ‬غيابيا‭ ‬بذات‭ ‬العقوبة‭) ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بتزوير‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬أوروبي‭ ‬إليه‭ ‬باسم‭ ‬المتهم‭ ‬الهارب‭ ‬مرفقا‭ ‬به‭ ‬أختام‭ ‬بحرينية‭ ‬مزورة‭ ‬ليتمكن‭ ‬من‭ ‬العبور‭ ‬عبر‭ ‬المملكة‭ ‬“ترانزيت”‭ ‬وصولا‭ ‬لأوروبا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬موظفي‭ ‬الجمارك‭ ‬كانوا‭ ‬له‭ ‬بالمرصاد‭.‬

وتتحصل‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬“المستأنف”‭ ‬قرر‭ ‬مغادرة‭ ‬بلده‭ ‬والتوجه‭ ‬إلى‭ ‬عاصمة‭ ‬دولة‭ ‬أوروبية،‭ ‬لكن‭ ‬وبسبب‭ ‬عدم‭ ‬إصدار‭ ‬تأشيرة‭ ‬سفر‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬جواز‭ ‬سفره‭ ‬الأصلي‭ ‬فقد‭ ‬نما‭ ‬إلى‭ ‬علمه‭ ‬وجود‭ ‬حساب‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬“فيس‭ ‬بوك”‭ ‬يستطيع‭ ‬صاحبه‭ ‬إصدار‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬أوروبي‭ ‬له‭ ‬بطريق‭ ‬التزوير،‭ ‬فتواصل‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬بلاده‭ ‬مع‭ ‬صاحبه‭ ‬المجهول‭ ‬واتفق‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يزور‭ ‬له‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬لكي‭ ‬يستطيع‭ ‬مغادرة‭ ‬بلده،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأخير‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬جهز‭ ‬له‭ ‬بالفعل‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬مزور‭ ‬لدولة‭ ‬أوربية‭ ‬ثانية،‭ ‬ووضع‭ ‬عليه‭ ‬صورة‭ ‬المستأنف‭ ‬الشخصية‭ ‬ولكنه‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬تبين‭ ‬أنه‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭.‬

وأضافت‭ ‬المحكمة‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬رتب‭ ‬المجهول‭ ‬الرحلة‭ ‬للمستأنف،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬خطها‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬المستأنف‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‭ ‬الأوروبية‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬الإقامة‭ ‬بها‭ ‬المستأنف،‭ ‬مرورا‭ ‬بمحطتين‭ ‬هما‭ ‬إمارة‭ ‬دبي‭ ‬والبحرين‭.‬

وبالفعل‭ ‬غادر‭ ‬المستأنف‭ ‬الأول‭ ‬بلده‭ ‬مستخدما‭ ‬جوازه‭ ‬الأصلي‭ ‬ودخل‭ ‬دبي‭ ‬بواسطته،‭ ‬ثم‭ ‬غادر‭ ‬منها‭ ‬ودخل‭ ‬البحرين‭ ‬بواسطة‭ ‬ذات‭ ‬الجواز‭ ‬سالف‭ ‬البيان،‭ ‬وفي‭ ‬المطار‭ ‬حضر‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬أوروبيا‭ ‬صحيحا،‭ ‬فقام‭ ‬بالتوجه‭ ‬إلى‭ ‬الشاهد‭ ‬الأول‭ ‬موظف‭ ‬صالة‭ ‬الوزن‭ (‬مكتشف‭ ‬الواقعة‭) ‬وسلمه‭ ‬جواز‭ ‬سفره،‭ ‬لكن‭ ‬الموظف‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أمره‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬أية‭ ‬حقائب‭ ‬“عفش”‭ ‬فوضع‭ ‬له‭ ‬ملاحظة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬على‭ ‬جهاز‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي‭ ‬للتأكد‭ ‬منه‭ ‬عند‭ ‬ركوبه‭ ‬الطائرة،‭ ‬وأصدر‭ ‬له‭ ‬بطاقة‭ ‬ركوب‭ ‬الطائرة‭.‬

فتوجه‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬إلى‭ ‬المطعم‭ ‬الكائن‭ ‬في‭ ‬صالة‭ ‬المغادرين‭ ‬بمطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي،‭ ‬وهناك‭ ‬قابل‭ ‬المستأنف‭ ‬وسلمه‭ ‬بطاقة‭ ‬ركوب‭ ‬الطائرة‭ ‬التي‭ ‬استخرجها‭ ‬لكي‭ ‬يمكنه‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬الجواز‭ ‬الأوروبي‭ ‬المزور‭ ‬يحمل‭ ‬ذات‭ ‬اسم‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬الموجود‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬صعود‭ ‬الطائرة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬غادر‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬البلاد‭ ‬متوجها‭ ‬إلى‭ ‬إمارة‭ ‬أبوظبي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬توجه‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬بوابة‭ ‬ركوب‭ ‬الطائرة،‭ ‬وهناك‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬الشاهد‭ ‬الأول‭ ‬جواز‭ ‬سفره‭ ‬وبطاقة‭ ‬ركوب‭ ‬الطائرة،‭ ‬فسلمه‭ ‬البطاقة‭ ‬وجواز‭ ‬السفر‭ ‬المزور‭.‬

فاكتشف‭ ‬الشاهد‭ ‬أن‭ ‬الجواز‭ ‬المزور‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الجواز‭ ‬الأصلي،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬أختام‭ ‬دخول‭ ‬وخروج‭ ‬بحرينية‭ ‬مزورة،‭ ‬وبعد‭ ‬إلحاح‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬المستأنف‭ ‬لإخراج‭ ‬جوازه‭ ‬الأصلي‭ ‬أخرجه‭ ‬الأخير‭ ‬واعترف‭ ‬بأنه‭ ‬قام‭ ‬بالتزوير،‭ ‬وبتأكد‭ ‬موظف‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬سجل‭ ‬دخول‭ ‬وخروج‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬وبالبحث‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اسمه‭ ‬الثابت‭ ‬بالجواز‭ ‬المزور‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬سجلات‭ ‬دخول‭ ‬وخروج‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬ولكن‭ ‬برقم‭ ‬جواز‭ ‬مختلف‭ ‬وصحيح،‭ ‬وهو‭ ‬ذات‭ ‬الجواز‭ ‬الذي‭ ‬استعمله‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬مغادرة‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة،‭ ‬وبعد‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬أرقام‭ ‬الأختام‭ ‬المزورة‭ ‬تبين‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬مدرجة‭ ‬في‭ ‬تسلسل‭ ‬الأرقام‭ ‬الخاصة‭ ‬بأختام‭ ‬الموظفين‭ ‬بذلك‭ ‬اليوم‭.‬

فأحالتهما‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنهما‭ ‬بتاريخ‭ ‬29‭ ‬مايو‭ ‬2019،‭ ‬ارتكبا‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬“المستأنف”‭:‬

1‭. ‬اشترك‭ ‬بطريق‭ ‬الاتفاق‭ ‬والمساعدة‭ ‬مع‭ ‬آخر‭ ‬مجهول‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬تزوير‭ ‬خاتم‭ ‬إحدى‭ ‬الجهات‭ ‬العامة‭ ‬وهو‭ ‬قالب‭ ‬خاتم‭ ‬جوازات‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬والمنسوب‭ ‬صدوره‭ ‬إلى‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لشؤون‭ ‬الجنسية‭ ‬والجوازات‭ ‬والإقامة؛‭ ‬وذلك‭ ‬بأن‭ ‬اتفق‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬وساعده‭ ‬بأن‭ ‬أمده‭ ‬ببيانات‭ ‬الخاتم‭ ‬المطلوب‭ ‬تزويره‭ ‬فقام‭ ‬المجهول‭ ‬باصطناعه‭ ‬وتقليده‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬القوالب‭ ‬الصحيحة‭ ‬المنسوب‭ ‬صدورها‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لشؤون‭ ‬الجنسية‭ ‬والجوازات‭ ‬والإقامة‭.‬

2‭. ‬استعمل‭ ‬الختم‭ ‬المزور‭ ‬موضوع‭ ‬البند‭ ‬السابق‭ ‬مع‭ ‬علمه‭ ‬بتقليده‭ ‬وتزويره،‭ ‬بأن‭ ‬بصم‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬جواز‭ ‬مزور‭ ‬اشترك‭ ‬مع‭ ‬مجهول‭ ‬في‭ ‬اصطناعه‭ ‬خارج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وذلك‭ ‬للإيهام‭ ‬بدخوله‭ ‬وخروجه‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بتاريخ‭ ‬28‭ ‬مايو‭ ‬2019،‭ ‬و29‭ ‬مايو‭ ‬2019‭.‬

ثانيا‭: ‬المتهمان‭: ‬استعملا‭ ‬المحرر‭ ‬المزور‭ ‬الخاص‭ ‬مع‭ ‬علمهما‭ ‬بتزويره‭ ‬لما‭ ‬زور‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬قدم‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬للمستأنف‭ ‬بطاقة‭ ‬ركوب‭ ‬الطائرة‭ ‬الصحيحة‭ ‬والمسجلة‭ ‬باسم‭ ‬المستأنف‭ ‬في‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬المزور‭ ‬والمنسوب‭ ‬صدوره‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‭ ‬الأوروبية‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬تزويره‭ ‬خارج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للمستأنف،‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بتقديم‭ ‬المستندين‭ ‬إلى‭ ‬موظف‭ ‬شركة‭ ‬خدمات‭ ‬مطار‭ ‬البحرين؛‭ ‬ليتمكن‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬الطائرة‭ ‬والسفر‭.‬