هربت من مركز الشرطة وبعد 8 ساعات طلبت من دورية إعادتها

| عباس إبراهيم

عاقبت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الرابعة‭ ‬سيدة‭ ‬أجنبية‭ ‬شارفت‭ ‬على‭ ‬الأربعين‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬بالحبس‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬وشهر؛‭ ‬لإدانتها‭ ‬بالهرب‭ ‬بعد‭ ‬القبض‭ ‬عليها‭ ‬لعدم‭ ‬امتلاكها‭ ‬رخصة‭ ‬الإقامة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬ولاعتداءها‭ ‬بالضرب‭ ‬على‭ ‬شرطية‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الحورة‭ ‬والتسبب‭ ‬لها‭ ‬بإصابات‭ ‬عدة‭.‬

وتشير‭ ‬التفاصيل،‭ ‬حسب‭ ‬حكم‭ ‬المحكمة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بلاغا‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬ورد‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬الحورة،‭ ‬تضمن‭ ‬بلاغا‭ ‬من‭ ‬الشرطية‭ ‬المجني‭ ‬عليها،‭ ‬بأنها‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬وأثناء‭ ‬وجودها‭ ‬على‭ ‬واجب‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭ ‬تم‭ ‬تكليفها‭ ‬للذهاب‭ ‬برفقة‭ ‬عدد‭ ‬6‭ ‬موقوفات‭ ‬لتكملة‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتبعة‭ (‬فحص‭ ‬الموقوفات‭)‬،‭ ‬وأثناء‭ ‬ذلك‭ ‬ذهبت‭ ‬لدورة‭ ‬المياه،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تفاجأت‭ ‬بعد‭ ‬خروجها‭ ‬أن‭ ‬المتهمة‭ ‬غير‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬فسألت‭ ‬حارس‭ ‬البوابة‭ ‬الرئيسة‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬خرجت‭ ‬سيدة‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬فأفاد‭ ‬لها‭ ‬بأنه‭ ‬شاهدها‭ ‬وهي‭ ‬تخرج‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يعلم‭ ‬أنها‭ ‬موقوفة‭. ‬وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المتهمة‭ ‬مجددا‭ ‬وبعد‭ ‬جلبها‭ ‬للمركز‭ ‬كانت‭ ‬تجلس‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬مكتبها،‭ ‬وبعد‭ ‬إدخال‭ ‬المتهمة‭ ‬للغرفة‭ ‬التي‭ ‬تحوي‭ ‬مكتبها‭ ‬اعتدت‭ ‬السيدة‭ ‬عليها‭ ‬بدفعها‭ ‬للخلف،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬لسقوطها‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وتسبب‭ ‬ذلك‭ ‬لها‭ ‬بآلام‭ ‬في‭ ‬ظهرها‭ ‬ورأسها‭.‬

ويتبين‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬هروب‭ ‬المتهمة‭ ‬تم‭ ‬التعميم‭ ‬على‭ ‬صورتها‭ ‬لدى‭ ‬جميع‭ ‬الدوريات‭ ‬الأمنية‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬وتم‭ ‬العثور‭ ‬عليها‭ ‬قرابة‭ ‬الساعة‭ ‬11‭ ‬مساء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دورية‭ ‬مدنية‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬القضيبية‭ ‬بجوار‭ ‬أحد‭ ‬المقاهي،‭ ‬فتم‭ ‬نقلها‭ ‬للمركز‭ ‬لتكملة‭ ‬الإجراءات‭ ‬بحقها‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬المتهمة‭ ‬اعترفت‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬منسوب‭ ‬إليها،‭ ‬وأفادت‭ ‬بأن‭ ‬زوجها‭ ‬قد‭ ‬توفي‭ ‬قبل‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الحادثة،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬لدخولها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الحزن،‭ ‬وتم‭ ‬تنويمها‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬الطب‭ ‬النفسي،‭ ‬وظلت‭ ‬سفارة‭ ‬بلادها‭ ‬تتابع‭ ‬حالتها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬ترخيصها‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭.‬

وقررت‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬حضرت‭ ‬لها‭ ‬شرطية‭ ‬وسألتها‭ ‬عن‭ ‬صلاحية‭ ‬إقامتها،‭ ‬فأجابتها‭ ‬بأنها‭ ‬منتهية‭ ‬وغير‭ ‬صالحة‭ ‬بعدما‭ ‬توفي‭ ‬زوجها‭ ‬قبل‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فتم‭ ‬جلبها‭ ‬للمركز،‭ ‬وبحدود‭ ‬الساعة‭ ‬3‭ ‬عصرا‭ ‬أخبرتها‭ ‬الشرطية‭ ‬المبلغة‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬إخراجها‭ ‬لخارج‭ ‬المركز‭ ‬وطلبت‭ ‬منها‭ ‬حمل‭ ‬أغراضها،‭ ‬وبعدها‭ ‬استعملت‭ ‬هاتفها‭ ‬النقال‭ ‬وخرجت‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬بداخل‭ ‬المركز‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬المركز‭ ‬وقامت‭ ‬بالمشي‭ ‬حول‭ ‬المركز‭ ‬وعادت‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لداخل‭ ‬المركز‭ ‬وذهبت‭ ‬للغرفة‭ ‬التي‭ ‬بها‭ ‬الشرطية‭ ‬وجلست‭ ‬قليلا،‭ ‬وبعدها‭ ‬توجهت‭ ‬للبوابة‭ ‬الرئيسية‭ ‬وخرجت‭ ‬من‭ ‬خلالها،‭ ‬وشاهدت‭ ‬سيارة‭ ‬أجرة‭ ‬وطلبت‭ ‬من‭ ‬السائق‭ ‬توصيلها‭ ‬لمنطقة‭ ‬الحد‭ ‬لمنزل‭ ‬زوجها‭ ‬المتوفى‭.‬

وفي‭ ‬منطقة‭ ‬سكنها‭ ‬شاهدت‭ ‬هناك‭ ‬إحدى‭ ‬صديقاتها‭ ‬وطلبت‭ ‬منها‭ ‬توصيلها‭ ‬لمقبرة‭ ‬المحرق‭ ‬لزيارة‭ ‬قبر‭ ‬زوجها،‭ ‬وبعد‭ ‬انتهائها‭ ‬طلبت‭ ‬من‭ ‬سيارة‭ ‬أجرة‭ ‬أخرى‭ ‬توصيلها‭ ‬لأحد‭ ‬الفنادق‭ ‬بالقضيبية‭ ‬لتحتسي‭ ‬المسكرات‭ ‬فيه‭.‬

وتابعت،‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬خروجها‭ ‬من‭ ‬الفندق‭ ‬راجلة‭ ‬وصلت‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬القضيبية،‭ ‬وهناك‭ ‬شاهدت‭ ‬سيارة‭ ‬شرطة‭ ‬فأخبرت‭ ‬الشرطي‭ ‬بأنها‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬المركز‭ ‬دون‭ ‬إذن‭ ‬وترغب‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬هناك،‭ ‬فتم‭ ‬نقلها‭ ‬لمركز‭ ‬شرطة‭ ‬الحورة‭.‬

فأحالتها‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬بتاريخ‭ ‬16‭ ‬يوليو‭ ‬2019،‭ ‬ارتكبت‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬اعتدت‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬جسم‭ ‬عضو‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬وهي‭ ‬الشرطي‭ ‬أول‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬أثناء‭ ‬وبسبب‭ ‬تأديتها‭ ‬لوظيفتها‭ ‬وأحدثت‭ ‬بها‭ ‬الإصابات‭ ‬الموصوفة‭ ‬بالتقرير‭ ‬الطبي‭ ‬المرفق‭ ‬ولم‭ ‬يفضي‭ ‬فعل‭ ‬الاعتداء‭ ‬إلى‭ ‬مرضها‭ ‬أو‭ ‬عجزها‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬أعمالها‭ ‬الشخصية‭ ‬لمدة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬20‭ ‬يوما‭.‬

ثانيا‭: ‬هربت‭ ‬بعد‭ ‬القبض‭ ‬عليها‭ ‬قانونا‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬الحورة‭.‬