نهج التسامح في بلادنا ليس “نهجا مفتعلا” بل ممارسة متأصلة

جلالة الملك: البحرين كانت ولا تزال موطنا للتعددية ومركزا للتعايش الديني والإنساني

| المنامة - بنا

استقبل‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬الصخير‭ ‬أمس‭ ‬رئيس‭ ‬وأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬البحرين،‭ ‬وذلك‭ ‬بمناسبة‭ ‬يوم‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬العالمي‭ ‬للتسامح‭ ‬بحضور‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬لجمهورية‭ ‬البوسنة‭ ‬والهرسك‭ ‬حارث‭ ‬سيلاذيتش‭ ‬والوفد‭ ‬المرافق،‭ ‬والممثل‭ ‬السامي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتحالف‭ ‬الحضارات‭ ‬ميغيل‭ ‬موراتينوس؛‭ ‬وذلك‭ ‬للسلام‭ ‬على‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬بمناسبة‭ ‬زيارتهما‭ ‬البلاد‭. ‬

واستهل‭ ‬اللقاء‭ ‬بتلاوة‭ ‬عطرة‭ ‬من‭ ‬آيات‭ ‬الذكر‭ ‬الحكيم،‭ ‬ثم‭ ‬تفضل‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬بإلقاء‭ ‬كلمة‭ ‬سامية‭ ‬فيما‭ ‬يلي‭ ‬نصها‭:‬

بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم

أيها‭ ‬الإخوة‭ ‬والأخوات،،‭ ‬

السلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته،،

يسعدنا‭ ‬أن‭ ‬يتجدد‭ ‬اللقاء‭ ‬بجمعكم‭ ‬المبارك،‭ ‬وأن‭ ‬نرحب‭ ‬بالأخ‭ ‬الكريم‭ ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬حارث،‭ ‬شاكرين‭ ‬له‭ ‬حضوره‭ ‬معنا‭ ‬اليوم‭ ‬ومتمنين‭ ‬له‭ ‬طيب‭ ‬الإقامة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وننتهز‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬الطيبة‭ ‬بالإعراب‭ ‬عن‭ ‬ارتياحنا‭ ‬وتقديرنا‭ ‬لما‭ ‬تشهده‭ ‬أعمالكم‭ ‬من‭ ‬نشاط‭ ‬متواصل‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬وبتعاون‭ ‬مثمر‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعنية؛‭ ‬للتعريف‭ ‬بتجربتنا‭ ‬البحرينية‭ ‬بتقاليدها‭ ‬المتميزة‭ ‬والمتحضرة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬المجتمعي‭ ‬المتسامح‭ ‬والمتآلف‭ ‬والمرن،‭ ‬وبنائها‭ ‬المدني‭ ‬العريق‭ ‬تحت‭ ‬ظل‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المنظمة‭ ‬للحقوق‭ ‬والحامية‭ ‬للحريات‭.‬

واستطعنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الرائدة‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬أن‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬وطننا‭ ‬ووحدة‭ ‬شعبنا،‭ ‬المعروف‭ ‬بتحضره‭ ‬وتمسكه‭ ‬بالقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬المرسخة‭ ‬للسلام‭ ‬والوئام،‭ ‬والقائمة‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬كافة‭ ‬الشعوب‭ ‬والأديان،‭ ‬وهي‭ ‬قيم‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬جوهر‭ ‬شريعتنا‭ ‬الإسلامية‭ ‬السمحاء‭.‬

الحضور‭ ‬الكريم،‭ ‬يحتفي‭ ‬العالم‭ ‬سنويا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر،‭ ‬بأهمية‭ ‬التسامح‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الشعوب،‭ ‬كوسيلة‭ ‬أساسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬ولبقاء‭ ‬الإنسانية‭ ‬واستمرار‭ ‬تحضرها‭. ‬ونفخر‭ ‬بالقول‭ ‬هنا،‭ ‬بأننا‭ ‬لم‭ ‬نستشعر‭ ‬قط‭ ‬بأن‭ ‬نهج‭ ‬التسامح‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬هو‭ ‬“نهج‭ ‬مفتعل”‭ ‬أو‭ ‬“ممارسة‭ ‬طارئة”،‭ ‬بل‭ ‬نجده‭ ‬متجسدا‭ ‬“كسلوك‭ ‬حضاري‭ ‬وممارسة‭ ‬متأصلة”،‭ ‬وتؤكده‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشواهد‭ ‬المادية‭ ‬والمعنوية،‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬أصحاب‭ ‬الديانات‭ ‬المختلفة،‭ ‬وفي‭ ‬التوافق‭ ‬والانسجام‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬المتعددة،‭ ‬وعبر‭ ‬مبادئ‭ ‬دستورية‭ ‬ثابتة‭ ‬وقوانين‭ ‬ملزمة‭ ‬تنبذ‭ ‬كافة‭ ‬أشكال‭ ‬الكراهية‭ ‬والعنف‭ ‬والتمييز‭. ‬

ونجد‭ ‬بأن‭ ‬الانفتاح‭ ‬والتفاعل‭ ‬الحضاري‭ ‬لمجتمعنا‭ ‬قد‭ ‬أسهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تقوية‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬الإنساني،‭ ‬فكانت‭ ‬البحرين‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬موطنا‭ ‬حاضنا‭ ‬للتعددية‭ ‬ومركزا‭ ‬للتلاقي‭ ‬الثقافي‭ ‬وللتعايش‭ ‬الديني‭ ‬والإنساني‭. ‬

وسنستمر،‭ ‬بعون‭ ‬الله،‭ ‬وبمساندة‭ ‬الجميع،‭ ‬في‭ ‬حمل‭ ‬ونشر‭ ‬رؤيتنا‭ ‬ورسالتنا‭ ‬الداعية‭ ‬للسلام،‭ ‬وللتقريب‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬ثقافاتهم‭ ‬ومعتقداتهم؛‭ ‬إيمانا‭ ‬والتزاما‭ ‬منا‭ ‬بقيم‭ ‬المحبة‭ ‬والتسامح‭ ‬والتآلف،‭ ‬والتي‭ ‬نادى‭ ‬لها‭ ‬وعمل‭ ‬بها‭ ‬رسولنا‭ ‬الكريم،‭ ‬عليه‭ ‬أفضل‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭.‬

والله‭ ‬ولي‭ ‬التوفيق،‭ ‬والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭.‬

كما‭ ‬ألقى‭ ‬الممثل‭ ‬السامي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتحالف‭ ‬الحضارات‭ ‬ميغيل‭ ‬موراتينوس‭ ‬كلمة‭ ‬قال‭ ‬فيها‭: ‬

حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

أصحاب‭ ‬المعالي،‭ ‬الضيوف‭ ‬الكرام،‭ ‬السلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭.‬

يشرفني‭ ‬يا‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬حضوركم؛‭ ‬كوني‭ ‬ممثلا‭ ‬لتحالف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬لأقود‭ ‬منظمة‭ ‬هدفها‭ ‬الرئيسي‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬الكلمات‭ ‬الطيبة‭ ‬ورؤيتكم‭ ‬التي‭ ‬تقودونها‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والتنوع‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعددية،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬شكرا‭ ‬لرؤية‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭.‬

وكما‭ ‬ذكرنا‭ ‬بأن‭ ‬عالم‭ ‬التعددية‭ ‬والتسامح‭ ‬والتنوع‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬يغذي‭ ‬ويثري‭ ‬مجتمع‭ ‬البحرين‭ ‬ويحتضنه‭ ‬ويغذيه‭ ‬في‭ ‬جوهر‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭.‬

وقد‭ ‬أثبتم‭ ‬بأن‭ ‬التعددية‭ ‬تشكل‭ ‬أهمية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬العناصر‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭.‬

إنها‭ ‬ليست‭ ‬بصدفة‭ ‬بأن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تضم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مئة‭ ‬مكان‭ ‬ديني‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬المسيحية‭ ‬والبوذية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأديان،‭ ‬إن‭ ‬أماكن‭ ‬العبادة‭ ‬هذه‭ ‬تشكل‭ ‬مجتمعا‭ ‬متعدد‭ ‬الثقافات‭ ‬والأديان‭ ‬والتي‭ ‬عاشت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنين،‭ ‬وإن‭ ‬إعلان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يعكس‭ ‬هذه‭ ‬الأهمية‭ ‬وينبذ‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬الكراهية‭ ‬والتمييز،‭ ‬والتي‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الجوانب‭ ‬السلبية،‭ ‬فإن‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬يعكس‭ ‬هذه‭ ‬المفاهيم‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬وقد‭ ‬وجدناها‭ ‬على‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬قمنا‭ ‬بها‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وتحالفه‭ ‬للحضارات‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬هذه‭ ‬الخطابات‭.‬

صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬أصحاب‭ ‬المعالي‭ ‬والسعادة‭..‬

قبل‭ ‬يومين‭ ‬احتفلنا‭ ‬باليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للتعايش‭ ‬والتسامح،‭ ‬وهو‭ ‬يرمز‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬الأفراد،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬التسامح‭ ‬وتعايش‭ ‬الاشخاص‭ ‬فيما‭ ‬بينهم،‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬تشكل‭ ‬رمزية‭ ‬لجميع‭ ‬الاشخاص‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الاديان،‭ ‬وبالتالي‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نلتزم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المفاهيم،‭ ‬والنظرة‭ ‬الشمولية‭ ‬هي‭ ‬الإجابة‭ ‬للتحدي‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلات،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نأخذ‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الكراهية‭ ‬عبر‭ ‬حل‭ ‬مجتمع‭ ‬شمولي‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬ونبذ‭ ‬الكراهية‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬المجتمعات‭ ‬الدولية‭ ‬لاحترام‭ ‬الجميع،‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭ ‬مستوياتهم‭ ‬وعرقياتهم‭ ‬ودياناتهم،‭ ‬وكوننا‭ ‬قد‭ ‬استلهمنا‭ ‬من‭ ‬البند‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬الدولي‭ ‬للسلام،‭ ‬والذي‭ ‬يبين‭ ‬بان‭ ‬جميع‭ ‬البشر‭ ‬ولدوا‭ ‬أحرارا‭ ‬بهويتهم‭ ‬وحقوقهم،‭ ‬ويجب‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يحترموا‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬الأخوة،‭ ‬وأن‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬والانبياء‭ ‬قد‭ ‬أرسلوا‭ ‬لجميع‭ ‬الرسالات‭ ‬التي‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬الحب،‭ ‬وبالتالي‭ ‬أن‭ ‬المبادئ‭ ‬الاسلامية‭ ‬كلها‭ ‬مشتقة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ‭.‬

الإسلام‭ ‬يعامل‭ ‬جميع‭ ‬الناس‭ ‬كأنهم‭ ‬عائلة‭ ‬واحدة‭.. ‬إن‭ ‬الاسلام‭ ‬هو‭ ‬دين‭ ‬الحب‭ ‬والانسانية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نتحدث‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬الإسلام،‭ ‬وأنا‭ ‬اقتبس‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬جميع‭ ‬الأشخاص‭ ‬خلقوا‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬وأنثى‭ ‬ليتعارفوا‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬وذلك‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الديانة،‭ ‬بل‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬والعقائد‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬نرى‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬الكونية‭ ‬كتعددية‭ ‬وتنوع،‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر‭ ‬تشكل‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الإنساني،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ذلك‭ ‬يذكرني‭ ‬بخطة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتعزيز‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬الحضارات،‭ ‬والتي‭ ‬ذكرها‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وفي‭ ‬طور‭ ‬بعض‭ ‬الهجمات‭ ‬كالهجمات‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الديانات‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬نيوزيلندا‭ ‬أو‭ ‬سريلانكا‭ ‬وهنالك‭ ‬بعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬علينا‭ ‬اتخاذها‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬المصلحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وأن‭ ‬نكون‭ ‬مستعدين‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬أفضل‭ ‬لحماية‭ ‬جميع‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الديانات،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬منع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور؛‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تعد‭ ‬نموذجا‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬الناجحة،‭ ‬من‭ ‬المؤمل‭ ‬أن‭ ‬نتعاون‭ ‬مع‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭ ‬مع‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬لنأخذ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬قدما‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬وتعزيز‭ ‬حريات‭ ‬المعتقدات‭ ‬والأديان‭.‬

حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭..‬

سيداتي‭ ‬وسادتي‭ .. ‬إن‭ ‬تحالف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للحضارات‭ ‬يحتضن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الثقافات‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬إنساني‭ ‬واحد‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬والنقاش‭ ‬بين‭ ‬الأديان؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬ونحن‭ ‬نؤمن‭ ‬بأننا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬ننجح‭ ‬كخطوة‭ ‬إنسانية‭ ‬موحدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭.‬

دعوني‭ ‬اختتم‭ ‬بأن‭ ‬اقتبس‭ ‬من‭ ‬الإنجيل‭ ‬“حب‭ ‬جارك‭ ‬كما‭ ‬تحب‭ ‬لنفسك”‭ ‬ومن‭ ‬التوراة‭ ‬أيضا‭ ‬“الذي‭ ‬تحبه‭ ‬لنفسك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحبه‭ ‬لغيرك”‭.‬

أشكر‭ ‬جلالتكم‭ ‬جزيل‭ ‬الشكر‭ ‬على‭ ‬استقبالكم‭ ‬لي،‭ ‬وأشكر‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ .. ‬جزيل‭ ‬الشكر‭ ‬لكم‭  ‬

بعدها‭ ‬ألقت‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لاتحاد‭ ‬الجاليات‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬بيتسي‭ ‬ماثيسون‭ ‬كلمة‭ ‬هذا‭ ‬نصها‭: ‬

صاحب‭ ‬الجلالة،

أصحاب‭ ‬السمو،‭ ‬أصحاب‭ ‬السعادة،‭ ‬

السيدات‭ ‬والسادة،

صاحب‭ ‬الجلالة،

نقف‭ ‬أمام‭ ‬جلالتكم‭ ‬اليوم‭ ‬مع‭ ‬خالص‭ ‬الاحترام‭ ‬والفخر؛‭ ‬احترامًا‭ ‬لملكنا‭ ‬الحبيب‭ ‬وفخرنا‭ ‬بإنجازاته‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وجعلتها‭ ‬رائدةً‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭. ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭ ‬الرائدة‭ ‬مجال‭ ‬التعليم،‭ ‬حيث‭ ‬تحتفل‭ ‬البحرين‭ ‬بمرور‭ ‬100‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬المنطقة،‭ ‬فقد‭ ‬دعا‭ ‬جلالتكم‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الرقمي‭ ‬وعلى‭ ‬تمكين‭ ‬الشباب؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬استمرار‭ ‬دور‭ ‬البحرين‭ ‬القيادي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭.‬

استجابة‭ ‬لنداء‭ ‬جلالتكم،‭ ‬نقدم‭ ‬إلى‭ ‬جلالتكم‭ ‬اليوم‭ ‬بكل‭ ‬تواضع‭ ‬ثمار‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وجمعية‭ ‬“هذه‭ ‬هي‭ ‬البحرين”‭.‬

ووفقا‭ ‬لإنشاء‭ ‬كرسي‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬سابينزا‭ ‬في‭ ‬روما‭ ‬مع‭ ‬انطلاقته‭ ‬الناجحة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬وافتتاح‭ ‬برنامج‭ ‬حمد‭ ‬الأكاديمي‭ ‬في‭ ‬روما‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬والذي‭ ‬شهد‭ ‬إقبال‭ ‬شبابي‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬ليجتمع‭ ‬سويًا‭ ‬لدراسة‭ ‬كلمات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬“إعلان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين”،‭ ‬نقدم‭ ‬إلى‭ ‬جلالتكم‭ ‬اليوم،‭ ‬أول‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬“الملك‭ ‬حمد‭ ‬للإيمان‭ ‬بالقادة‭ ‬الشباب‭ ‬لنشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح”‭.‬

يرتبط‭ ‬“الملك‭ ‬حمد‭ ‬للإيمان‭ ‬بالقادة‭ ‬الشباب‭ ‬لنشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح”‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬جامعتي‭ ‬أكسفورد‭ ‬وكامبردج‭ ‬وتقدمه‭ ‬مؤسسة‭ ‬التدريب‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬“الإيمان‭ ‬في‭ ‬القيادة”‭.‬

وقد‭ ‬حصل‭ ‬مدير‭ ‬ومؤسس‭ ‬منظمة‭ ‬“الإيمان‭ ‬في‭ ‬القيادة”‭ ‬كريش‭ ‬رافال‭ ‬على‭ ‬وسام‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬البريطانية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬صاحبة‭ ‬الجلالة‭ ‬الملكة‭ ‬إليزابيث؛‭ ‬بسبب‭ ‬تفانيه‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬ويؤيد‭ ‬أهداف‭ ‬منظمته‭ ‬النبيلة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬تشارلز‭.‬

صاحب‭ ‬الجلالة،

على‭ ‬مدار‭ ‬عام‭ ‬واحد،‭ ‬تطور‭ ‬المشاركون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثلاث‭ ‬وحدات‭ ‬تدرس‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬كلية‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تعليم‭ ‬المشاركين‭ ‬مهارات‭ ‬القيادة‭ ‬التي‭ ‬ستمكنهم‭ ‬من‭ ‬التفوق‭ ‬في‭ ‬دراساتهم‭ ‬ومسيرتهم‭ ‬المهنية‭ ‬وطوال‭ ‬حياتهم‭ ‬كأفراد‭ ‬عطوفين‭ ‬ومراعين‭.‬

صاحب‭ ‬الجلالة،

يعد‭ ‬رد‭ ‬الجميل‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬التعهد‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭ ‬زملاؤنا‭ ‬لبلدهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توجيه‭ ‬الشباب‭ ‬الآخرين،‭ ‬وتبادل‭ ‬معارفهم‭ ‬ومهاراتهم‭ ‬وإلهام‭ ‬الآخرين‭ ‬لاحتضان‭ ‬رؤية‭ ‬جلالتكم‭.‬

صاحب‭ ‬الجلالة،‭ ‬

منذ‭ ‬إطلاق‭ ‬أول‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬مشاركًا‭ ‬من‭ ‬“الملك‭ ‬حمد‭ ‬للإيمان‭ ‬بالقادة‭ ‬الشباب‭ ‬لنشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح”،‭ ‬قاموا‭ ‬بالفعل‭ ‬بتوجيه‭ ‬شباب‭ ‬آخرين‭ ‬خلال‭ ‬احتفالاتنا‭ ‬بيوم‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬العالمي‭ ‬للتسامح‭ ‬بمشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1000‭ ‬طالب‭.‬

صاحب‭ ‬الجلالة،

نفتخر‭ ‬اليوم‭ ‬بأن‭ ‬نعلن‭ ‬مدى‭ ‬استجابة‭ ‬شبابنا‭ ‬للبرنامج‭ ‬وأننا‭ ‬قد‭ ‬تلقينا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1300‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬يتوقون‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬رؤية‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة،‭ ‬وأن‭ ‬يصبحوا‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬“الملك‭ ‬حمد‭ ‬للإيمان‭ ‬بالقادة‭ ‬الشباب‭ ‬لنشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح”‭.‬

واستجابة‭ ‬لهذا‭ ‬الطلب‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬له‭ ‬مثيل،‭ ‬تُجرى‭ ‬الاستعدادات‭ ‬لتوسعة‭ ‬نطاق‭ ‬برنامج‭ ‬“الملك‭ ‬حمد‭ ‬للإيمان‭ ‬بالقادة‭ ‬الشباب‭ ‬لنشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح”‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نترك‭ ‬أحدًا‭ ‬في‭ ‬سعينا‭ ‬لخدمة‭ ‬أحلام‭ ‬وتطلعات‭ ‬جميع‭ ‬شبابنا‭. ‬

صاحب‭ ‬الجلالة،‭ ‬

غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬إن‭ ‬“الشباب‭ ‬هم‭ ‬مستقبلنا”،‭ ‬ولكننا‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬فلسفة‭ ‬جلالتكم‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬هم‭ ‬الحاضر،‭ ‬وأنه‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬تمكينهم‭ ‬بالمهارات‭ ‬والمعرفة‭ ‬والثقة؛‭ ‬لكي‭ ‬يحلوا‭ ‬مكانهم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭.‬

صاحب‭ ‬الجلالة،

يتبع‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬وجمعية‭ ‬“هذه‭ ‬هي‭ ‬البحرين”‭ ‬رؤية‭ ‬جلالتكم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬ونتعهد‭ ‬بمواصلة‭ ‬العمل‭ ‬بلا‭ ‬كلل‭ ‬لخلق‭ ‬فرص‭ ‬تعليمية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عالمي‭ ‬لشباب‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬ستمكنهم‭ ‬من‭ ‬التألق‭ ‬وجعل‭ ‬جلالتكم‭ ‬فخورين‭ ‬بشبابنا‭ ‬وإنجازاتهم‭.‬

قال‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: (‬مَا‭ ‬نَحَلَ‭ ‬وَالِدٌ‭ ‬وَلده‭ ‬مِنْ‭ ‬نَحْلٍ‭ ‬أَفْضَلَ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَدَبٍ‭ ‬حَسَنٍ‭).‬

صاحب‭ ‬الجلالة،

بصفتك‭ ‬والد‭ ‬الجميع،‭ ‬نشكركم‭ ‬من‭ ‬أعماق‭ ‬قلوبنا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الهدية‭ ‬الثمينة‭ ‬لأبنائكم‭ ‬وبناتكم‭.‬

بارك‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬مساعيكم‭ ‬الحكيمة‭ ‬وقيادتكم‭ ‬الشريفة‭ ‬ورؤيتكم‭ ‬البصيرة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬العزيز‭.‬

ثم‭ ‬التقطت‭ ‬صورة‭ ‬تذكارية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭  ‬مع‭ ‬الفوج‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬الخريجين‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للإيمان‭ ‬بالقادة‭ ‬الشباب‭ ‬لنشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح،‭ ‬والذين‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬شهادات‭ ‬معتمدة‭ ‬من‭ ‬جامعتي‭ ‬اكسفورد‭ ‬وكامبردج‭ ‬البريطانيتين‭.‬