إكساب المهارات من أهم غايات المجتمعات المعاصرة

“البلاد” تنفرد بنشر ملخص الدراسة الرئيسة لمؤتمر وزراء التعليم العرب

| سيدعلي المحافظة

الدراسة‭ ‬استعرضها‭ ‬المدير‭ ‬السابق‭ ‬لـ‭ ‬“الألكسو”‭ ‬سعود‭ ‬الحربي إلزامية‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ‬ومجانيتها‭ ‬لدعم‭ ‬الجهوزية‭ ‬للتعليم‭ ‬الابتدائي ضرورة‭ ‬تبني‭ ‬الدول‭ ‬خطط‭ ‬مكافحة‭ ‬الأمية لبناء‭ ‬مرافق‭ ‬تعليمية‭ ‬تراعي‭ ‬الأطفال‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة بناء‭ ‬مناهج‭ ‬دراسية‭ ‬وفق‭ ‬مفاهيم‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ومتطلباتها تضمين‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬قضايا‭ ‬ذات‭ ‬بُعد‭ ‬عالمي‭ ‬ ضرورة‭ ‬إدخال‭ ‬التعليم‭ ‬التقني‭ ‬والمهني‭ ‬مبكرا‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسي‭ ‬ لإعداد‭ ‬تقارير‭ ‬وطنية‭ ‬حول‭ ‬مؤشّرات‭ ‬تنفيذ‭ ‬غايات‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع

 

أكد‭ ‬المدير‭ ‬السابق‭ ‬للمنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم‭ (‬الألكسو‭) ‬ووكيل‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الكويتي‭ ‬سعود‭ ‬هلال‭ ‬الحربي‭ ‬أن‭ ‬إكساب‭ ‬المهارات‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الغايات‭ ‬التي‭ ‬تنشدها‭ ‬المجتمعات،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬العصر‭ ‬الحالي‭ ‬يتميز‭ ‬بكونه‭ ‬عصر‭ ‬المهارات‭ ‬بمجالاتها‭ ‬كافة‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬الرئيسة‭ ‬بمؤتمر‭ ‬وزراء‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬العرب‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬والذي‭ ‬أقيم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬والتي‭ ‬استعرضها‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“دور‭ ‬السياسات‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030”‭.‬

ودعا‭ ‬الحربي‭ ‬في‭ ‬دراسته‭ ‬إلى‭ ‬فهم‭ ‬الواقع‭ ‬ودراسة‭ ‬تحدياته،‭ ‬التربوية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬والثقافية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬والمعرفية‭ ‬والتكنولوجية‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬اتخاذ‭ ‬الدول‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬والتي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬مضمون‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع،‭ ‬ومراجعة‭ ‬السياسات‭ ‬الموجودة‭ ‬وتقييمها‭ ‬وتطويرها‭ ‬وفق‭ ‬المعايير،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تطبيق‭ ‬السياسات‭ ‬التعليمية‭ ‬على‭ ‬الهداف‭ ‬الرابع‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬الغاية‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬“كفالة‭ ‬أن‭ ‬تتاح‭ ‬لجميع‭ ‬الفتيات‭ ‬والفتيان‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭ ‬فرص‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬نوعية‭ ‬جيدة‭ ‬من‭ ‬النماء‭ ‬والرعاية‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬المبكرة‭ ‬والتعليم‭ ‬قبل‭ ‬الابتدائي‭ ‬حتى‭ ‬يكونوا‭ ‬جاهزين‭ ‬للتعليم‭ ‬الابتدائي”‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬اتخاذ‭ ‬سياسات‭ ‬تعليمية‭ ‬تتضمن‭ ‬إلزامية‭ ‬مرحلة‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ‬ومجانيتها،‭ ‬وإشراك‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬موازنته،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬صياغة‭ ‬فلسفة‭ ‬وأهداف‭ ‬جديدة‭ ‬لهذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬وإشراك‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬الحكومية‭ ‬وغيرها‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬برامجها‭.‬

التعليم‭ ‬التقني

وانتقل‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الغاية‭ ‬الثالثة‭ ‬والتي‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬“كفالة‭ ‬تكافؤ‭ ‬فرص‭ ‬جميع‭ ‬النساء‭ ‬والرجال‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬التقني‭ ‬والمهني‭ ‬والتعليم‭ ‬العالي‭ ‬الجيّد‭ ‬ميسور‭ ‬التكلفة‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التعليم‭ ‬الجامعي‭ ‬بحلول‭ ‬2030”،‭ ‬تؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬والتخطيط‭ ‬له‭ ‬وربطه‭ ‬بحاجات‭ ‬التنمية‭ ‬بصورة‭ ‬عضوية‭ ‬وفعالة‭.‬

ودعا‭ ‬إلى‭ ‬إلحاق‭ ‬التعليم‭ ‬التقني‭ ‬والمهني‭ ‬بالتعليم‭ ‬العام‭ ‬وإدخاله‭ ‬مبكرا‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسي،‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬فرص‭ ‬الالتحاق‭ ‬لذوي‭ ‬الإعاقة‭.‬

وأكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬خفض‭ ‬رسوم‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالتعليم‭ ‬العالي‭ ‬وإتاحة‭ ‬فرصة‭ ‬الالتحاق‭ ‬به‭ ‬للجميع‭ ‬وفقاً‭ ‬لشروط‭ ‬القبول‭ ‬والاحتياجات،‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬تخصصاته‭ ‬ومجالاته،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬استقلالية‭ ‬مؤسساته‭ ‬وتطوير‭ ‬نوعية‭ ‬برامجها‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العصر‭ ‬الحالي‭ ‬يتميز‭ ‬بكونه‭ ‬عصر‭ ‬المهارات‭ ‬بمجالاتها‭ ‬كافة،‭ ‬لذلك‭ ‬أصبح‭ ‬إكسابها‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الغايات‭ ‬التي‭ ‬تنشدها‭ ‬المجتمعات،‭ ‬ولتطبيق‭ ‬أو‭ ‬تسهيل‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬عدة‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬السبيل‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رصد‭ ‬موازنات‭ ‬خاصة‭ ‬للتدريب‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬المجالين‭ ‬التقني‭ ‬والمهني،‭ ‬ووضع‭ ‬خطة‭ ‬استراتيجية‭ ‬خاصة‭ ‬بإكساب‭ ‬المهارات‭ ‬وفق‭ ‬منهج‭ ‬علمي‭ ‬مدروس،‭ ‬وإجراء‭ ‬دراسات‭ ‬حول‭ ‬أهم‭ ‬المهارات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالحياة‭ ‬وسوق‭ ‬العمل‭ ‬ومتطلبات‭ ‬وحاجات‭ ‬الأفراد،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬التدريب‭ ‬ليشمل‭ ‬الجميع‭ ‬الإناث‭ ‬والذكور‭ ‬والأعمار‭.‬

تكافؤ‭ ‬الفرص

وتحدث‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬التعليم‭ ‬الإلزامي،‭ ‬وضمان‭ ‬مبدأي‭ ‬ديمقراطية‭ ‬التعليم‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التشريعات‭ ‬والمتابعة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬بناء‭ ‬استراتيجيات‭ ‬وخطط‭ ‬وسياسات‭ ‬عامة‭ ‬تشمل‭ ‬الجنسين‭ ‬دون‭ ‬تمييز،‭ ‬والقيام‭ ‬بحملة‭ ‬توعية‭ ‬ودعم‭ ‬لتعليم‭ ‬وتدريب‭ ‬المرأة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إدخال‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬في‭ ‬السياسيات‭ ‬التربوية‭ ‬والتعليمية‭ ‬للدولة‭.‬

ودعا‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬خطط‭ ‬إستراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الأمية،‭ ‬وتطبيق‭ ‬قانون‭ ‬التعليم‭ ‬الإلزامي‭ ‬ومتابعة‭ ‬تنفيذه،‭ ‬لمنع‭ ‬عدم‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالتعليم‭ ‬الأساسي‭ ‬والتسرب‭. ‬

وتطرق‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الهدف‭ ‬السابع‭ ‬والمتعلق‭ ‬ب”كفالة‭ ‬أن‭ ‬يكتسب‭ ‬جميع‭ ‬المتعلمين‭ ‬المعارف‭ ‬والمهارات‭ ‬اللازمة‭ ‬لدعم‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وإتباع‭ ‬أساليب‭ ‬العيش‭ ‬المستدامة‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬والترويج‭ ‬لثقافة‭ ‬السلام‭ ‬ونبذ‭ ‬العنف،‭ ‬والمواطنة‭ ‬العالمية‭ ‬وتقدير‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬وتقدير‭ ‬مساهمة‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بحلول‭ ‬2030”‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬يكون‭ ‬عبر‭ ‬إدخال‭ ‬موضوعات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬العامة‭ ‬للدولة،‭ ‬وتضمين‭ ‬السياسات‭ ‬التعليمية‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وآليات‭ ‬تحقيقها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬رصد‭ ‬الموازنات‭ ‬الخاصة‭ ‬بتطبيق‭ ‬برامج‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬

المناهج‭ ‬الدراسية

وأكد‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬بناء‭ ‬مناهج‭ ‬دراسية‭ ‬وفق‭ ‬مفاهيم‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ومتطلباتها،‭ ‬وتضمين‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬قضايا‭ ‬ذات‭ ‬بُعد‭ ‬عالمي‭ ‬مثل‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ونبذ‭ ‬العنف‭ ‬والعنصرية‭ ‬وغيرها،‭ ‬وإعداد‭ ‬كوادر‭ ‬ومعلمين‭ ‬مدربين‭ ‬على‭ ‬تدريس‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الغاية‭.‬

وحض‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬مرافق‭ ‬تعليمية‭ ‬تراعي‭ ‬الأطفال‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬والفروق‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬المرافق‭ ‬القائمة‭ ‬وتهيئة‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬فعالة‭ ‬ومأمونة‭ ‬وخالية‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬وشاملة‭ ‬للجميع‭.‬

ودعا‭ ‬الحربي‭ ‬في‭ ‬توصياته‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬سياسات‭ ‬تمويل‭ ‬التعليم‭ ‬وتجديد‭ ‬آلياته‭ ‬لتعزيز‭ ‬التمويلات‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬تشريعية‭ ‬وإدارية‭ ‬تيسّر‭ ‬حشد‭ ‬موارد‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لتكملة‭ ‬التمويلات‭ ‬العمومية‭ ‬التي‭ ‬توفّرها‭ ‬الدولة‭ ‬للتعليم‭.‬

وقال‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمتابعة‭ ‬التقدّم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع،‭ ‬إنه‭ ‬يجب‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬وتدابير‭ ‬تشمل‭ ‬تطوير‭ ‬الأطر‭ ‬التشريعية‭ ‬والسياسات‭ ‬الخاصّة‭ ‬بإحصاءات‭ ‬التعليم،‭ ‬ومنها‭ ‬تحديد‭ ‬مراكز‭ ‬أو‭ ‬جهات‭ ‬إحصائية‭ ‬وطنية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرصد‭ ‬وجمع‭ ‬البيانات‭ ‬وتحليلها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إعداد‭ ‬تقارير‭ ‬وطنية‭ ‬حول‭ ‬مؤشّرات‭ ‬تنفيذ‭ ‬غايات‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬ودعم‭ ‬استعمالها‭ ‬لمعالجة‭ ‬النقص‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬البيانات‭ ‬اللازمة‭ ‬لمتابعة‭ ‬جدول‭ ‬التعليم‭ ‬2030‭.‬