المسرحية تمثل البحرين في الدورة 21 من “أيام قرطاج”

“ إلى ريا”... هروب كالانتحار وصراعات داخلية قاسية

| أسامة الماجد

حضرت‭ ‬بروفة‭ ‬مسرحية‭ ‬“‭ ‬إلى‭ ‬ريا”‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬جمال‭ ‬الصقر‭ ‬وإخراج‭ ‬جمال‭ ‬الغيلان‭ ‬وتمثيل‭ ‬الفنان‭ ‬جمعان‭ ‬الرويعي‭ ‬والفنانة‭ ‬بروين‭ ‬وسينوغرافيا‭ ‬علي‭ ‬حسين‭ ‬والموسيقى‭ ‬يوسف‭ ‬النجدي‭ ‬والتي‭ ‬سيشارك‭ ‬بها‭ ‬مسرح‭ ‬أوال‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬21‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬قرطاج‭ ‬المسرحية‭ ‬التي‭ ‬ستقام‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬6‭ - ‬15‭ ‬ديسمبر‭ ‬المقبل،‭ ‬وهي‭ ‬أول‭ ‬مشاركة‭ ‬لفرقة‭ ‬مسرحية‭ ‬بحرينية‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬قرطاج‭ ‬المسرحية،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬وأن‭ ‬شاركت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬دورة‭ ‬من‭ ‬دورات‭ ‬المهرجان‭.‬

شدتني‭ ‬حقيقة‭ ‬لمدة‭ ‬20‭ ‬دقيقة‭ ‬شخصية‭ ‬عمار‭ (‬جمعان‭ ‬الرويعي‭)‬،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬الشخصية‭ ‬تشبه‭ ‬احدى‭ ‬شخصيات‭ ‬مسرحيات‭ ‬يوجين‭ ‬يونيسكو‭ ‬“الملك‭ ‬يحتضر”‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تتساقط‭ ‬أوراق‭ ‬الحياة‭ ‬بين‭ ‬أصابعه‭ ‬ورقه‭ ‬اثر‭ ‬ورقه،‭ ‬ولا‭ ‬تفيد‭ ‬كافة‭ ‬صراعاته‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬تتحطم‭ ‬أصابعه‭ ‬المتشبثة‭ ‬في‭ ‬إصرار‭ ‬عنيد‭ ‬بالحياة،‭ ‬ولا‭ ‬تتقطع‭ ‬خيوط‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬تحتها،‭ ‬لا‭ ‬تفيد‭ ‬صراعاته‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬ابدا،‭ ‬فزوجته‭ ‬ريا‭ ‬“‭ ‬بروين‭ ‬“تواجهه‭ ‬بكل‭ ‬برودة‭ ‬الواقع‭ ‬وصلابته‭ ‬بالحقيقة‭ ‬المرة،‭ ‬الحقيقة‭ ‬القاسية‭ ‬التي‭ ‬تهتف‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬“لقد‭ ‬أحرقت‭ ‬الحرب‭ ‬كل‭ ‬شيء“‭.. ‬ويستمر‭ ‬هذا‭ ‬الاحتضار‭ ‬الأليم‭ ‬في‭ ‬لوحة‭ ‬جميلة‭ ‬ابدعها‭ ‬المخرج‭ ‬جمال‭ ‬الغيلان‭ ‬وإلحاحه‭ ‬المتكرر‭ ‬على‭ ‬قضية‭ ‬اللغة‭. ‬أما‭ ‬أداء‭ ‬الفنانة‭ ‬بروين‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬خارج‭ ‬المفاهيم‭ ‬التقليدية،‭ ‬شخصية‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬مجهود‭ ‬عنيف‭ ‬في‭ ‬حملها‭.. ‬عزلة‭ ‬وهروب‭ ‬كالانتحار‭.. ‬حكاية‭ ‬البشرية‭ ‬بأجمعها‭.‬

شخصيا‭ ‬أنا‭ ‬متفائل‭ ‬بأن‭ ‬العمل‭ ‬سيحقق‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬مشاركته،‭ ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬لقاء‭ ‬“البلاد”‭ ‬مع‭ ‬أبطال‭ ‬المسرحية‭.‬

الفنان‭ ‬جمعان‭ ‬الرويعي‭ ‬يقول‭: ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬العمل‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬سنة‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف،‭ ‬وحتما‭ ‬سنقدم‭ ‬المسرحية‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬قرطاج‭ ‬المسرحية‭ ‬برؤية‭ ‬مختلفة‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬عراقة‭ ‬ومكانة‭ ‬المهرجان،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الحركة‭ ‬والأداء‭ ‬وحتى‭ ‬الأفكار،‭ ‬ولكن‭ ‬المهم‭ ‬عند‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬هو‭ ‬تمثيل‭ ‬البحرين‭ ‬خير‭ ‬تمثيل‭ ‬والظهور‭ ‬بمظهر‭ ‬مشرف‭ ‬يعكس‭ ‬مكانة‭ ‬ورفعة‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني‭ ‬المعروف‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بمستواه‭ ‬العالي‭ ‬وقدرة‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭. ‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬أوضح‭ ‬الرويعي‭ ‬ان‭ ‬عروض‭ ‬المهرجانات‭ ‬تختلف‭ ‬كليا‭ ‬عن‭ ‬العروض‭ ‬العادية،‭ ‬كونها‭ ‬تتطلب‭ ‬حسابات‭ ‬خاصة‭ ‬ورؤية‭ ‬مغايرة‭ ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬للخطأ،‭ ‬فمهرجان‭ ‬قرطاج‭ ‬محفل‭ ‬فني‭ ‬كبير‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬سيعطي‭ ‬الفنان‭ ‬طاقة‭ ‬ودفعة‭ ‬للتميز‭ ‬ولتقديم‭ ‬افضل‭ ‬ما‭ ‬عنده‭.‬

وبدورها‭ ‬قالت‭ ‬الفنانة‭ ‬بروين‭: ‬لقد‭ ‬توقفت‭ ‬لمدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الاعمال‭ ‬الفنية‭ ‬ماعدا‭ ‬الاذاعية،‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬عرض‭ ‬علي‭ ‬المخرج‭ ‬جمال‭ ‬الغيلان‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مسرحية”‭ ‬الى‭ ‬ريا”‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الفنان‭ ‬حسن‭ ‬العصفور‭ ‬“‭ ‬اعتذر‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬نظرا‭ ‬لارتباطات‭ ‬فنية‭ ‬أخرى”‭ ‬رحبت‭ ‬وابديت‭ ‬كامل‭ ‬الاستعداد‭ ‬للمشاركة‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬محاولات‭ ‬لترجمة‭ ‬العمل‭ ‬الى‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬مهرجانات‭ ‬دولية‭ ‬بعد‭ ‬تلقينا‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدعوات،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬تسنح‭ ‬لنا‭ ‬الفرصة،‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬وجهت‭ ‬الينا‭ ‬دعوة‭ ‬لأيام‭ ‬قرطاج‭ ‬المسرحية‭ ‬واتصور‭ ‬انها‭ ‬فرصة‭ ‬يتمناها‭ ‬كل‭ ‬فنان‭ ‬بحريني‭ ‬ان‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬قرطاج‭ ‬ويعرض‭ ‬امام‭ ‬جمهور‭ ‬عالمي‭ ‬بكل‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة‭. ‬اما‭ ‬وقوفي‭ ‬ومشاركتي‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬والأستاذ‭ ‬جمعان‭ ‬الرويعي‭ ‬فهو‭ ‬شرف‭ ‬كبير‭ ‬لي‭ ‬ان‭ ‬اتعلم‭ ‬منه‭ ‬واستفيد،‭ ‬فجمعان‭ ‬الرويعي‭ ‬غني‭ ‬عن‭ ‬التعريف‭ ‬ومدرسة‭ ‬فنية‭ ‬متكاملة‭.‬

أما‭ ‬المخرج‭ ‬جمال‭ ‬الغيلان‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬الاستعداد‭ ‬للمشاركة،‭ ‬وبأن‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة‭ ‬ستشهد‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬وتكثيف‭ ‬البروفات،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬الوقت‭ ‬قصير‭ ‬نسبيا‭ ‬ولكنه‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بالنتيجة‭ ‬النهائية‭ ‬وهي‭ ‬تشريف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬قرطاج‭ ‬المسرحية،‭ ‬منوها‭ ‬بأنه‭ ‬أجرى‭ ‬بعض‭ ‬التعديلات‭ ‬على‭ ‬النص‭ ‬تتناسب‭ ‬وطبيعة‭ ‬المشاركات‭ ‬الدولية‭.‬

بينما‭ ‬أوضح‭ ‬المؤلف‭ ‬جمال‭ ‬الصقر‭ ‬بأن‭ ‬موضوع‭ ‬المسرحية‭ ‬مستوحى‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬“‭ ‬إلى‭ ‬ريا”‭ ‬للموسيقار‭ ‬القدير‭ ‬خالد‭ ‬الشيخ،‭ ‬وهي‭ ‬فكرة‭ ‬تلامس‭ ‬وجدان‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬وقضاياه‭ ‬ولكن‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الإسقاطات‭ ‬السياسية‭.‬

‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬مسرحية‭ ‬“إلى‭ ‬ريا”‭ ‬ستعرض‭ ‬ضمن‭ ‬عروض‭ ‬المسابقة‭ ‬الرسمية‭ ‬للمهرجان‭ ‬بتاريخ‭ ‬10‭ ‬ديسمبر‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬“‭ ‬الريو”‭ ‬بتونس‭ ‬بواقع‭ ‬عرضين‭ ‬ويخصّص‭ ‬المهرجان‭ ‬مسابقة‭ ‬رسمية‭ ‬للأعمال‭ ‬المسرحية‭ ‬المحترفة‭ ‬التونسية‭ ‬والعربية‭ ‬والإفريقية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إنتاجها‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2019‭.‬