حرمت طليقها من رؤية ابنته التي رزق بها بعد سنين طويلة

سيدة تمتنع عن تنفيذ حكم قضائي والمحكمة تلزمها بتعويض 1000 دينار

| عباس إبراهيم

قالت‭ ‬المحامية‭ ‬ابتسام‭ ‬الصباغ‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬المدنية‭ ‬الأولى‭ ‬أمرت‭ ‬بتغريم‭ ‬سيدة‭ ‬مبلغ‭ ‬1000‭ ‬دينار‭ ‬تعويضًا‭ ‬أدبيًّا‭ ‬لصالح‭ ‬طليقها‭ ‬ووالد‭ ‬ابنتها،‭ ‬إذ‭ ‬امتنعت‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬حكم‭ ‬قضائي‭ ‬يلزمها‭ ‬بالسماح‭ ‬لموكلها‭ -‬المدعي‭- ‬برؤية‭ ‬ابنته‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬ساعات‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭.‬

‭ ‬وذكرت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أنه‭ ‬ثبت‭ ‬لها‭ ‬تحقق‭ ‬الخطأ‭ ‬التقصيري‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬وتحقق‭ ‬ركن‭ ‬الضرر‭ ‬للمدعي؛‭ ‬نتيجة‭ ‬حرمانه‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬ابنته‭ ‬كونه‭ ‬أبًا‭ ‬ويتوق‭ ‬لرؤيتها‭ ‬بما‭ ‬تمليه‭ ‬عليه‭ ‬فطرة‭ ‬الإنسان‭ ‬وما‭ ‬ألقى‭ ‬به‭ ‬الخالق‭ ‬من‭ ‬محبة‭ ‬للأبناء‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬والديهم،‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬الشرعي‭ ‬واجب‭ ‬النفاذ‭ ‬دون‭ ‬تريّث‭ ‬لما‭ ‬قد‭ ‬يستجد‭ ‬بشأن‭ ‬حكم‭ ‬الزيارة‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬وأن‭ ‬سلوكها‭ ‬يخالف‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭.‬

‭ ‬وأفادت‭ ‬الصباغ‭ ‬وكلية‭ ‬الأب‭ ‬المدعي‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬الشرعية‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أصدرت‭ ‬حكمًا‭ ‬بتمكين‭ ‬الأب‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬ابنته‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬ساعات‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬معين‭ ‬بداخل‭ ‬أحد‭ ‬المراكز‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ورغم‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬طليقته‭ ‬امتنعت‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬الحكم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ألحق‭ ‬به‭ ‬أضرارًا‭ ‬معنوية‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬رؤية‭ ‬ابنته‭ ‬رغم‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬كونها‭ ‬البنت‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬رزق‭ ‬بها‭ ‬بعد‭ ‬طول‭ ‬انتظار،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وأثناء‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬تقدمت‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬بدعوى‭ ‬أخرى‭ ‬تطلب‭ ‬فيها‭ ‬تحديد‭ ‬أوقات‭ ‬الزيارة‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬حالة‭ ‬الطفلة‭ ‬كونها‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬صحية‭.‬

‭ ‬ونظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬ولما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬في‭ ‬استخلاص‭ ‬الخطأ،‭ ‬فقد‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬توافر‭ ‬بحقها‭ ‬الخطأ‭ ‬التقصيري،‭ ‬كون‭ ‬أنه‭ ‬صدر‭ ‬حكم‭ ‬قضائي‭ ‬بتمكين‭ ‬الأب‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬ابنته‭ ‬أسبوعيًّا،‭ ‬بينما‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬لم‭ ‬تستجب‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الحكم،‭ ‬كما‭ ‬ثبت‭ ‬بمحاضر‭ ‬الشرطة‭ ‬رفضها‭ ‬تنفيذ‭ ‬الحكم‭ ‬لأسباب‭ ‬لديها‭.‬

وبينت‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬حكم‭ ‬المحكمة‭ ‬الشرعية‭ ‬هو‭ ‬قضاء‭ ‬واجب‭ ‬النفاذ‭ ‬دون‭ ‬تريّث‭ ‬لما‭ ‬قد‭ ‬يستجد‭ ‬بشأن‭ ‬حكم‭ ‬الزيارة‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإنها‭ ‬خالفت‭ ‬في‭ ‬سلوكها‭ ‬ما‭ ‬انتهى‭ ‬إليه‭ ‬قضاء‭ ‬المحكمة‭ ‬الشرعية‭.‬

‭ ‬وأفادت‭ ‬أنه‭ ‬ثبت‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬السيدة‭ ‬الخطأ‭ ‬التقصيري‭ ‬وتحقق‭ ‬ركن‭ ‬الضرر‭ ‬الأدبي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬آلم‭ ‬بالمدعي‭ ‬من‭ ‬حزن‭ ‬وأسى‭ ‬نتيجة‭ ‬حرمان‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬ابنته‭ ‬خلافًا‭ ‬للحق‭ ‬المكفول‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المشرع،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬مراء‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المدعي‭ ‬حال‭ ‬كونه‭ ‬أبًا‭ ‬للطفلة‭ ‬يتوق‭ ‬لرؤيتها‭ ‬ولقائها‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تمليه‭ ‬فطرة‭ ‬الإنسان‭ ‬وما‭ ‬ألقى‭ ‬به‭ ‬الخالق‭ ‬من‭ ‬محبة‭ ‬للأبناء‭ ‬ومتى‭ ‬أحيل‭ ‬بينهما‭ ‬فذلك‭ ‬لا‭ ‬يقوم‭ ‬بمال‭.‬