محفظة استثمارية بـ 20 مليون دينار لمساعدة الأيتام والأرامل

السيد لــ “البلاد”:منحهم فرص للعمل في الشركات الكبيرة وتملك أسهم فيها

نستمد‭ ‬القوة‭ ‬لنجاحاتنا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬واهتمامات‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬ نهتم‭ ‬لأن‭ ‬ننوع‭ ‬المشاريع‭ ‬الخيرية‭ ‬والتنموية‭ ‬لمساعدة‭ ‬الأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬

 

أكد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الخيرية‭ ‬الملكية‭ ‬مصطفى‭ ‬السيد‭ ‬اهتمام‭ ‬المؤسسة‭ ‬بتحسين‭ ‬جودة‭ ‬المعيشة‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليم‭ ‬والترفيه‭ ‬للأيتام‭ ‬والأرامل‭ ‬والمحتاجين،‭ ‬عبر‭ ‬إنشاء‭ ‬محفظة‭ ‬استثمارية‭ ‬رأس‭ ‬مالها‭ ‬20‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬العقارات‭ ‬ومثلها‭ ‬من‭ ‬الأسهم‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬الناجحة‭ ‬و20‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬نقدا‭. ‬وأوضح‭ ‬السيد‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬أجرته‭ ‬معه‭ ‬“البلاد”‭ ‬اهتمام‭ ‬المؤسسة‭ ‬بمواكبة‭ ‬متطلبات‭ ‬الناس‭ ‬والمجتمع،‭ ‬بنظرة‭ ‬شمولية‭ ‬تتلمس‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬والرعاية‭ ‬المناسبة‭ ‬لهم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يطلبوها،‭ ‬منها‭ ‬بناء‭ ‬مشاريع‭ ‬تنموية‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬وظائف‭ ‬للأرامل‭ ‬والأيتام،‭ ‬ومنحهم‭ ‬فرصا‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬والمصانع،‭ ‬وتملكهم‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬أسهمها‭ ‬مقابل‭ ‬خدمتهم‭ ‬وتفانيهم‭ ‬في‭ ‬العمل‭. ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬نص‭ ‬اللقاء‭:‬

استذكرت‭ ‬وأنا‭ ‬أتطلع‭ ‬لأخبار‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬وما‭ ‬يشوبها‭ ‬من‭ ‬انتهاكات‭ ‬وحشية‭ ‬لجيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬واقع‭ ‬زيارتكم‭ ‬إلى‭ (‬غزة‭) ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬أثناء‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الغاشم‭ ‬حينها،‭ ‬هل‭ ‬لكم‭ ‬أن‭ ‬تصفوا‭ ‬لنا‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬مشاهداتكم‭ ‬حينها؟

الفضل‭ ‬بعد‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬منذ‭ ‬اللحظات‭ ‬الأولى‭ ‬للحرب‭ ‬كان‭ ‬مهتما‭ ‬جدا‭ ‬بتقديم‭ ‬العون‭ ‬للأشقاء‭ ‬في‭ ‬عزة،‭ ‬وعين‭ ‬جلالته‭ ‬نجله‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيسا‭ ‬للجنة‭ ‬البحرينية‭ ‬الوطنية‭ ‬لمناصرة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وكان‭ ‬لي‭ ‬شرف‭ ‬رئاسة‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭.‬

واستطعنا‭ ‬بتوفيق‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬نوحد‭ ‬الجهود‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والمهنية‭ ‬وتمكنا‭ ‬بحمد‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬جمع‭ ‬8‭ ‬ملايين‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬وقمنا‭ ‬بتوقيع‭ ‬عقود‭ ‬مع‭ ‬الأنروا‭ ‬والإغاثة‭ ‬الإسلامية‭ ‬لبناء‭ ‬مدرسة‭ ‬ومكتبة‭ ‬ومركز‭ ‬صحي‭ ‬ومصنع‭ ‬للأطراف‭ ‬الصناعية‭ ‬لخدمة‭ ‬أشقائنا‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

ولقد‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬شرف‭ ‬زيارة‭ ‬غزة‭ ‬أواخر‭ ‬أيام‭ ‬الحرب‭ ‬العام‭ ‬2009‭ ‬وفي‭ ‬زيارات‭ ‬أخرى‭ ‬لاحقة،‭ ‬بتوجيه‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬ورأيت‭ ‬حجم‭ ‬الدمار‭ ‬والكارثة‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬وصفه،‭ ‬بل‭ ‬ويفوق‭ ‬ما‭ ‬كنا‭ ‬نشاهده‭ ‬على‭ ‬شاشات‭ ‬التلفزيون‭.‬

 

ما‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬المؤسسة‭ ‬الخيرية‭ ‬الملكية،‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬مساحات‭ ‬جديدة‭ ‬ستقدمون‭ ‬خلالها‭ ‬الخدمات‭ ‬نحو‭ ‬الفئات‭ ‬المتعففة‭ ‬والمحتاجة‭ ‬في‭ ‬المجتمع؟

نؤمن‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬بضرورة‭ ‬مواكبة‭ ‬متطلبات‭ ‬الناس‭ ‬والمجتمع،‭ ‬ونحرص‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬ما‭ ‬يستجد‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬ومتغيرات‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وتنظر‭ ‬المؤسسة‭ ‬إلى‭ ‬منتسبيها‭ ‬من‭ ‬الأرامل‭ ‬والأيتام‭ ‬نظرة‭ ‬شمولية‭ ‬تتلمس‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬والرعاية‭ ‬المناسبة‭ ‬لهم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يطلبوها‭.‬

منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬نتائج‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأخير‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمناء،‭ ‬ونحن‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬الدخول‭ ‬بموسم‭ ‬الشتاء‭ ‬وهطول‭ ‬الأمطار،‭ ‬حيث‭ ‬وجه‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬المتطوعين؛‭ ‬لمساعدة‭ ‬الأرامل‭ ‬والأيتام‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تعرضهم‭ ‬لأمطار‭ ‬شديدة‭ ‬سواء‭ ‬الصيانة‭ ‬المؤقتة‭ ‬لمنع‭ ‬تسرب‭ ‬المياه‭ ‬ودخولها‭ ‬للمنازل‭ ‬أو‭ ‬جراء‭ ‬التصليحات‭ ‬الضرورية‭. ‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬تعمل‭ ‬المؤسسة‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬والمهنية؛‭ ‬لتكوين‭ ‬شراكة‭ ‬لتقديم‭ ‬مشاريع‭ ‬ومساعدات‭ ‬باسم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للدول‭ ‬والشعوب‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬المتضررة‭ ‬بأسلوب‭ ‬مشترك،‭ ‬حتى‭ ‬نخرج‭ ‬بمشروع‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬اسم‭ ‬المملكة‭ ‬وشعبها‭ ‬الكريم،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬مساعدات‭ ‬غزة‭ ‬والصومال،‭ ‬كأن‭ ‬نوفر‭ ‬لقاحات‭ ‬التطعيم‭ ‬ضد‭ ‬الأمراض،‭ ‬ونحفر‭ ‬الآبار‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الإغاثية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬والمناطق‭.‬

 

ما‭ ‬المسؤوليات‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إليها‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬لخدمة‭ ‬فئات‭ ‬الأرامل‭ ‬والأيتام‭ ‬والمطلقات‭ ‬والأسر‭ ‬المتعففة؟

عندما‭ ‬أسس‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المؤسسة‭ ‬الخيرية‭ ‬الملكية،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬للفئات‭ ‬المحتاجة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تحقيق‭ ‬التكاتف‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وعليه‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬برنامج‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬لتفعيل‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬الإنساني‭ ‬الجميل‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المحتاجين‭ ‬كل‭ ‬حسب‭ ‬قدراته‭ ‬وإمكاناته‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬ذلك‭ ‬المساهم‭ ‬شخصا‭ ‬أو‭ ‬مؤسسة‭ ‬أو‭ ‬شركة‭.‬

وأشير‭ ‬هنا،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬التطوع‭ ‬فيها‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬بجهود‭ ‬ذاتية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬أو‭ ‬اللوجستي‭ ‬أو‭ ‬المعنوي،‭ ‬منها‭ ‬تقديم‭ ‬البرامج‭ ‬الترفيهية‭ ‬والعلمية‭.‬

‭ ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬فريق‭ ‬المتطوعين‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأمطار،‭ ‬والذي‭ ‬ذكرته‭ ‬مسبقا،‭ ‬فلقد‭ ‬قامت‭ ‬المؤسسة‭ ‬بدعوة‭ ‬الجميع‭ ‬للانضمام‭ ‬بفريق‭ ‬المتطوعين‭ ‬لتقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬للمحتاجين،‭ ‬ويمكن‭ ‬التسجيل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التواصل‭ ‬معها‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬اللازمة‭ ‬للأيتام‭ ‬والأرامل‭ ‬والمحتاجين‭.‬

 

ما‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تطمحون‭ ‬لتحقيقها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب؟

تحسين‭ ‬جودة‭ ‬المعيشة‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليم‭ ‬والترفيه‭ ‬للأيتام‭ ‬والأرامل‭ ‬والمحتاجين،‭ ‬وعليه‭ ‬نعمل‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬محفظة‭ ‬استثمارية‭ ‬رأس‭ ‬مالها‭ ‬20‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬العقارات،‭ ‬ومثلها‭ ‬من‭ ‬الأسهم‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬الناجحة‭ ‬و20‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬نقدا‭.‬

وكذلك‭ ‬بناء‭ ‬مشاريع‭ ‬تنموية‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬وظائف‭ ‬للأرامل‭ ‬والايتام،‭ ‬ومنحهم‭ ‬فرصا‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬والمصانع‭ ‬وتملكهم‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬أسمهما‭ ‬مقابل‭ ‬خدمتهم‭ ‬وتفانيهم‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬للمؤسسة‭ ‬تمويلا‭ ‬ذاتيا‭ ‬تضمن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬توفير‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬تعمل‭ ‬عليه‭.‬

 

هل‭ ‬هناك‭ ‬رقم‭ ‬إيرادات‭ (‬تبرعات‭) ‬معين‭ ‬تطمحون‭ ‬للوصول‭ ‬إليه‭ ‬سنويا؟‭ ‬كيف؟

طموحنا‭ ‬حاليا‭ ‬هو‭ ‬إنجاح‭ ‬هذه‭ ‬المحفظة‭ ‬الاستثمارية،‭ ‬ومعها‭ - ‬بالتوازي‭- ‬إنشاء‭ ‬مشاريع‭ ‬تنموية‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬وظائف‭ ‬للأرامل‭ ‬والأيتام‭ ‬ومنحهم‭ ‬فرصة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬والمصانع‭ ‬وتمليكهم‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬أسهم‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬والمصانع‭ ‬مقابل‭ ‬خدمتهم‭ ‬وتفانيهم‭ ‬في‭ ‬العمل‭. ‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬والمشاريع‭ ‬والبرامج‭ ‬الخيرية‭ ‬التي‭ ‬تنظمها‭ ‬المؤسسة،‭ ‬مثل‭ ‬مشروع‭ ‬دينار‭ ‬اليتيم‭ ‬ومشروع‭ ‬التبرع‭ ‬على‭ ‬الطائرة‭ ‬ومشروع‭ ‬فلس‭ ‬يغير‭ ‬الحياة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الإنسانية‭ ‬الخيرية،‭ ‬والتي‭ ‬تصب‭ ‬جميعها‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الأيتام‭ ‬والأرامل‭ ‬والمحتاجين‭.‬

 

كيف‭ ‬تنظرون‭ ‬إلى‭ ‬جائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية؟‭ ‬وما‭ ‬الرسالات‭ ‬النبيلة‭ ‬التي‭ ‬تحملها؟

جائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬تمثل‭ ‬منهاج‭ ‬الحياة؛‭ ‬نظرا‭ ‬لما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬المعاني‭ ‬والقيم‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬جائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬حيث‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬مفاهيم‭ ‬التآخي‭ ‬واللحمة،‭ ‬والتسامح‭ ‬والعطف‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الجائزة‭ ‬وجوهرها‭ ‬تمثل‭ ‬قصة‭ ‬نجاح‭ ‬ورحلة‭ ‬عمل،‭ ‬يورث‭ ‬ويوثق‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬الرفيعة‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم،‭ ‬ولهذه‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬التي‭ ‬تتكامل‭ ‬في‭ ‬حكمها‭ ‬الرشيد‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬المنجز‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬زاهر،‭ ‬يشهد‭ ‬له‭ ‬اليوم‭ ‬الداني‭ ‬والقاصي‭ ‬بكل‭ ‬إعجاب‭ ‬وإكبار،‭ ‬فهي‭ ‬تمثل‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬أرفع‭ ‬وأبلغ‭ ‬صورها‭ ‬تخليدا‭ ‬لذكرى‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬وما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬ومشهود‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬الدولة‭ ‬وفي‭ ‬أعماله‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬الجميع‭.‬

وكما‭ ‬أن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بروحه‭ ‬الإنسانية‭ ‬الشفافة‭ ‬التي‭ ‬أسس‭ ‬بها‭ ‬المؤسسة‭ ‬الخيرية‭ ‬الملكية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رعاية‭ ‬وكفالة‭ ‬الأيتام‭ ‬ومساعدة‭ ‬المحتاجين‭ ‬وإغاثة‭ ‬المتضررين،‭ ‬فهي‭ ‬نفسها‭ ‬الروح‭ ‬التي‭ ‬أطلق‭ ‬بها‭ ‬جائزة‭ ‬الفقيد‭ ‬الراحل‭ ‬لخدمة‭ ‬الانسانية،‭ ‬إن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬استمد‭ ‬من‭ ‬والده‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬كل‭ ‬القيم‭ ‬والمعاني‭ ‬النبيلة‭.‬

جائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬هي‭ ‬رافد‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الروافد‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬دور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الانساني‭ ‬العالمي،‭ ‬وما‭ ‬ترسيخه‭ ‬من‭ ‬مبادئ‭ ‬خيرة‭ ‬وأعمال‭ ‬نيرة‭ ‬تحتاجها‭ ‬الإنسانية‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬زادت‭ ‬فيه‭ ‬الحروب‭ ‬والنزاعات‭ ‬الدموية،‭ ‬فهي‭ ‬تؤكد‭ ‬النظرة‭ ‬الثاقبة‭ ‬لجلالته‭ ‬في‭ ‬رؤيته‭ ‬لما‭ ‬تصير‭ ‬إليه‭ ‬الأحوال‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬الانسانية،‭ ‬إن‭ ‬الجائزة‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الثانية‭ ‬أصبحت‭ ‬من‭ ‬العلامات‭ ‬البارزة‭ ‬للبحرين‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭ ‬الآخرون‭ ‬بالفخر‭ ‬والاعتزاز‭.‬

 

أخيرا،‭ ‬ما‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬ترغبون‭ ‬في‭ ‬توجيهها‭ ‬للمجتمع‭ ‬والجيل‭ ‬الناشئ؟

أهم‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬يتسلح‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬العلم‭ ‬وأقصد‭ ‬بالعلم‭ ‬الثقافة‭ ‬العامة‭ ‬سواء‭ ‬الجامعية‭ ‬أو‭ ‬الاطلاع‭ ‬أو‭ ‬حضور‭ ‬الدورات‭ ‬العلمية‭ ‬والعملية،‭ ‬فالعلم‭ ‬ضروري‭ ‬لنجاح‭ ‬الإنسان‭ ‬والثقافة‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬طوال‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭.‬

وأؤكد‭ ‬هنا‭ ‬أهمية‭ ‬الجدية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وبذل‭ ‬الجهد،‭ ‬وألا‭ ‬نفقد‭ ‬الأمل‭ ‬مهما‭ ‬واجهنا‭ ‬المصاعب‭ ‬والتحديات،‭ ‬والأهم‭ ‬الإخلاص‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مراحل‭ ‬الحياة،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأن‭ ‬مسؤوليه‭ ‬يرون‭ ‬عمله‭ ‬وسيترقى‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬حقه‭ ‬وأن‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬لن‭ ‬يضيع‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬والآخرة،‭ ‬وسوف‭ ‬يجد‭ ‬نتيجة‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬أخرى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتوقعها‭.‬