تطبيقه يحمّل الدولة أعباء مالية لاحاجة لها

لا لإباحة الاستنساخ العلاجي

| محرر الشؤون المحلية

أبدت‭ ‬الحكومة‭ ‬تحفظها‭ ‬على‭ ‬تعديل‭ ‬تشريعي‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬مناقشته‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الثلاثاء‭ ‬المقبل‭ ‬يستثني‭ ‬الاستنساخ‭ ‬العلاجي‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الاستنساخ‭ ‬المحظور‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬26‭ ‬لسنة‭ ‬2017‭. ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬العلمية‭ ‬والبحثية‭ ‬قد‭ ‬أبدت‭ ‬تخوفها‭ ‬إزاء‭ ‬المخاطر‭ ‬المحتملة‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬الهندسة‭ ‬الوراثية‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان،‭ ‬حيث‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭. ‬وبينت‭ ‬الحكومة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬الاستنساخ‭ ‬العلاجي‭ ‬لأغراض‭ ‬العلاج‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬الدين‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تحت‭ ‬البحث‭ ‬والدراسة،‭ ‬ولم‭ ‬تثبت‭ ‬كفاءتها‭ ‬وسلامة‭ ‬تطبيقها‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬مثارًا‭ ‬للجدل‭ ‬العلمي‭ ‬والأخلاقي‭ ‬والديني‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬الاستنساخ‭ ‬العلاجي‭ ‬هو‭ ‬إنتاج‭ ‬خلايا‭ ‬جذعية‭ ‬بغرض‭ ‬علاج‭ ‬عضو‭ ‬غير‭ ‬سليم‭ ‬في‭ ‬جسم‭ ‬المريض،‭ ‬أما‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬26‭) ‬لسنة‭ ‬2017‭ ‬سالف‭ ‬الذكر‭ ‬فهو‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬الإنجاب‭ ‬لزوجين‭ ‬ليس‭ ‬لديهما‭ ‬المقدرة‭ ‬على‭ ‬الإنجاب‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭.‬

وأردفت‭ ‬أن‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروع‭ ‬كذلك‭ ‬يحمّل‭ ‬المملكة‭ ‬أعباء‭ ‬مالية‭ ‬إضافية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬اقتصادية‭ ‬تقتضي‭ ‬تجنب‭ ‬هذا‭ ‬العبء‭. ‬ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السماح‭ ‬بالاستنساخ‭ ‬العلاجي‭ ‬قد‭ ‬يحوّل‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭ ‬للتجارة‭ ‬والكسب‭ ‬المادي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصرف‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬خلاياهم‭ ‬الجذعية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الفقيرة‭. ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬تعارضه‭ ‬مع‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والدينية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالاستنساخ‭ ‬العلاجي‭ ‬والخلايا‭ ‬الجذعية‭ ‬مثل‭ ‬قتل‭ ‬الجنين‭ ‬المتكون‭ ‬في‭ ‬المعمل‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬خلاياه‭ ‬الجذعية‭ ‬الجنينية‭.‬

وأكدت‭ ‬صعوبة‭ ‬الرقابة‭ ‬الكاملة‭ ‬أو‭ ‬الإشراف‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الهيئات‭ ‬والجهات‭ ‬الرقابية‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العمليات،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬الضوابط‭ ‬والقواعد‭ ‬والاشتراطات‭ ‬اللازمة‭ ‬لضمان‭ ‬الممارسة‭ ‬المهنية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬والشرعية‭ ‬السليمة‭ ‬نظرًا‭ ‬لحداثتها‭.‬

ونوّهت‭ ‬باحتمالية‭ ‬حدوث‭ ‬خلل‭ ‬تقني‭ ‬أثناء‭ ‬إجراء‭ ‬عملية‭ ‬الاستنساخ‭ ‬مما‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬تشوهات‭ ‬جسيمة‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬جسدية‭ ‬أم‭ ‬عقلية‭ ‬أم‭ ‬نفسية‭.‬

الأعلى‭ ‬الإسلامي

من‭ ‬جهته،‭ ‬عبّر‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬الإسلامي‭ ‬عن‭ ‬رفضه‭ ‬للتعديل‭ ‬التشريعي،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬تعريف‭ ‬الاستنساخ‭ ‬العلاجي‭ ‬الوارد‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬تعريفٌ‭ ‬عامٌّ‭ ‬وواسعٌ‭ ‬بما‭ ‬يُخرجه‭ ‬عن‭ ‬إطار‭ ‬القانون‭ ‬المعدَّل،‭ ‬وقد‭ ‬يفتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬تطبيقات‭ ‬كثيرة‭ ‬قد‭ ‬تشتمل‭ ‬على‭ ‬محظورات‭ ‬شرعية،‭ ‬وقد‭ ‬يفرز‭ ‬آثارًا‭ ‬سلبية‭ ‬متعددة‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬الاستنساخ‭ ‬العلاجي‭ ‬الذي‭ ‬يستهدف‭ ‬استعمال‭ ‬مادة‭ ‬جينية‭ ‬من‭ ‬خلايا‭ ‬المريض‭ ‬نفسه‭ ‬لإنتاج‭ ‬خلايا‭ ‬البنكرياس‭ ‬لعلاج‭ ‬السكر‭ ‬أو‭ ‬خلايا‭ ‬عصبية‭ ‬لإصلاح‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬التالف،‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الاحتياجات‭ ‬العلاجية‭ ‬بالضوابط‭ ‬الشرعية‭ ‬لا‭ ‬مانع‭ ‬منه‭ ‬شرعًا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المبدأ؛‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬المحظور‭ ‬الشرعي‭ ‬من‭ ‬تغيير‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬أو‭ ‬اختلاط‭ ‬الأنساب،‭ ‬أو‭ ‬نسبة‭ ‬مولود‭ ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬والديه‭ ‬الحقيقيين‭ ‬في‭ ‬زواج‭ ‬شرعي‭.‬