معه آخران حُكم عليهما بالإعدام في وقت سابق

تأييد المؤبد لرئيس عصابة تروّج الحشيش

| عباس إبراهيم

أيدت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬عقوبة‭ ‬السجن‭ ‬المؤبد‭ ‬والغرامة‭ ‬بمبلغ‭ ‬5000‭ ‬دينار‭ ‬بحق‭ ‬تاجر‭ ‬مخدرات‭ ‬كان‭ ‬ضمن‭ ‬عصابة‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬متهمين،‭ ‬بينهم‭ ‬سيدة‭ ‬وشاب‭ ‬خليجي،‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬28‭ ‬و37‭ ‬عاما،‭ ‬والمتهمون‭ ‬بزراعة‭ ‬مواد‭ ‬مخدرة‭ ‬وجلب‭ ‬وبيع‭ ‬وترويج‭ ‬مادة‭ ‬الحشيش‭ ‬المخدرة،‭ ‬والتي‭ ‬يتم‭ ‬جلبها‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬خليجية،‭ ‬ويعملون‭ ‬على‭ ‬تهريبها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إخفائها‭ ‬في‭ ‬إطارات‭ ‬السيارات‭ ‬وطريقة‭ ‬تسليمها‭ ‬كانت‭ ‬تتم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مقابلة‭ ‬مباشرة،‭ ‬وتمكنوا‭ ‬بتلك‭ ‬الطرق‭ ‬من‭ ‬حيازة‭ ‬وإحراز‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬كيلوجراما‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬الحشيش‭ ‬المخدرة‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬قضت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬بحق‭ ‬المتهم‭ ‬الخليجي‭ ‬وآخر‭ ‬بحريني‭ ‬وبإجماع‭ ‬الآراء‭ ‬بعقوبة‭ ‬الإعدام،‭ ‬وبتغريم‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬مبلغ‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬دينار،‭ ‬كما‭ ‬حبست‭ ‬3‭ ‬متهمين‭ ‬آخرين‭ - ‬بينهم‭ ‬السيدة‭- ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬وبتغريم‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬1000‭ ‬دينار،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عقوبة‭ ‬الحبس‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬وبغرامة‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬بحق‭ ‬المتهم‭ ‬السابع‭ ‬بالقضية‭.‬

وقالت‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إنه‭ ‬نظرا‭ ‬لظروف‭ ‬الدعوى‭ ‬وملابساتها‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمتهم‭ ‬الثالث‭ ‬“المستأنف”،‭ ‬فالمحكمة‭ ‬تأخذه‭ ‬بقسط‭ ‬من‭ ‬الرأفة‭ ‬عملا‭ ‬بحقها‭ ‬المخول‭ ‬لها‭ ‬بمقتضى‭ ‬المادة‭ (‬72‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات،‭ ‬وتنزل‭ ‬بالعقوبة‭ ‬له‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬المؤبد‭.‬

وتتمثل‭ ‬تفاصيل‭ ‬ضبط‭ ‬المدانين‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬المخدرات‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬تلقت‭ ‬بلاغ‭ ‬مفاده‭ ‬وجود‭ ‬عصابة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة؛‭ ‬بقصد‭ ‬الإتجار‭ ‬والترويج،‭ ‬وبتكثيف‭ ‬التحريات‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬هوية‭ ‬مديري‭ ‬الشبكة‭ ‬وهما‭ ‬المتهمين‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث،‭ ‬واللذان‭ ‬يعملان‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬“الحشيش”‭ ‬بالاتفاق‭ ‬مع‭ ‬شخص‭ ‬خليجي،‭ ‬إذ‭ ‬يقوم‭ ‬الأخير‭ ‬بتهريب‭ ‬الكميات‭ ‬المطلوبة‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬مستعينا‭ ‬بأشخاص‭ ‬مجهولين‭ ‬يعملون‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬تهريب‭ ‬تلك‭ ‬المواد‭ ‬برا‭ ‬عبر‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد،‭ ‬بحيث‭ ‬يتم‭ ‬تسليمها‭ ‬للمتهمين‭ ‬الأول‭ ‬والثاني،‭ ‬واللذين‭ ‬بدورهما‭ ‬يروجانها‭ ‬على‭ ‬المدمنين‭.‬

وبالفعل‭ ‬تلقت‭ ‬الإدارة‭ ‬معلومة‭ ‬موثوق‭ ‬منها‭ ‬وأكيدة‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬كانا‭ ‬قد‭ ‬استلما‭ ‬كمية‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬الحشيش،‭ ‬وهما‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬عملية‭ ‬الترويج،‭ ‬فتم‭ ‬تشكيل‭ ‬فريق‭ ‬ضبط،‭ ‬وتم‭ ‬استصدار‭ ‬الأذون‭ ‬اللازمة‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬النيابة‭ ‬العامة؛‭ ‬لتفتيش‭ ‬شخص‭ ‬ومسكن‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭.‬

وتوجه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬شرطة‭ ‬الإدارة‭ ‬للقبض‭ ‬عليه‭ ‬أثناء‭ ‬تواجده‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المطاعم‭ ‬المعروفة،‭ ‬والذي‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬أعلموه‭ ‬بهويتهم‭ ‬قاومهم‭ ‬وحاول‭ ‬الفرار‭ ‬من‭ ‬قبضتهم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬توقيفه‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليه،‭ ‬كما‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬معه‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬سيارته،‭ ‬فتم‭ ‬توقيفه‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭.‬

وأسفرت‭ ‬التحريات‭ ‬الإضافية‭ ‬بعد‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المتهمين‭ ‬إلى‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬باقي‭ ‬المتهمين‭ ‬ومن‭ ‬ضمنهم‭ ‬سيدة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬وأثناء‭ ‬تفتيش‭ ‬منازل‭ ‬6‭ ‬من‭ ‬المتهمين‭ ‬تبين‭ ‬وجود‭ ‬مواد‭ ‬وأدوات‭ ‬خاصة‭ ‬بزراعة‭ ‬مادة‭ ‬الماريجوانا‭ ‬المخدرة،‭ ‬وأن‭ ‬بحوزتهم‭ ‬مواد‭ ‬غير‭ ‬معروفة‭.‬

واعترف‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬بنقله‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أنكر‭ ‬بيعها‭ ‬أو‭ ‬زراعتها،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يتسلم‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة‭ ‬التي‭ ‬يتحصل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬الخليجي‭ - ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ - ‬بعد‭ ‬إرسالها‭ ‬إليه‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬أشخاص‭ ‬من‭ ‬بلاده،‭ ‬بحيث‭ ‬يحضرون‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬مدينة‭ ‬حمد‭ ‬ويقومون‭ ‬بالاتفاق‭ ‬على‭ ‬مكان‭ ‬معين‭ ‬يلقي‭ ‬فيه‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬بحوزته‭ ‬المخدرات‭ ‬إطار‭ ‬عجلة‭ ‬سيارة،‭ ‬ويكون‭ ‬هو‭ ‬بانتظار‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬المحدد‭ ‬وعلى‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬والشخص‭ ‬الذي‭ ‬جلب‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬تهريبها‭ ‬للبلاد،‭ ‬بواسطة‭ ‬مكالمة‭ ‬جماعية‭ ‬ثلاثية؛‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬استلام‭ ‬ما‭ ‬بداخل‭ ‬ذلك‭ ‬الإطار‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬مخدرة‭.‬

وأفاد‭ ‬أنه‭ ‬تعرف‭ ‬على‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬جهاز‭ ‬الألعاب‭ ‬البلايستيشن؛‭ ‬كونه‭ ‬مدمن‭ ‬على‭ ‬اللعب،‭ ‬وكان‭ ‬يلتقي‭ ‬المتهم‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر؛‭ ‬لأنه‭ ‬يحضر‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬المملكة،‭ ‬ويتعاطيان‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة‭ ‬معا،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬أبلغه‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬أنه‭ ‬سيجلب‭ ‬له‭ ‬كمية‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬الحشيش‭ ‬المخدرة‭ ‬تقدر‭ ‬بنحو‭ ‬كيلوجرام‭ ‬واحد،‭ ‬حتى‭ ‬يقوم‭ ‬ببيعها‭ ‬لصالحه،‭ ‬فوافق‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬استلامه‭ ‬الإطار‭ ‬وتفريغه‭ ‬مما‭ ‬يحتوي‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬الحشيش‭ ‬المخدرة،‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬أي‭ ‬جزء‭ ‬منه‭ ‬وانتهى‭ ‬به‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬تدخين‭ ‬كل‭ ‬الكمية‭ ‬لوحده،‭ ‬واعتذر‭ ‬لصديقه‭ ‬مما‭ ‬حصل،‭ ‬وقرر‭ ‬له‭ ‬أنه‭ ‬سيدفع‭ ‬له‭ ‬قيمتها‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬الكافي،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تفاجأ‭ ‬برد‭ ‬فعل‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬له‭ (‬يسلم‭ ‬راسك‭)‬،‭ ‬وأنه‭ ‬إذا‭ ‬أراد‭ ‬المزيد،‭ ‬فهو‭ ‬حاضر‭ ‬وسيرسل‭ ‬إليه‭.‬

واختتم‭ ‬اعترافه‭ ‬بأنه‭ ‬بعد‭ ‬تقريبا‭ ‬يومين‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المحادثة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بينهما،‭ ‬اتصل‭ ‬به‭ ‬المتهم‭ ‬الأول،‭ ‬والذي‭ ‬قرر‭ ‬له‭ ‬أنه‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬خدمة‭ ‬منه،‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬استلام‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬حصيلة‭ ‬بيع‭ ‬مواد‭ ‬مخدرة،‭ ‬والتي‭ ‬سوف‭ ‬يتركها‭ ‬إليه‭ ‬البائعون‭ ‬بأماكن‭ ‬محددة،‭ ‬يبلغه‭ ‬بها،‭ ‬وبالفعل‭ ‬نفذ‭ ‬3‭ ‬عمليات‭ ‬استلام،‭ ‬كان‭ ‬مجموع‭ ‬ما‭ ‬تسلمه‭ ‬فيها‭ ‬مبلغ‭ ‬6000‭ ‬دينار،‭ ‬كان‭ ‬يسلمها‭ ‬إلى‭ ‬أشخاص‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬منطقتين‭ ‬أخريين‭ ‬بذات‭ ‬طريقة‭ ‬الإطارات‭ ‬بوضعها‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬معينة‭ ‬ليقوموا‭ ‬باستلامها‭ ‬وتسليمها‭ ‬لشخص‭ ‬آخر‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬للمتهم‭ ‬الأول‭.‬