أكدوا الحاجة لتطوير التشريعات وسط مخاطرة عالية

خبراء: زيادة في توجّه الأفراد نحو الاستثمارات البديلة

| علي الفردان من المنامة | تصوير رسول الحجيري

‭ ‬رأى‭ ‬خبراء‭ ‬ماليون،‭ ‬أن‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬ستغيّر‭ ‬عالم‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬وذلك‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬التطبيقات‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تساعد‭ ‬المستثمرين‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬استثماراتهم‭ ‬ومعرفة‭ ‬اتجاه‭ ‬العوائد،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬زيادة‭ ‬توجّه‭ ‬الأفراد‭ ‬نحو‭ ‬الاستثمارات‭ ‬البديلة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬حكرًا‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬الكبرى‭.‬

‭ ‬جاء‭ ‬ذلك،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬جلسة‭ ‬“إيجاد‭ ‬عوائد‭ ‬بديلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وفئات‭ ‬الأصول‭ ‬الخاصة”‭ ‬ضمن‭ ‬أعمال‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬للمؤتمر‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬لأصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬والمستثمرين‭ ‬العرب‭ ‬والذي‭ ‬تستضيفه‭ ‬المنامة‭ ‬بمشاركة‭ ‬مئات‭ ‬المختصين‭ ‬والمسئولين‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والمستثمرين‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬

‭ ‬وتعبير‭ ‬الاستثمارات‭ ‬البديلة‭ ‬أصبح‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬الأدوات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬غير‭ ‬التقليدية‭ ‬مثل‭ ‬الأسهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬وصناديق‭ ‬التحوط،‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬المغامر،‭ ‬وصناديق‭ ‬الاستثمار‭ ‬العقاري‭ ‬والسلع‭ ‬والمعادن‭.‬

اتفاق‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬التشريعات‭ ‬

‭ ‬واتفق‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬التشريعات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نمو‭ ‬الاستثمارات‭ ‬البديلة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬التقليدية‭.‬

وقال‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمجموعة‭ ‬مكتب‭ ‬العائلة،‭ ‬عبدالمحسن‭ ‬العمران،‭ ‬إن‭ ‬الشركات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬باتت‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬التقنية‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬برامج‭ ‬وتطبيقات‭ ‬تتيح‭ ‬للمستثمر‭ ‬مشاهدة‭ ‬المحفظة‭ ‬الاستثمارية‭ ‬ورؤية‭ ‬التفاصيل‭ ‬واتجاه‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬يستثمرها‭ ‬والفوائد‭ ‬المحققة‭.‬

‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬التقنية‭ ‬وفّرت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخيارات،‭ ‬إذ‭ ‬غيّرت‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬طرق‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وباتت‭ ‬تقدم‭ ‬فهم‭ ‬أفضل‭ ‬للعملاء‭.‬

وقال‭ ‬العمران‭ ‬إن‭ ‬الشركات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تستهدف‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬6‭ ‬إلى‭ ‬7‭ % ‬للأرباح،‭ ‬لكن‭ ‬الاستثمارات‭ ‬التقليدية‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬في‭ ‬المدى‭ ‬المنظور،‭ ‬لذلك‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬للاستثمارات‭ ‬البديلة‭.‬

‭ ‬ورأى‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬شركة‭ ‬“بتلكو”‭ ‬والرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬“أصول”،‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬أن‭ ‬الوسائل‭ ‬التقليدية‭ ‬للاستثمار‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬غير‭ ‬منظمة‭ ‬تمامًا‭ ‬وتحتوي‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المخاطرة‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬الوسائل‭ ‬التقليدية،‭ ‬مبيّنًا‭ ‬أن‭ ‬التوجّه‭ ‬للاستثمارات‭ ‬البديلة‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬قرارات‭ ‬بعض‭ ‬المستثمرين‭ ‬المهتمين‭ ‬بهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭.‬

وشدّد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬بتلكو‭ ‬والرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لـ”أصول”‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الحكومة‭ ‬بتشجيع‭ ‬المستثمرين‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬تنافس‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

‭ ‬وقال‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لاتحاد‭ ‬البنوك‭ ‬العربية،‭ ‬وسام‭ ‬فتوح،‭ ‬إن‭ ‬قطاع‭ ‬الاستثمارات‭ ‬البديلة‭ ‬بات‭ ‬مفتوحًا‭ ‬للأفراد‭ ‬العاديين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬فئة‭ ‬الشركات‭ ‬والمستثمرين‭ ‬الكبار‭.‬

‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاستثمارات‭ ‬البديلة‭ ‬باتت‭ ‬أفضل‭ ‬مكان‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وأن‭ ‬عامل‭ ‬الاستعداد‭ ‬للمخاطرة‭ ‬هو‭ ‬الفيصل‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬المستثمر‭ ‬في‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الوسائل‭ ‬غير‭ ‬التقليدية‭ ‬للاستثمار‭.‬

‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية

‭  ‬وبخصوص‭ ‬التوجهات‭ ‬المستقبلة‭ ‬للاستثمارات،‭ ‬عبّر‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬المشارك‭ ‬لـ‭ ‬“انفستكورب”‭ ‬حازم‭ ‬بن‭ ‬قاسم،‭ ‬عن‭ ‬اعتقاده‭ ‬بأن‭ ‬الأولويات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬توضع‭ ‬للعشر‭ ‬سنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ينبغي‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يأخذ‭ ‬منحى‭ ‬متطورًا‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬برامج‭ ‬تستمر‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬سنة‭ ‬وتساهم‭ ‬فيها‭ ‬صناديق‭ ‬سيادية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المالية‭ ‬الصاعدة‭ ‬مثل‭ ‬فيتنام‭ ‬الصين‭ ‬الهند‭ ‬وشرق‭ ‬آسيا،‭ ‬حيث‭ ‬يتحوّل‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬إلى‭ ‬مستهلكين،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭. ‬

‭ ‬ورأى‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمجموعة‭ ‬مكاتب‭ ‬العائلة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬التشريعات‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬التمويل،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬تشريعات‭ ‬تتعلق‭ ‬بالإفلاس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬البحرين‭ ‬والإمارات‭ ‬والسعودية،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬نظيرتها‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬الذي‭ ‬يعالج‭ ‬قضية‭ ‬إفلاس‭ ‬المؤسسات‭ ‬بصورة‭ ‬أفضل‭.‬

وأشار‭ ‬عبدالمحسن‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬شركته‭ ‬الناجحة‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬لم‭ ‬توفق‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التمويل‭ ‬من‭ ‬البنوك‭. ‬وتطرّق‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬التوفير‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تغلب‭ ‬عليها‭ ‬ثقافة‭ ‬الاستهلاك‭.‬