البحرين الأولى عربيا في إتقان طلبة الابتدائي القراءة

| المنامة - بنا

نشر‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬تقريرًا‭ ‬جديدًا‭ ‬بشأن‭ ‬فقر‭ ‬التعلّم‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬التعليم‭ ‬الابتدائي،‭ ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬سعي‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬الكبرى‭ ‬إلى‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الأعداد‭ ‬المتزايدة‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يفتقدون‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬المعارف‭ ‬والمهارات‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬مسيرتهم‭ ‬التعليمية‭.‬‮ ‬

‭ ‬وفي‭ ‬التقرير،‭ ‬قدّم‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬مفهومًا‭ ‬جديدًا‭ ‬لفقر‭ ‬التعلم،‭ ‬وذلك‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬بيانات‭ ‬محدّثة‭ ‬تم‭ ‬تطويرها‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬معهد‭ ‬اليونسكو‭ ‬للإحصاء‭. ‬وبحسب‭ ‬تعريف‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬يعني‭ ‬فقر‭ ‬التعلم‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يبلغون‭ ‬سن‭ ‬العاشرة‭ (‬السنة‭ ‬الرابعة‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬الابتدائي‭) ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬نص‭ ‬بسيط‭ ‬وفهمه‭. ‬ويتبع‭ ‬خبراء‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬قياس‭ ‬مؤشر‭ ‬فقر‭ ‬التعلم‭ (‬Learning Poverty Index‭) ‬على‭ ‬مؤشرين‭ ‬فرعيين‭ ‬اثنين‭ ‬يرتبطان‭ ‬بالتعليم‭ ‬والتعلم،‭ ‬حيث‭ ‬يقومون‭ ‬أولاً‭ ‬بتحديد‭ ‬نسبة‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يحققوا‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬إتقان‭ ‬القراءة،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬قياسه‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الاختبارات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الدقة‭ ‬العالية،‭ ‬ثمّ‭ ‬بعدها‭ ‬يتم‭ ‬تعديل‭ ‬النسبة‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭ ‬آنفا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬احتساب‭ ‬نسبة‭ ‬الأطفال‭ ‬المتسربين‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬بشكل‭ ‬مبكّر‭ ‬والذين‭ ‬يُفترض‭ ‬أنهم‭ ‬أيضًا‭ ‬لا‭ ‬يتقنون‭ ‬القراءة‭.‬

‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬الدول‭ ‬العربيّة،‭ ‬جاءت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬بأفضل‭ ‬نسبة‭ ‬تعلم،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬أغلبية‭ ‬الأطفال‭ (‬حوالي‭ ‬68‭ %) ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬المملكة‭ ‬يتقنون‭ ‬القراءة‭ ‬وفقًا‭ ‬للمعايير‭ ‬الدولية‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭ ‬إتقانًا‭ ‬كاملاً‭. ‬وبيّن‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تعتبر‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا،‭ ‬كما‭ ‬كشف‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الانقطاع‭ ‬عن‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬2‭ %‬،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أقل‭ ‬النسب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يرى‭ ‬خبراء‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬المهمة‭ ‬الأولى‭ ‬للمدرسة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬إتقان‭ ‬الأطفال‭ ‬للقراءة،‭ ‬حيث‭ ‬تفتح‭ ‬هذه‭ ‬المهارة‭ ‬الأبواب‭ ‬واسعة‭ ‬أمام‭ ‬الطفل‭ ‬ليتعلم‭ ‬وليطوّر‭ ‬معارفه‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر،‭ ‬وبخاصة‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬والرياضيات‭ ‬واللغات‭ ‬الأجنبية‭.‬

‭ ‬وبحسب‭ ‬البيانات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬الجديد‭ ‬للبنك‭ ‬الدولي،‭ ‬فإن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تُعتبر‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬تقدمًا‭ ‬بارزًا‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬أغلبية‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬القراءة‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬التعليم‭ ‬الابتدائي‭ ‬وفقًا‭ ‬للمعايير‭ ‬الدولية،‭ ‬وما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬هام‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬تضمّنه‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للعام‭ ‬2030‭. ‬‮ ‬

‭ ‬وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬نفذت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬والمشاريع‭ ‬لتطوير‭ ‬تعليم‭ ‬القراءة‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬المملكة،‭ ‬وبخاصة‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬التعليم‭ ‬الابتدائي،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬استراتيجية‭ ‬القرائية‭ ‬باللغتين‭ ‬العربية‭ ‬والإنجليزية،‭ ‬والتركيز‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬للأطفال‭ ‬لتمكينهم‭ ‬من‭ ‬القراءة‭ ‬بشكل‭ ‬مكثّف‭ ‬ومنذ‭ ‬سن‭ ‬مبكرة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬قرار‭ ‬تدريس‭ ‬اللغة‭ ‬الانجليزية‭ ‬من‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭ ‬الابتدائي‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬الوزارة‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬2019‭-‬2020‭ ‬بتخصيص‭ ‬حصة‭ ‬يومية‭ ‬لتعليم‭ ‬القراءة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬وعيها‭ ‬بضرورة‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬هذه‭ ‬المهارة‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬تؤكده‭ ‬جميع‭ ‬الدراسات‭ ‬والبحوث‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬سعيها‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬المتعلق‭ ‬بالتعليم،‭ ‬والذي‭ ‬ينص‭ ‬في‭ ‬مقاصده‭ ‬الفرعية‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تطوير‭ ‬المخرجات‭ ‬التربوية‭ ‬الأساسية‭.‬