المؤسسة تعتمد على التبرعات وتوظف 3500 شخص

جلالة الملك يمنح جائزة عيسى لخدمة الإنسانية ل “إدهى الخيرية” الباكستانية

| المنامة - بنا

عملها‭ ‬يشمل‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬والقوميات‭ ‬دون‭ ‬تمييز العاهل‭ ‬يشيد‭ ‬بجهود‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأفراد‭ ‬ممن‭ ‬تقدموا‭ ‬لنيل‭ ‬الجائزة‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الرابعة الجائزة‭ ‬بذكراها‭ ‬العطرة‭ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬لاستكشاف‭ ‬المنجز‭ ‬الإنساني‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬العالمية

 

تفضّل‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وبحضور‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬فشمل‭ ‬برعايته‭ ‬الكريمة‭ ‬أمس‭ ‬الاحتفال‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬بمركز‭ ‬عيسى‭ ‬الثقافي‭ ‬لتقديم‭ ‬جائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الرابعة‭ (‬2018‭ - ‬2019‭) ‬التي‭ ‬فازت‭ ‬بها‭ ‬مؤسسة‭ ‬“إدهي”‭ ‬الخيرية‭ ‬بجمهورية‭ ‬باكستان‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الخدمة‭ ‬الإنسانية‭. ‬

فلدى‭ ‬وصول‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الاستقبال،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬جائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭.‬

وفي‭ ‬بداية‭ ‬الاحتفال،‭ ‬عزف‭ ‬السلام‭ ‬الملكي‭.‬

وبعد‭ ‬تلاوة‭ ‬عطرة‭ ‬من‭ ‬آيات‭ ‬الذكر‭ ‬الحكيم،‭ ‬تفضّل‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬بإلقاء‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬التالية‭:‬

بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم

الحمد‭ ‬لله‭ ‬والصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬سيدنا‭ ‬محمد‭ ‬وعلى‭ ‬آله‭ ‬وصحبه‭ ‬أجمعين،‭ ‬

أصحاب‭ ‬السمو‭ ‬والمعالي‭ ‬والسعادة،‭ ‬ضيوفنا‭ ‬الكرام‭..‬

السلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭..‬

بكل‭ ‬اعتزاز،‭ ‬نحتفي‭ ‬معكم‭ ‬اليوم‭ ‬بالنتائج‭ ‬الطيبة‭ ‬لأعمال‭ ‬الدورة‭ ‬الرابعة‭ ‬لجائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬السائرة‭ ‬بخطوات‭ ‬واثقة‭ ‬وموفقة‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬أمرنا‭ ‬بتأسيسها‭ ‬قبل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬وعلى‭ ‬نهج‭ ‬يختزل‭ ‬ما‭ ‬آمن‭ ‬به‭ ‬والدنا‭ ‬الراحل،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬وعمل‭ ‬من‭ ‬أجله‭. ‬فهو‭ ‬من‭ ‬تفانى‭ ‬طوال‭ ‬عهده‭ ‬في‭ ‬حمل‭ ‬لواء‭ ‬السلام،‭ ‬وعرف‭ ‬بمناداته‭ ‬وسعيه‭ ‬لتحقيق‭ ‬إخاء‭ ‬شامل‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬مرسخًا‭ ‬بذلك‭ ‬النهج،‭ ‬سمة‭ ‬التسامح‭ ‬الإنساني‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬البناء‭ ‬الحضاري‭ ‬لشعب‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأوقات‭ ‬والظروف‭. ‬

ومن‭ ‬هذه‭ ‬المسؤولية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬نحملها‭ ‬تجاه‭ ‬“قائد‭ ‬وطني‭ ‬عظيم”‭ ‬أنار‭ ‬بفكره‭ ‬وعطاءه‭ ‬مسيرة‭ ‬بلادنا،‭ ‬وثبت‭ ‬بعزمه‭ ‬أركان‭ ‬نهضتها‭ ‬المعاصرة،‭ ‬تأتي‭ ‬الجائزة،‭ ‬بذكراها‭ ‬العطرة‭ ‬وتوجهاتها‭ ‬الرحبة،‭ ‬كخير‭ ‬دليل‭ ‬لاستكشاف‭ ‬المنجز‭ ‬الإنساني‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬العالمية،‭ ‬الذي‭ ‬يعلي‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الإنسان‭ ‬ويضيف‭ ‬إليه‭ ‬أبعادا‭ ‬سامية،‭ ‬ويجعل‭ ‬من‭ ‬خدمة‭ ‬البشرية‭ ‬والتضحية‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬حمايتها‭ ‬واستمرارها‭ ‬واجبا‭ ‬إنسانيا‭ ‬مقدسا‭. ‬

‭ ‬ويسرنا،‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬أن‭ ‬نهنئ‭ ‬“مؤسسة‭ ‬إدهي‭ ‬الخيرية”‭ ‬بجمهورية‭ ‬باكستان‭ ‬الإسلامية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬على‭ ‬فوزها‭ ‬بالجائزة،‭ ‬وذلك‭ ‬نظير‭ ‬خدماتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬الجليلة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الخيرية‭ ‬والطبية‭ ‬والإغاثية‭. ‬مقدرين،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬القائمون‭ ‬عليها‭ ‬لاستمرار‭ ‬المؤسسة‭ ‬في‭ ‬حمل‭ ‬رسالتها‭ ‬النبيلة‭ ‬وكما‭ ‬تمنى‭ ‬لها‭ ‬مؤسسها‭ ‬الراحل،‭ ‬عبدالستار‭ ‬إدهي،‭ ‬الذي‭ ‬سيظل‭ ‬اسمه‭ ‬خالدًا‭ ‬بتضحياته،‭ ‬وسيبقى‭ ‬عطاؤه‭ ‬نموذجًا‭ ‬استثنائيًّا‭ ‬للعمل‭ ‬الإنساني‭ ‬الرفيع‭. ‬

ونود‭ ‬هنا‭ ‬بكل‭ ‬تقدير‭ ‬وإعجاب،‭ ‬أن‭ ‬نشيد‭ ‬بجهود‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأفراد‭ ‬ممن‭ ‬تقدموا‭ ‬لنيل‭ ‬الجائزة‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الرابعة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬بلدان‭ ‬العالم،‭ ‬وبالذات‭ ‬من‭ ‬تميز‭ ‬عملهم‭ ‬ونافس‭ ‬على‭ ‬الجائزة‭ ‬حتى‭ ‬مراحل‭ ‬التحكيم‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وهو‭ ‬تحكيم‭ ‬نحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتولاه‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬والاستشاريين‭ ‬الدوليين،‭ ‬مستندين‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أدق‭ ‬المعايير‭ ‬العلمية‭.‬

ولابد‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬من‭ ‬التوقف،‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الامتنان،‭ ‬أمام‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬الجائزة،‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬لافت‭ ‬وإدارة‭ ‬متميزة‭ ‬لأعمال‭ ‬الجائزة‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها،‭ ‬مشيدين‭ ‬كذلك،‭ ‬بدوره‭ ‬وإنجازاته‭ ‬المخلصة‭ ‬خلال‭ ‬مسيرة‭ ‬عمله‭ ‬الحافلة،‭ ‬وأثناء‭ ‬قربه‭ ‬من‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭.‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬نكرّر‭ ‬تهانينا‭ ‬لمؤسسة‭ ‬إدهي‭ ‬التي‭ ‬نتمنى‭ ‬لها‭ ‬دوام‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬تأدية‭ ‬رسالتها‭ ‬النبيلة،‭ ‬معربين‭ ‬عن‭ ‬شكرنا‭ ‬الخالص‭ ‬للجهود‭ ‬الحثيثة‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمناء‭ ‬ولجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬والأمانة‭ ‬العامة،‭ ‬التي‭ ‬أثمرت‭ ‬عن‭ ‬وصول‭ (‬جائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭) ‬لما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬مستحقة،‭ ‬ولتكون‭ ‬استذكارًا‭ ‬دائم‭ ‬التوهج‭ ‬للمسيرة‭ ‬المباركة‭ ‬لوالد‭ ‬الجميع،‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬تغمده‭ ‬الله‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جنانه،‭ ‬والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭.‬

محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭: ‬المؤسسة‭ ‬استحقت‭ ‬بجدارة‭ ‬حمل‭ ‬جائزة‭ ‬“الأب‭ ‬الحنون”

كما‭ ‬ألقى‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬جائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬كلمة‭ ‬قال‭ ‬فيها‭:‬

بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم

حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه

صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد،‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى،‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬

أصحاب‭ ‬السمو‭ ‬والمعالي‭ ‬والسعادة

حضرات‭ ‬السيدات‭ ‬والسادة

الحضور‭ ‬الكريم‭..‬

إن‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬سيبقى‭ ‬معنا،‭ ‬بالقلب‭ ‬والذكرى‭ ‬وفعل‭ ‬الخير،‭ ‬هو‭ ‬الوالد‭ ‬الذي‭ ‬لروحه،‭ ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬مولده،‭ ‬خصصتم‭ ‬يا‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬جائزة‭ ‬تليق‭ ‬بما‭ ‬اتصف‭ ‬به‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬أخلاق‭ ‬وصفات‭ ‬التواضع‭ ‬والعطف‭. ‬

جائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬التي‭ ‬كم‭ ‬يشرفني‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬مؤتمنًا‭ ‬على‭ ‬ترؤسها‭ ‬بتوجيه‭ ‬من‭ ‬جلالتكم‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬عالمية،‭ ‬لما‭ ‬يسكن‭ ‬قلب‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬وخلجات،‭ ‬فهو‭ ‬الأب‭ ‬الحنون،‭ ‬مواسي‭ ‬المرضى‭ ‬والقريب‭ ‬من‭ ‬الضعيف،‭ ‬كريم‭ ‬النفس‭ ‬فاعل‭ ‬الخير،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الصفات‭ ‬جعلت‭ ‬منه‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬تخلد‭ ‬ذكراه‭ ‬جائزة‭ ‬تهتم‭ ‬بالإنسان‭ ‬أيًّا‭ ‬يكن‭ ‬أصله،‭ ‬ومن‭ ‬أي‭ ‬لون‭ ‬انحدر،‭ ‬ولأي‭ ‬بلد‭ ‬انتمى‭. ‬

يتم‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دورة‭ ‬من‭ ‬دورات‭ ‬الجائزة‭ ‬الممتدة‭ ‬لعامين‭ ‬تجسيدًا‭ ‬لذكراه‭ ‬العطرة،‭ ‬واستذكارًا‭ ‬لشمائله‭ ‬وسجاياه‭ ‬وكريم‭ ‬صفاته‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنسى‭ ‬أو‭ ‬تغيب‭ ‬عن‭ ‬ذاكرة‭ ‬الذين‭ ‬عاشوا‭ ‬عهده،‭ ‬وتعرفوا‭ ‬على‭ ‬شخصه‭ ‬أميرًا‭ ‬وإنسانًا‭.‬

إننا‭ ‬اليوم‭ ‬وفي‭ ‬النسخة‭ ‬الرابعة‭ ‬للجائزة،‭ ‬أصالة‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬وباسم‭ ‬مجلس‭ ‬أمنائها‭ ‬ولجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬أعرب‭ ‬عن‭ ‬أصدق‭ ‬عبارات‭ ‬الشكر‭ ‬على‭ ‬تفضل‭ ‬جلالتكم‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬برعاية‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬التي‭ ‬يزيد‭ ‬حضوركم‭ ‬من‭ ‬أهميتها‭ ‬ومعناها،‭ ‬إذ‭ ‬تعكس‭ ‬غنى‭ ‬وعمق‭ ‬رؤيتكم‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتمحور‭ ‬عهدكم‭ ‬حول‭ ‬“الإنسان”‭ ‬وحاجاته،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تظهر‭ ‬أهمية‭ ‬“جائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية”‭ ‬والتي‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬استمرارية‭ ‬واستدامة‭ ‬لحكم‭ ‬قائد‭ ‬ينبض‭ ‬قلبه‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬خطوات‭ ‬شعبه،‭ ‬القريب‭ ‬منه،‭ ‬ومن‭ ‬وجدانه‭. ‬

ما‭ ‬أحوجنا‭ ‬اليوم،‭ ‬في‭ ‬مجتمعات‭ ‬العالم‭ ‬حيث‭ ‬الإنسانية‭ ‬خجولة‭ ‬بحضورها‭ ‬ومكسورة‭ ‬بنسيانها،‭ ‬إلى‭ ‬لفتة‭ ‬تعكس‭ ‬ما‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬جذور‭ ‬في‭ ‬احترام‭ ‬الإنسان،‭ ‬والتآلف‭ ‬الذي‭ ‬يجمل‭ ‬حياة‭ ‬وتاريخ‭ ‬مدننا‭ ‬ومجتمعاتنا‭. ‬ما‭ ‬أحوجنا‭ ‬إلى‭ ‬جائزة‭ ‬تعيد‭ ‬للفرد‭ ‬إنسانيته،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬عمل‭ ‬الخير‭ ‬وتأصيل‭ ‬قيم‭ ‬الانفتاح‭ ‬والتعايش‭ ‬والسلام‭ ‬وهي‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬تفخر‭ ‬بها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭. ‬

إن‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمناء‭ ‬قاموا،‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬للجائزة،‭ ‬وبعد‭ ‬التشاور‭ ‬والدراسة‭ ‬وتوخي‭ ‬الدقة‭ ‬والحياد‭ ‬والإنصاف،‭ ‬باختيار‭ ‬اسم‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬يحمل‭ ‬جائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بنسختها‭ ‬الرابعة،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬الجميع‭ ‬ليتوصل‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬لولا‭ ‬حرصكم‭ ‬ومتابعتكم‭ ‬لسير‭ ‬العمل،‭ ‬بهدف‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬النتيجة‭ ‬لائقة‭ ‬بالجائزة‭ ‬وما‭ ‬تمثله‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬إنسانية‭ ‬عليا‭. ‬

إن‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬الجائزة‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬بفوز‭ ‬مؤسسة‭ ‬عبدالستار‭ ‬ادهي‭ ‬الخيرية‭ ‬بجمهورية‭ ‬باكستان‭ ‬الإسلامية‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬والاستفسار‭ ‬والشفافية‭ ‬والمهنية‭ ‬في‭ ‬الاختيار،‭ ‬يعكس‭ ‬توفر‭ ‬شروط‭ ‬الاستحقاق‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬المختارة‭ ‬كي‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬الجائزة‭ ‬بنسختها‭ ‬الرابعة‭. ‬

إن‭ ‬مؤسسة‭ ‬عبدالستار‭ ‬ادهي‭ ‬هي‭ ‬المشروع‭ ‬الأجدر‭ ‬بالفوز‭ ‬بالجائزة‭ ‬تقديرًا‭ ‬واعترافًا‭ ‬وتكريمًا‭ ‬لما‭ ‬قدمته‭ ‬وتقدمه‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬وأعمال‭ ‬إنسانية‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬أنحاء‭ ‬باكستان‭ ‬شملت‭ ‬إسعاف‭ ‬المرضى‭ ‬وإغاثة‭ ‬المنكوبين‭ ‬ومساعدة‭ ‬المحتاجين‭ ‬الضعفاء‭ ‬وإيواء‭ ‬المشردين‭ ‬وتعليم‭ ‬الأطفال‭ ‬الفقراء‭ ‬وإنقاذهم‭ ‬من‭ ‬الضياع‭ ‬والانحراف،‭ ‬أكدت‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬زيارة‭ ‬ميدانية‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للجائزة‭ ‬وأحد‭ ‬أعضاء‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬الموقرين‭. ‬

نبارك‭ ‬للمؤسسة‭ ‬هذا‭ ‬الفوز‭ ‬ذاكرين‭ ‬بالخير‭ ‬عزيمة‭ ‬ومثابرة‭ ‬مؤسسها‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬ومتمنين‭ ‬التوفيق‭ ‬للقائمين‭ ‬عليها‭ ‬نحو‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الخير‭ ‬والعطاء،‭ ‬ونعرب‭ ‬عن‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬السيدة‭ ‬جميلة‭ ‬محمود،‭ ‬والدكتور‭ ‬اشوتا‭ ‬سامنتا‭ ‬والدكتور‭ ‬عمر‭ ‬عزت‭ ‬سلامة‭ ‬الذين‭ ‬فازت‭ ‬مؤسساتهم‭ ‬بالجائزة‭ ‬في‭ ‬دوراتها‭ ‬الثلاث‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬عبروا‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬وعبارات‭ ‬طيبة‭ ‬تجاه‭ ‬الجائزة‭ ‬وإسهامها‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬وزيادة‭ ‬أنشطتهم‭ ‬وأعمالهم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬مؤكدين‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬التواصل‭ ‬معهم‭ ‬لتطابق‭ ‬أعمالهم‭ ‬الخيرية‭ ‬والإنسانية‭ ‬مع‭ ‬الأهداف‭ ‬النبيلة‭ ‬للجائزة‭.‬

وانتهز‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬العزيزة‭ ‬علينا‭ ‬جميعًا‭ ‬لأعرب‭ ‬عن‭ ‬بالغ‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الخيرية‭ ‬الملكية‭ ‬لدعمها‭ ‬ومساندتها‭ ‬لجائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتوجه‭ ‬بالشكر‭ ‬لضيوفنا‭ ‬الكرام‭ ‬لمشاركتهم‭ ‬لنا‭ ‬حفل‭ ‬التكريم‭.‬

كما‭ ‬أقدم‭ ‬الشكر‭ ‬لأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬الجائزة‭ ‬ولجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬والأمانة‭ ‬العامة،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬عملنا‭ ‬الإنساني‭ ‬النبيل،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬توجيهات‭ ‬جلالتكم‭ ‬السديدة‭ ‬والموفقة‭ ‬بعون‭ ‬الله‭.‬

ويبقى‭ ‬أن‭ ‬نتمنى‭ ‬الاستمرارية‭ ‬للجائزة‭ ‬التي‭ ‬تشرق‭ ‬صفحة‭ ‬مضيئة‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬تاريخنا‭ ‬المعاصر‭ ‬الذي‭ ‬يولي‭ ‬الإنسان‭ ‬أولوية‭ ‬ويضع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬المنحازة‭ ‬للإنسانية،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬وحقوق،‭ ‬استجابة‭ ‬لدعوة‭ ‬من‭ ‬“عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬“‭ ‬لعالم‭ ‬أجمل،‭ ‬يعمه‭ ‬السلام‭ ‬والإخاء‭ ‬والطمأنينة‭.‬

وفقنا‭ ‬الله‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬الإنسانية‭ ‬جمعاء،‭ ‬والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭. ‬

بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬شاهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬والحضور‭ ‬فيلمًا‭ ‬وثائقيًّا‭ ‬تناول‭ ‬سيرة‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬بعنوان‭ ‬“شعلة‭ ‬لا‭ ‬تنطفئ”‭.‬

عبدالستار‭ ‬أدهي‭: ‬محنة‭ ‬أمه‭ ‬جعلته‭ ‬يفكّر‭ ‬بالمرضى‭ ‬المعوزين

ثم‭ ‬ألقت‭ ‬آوا‭ ‬ماري‭ ‬كول‭ - ‬سيك‭ ‬وهي‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬لجائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الرابعة‭ ‬كلمة‭ ‬قالت‭ ‬فيها‭:‬

صاحب‭ ‬الجلالة،‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البحرين

صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي،‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة

ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى،‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء

أصحاب‭ ‬السعادة

السيدات‭ ‬والسادة

إنه‭ ‬لشرف‭ ‬كبير‭ ‬أن‭ ‬أتوجّه‭ ‬إليكم‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬بكلمتي‭ ‬هذه

صاحب‭ ‬الجلالة‭.. ‬

تجسّد‭ ‬جائزة‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬للخدمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬رؤية‭ ‬جلالتكم،‭ ‬وما‭ ‬تتحلى‭ ‬به‭ ‬قيادتكم‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬إنسانية‭ ‬رفيعة‭. ‬وأود،‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬أعضاء‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم،‭ ‬أن‭ ‬أتوجّه‭ ‬لجلالتكم‭ ‬بأسمى‭ ‬آيات‭ ‬الشكر‭ ‬والعرفان‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬تقومون‭ ‬به‭ ‬لإبراز‭ ‬وتشجيع‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬لدى‭ ‬الأشخاص‭ ‬الخيريين‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعهم‭ ‬لتقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬للآخرين،‭ ‬محط‭ ‬تقدير‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يعج‭ ‬بالأزمات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والحروب،‭ ‬والصراعات،‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية،‭ ‬والفقر،‭ ‬وعدم‭ ‬المساواة،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الملايين‭.‬

وأجمل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬نزاهتها،‭ ‬وحياديتها،‭ ‬وتجنبها‭ ‬لمزالق‭ ‬السياسة،‭ ‬وتركيزها‭ ‬على‭ ‬تكريم‭ ‬الأشخاص‭ ‬الاستثنائيين‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بتغييرات‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم،‭ ‬وأعتقد‭ ‬اعتقادًا‭ ‬راسخًا‭ ‬أن‭ ‬الاعتراف‭ ‬الدولي‭ ‬والتقدير‭ ‬العام‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬ينصرف‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬النجوم‭ ‬والمشهورين،‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يقدمون‭ ‬تضحيات‭ ‬لمساعدة‭ ‬المحتاجين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعمال‭ ‬ملموسة‭ ‬ذات‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الإنسانية‭.‬

صاحب‭ ‬الجلالة،

نعرب‭ ‬عن‭ ‬خالص‭ ‬امتناننا‭ ‬للثقة‭ ‬التي‭ ‬أوليتموها‭ ‬لنا‭ ‬لاختيار‭ ‬مرشحي‭ ‬القائمة‭ ‬النهائية‭ ‬لهذه‭ ‬الجائزة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المرموقة،‭ ‬وإنه‭ ‬يسرني‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬منح‭ ‬جائزة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسة‭ ‬عبدالستار‭ ‬إيدهي‭.‬

وعبدالستار‭ ‬إيدهي،‭ ‬الذي‭ ‬واجه‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬المرض‭ ‬الذي‭ ‬عانت‭ ‬منه‭ ‬والدته،‭ ‬وقد‭ ‬ولدت‭ ‬لديه‭ ‬تجربته‭ ‬في‭ ‬رعايتها‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬جمعية‭ ‬خيرية‭ ‬لمساعدة‭ ‬الفقراء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وقد‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬بقوله‭: ‬

“دفعتني‭ ‬محنة‭ ‬أمي‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬ولا‭ ‬يجدون‭ ‬من‭ ‬يساعدهم”

بدأ‭ ‬عبدالستار‭ ‬إيدهي‭ ‬مشروعه‭ ‬الخيري‭ ‬بشراء‭ ‬شاحنة‭ ‬خفيفة‭ ‬استخدمها‭ ‬كسيارة‭ ‬إسعاف،‭ ‬وغدت‭ ‬“سيارة‭ ‬الفقراء”،‭ ‬التي‭ ‬تنقل‭ ‬الأشخاص‭ ‬المحتاجين‭ ‬إلى‭ ‬أقرب‭ ‬مستشفى‭. ‬وخطوة،‭ ‬خطوة،‭ ‬أدت‭ ‬جهوده‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬مؤسسة‭ ‬إيدهي،‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬أكبر‭ ‬مؤسسة‭ ‬رعاية‭ ‬غير‭ ‬ربحية‭ ‬في‭ ‬باكستان‭.‬

تعتمد‭ ‬مؤسسة‭ ‬إيدهي،‭ ‬اعتمادًا‭ ‬كاملًا،‭ ‬على‭ ‬المنح‭ ‬والتبرعات،‭ ‬وتوظف‭ ‬3500‭ ‬شخص،‭ ‬ولديها‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المتطوعين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد،‭ ‬وتقدم‭ ‬خدمات‭ ‬الإسعاف‭ ‬والرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬المستشفيات،‭ ‬ومراكز‭ ‬الرعاية‭ ‬المجانية،‭ ‬ومراكز‭ ‬إعادة‭ ‬التأهيل،‭ ‬والمنازل؛‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬تبني‭ ‬الأطفال،‭ ‬والمراكز‭ ‬التعليمية‭.‬

‭ ‬ويغطي‭ ‬عمل‭ ‬مؤسسة‭ ‬إيدهي‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬والقوميات‭ ‬دون‭ ‬تمييز،‭ ‬حتى‭ ‬غدا‭ ‬مؤسسها‭ ‬رمزًا‭ ‬للخير‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬الشعب،‭ ‬وأصبح‭ ‬الناس‭ ‬يسمونه‭ ‬“ملاك‭ ‬الرحمة”‭ ‬و”أب‭ ‬الفقراء”‭.‬

‭ ‬ولم‭ ‬ينس‭ ‬عبدالستار‭ ‬إيدهي‭ ‬الأشخاص‭ ‬خارج‭ ‬الباكستان،‭ ‬فقد‭ ‬قدمت‭ ‬المؤسسة‭ ‬الإغاثة‭ ‬في‭ ‬أفريقيا،‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وآسيا،‭ ‬وأوروبا‭ ‬الشرقية،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التبرعات‭ ‬بسيارات‭ ‬الإسعاف،‭ ‬وتوفير‭ ‬الغذاء،‭ ‬والموارد‭ ‬المالية،‭ ‬والمساعدة‭ ‬المباشرة‭ ‬للاجئين‭ ‬ولضحايا‭ ‬الأعاصير‭ ‬والفيضانات‭.‬

كان‭ ‬عبدالستار‭ ‬إيدهي‭ ‬بطل‭ ‬الفقراء‭ ‬ومغيثهم‭ ‬في‭ ‬الباكستان،‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وأحبه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عرفه‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الطبقات‭ ‬والشرائح‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وقد‭ ‬أقيمت‭ ‬له‭ ‬جنازة‭ ‬رسمية‭ ‬مهيبة،‭ ‬وتم‭ ‬إعلان‭ ‬الحداد‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬الباكستان‭ ‬إثر‭ ‬وفاته‭. ‬

الرحمة‭ ‬لروحه‭ ‬الطاهرة‭ ‬والسلام‭.‬

وتواصل‭ ‬زوجته‭ ‬وأبنائه،‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬دائمًا‭ ‬إلى‭ ‬جانبه،‭ ‬رسالته‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬بعده‭. ‬

صاحب‭ ‬الجلالة‭..‬

وقبل‭ ‬ختام‭ ‬كلمتي‭ ‬هذه،‭ ‬أتوجّه‭ ‬بالشكر‭ ‬إلى‭ ‬سمو‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬الجائزة‭ ‬وأعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬والأمين‭ ‬العام‭ ‬الذين‭ ‬جعلوا‭ ‬عملنا‭ ‬مثمرًا‭ ‬وإقامتنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الطيب‭ ‬إقامة‭ ‬رائعة‭. ‬مع‭ ‬أسمى‭ ‬آيات‭ ‬الشكر‭ ‬والاحترام‭ ‬والتقدير‭.‬

بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬عرض‭ ‬فيلم‭ ‬وثائقي‭ ‬خاص‭ ‬بمنجزات‭ ‬الفائزة‭ ‬بجائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭ (‬مؤسسة‭ ‬إدهي‭ ‬الخيرية‭ ‬بجمهورية‭ ‬باكستان‭ ‬الإسلامية‭ ‬–‭ ‬عزيمة‭ ‬رجل‭) ‬والذي‭ ‬تناول‭ ‬أعمالها‭ ‬وأنشطتها‭ ‬الخيرية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬أكبر‭ ‬مؤسسة‭ ‬خيرية‭ ‬باكستانية‭ ‬معروفة‭ ‬على‭ ‬النطاق‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الخدمة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ويغطي‭ ‬عملها‭ ‬كل‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الملل‭ ‬والأديان‭ ‬والجنسيات‭ ‬دون‭ ‬تفريق،‭ ‬وأسسها‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬المعروف‭ ‬الراحل‭ ‬عبدالستار‭ ‬إدهي،‭ ‬وهو‭ ‬فاعل‭ ‬خير‭ ‬وناشط‭ ‬اجتماعي‭ ‬وزاهد‭ ‬باكستاني‭ ‬معروف‭ ‬بـ‭ ‬“أبو‭ ‬الفقراء”و‭ ‬”ملاك‭ ‬الرحمة”،‭ ‬حيث‭ ‬كرس‭ ‬حياته‭ ‬لخدمة‭ ‬البشر‭ ‬الأكثر‭ ‬فقرًا‭. ‬

فيصل‭ ‬عبدالستار‭: ‬نشكر‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وحصولنا‭ ‬عليها‭ ‬شرف‭ ‬لنا‭ ‬ولشعب‭ ‬باكستان

بعدها‭ ‬تفضل‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬بتقديم‭ ‬جائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬فيصل‭ ‬عبدالستار‭ ‬إدهي،‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬مؤسسة‭ ‬“إدهي”‭ ‬الخيرية‭ ‬بجمهورية‭ ‬باكستان‭ ‬الإسلامية‭ ‬الفائزة‭ ‬بالجائزة‭.‬

‭ ‬ثم‭ ‬ألقى‭ ‬فيصل‭ ‬عبدالستار‭ ‬إدهي‭ ‬كلمة‭ ‬مؤسسة‭ ‬“إدهي”‭ ‬الخيرية‭ ‬بجمهورية‭ ‬باكستان‭ ‬الإسلامية‭ ‬كلمة‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭:‬

صاحب‭ ‬الجلالة،‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البحرين

صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي،‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬ونائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى،‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء

السادة‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء‭ ‬ولجنة‭ ‬التحكيم،‭ ‬السيدات‭ ‬والسادة‭..‬

إنه‭ ‬لشرف‭ ‬عظيم‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬هنا‭ ‬بينكم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لاستلام‭ ‬جائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭. ‬شكرًا‭ ‬لكم‭ ‬جميعًا‭ ‬على‭ ‬كرمكم‭ ‬وحسن‭ ‬استقبالكم‭ ‬وضيافتكم‭.‬

يسعدني‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬أمثّل‭ ‬مؤسسة‭ ‬ايدهي‭ (‬Edhi‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬تشرفت‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الرابعة‭. ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬المرموقة‭ ‬التي‭ ‬أسست‭ ‬لتخليد‭ ‬ذكرى‭ ‬أمير‭ ‬البحرين‭ ‬الراحل،‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬كمساهمة‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬لتشجيع‭ ‬الأعمال‭ ‬والمبادرات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬مكانا‭ ‬أفضل‭ ‬للعيش‭.‬

بدأ‭ ‬والدي،‭ ‬عبدالستار‭ ‬إيدهي،‭ ‬مهمته‭ ‬الإنسانية‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬عقود‭ ‬في‭ ‬كراتشي‭ ‬باكستان‭ ‬عبر‭ ‬بناء‭ ‬عيادة‭ ‬طبية‭ ‬ثم‭ ‬أضاف‭ ‬سيارة‭ ‬إسعاف،‭ ‬ثم‭ ‬توسع‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مجالات‭ ‬الرعاية‭ ‬والإغاثة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬خدمة‭ ‬الإسعاف،‭ ‬والملاجئ،‭ ‬والأكفان‭ ‬والقبور،‭ ‬وتبني‭ ‬الأطفال،‭ ‬وخدمة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الأشخاص‭ ‬المفقودين،‭ ‬ومدارس‭ ‬التمريض‭. ‬وذلك‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬باكستان‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لكوارث‭ ‬طبيعية‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

وهذه‭ ‬الجائزة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬ستخلد‭ ‬اسمه‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬وذاكرة‭ ‬أولئك‭ ‬المستفيدين‭ ‬منها‭.‬

ويسعدني‭ ‬أن‭ ‬أقتبس‭ ‬من‭ ‬كلماته‭ ‬حول‭ ‬مفاتيح‭ ‬النجاح‭ ‬لأي‭ ‬شخص،‭ ‬وهي‭: ‬الانضباط‭ ‬والبساطة‭ ‬وقول‭ ‬الحقيقة‭ ‬دائما‭ ‬والعمل‭ ‬بجد‭.‬

أمضى‭ ‬حياته‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬البشرية‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬عامل‭ ‬بهذه‭ ‬الركائز؛‭ ‬ناشرًا‭ ‬للسلام،‭ ‬فوحده‭ ‬السلام‭ ‬يجلب‭ ‬الوئام‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬وفي‭ ‬الختام،‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أعرب‭ ‬عن‭ ‬شكري‭ ‬وتقديري‭ ‬لأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء‭ ‬وهيئة‭ ‬المحلفين‭ ‬والأمانة‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬جهودهم‭ ‬المبذولة‭ ‬وأعمالهم‭ ‬الخيرة‭. ‬بالنيابة‭ ‬عن‭ ‬مؤسسة‭ ‬ايدهي،‭ ‬أود‭ ‬أنا‭ ‬وعائلتي‭ ‬أن‭ ‬نتقدم‭ ‬بالشكر‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وجائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬عبدالستار‭ ‬ايدهي‭ ‬وشعب‭ ‬باكستان‭ ‬بالحصول‭ ‬عليها‭. ‬شكرًا‭ ‬لكم‭ ‬جميعًا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬شكرًا‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭. ‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬الحفل،‭ ‬غادر‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬العاهل‭ ‬مودّعًا‭ ‬بما‭ ‬استقبل‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬حفاوة‭ ‬وترحيب‭.‬

حضر‭ ‬الاحتفال‭ ‬كبار‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬المالكة‭ ‬الكريمة‭ ‬ورئيسا‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشورى‭ ‬والوزراء‭ ‬ورؤساء‭ ‬اللجان‭ ‬بمجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشورى‭ ‬وأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬جائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والمحافظون‭ ‬وكبار‭ ‬ضباط‭ ‬قوة‭ ‬الدفاع‭ ‬ووزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬والحرس‭ ‬الوطني‭ ‬ورجال‭ ‬السلك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬ورؤساء‭ ‬الجامعات‭ ‬ورؤساء‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬ممثلي‭ ‬مؤسسة‭ ‬“إدهي”‭ ‬الخيرية‭ ‬بجمهورية‭ ‬باكستان‭ ‬الإسلامية‭ ‬الفائز‭ ‬بجائزة‭ ‬عيسى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المدعوين‭.‬