عوامل مهنية وتطويرية جعلت البحرين مركزًا ماليًّا بالمنطقة

أول محافظ لـ“المركزي”: اللؤلؤ المورد الرئيس بالقرن العشرين

| المنامة - المصارف البحرينية

تناول‭ ‬أول‭ ‬محافظ‭ ‬بحريني‭ ‬للمصرف‭ ‬المركزي‭ ‬ووزير‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬الأسبق‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬حسن‭ ‬سيف،‭ ‬نشأة‭ ‬المهنة‭ ‬المصرفية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بالقول‭ ‬“في‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬كان‭ ‬المورد‭ ‬الرئيسي‭ ‬للدولة‭ ‬هو‭ ‬قطاع‭ ‬اللؤلؤ،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬تقوم‭ ‬باستخراجه‭ ‬وتصديره‭ ‬للخارج‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬وطالما‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬التمويل‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬عوامل‭ ‬النجاح‭ ‬التجاري‭. ‬فبحكمته‭ ‬ونظرته‭ ‬الثاقبة‭ ‬أصدر‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬ال‭ ‬خليفة‭ ‬–‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬آنذاك‭ - ‬أمره‭ ‬السامي‭ ‬بتأسيس‭ ‬أول‭ ‬بنك‭ ‬أجنبي،‭ ‬وهو‭ ‬البنك‭ ‬الشرقي‭ ‬المحدود‭ ‬بتاريخ‭ ‬11‭ ‬أغسطس‭ ‬1918‭. ‬وكانت‭ ‬أهم‭ ‬شروط‭ ‬الترخيص‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬طرأ‭ ‬أي‭ ‬خلاف‭ ‬بين‭ ‬البنك‭ ‬والزبون‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المحاكم‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وبموجب‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬القانون”‭. ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬أجرتها‭ ‬مع‭ ‬سيف‭ ‬جمعية‭ ‬مصارف‭ ‬البحرين،‭ ‬بمناسبة‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بمرور‭ ‬100‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭.‬

‭ ‬وأضاف‭ ‬الوزير‭ ‬الأسبق‭ ‬“عند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تطور‭ ‬البحرين‭ ‬كمركز‭ ‬مالي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التشديد‭ ‬على‭ ‬ذكر‭ ‬العوامل‭ ‬المهنية‭ ‬والتطويرية‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬تلك‭ ‬التجربة،‭ ‬وساهمت‭ ‬في‭ ‬إنجاحها،‭ ‬وهي‭: ‬الاستقرار‭ ‬الأمني‭ ‬والسياسي‭ ‬ووجود‭ ‬القانون‭ ‬والقضاء‭ ‬الشفافية‭ ‬المهنية‭ ‬والتشريعية‭ ‬ووجود‭ ‬كوادر‭ ‬مهنية‭ ‬محلية‭ ‬ذات‭ ‬الكفاءة‭ ‬العالية‭ ‬ووجود‭ ‬نظام‭ ‬اتصالات‭ ‬حديث‭ ‬وكفء‭ ‬وكذلك‭ ‬سهولة‭ ‬السفر‭ ‬والتنقل‭ ‬وتواجد‭ ‬مؤسسات‭ ‬قانونية‭ ‬وتدقيق‭ ‬مالي‭ ‬ومؤسسات‭ ‬تدريب‭ ‬مهني‭ ‬كفؤة”‭.‬

‭ ‬واستطرد‭ ‬“بأنه‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬البحرين‭ ‬تتميز‭ ‬بنوعية‭ ‬الحكم‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬علاقة‭ ‬وطيدة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬المطلقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬رموز‭ ‬الحكم‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬وحدة‭ ‬القيادة‭ ‬والصف،‭ ‬وسرعة‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬وكفاءة‭ ‬تنفيذه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬

‭ ‬وعن‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬البحرين‭ ‬إبان‭ ‬كونه‭ ‬محافظًا‭ ‬لمؤسسة‭ ‬النقد،‭ ‬قال‭ ‬سيف‭ ‬“من‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث،‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمرحلة‭ ‬المعاصرة،‭ ‬يمكن‭ ‬رصد‭ ‬الأحداث‭ ‬التالية‭: ‬أزمة‭ ‬سوق‭ ‬المناخ‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1982،‭ ‬والحرب‭ ‬الإيرانية‭ ‬العراقية‭ (‬80-1988‭)‬،‭ ‬وغزو‭ ‬العراق‭ ‬للكويت‭ ‬1990،‭ ‬وحرب‭ ‬تحرير‭ ‬الكويت‭ ‬1991،‭ ‬وتزوير‭ ‬العملة‭ ‬البحرينية‭ ‬الورقية‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬الـ20‭ ‬دينارًا‭. ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الأثر‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وبعضها‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭. ‬لكن،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬بيقظة‭ ‬وكفاءة‭ ‬الأجهزة‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬آثار‭ ‬الأحداث‭ ‬بجدارة‭ ‬والاستفادة‭ ‬بأخذ‭ ‬العبر‭ ‬منها”‭.‬

3‭ ‬محاور‭ ‬بالصناعة‭ ‬المصرفية

وذكر‭ ‬أن‭ ‬الصناعة‭ ‬المصرفية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬توزعت‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬محاور‭ ‬مفصلية‭ ‬هي‭: ‬العمل‭ ‬المصرفي‭ ‬بالتجزئة،‭ ‬والعمل‭ ‬المصرفي‭ ‬بالجملة،‭ ‬والعمل‭ ‬المصرفي‭ ‬الاستثماري”،‭ ‬مسترسلا‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬العمل‭ ‬المصرفي‭ ‬بالجملة،‭ ‬“لقد‭ ‬شهدت‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬تزايدًا‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬النفط‭... ‬ووفرة‭ ‬عائدات‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬للنفط،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬سببًا‭ ‬لإيجاد‭ ‬وسيلة‭ ‬لتدوير‭ ‬الوفرة‭ ‬في‭ ‬السيولة‭ ‬وخلق‭ ‬قنوات‭ ‬مصرفية‭ ‬جديدة‭ ‬لاستثمار‭ ‬تلك‭ ‬الوفرة‭. ‬لقد‭ ‬أدركت‭ ‬مؤسسة‭ ‬نقد‭ ‬البحرين‭ ‬ضرورة‭ ‬تواجد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المصارف‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الملاءة‭ ‬المالية‭ ‬والخبرة‭ ‬لتلبية‭ ‬الحاجة‭ ‬الماسة‭. ‬ولذلك‭ ‬تم‭ ‬إيجاد‭ ‬تنظيم‭ ‬إداري‭ ‬ورقابي‭ ‬يجيز‭ ‬تواجد‭ ‬المصارف‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬للقيام‭ ‬بدور‭ ‬الائتمان‭ ‬والإقراض‭. ‬إن‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬البحرين،‭ ‬لم‭ ‬يكتب‭ ‬له‭ ‬النجاح‭ ‬لولا‭ ‬توفر‭ ‬قيادة‭ ‬مبصرة‭ ‬وشعب‭ ‬متجاوب‭.‬